أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ماذا بعد إنتخاب غول رئيساً لتركيا















المزيد.....

ماذا بعد إنتخاب غول رئيساً لتركيا


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


....... يعد إنتخاب عبدالله غول، أحد قادة حزب التنمية والعدالة الإجتماعية التركي، حدثاً تاريخياً بكل المعايير والمقياس، وإنعطافة حادة في المجتمع التركي، قد تترك أثارها بعيداً وعميقاً، ليس على تركيا وحدها، بل ربما تداعياتها وتأثيراتها ستطال كامل المنطقة فلأول مرة يصل إلى الرئاسة التركية، الدولة العلمانية التي أرسى دعائمها كمال أتاتورك، بعد سقوط الخلافة العثمانية عام 1923 ، رئيساً ذو أصول إسلامية، يتبنى أفكاراً ومبادىء تتعارض مع علمانية الدولة، ورغم أن غول في اداء قسم الرئاسة قال ، " أقسم امام الشعب التركي العظيم، أن أكوم مخلصاً للديمقراطية وللجمهورية العلمانية "، إلا أن غول يحمل مشروعاً فيه الكثير من التغيرات الثقافية والسياسية والتربوية، والتي ستثير نقاشاً وجدلاً في المجتمع التركي، وستعيد طرح السؤال من جديد داخل تركيا عن ديمقراطية العلمانيين في تقبل التيار الإسلامي كأحد مكونات الحياة في البلاد، وكذلك مدى أهلية المعسكر الغربي لإحترام الهوية الثقافية لشعوب الشرق ، ولعل المسألة الأهم لأمريكيا ودول الغرب ، بعد تولي منصب الرئاسة التركية من رئيس ذو أصول وأفكار إسلامية، هي علاقات تركيا الإقليمية وسياساتها في المنطقة، وليس حجاب سيدة القصر الأولى، والذي قيل ان غول فشل في نيل الثقة جولتين بسببه، كون ذلك يتعارض مع مبادىء الدستور التركي، فالغرب والأمريكيان بالتحديد يقيسون الأمور من زاوية مصالحهم ويرسمون سياساتهم بناء على ذلك، وهم ينظرون إلى تولي غول الرئاسة التركية كتيار إسلامي معتدل وكذلك النجاحات التي يحققها نفس التيار في المغرب، وتنامي قوة تيار الأخوان المسلمين في مصر، وما حدث في فلسطين من وصول حماس للسلطة ،وما يجري من تطورات وتغيرات في لبنان،على أنها تغيرات هامة وجوهرية في المنطقة والمجتمعين العربي والإسلامي، حيث أن هناك حديث وتقارير غربية، تقول بأن الفوضى والصراعات في منطقة الشرق الأوسط والحضارة الإسلامية، قد تتسبب في إندلاع حرب عالمية ثالثة، وهذا بحد ذاته يعكس حقداً دفينياً ونوايا إستعمارية وعنصرية تجاه المنطقة، حيث أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار وقتل وإذلال، وكذلك ما يجري في العراق وأفغنستان ولبنان يندرج في هذا السياق، وإذا ما أراد غول أن يحدث إستدارة في علاقات تركيا الخارجية، وإجراء عملية أسلمه في المجتمع التركي، فإنه من الوارد جداً أن يتم إستحضار ما جرى في الجزائر إلى شوارع أنقرة ، حيث عمد الجيش إلى الإنقلاب على نتائج العملية الديمقراطية، ومنع بالقوة جبهة الإنقاذ الإسلامية من تولى مقاليد الحكم ، وأغرقت الجزائر في حرب داخلية طاحنة، والتوجس والتخوف الأمريكي من غول قائم، كونه كان مسؤول العلاقات الخارجية التركية، وفي عهده ، وتحديدا بعد الغزو الأمريكي للعراق، مارست تركيا سياسات تميزت بالإستقلال النسبي عن السياسات الأمريكية والأطلسية في المنطقة، كما أن هويتها الثقافية مكنتها من التعبير عن تفاعلات الشارع التركي مع القضيتين العراقية والفلسطينية، وكذلك مد جسور الثقة مع كل من سوريا وإيران، وهناك توجس وتخوف آخر ليس عند الأمريكان والغرب وحدهم، بل عند العسكر والقوى العلمانية داخل تركيا نفسها ، وهو أن غول ذو الفكر الإسلامي، هناك مخاطر من أن يقوم بفرض رؤيته وفكره وثقافته على المجتمع التركي، فالرئيس وحسب الدستور التركي، يتمتع بصلاحيات واسعة، ومدة بقاءه في سدة الحكم هي سبع سنوات، ويستمر في ممارسة دوره وصلاحياته، وبغض النظر عن الحكومات تذهب وتجيء مع نهاية فترة ولايتها، والرئيس أيضاً له حق تثبيت التعينات وحجبها ، وكذلك تعيين رؤساء الجامعات، وبالتالي هذا يمهد لتشريع وفرض سياسة الحجاب على الجامعات – اللباس الشرعي - ، وأيضاً تتخوف المؤسسة العسكرية من تعزيز دور الدين في السياسة والحياة العامة، وهناك مسألة أخرى وهي حجاب زوجة الرئيس، والذي يعني أنها ستظهر محجبة في المناسبات العامة والقصر، وهنا تصبح المسألة أبعد من كونها غطاء للرأس وحرية شخصية، لكي تصبح نهجاً ورؤيا وثقافة، يتم تسييدها في المجتمع، حيث أن الظهور بغطاء الرأس في المناسبات العامة، يحرمه القانون والبرلمان والقصر الجمهوري للشخصيات العامة، ورغم ان حزب العدالة والتنمية الإجتماعية ،نجح في القيام بإصلاحات إجتماعية وسياسية حسب ما نصت عليه إتفاقية " كوبنهاجن " من أجل عضوية الإتحاد الأوروبي، إلا أن ما يهم أمريكيا وأوروبا الغربية بالأساس، هي السياسة الخارجية لغول، وتحديداً شكل وطبيعة العلاقة التركية مع دول الجوار، سوريا وإيران والعراق، والعلاقة التركية مع ما يسمى بالمؤسسات الدولية، وهي الخاضعة بالأساس للسيطرة الأمريكية مثل صندوق النقد والبنك الدوليين، ومدى الثبات والإستقرار في العلاقة مع إسرائيل وأمريكيا وأوروبا، ورغم ان حزب العدالة والتنمية يحافظ على علاقات جيدة مع المؤسسة العسكرية والقوى العلمانية منذ عام 2002، إلا أن ما سيبدو علية المشهد التركي، سيكون رهناً بالوضع الداخلي التركي والتطورات الإقليمية والدولية،مثلاً هل ستسلم القوى العلمانية والمؤسسة العسكرية بنتائج العملية الديمقراطية، أم ستستحضر " الأصابع الخفية" المثال والنموذج الجزائري إلى شوارع أنقرة ؟، وكذلك الردود الأمريكية والأوروبية على ما جرى في تركيا، هل تتقبل أمريكيا وأوروبا وصول قوى الإسلام السياسي إلى السلطة ؟، أم ستدفع بالمؤسسة العسكرية والقوى العلمانية إلى الإنقلاب على هذه القوى، وخصوصاً أن هذه القوى تحقق نجاحات ملموسة في العديد من الدول العربية والإسلامية ؟، وهل هذه القوى مستعدة للإعتراف بالمصالح الأمريكية والإحتفاظ بعلاقات وطيدة مع واشنطن وأوروبا الغربية ؟، وهل سيحاول غول تطبيق مشروعه الذي فيه الكثير من التغيرات الإجتماعية والثقافية والفكرية وحتى السياسية على المجتمع التركي ؟، وهل غول سيعمل على أسلمة المجتمع التركي ،أم سيحترم علمانية الدولة ويبقي على فصل الدين عن الدولة؟وهل ستصل الأمور إلى حد الصدام بين المؤسسة العسكرية والقوى العلمانية من جهة، وبين غول والقوى والأحزاب الأسلامية من جهة أخرى إرتباطاً بالجغرافيا والمصالح البعيدة، لهذا البلد الهام سياسياً وإقتصادياً وإستراتيجياً لتصل حد المواجهة والإحتراب الداخلي، وإستحضار النموذج الجزائري، أم أن النموذج التركي سيثبت قدرته على الإستمرار من خلال الآليات الديمقراطية والدستورية .
إن ما سيبدو عليه المدى الأبعد للمشهد التركي، رهن بالتطورات الإقليمية والدولية، وقدرة القوى العلمانية والإسلامية التركية على ضبط إيقاعاتها وخلافاتها على قاعدة وحدة المجتمع التركي الداخلية وفق قواسم مشتركة، وبما لا يدفع نحو تطور وتصاعد الخلافات بينهما ، وبما يمهد لإنقسام مجتمعي، يدخل البلاد في أتون الصراع والإحتراب الداخلي خدمة " لأجندات " وأولويات غير تركية .
بقلم :- راسم عبيدات
القدس – فلسطين
1/9/2007





#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس دفاعاً عن أسرى48 ، بل دفاعاً عن الحقيقة
- في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو على مصطفى
- شاطر .... شاطر ....
- في بوادر حسن النوايا الإسرائيلية
- بين سماحة الشيخ حسن نصر الله ووليد جنبلاط
- الساحة الفلسطينية ومسلسل الجواسيس
- القدس قبل عشرين عاماً
- القدس هجمة إسرائيلية
- ضيعونا ما بين غزة ورام الله
- الملف الفلسطيني بين - لافروف - و - رايس -
- أعراس - للفشخرة - والجاه الإجتماعي
- دور مؤسسات المجتمع المدني في الخروج من المأزق الفلسطيني الحا ...
- حسن النوايا / تمخض الجبل فولد فأراً
- فلسطينياً / المطلوب توحيد الجهد المبادراتي
- من مالكي بغداد إلى مالكي رام الله
- لا يجوز الإستقواء بمؤسسات فاقدة لشرعيتها
- بعد تحرير - آلن جونستون - المطلوب جمع سلاح العشائر و- طخيخة ...
- -أولمرت - وملف الأسرى الفلسطينيون
- قمة العقبة لم تزل حاجز العوجا ، وقمة شرم الشيخ لن تزل حاجز ح ...
- سياسة العصا والجزرة التي قوضت أوسلو ، هل تقوض حكومة الطوارىء ...


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ماذا بعد إنتخاب غول رئيساً لتركيا