أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد أبوعبيد - باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء














المزيد.....

باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 04:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


تأخر جداً القبض على شبكة الشعوذة الفضائية ، عفواً.. الفضائحية ، التي أفرغت ما في الجيْب "لعلمها ما في الغيب". الشبكة، ويوجد مثلها الكثير، تمارس عملها جهاراً، ليلا ونهاراً، فلا يستوجب الأمر تأخيراً ناجماً عن استقاء معلومات استخبارية، ولا زرع جواسيس للانقضاض على أفرادها، على غرار شبكات الدعارة أو اللصوصية والتهريب أو شبكات الإرهاب.
مسؤولية ديمومة عمل شبكات الشعوذة الفضائحية ردحاً من الزمن ملقاة على عاتق أكثر من طرف، بدءاً من مانحي تراخيص البث الفضائي ، مرورأً بدعوة رجال الإفتاء، الحقيقيين، الخجولة لمقاطعتها، والتلكؤ في إصدار فتوى بإجماع رجال الدين على تحريمها وتحريم التعامل معها، وصولا ً إلى المشاهدين أنفسهم الذين يبدو أن نفراً كبيرا منهم تنطلي عليهم الخدعة والحيلة باِسم الدِين وباسم الآيات القرآنية التي كانت تُتْلى خطأ .

وقفة تأملية متزنة مع أسباب نجاح شبكات الشعوذة في استقطاب المشاهدين، بجنسيْهم ، قد تفضي إلى تحليل متواضع مكنونه أن هؤلاء الذين يعانون مشكلات هم كالغريق الذي يتعلق بقشة، وفي مثل هذه الحالة قشة مغلّفة بالدين والقرآن. كما أن المرء قد يخلص إلى نتيجة مفادها أن أي شخص باسم الدين بمقدوره أن يمسي طبيبا ً ومفتيا ً وزعيماً، ليس بمهاراته ومواهبه، إنما بفعل المتلقي الذي تنطلي عليه الخدعة، والذي، لشحّ تفكيره وقصر نظره صوب الأمور، يسهّل الطريق على المشعوذين المتاجرين بالفرقان المُبِين حتى يتسللوا إلى وجدانيات وعواطف وعقول البشر وينخروها.

أحد الأقفال التي تغلق العقول أمام التأمل في الأمور وتحليلها هو استغلال الآيات القرآنية في سياقها الخاطئ، ولطالما قُتِل نقاش بسبب هذا النهج من قِبل من لا يحفظون إلا بضع آيات وأحاديث نبوية، يشهرونها سيفا في وجه من يطلق العنان لعقله كي يسبح مفكراً متأملا ً في فضاءات الدين والدنيا. لعل الأمثلة كثيرة على ذلك، منها، مثلا، من يجادل بزواج الرجل من أربع ولا يفهم سوى أن الشرع أباح ذلك مستشهداً بالآية القرآنية "فانكِحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثُلاث ورُباع "، فهذه هي تخوم فهمه من الآية من دون الولوج في جوف الظروف الموضوعية الناشئة والشروط العادلة .

باِسْم الدين وحفظ الآيات القرآنية ثلاثة يتعدّون على ثلاثة، وأحيانا يفوقونهم: شخص يدعي قدرته على شفاء الأمراض، خاصة المستعصية منها ، مستخفا بالسنوات الطوال التي يقضيها طالب الطب للحصول على إجازة تؤهله لممارسة الطب. وآخر يقدم نفسه على أنه رجل إفتاء من دون أن تسهد عيناه على أمهات الكتب باحثاً مُقارِناً مدققاً ومجتهداً. والثالث يصوّر نفسه زعيماً روحياً أو مجاهدا أو سياسياً، مستغلاً الدِين لأغراض حزبية أو عقائدية، وأحيانا شخصية .

الأنكى، أن هذه الثلاثية التي تغلّف نفسها بالقداسة المُجَرّم نقدها ومسّها، تنجح في خلق قاعدة شعبية لها، تتْبعها وتصدق دجلها بدلاً من أن تبني هذه القاعدة سدوداً في وجه سيول الكذب والخداع التي تمارسها هذه الثلاثية المختبئة في ثوب الدين، و تستميل عواطف البعض، وتتاجر وتجني المال على قاعدة المثل الشعبي "رزْق الهبل على المجانين".



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!
- مَن يتزوج مِن غير عذراء !
- لأننا مهووسون بالإثارة
- جرائم قَرَف
- وللسجناء حقوق جنسية
- فلسطينيو العراق…الصورة التجريدية
- -جريمة- ارتكبتها فتاة عربية
- المرأة ليست لحماً مكشوفاً للقطط
- السافرة أيضاً على خُلُق
- -سعودية-.. ونِعْمَ الفتاة
- اليهود ...التفكير سِرّ النجاح
- الباحثون عن - الجنس -
- هابيل يقاتل قابيل .. زُفوا النصر لإسرائيل
- مشاكل الفلسطينيين الداخلية لا تبرر عدم التضامن معهم
- P.B . ض . د
- الموت في سبيل ستار أكاديمي
- موعدكم مع فيلم السهرة ....
- الإغراء العربيّ المفترض في هوليوود
- -لا تستحمّي ليلا-
- أضغاث أحلام


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد أبوعبيد - باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء