أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بوش يوشك أن يفتح -صندوق باندورا-!















المزيد.....

بوش يوشك أن يفتح -صندوق باندورا-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2026 - 2007 / 9 / 2 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الآن، حيث الخريف على الأبواب، وحيث لم يبقَ لدى إدارة الرئيس بوش من خيار سوى أن تَزْرَع حيث تتساقط أوراق الشجر حتى يأتي المطر الجديد بزرع جديد، نتذكَّر، ونُذَكِّر إن نفعت الذكرى، بما نطق به كيسينجر عندما كان وهم النصر العظيم، في العراق، وبدءاً وانطلاقاً من العراق، يستبدُّ بعقل سيِّد البيت الأبيض، وجَعَل ذوي الألباب يحارون في تفسيره. لقد قال: "إنَّ الطريق إلى القدس تمرُّ ببغداد"!

إذا أرَدْنا للوهم أن يكون مُتَرْجِماً وشارحاَ ومُفسِّراً لهذا القول "العبري" البليغ لَفَهِمْناه على أنَّه دعوة للعرب إلى مساعدة الولايات المتحدة في "تحرير" بغداد قبل، ومن أجل، أن تساعدهم في تحرير القدس (الشرقية) من الاحتلال الإسرائيلي، وكأنَّه يَقْتَرِح "مقايضة" قوامها "أعطونا بغداد فنعطيكم القدس".

أمَّا "الحقيقة" التي يَنْطُق به قوله، وتفقأ العيون، وتَضْرِب على الأوهام بيد من حديد، فهي أنَّ استتباب سيطرة الولايات المتحدة على بغداد، أي على العراق، الذي أرادت له، عن وهم، أن يكون لها نسخة من ألمانيا، أو اليابان، أو كوريا الجنوبية، هو الطريق إلى الإبقاء على القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من العاصمة الأبدية للدولة اليهودية، التي كان كل ما يفيدها وينفعها حاضرا ومستقبلا، وعلى المستوى الاستراتيجي، هو جوهر كل التفكير السياسي ـ الاستراتيجي لكيسينجر.

اليوم اختلف كل شيء؛ وحان للولايات المتحدة ولنا أن نَنْظُر إلى كل ما اختلف بعيون مختلفة، فإدارة الرئيس بوش، التي انتهى بها التأليه السياسي للحراب إلى الجلوس فوقها، تبحث عمَّا يُمْكنه أن يكون طريقا لها إلى بغداد، حتى تتمكَّن من جَعْل الطريق إلى القدس تمرُّ ببغداد، أي حتى تتمكَّن من أن تؤسِّس للولايات المتحدة وجودا استراتيجيا (سياسيا وعسكريا واقتصاديا..) طويل الأمد في العراق، ومن أن تُهْدي إلى إسرائيل السلام الذي فيه، وبه، تستمر القدس الموحَّدة عاصمة أبدية لها.

إنَّها "الفرصة (الخريفية) الأخيرة"، التي إنْ لم يُوفَّق في اغتنامها كل الراغبين في اغتنامها فإنَّ الرياح، التي شرعت تشتد وتعنف، قد تجري بما يَجْعَل "نبوءة بوش" حقيقة واقعة، فالشرق الأوسط، الذي سعت إدارة الرئيس بوش في تجديده بما يُحقِّق "نبوءة كيسينجر" تلك، قد يتمخَّض عن "مَحْرَقة نووية"، أو "هولوكوست نووي"، إذا لم تتضافر الجهود على جَعْل الطريق إلى القدس التي تمرُّ ببغداد تمرُّ بطهران حيث تتهيَّأ الأسباب المؤدِّية، حتماً، على ما زعم الرئيس بوش، إلى "الهولوكوست النووي"، فـ "النازيَّة الإيرانية" تختلف عن "النازيَّة الألمانية" في أنَّ أفرانها نووية وليست بأفران غاز.

أمَّا خصم "النازيَّة الجديدة"، وهو الرئيس بوش، فلن يكون من شاكلة خصوم "النازية القديمة"، الذين بتقاعسهم، وتخاذلهم، وتردُّدهم، وضيق أُفْقِهم، مكَّنوا لهتلر في الأرض، وأسَّسوا لـ "محرقة اليهود"، التي، في سعيه إلى أن يكون هتلر الجديد، يُجادِل في أمرها نجاد، ويُشكِّك. وعليه، أعلن وأكَّد أنَّه لن يغادِر البيت الأبيض قبل أن يهدي إلى العالم نصرا على "النازيَّة الجديدة"، ويقي الشرق الأوسط، بالتالي، شرَّ "الهولوكوست النووي"!

لشعبه، الذي لا يرى في وعود النصر، ومحاولاته، سوى الهزيمة التي يَسْتَجْمِع لها سيَّد البيت الأبيض اليائس القانط المكابِر.. والمتهوِّر بالتالي، أسباب جَعْلِها عظيمة، أو عظمى، أي في حجم يَعْدِل حجم المصالح والأهداف الاستراتيجية التي كَمنت في قرار غزو العراق واحتلاله، يقول ما لا يُصدِّقه طفل، فمأساة الولايات المتحدة في العراق مع مأساة العراق وشعبه ما كان لها أن تنشأ، وتستمر، وتَعْظُم، لو أنَّ إيران أوقَفَت كل ما يجعلها سببا من أهم الأسباب التي أدَّت، وتؤدِّي، إلى سفك دم "المارينز" في بغداد والعراق على وجه العموم.. أو لو أنَّ المالكي قام بأكثر مِمَّا يُمْكنه وينبغي له القيام به، توصُّلا إلى جَعْل العراق آمناً مستقراً، يَحْكَمُه "المعتدلون" جميعا، ويتغيَّر الواقع فيه بما يُحوِّله من إذاعة تَبُثُّ في أسماع المواطنين والناخبين في الولايات المتحدة أخباراً سيئة إلى إذاعة تَبُثُّ في أسماعهم أخباراً حسنة، لعلَّهم يميلون عمَّا يميلون إليه الآن من آراء ومواقف في شأن الحرب هناك.

إنَّه "العطَّار" الذي يريد له الرئيس بوش أن يُصْلِح حال الولايات المتحدة في العراق التي أفسدها الدهر، الذي إنْ أخَذْنا بخيار الانحياز إلى الحقيقة الموضوعية قُلْنا إنَّ أولئكَ العراقيين الذين يقاومون (بالسلاح وغيره) الولايات المتحدة بوصفها قوَّة احتلال في العراق هم، وليس الإيرانيون، الذين يمثِّلون خير تمثيل هذا الدهر، فالعراق الذي توهَّم الرئيس بوش، وأوهم شعبه والعالَم، أن يكون كـ "الثقب الأسود"، يجتذب إليه "الإرهابيين" من كل حدب وصوب، ليسقطوا واحدا واحدا في فمه، أظْهَر وكَشَف وأكَّد حقيقة أنَّه غدا كذلك، أي "ثُقْبا أسود"، بالنسبة إلى الولايات المتحدة ذاتها، وبوصفها القوَّة العظمى في العالم، فإنَّ مزيدا من عوامل وأسباب قوَّتها العالمية والإقليمية يسقط في فم "الثقب الأسود" العراقي، والذي سيتحوَّل، لا محالة، إلى "ثقب أسود إقليمي" إذا ما جنحت إدارة الرئيس بوش، في الخريف الذي هو خريفها، لمغامرة عسكرية جديدة، لا يجنح لها إلا كل من حَمَلَه العجز على الاعتقاد بمعجزة إطفاء نارٍ قديمة بنارٍ جديدة.

لا خوف على الشرق الأوسط من "هولوكوست نووي"، فالخوف كل الخوف من عواقب مضي إدارة الرئيس بوش قُدُما في النهج الذي نهجته حتى جَعَلَها أسيرة له وهو نهج "التخويف والترهيب"، فها هو الرئيس بوش يدعو الكونغرس إلى أن يكفي الولايات المتحدة والعالم شرَّ "تسييس" تقويم القيادة العسكرية (المًنْتَظَر إعلانه عمَّا قريب) للنتائج المترتِّبة على قراره إرسال مزيد من الجنود إلى العراق، فهذه النتائج، والتي يتعذَّر عليه جَعْلها تبدو إيجابية، يجب أن تقوَّم "نسبياً"، أي عَبْر مقارنتها بالنتائج التي يمكن أن تترتَّب، ولا بد لها من أن تترتَّب، على "الانهزام"، أي على الأخذ بخيار "الانسحاب" بأشكاله وصوره المختلفة، فالأخذ بهذا الخيار، على ما أبلغ الرئيس بوش إلى الكونغرس، لن يدرأ عن "المارينز" المخاطِر العراقية إلا لِيَجْعَل أمن الولايات المتحدة والشرق الأوسط والعالم عُرْضَةً لمخاطر أشد وأعنف، فـ "الهولوكوست النووي" سيأتي على الأخضر واليابس في الشرق الأوسط، والحرب، أو الحروب، الأهلية ستَعْصِف بالعراق، وسَتُشْعِلُ، بالتالي، فتيل حرب، أو حروب، إقليمية، و"الإرهاب العالمي" سيشتد ساعده، وسيَضْرِب بقوَّة في مدن الولايات المتحدة، وفي مدن دول غربية أخرى، وكأنَّ الكارثة الحقيقية الواقعية المرئية (كارثة العراق، وكارثة الولايات المتحدة في العراق) يمكن ويجب قبولها، والتعايش معها، درءاً لكوارث وهمية، يراد لنهج "التخويف والترهيب" أن يجعلها تبدو واقعية وحتمية.

والرئيس بوش في سعيه إلى تصوير "الانسحاب" على أنَّه "صندوق باندورا" إذا فُتِح لا يشذُّ عن حال كل المهزومين الكبار في التاريخ، فإنَّ أحدا منهم لم يتورَّع عن تصوير نهايته المشؤومة على أنَّها نهاية العالم، مع كل ما فيه من خير وجَمَال..



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة ل -الرأي الآخر- في مقالة -التسيير والتخيير في فتوى شي ...
- العراق بين -التقسيم- و-التقاسم الإقليمي-!
- -التسيير والتخيير- في فتوى شيخين!
- هذا -التلبيس- في قضية -الربا-!
- المال.. إله الحياة الدنيا!
- غلاءٌ.. سَقْفُه السماء!
- توصُّلاً إلى الفصل بين الدين والسياسة
- التربية
- بين -أيلول بن لادن- و-أيلول بوش-!
- هناك مَنْ جَعَلَ الشفاء في الدواء!
- هي الآن -خريطة الطريق- إلى بغداد!
- الأخلاق والدين
- أهو خيار فلسطيني جديد؟!
- كثرة في -الأحزاب- وقِلَّة في -الحياة الحزبية-!
- لا تلوموا هاولز!
- وكان الدكتور علي جمعة قد أفتى ب ..
- مفتي مصر يفتي.. ثم ينفي ويوضِّح!
- إنَّها سياسة -المكابرة- و-الانتظار-!
- هذا -التتريك- المفيد لنا!
- من أجل -مَغْسَلة فكرية وثقافية كبرى-!


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بوش يوشك أن يفتح -صندوق باندورا-!