أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - طويل جدا يا أبي














المزيد.....

طويل جدا يا أبي


أبو الكيا البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 04:32
المحور: كتابات ساخرة
    


الحسناء والوحش beauty and the beast عنوان لمسلسل تلفزيوني كان يبث قبل عقدين ونيف من السنين، تولى لعب أدواره الرئيسية لندا هاملتون التي لعبت دور كاترين ورون بيرلمان في دور فنسنت، وفي الوقت الذي كانت كاثي(كاثرين) حسناءا فلم يكن فنسنت وحشا، بل كان كائنا متحضرا شاعرا مرهفا، لكن المترجم أراد له أن يكون وحشا، فراح المشاهدون العرب يعدونه وحشا في الوقت الذي يتعاطفون معه كبطل، وبالمناسبة فقد أصبحت الحسناء من أهم أسماء الطماطم، والوحش من أسماء الباذنجان الذي يستنزف معظم زيت الطبخ الذي لا يوزع على المواطنين بكمية كافية أثناء الحصار الكوني على الشعب العراقي عقوبة للنظام وانتقاما للكويتيين، مما حدا بالسلطات إلى اعتقال من يتداول عبارة الحسناء والوحش.كان صدام حسين لا يجيد الإنكليزية ولا أية لغة أخرى على ما أظن، وكان شديد التحسب من مسألة الترجمة وهذا ما سبب حرجا شديدا للمترجمين الذين عملوا له.أذكر في إحدى المرات انه كان يتحدث إلى مجموعة من الأجانب وذكر أمرا يريد أن يقول فيه غيض من فيض أو قليل من كثير فراح يستعمل اللغة الدارجة فقال: وكما يقول أهلنا في الريف (من البعير اذنه )..لقد كان يكثر في لقاءاته المحلية ترديد الأمثال الريفية في الوقت الذي ينكر الناس كون هذه الأقوال هي من الموروث الريفي الشعبي في بلاد مابين النهرين..المهم انه سبب حرجا شديدا لمترجمه الأنيق الذي كان شكله بحق يعكس طبيعة مهنته ولا يعكس مقدار خوفه وهلعه من عدم رضا صدام عليه، وهذا أمر يقول صدام انه يستنتجه من مجرد النظر في عيون الآخرين.اجتهد المترجم بالقول from the camel its ear مما جعل الحاضرين ينظر بعضهم إلى بعض لعلهم يفقهوا المعنى.لم يكن المترجم جاهلا بأمور لغة العرب وشؤونها وفنونها ولا بلغة القوم وبيئتها ولكنها أوامر السيد الرئيس.كنت أتابع احد الأفلام الأجنبية من على الشاشة العراقية الوحيدة عمليا عندما قال احد الممثلين مودعا أباه so long dad إذ ترجمت في السابتايتل( طويل جدا يا أبي) ولا اعرف هل كان السيد الرئيس هو المسؤول عن هذه الترجمة أو ترجمة الحسناء المرأة والطماطم والوحش المسخ والشاعر كما كان السبب في ترجمة من البعير اذنه.لقد ظل البعير واذنه يشغل ببارعا.ن قادسيته المجيدة وأم معاركه وصول إلى الحواسم فراح يقطع آذان من تخلف عن الاشتراك بحروبه ويقطع السنة من قيل إن شتمه أو سبه وقتل من اختلف معه حتى إذا كان الشعب العراقي بأسره قرأت ذات مرة العنوان الرئيسي الكبير باللون الأحمر وعقيب الانتفاضة الشعبانية انتفاضة آذار في الصحف العراقية (الرئيس يعفو عن العراقيين...)لقد كان رحمه الله مترجما بارعا.لقد ترجم ما يفكر به إلى واقع ملموس مقابر جماعية في طول البلاد وعرضها.مازلت أرى سعدون الزبيدي آخر مترجمي صدام وقد أصبح سياسيا شانه شان معظم ساسة الفضائيات وقد استوعب الدرس اللغوي الأخير للرئيس ولكنني متأكد انه لم يستوعب الدرس السياسي البعثي وهو يحلم أن يكون له مترجم لم يتخرج في جامعة برمنكهام بل في جبال تورابورا ومدارس درعة في القرن قبل الماضي وربما قبله.وعلى ذكر الترجمة والمترجمون فان الاميركان يوظفون المترجين العراقيين لديهم برواتب مناسبة دون النظر إلى مؤهلاتهم العلمية أو اللغوية أو غيرها ولا اعرف كيف يقوم بعض هؤلاء الناس بأداء الترجمة ذلك العمل الشاق والدقيق وبعضهم لا يعرف كيف يترجم لوحة الدلالة المرورية المثبتة على جانب الطريق والتي كتب عليها العظيم 15كم حيث المذبح ومعمل دباغة الجلود العراقية فخر الصناعة الوطنية.
أما أنا فشاني كشأن السيد السيستاني أدام الله ظله على رؤوس المسلمين عامة وأتباع أهل البيت خاصة فلا شان له ولي بما يحصل للناس ولا المترجمين ولا للزوار في كربلاء ولا السواح في شرم الشيخ إلا إنني اختلف عنه في قضية الترجمة فقط رغم إنني ادعوه إلى الظهور في الملمات ليقول شيئا ما للناس الذين ينتظرونه قبل أن يظهر صاحب الزمان ليتكلم باللغة التي يجيدها أو لا يجيدها فان تطلب الأمر وجود مترجم فليكن ذلك ولكن ليس على غرار مترجم الحسناء والوحش أو طويل جدا يا أبي بل على طريقة من البعير اذنه. وأنا سأطلق على الكهرباء الحسناء إما الوحش فأمره موكول إلى الله...إليه المشتكى



#أبو_الكيا_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا... للأغبياء فقط
- أخطاء كهربائية في وقائع تاريخية
- شيوخ مرفوعون وإمام منصوب وشيعة مجرورون
- السيد احمد العراقي :أصعب جنسية لأفقر مواطن
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا(2)
- الشيخ شلندخ مقاربة سايكوبولوتيكية جنوبية جدا جدا
- خلص...الحل مع حسنة ملص !


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أبو الكيا البغدادي - طويل جدا يا أبي