أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - الهروب إلى الرسم والألوان














المزيد.....

الهروب إلى الرسم والألوان


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 09:50
المحور: الادب والفن
    


يستغرب البعض احباط الأخر والعزوف عن الكتابة في السياسة والنظام العربي، وإن كان العزوف موسمياً مشابها للعواصف التي تجتاح الأرض، ليس سياسياً بل بيئياً، بعد تغير الطقس وازدياد حرارة الأرض. إنها حالات خاصة يصاب بها المثقف العربي، عندما يحاول تفحص باطن الأمور، وقراءة مايحدث من عنف ومن ظلم ومن قتل بالجملة والمفرق، على حساب شعوب بائسة، غير قادرة على اختيار اي مصير آمن يؤمن لها فيه الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية. إنها شعوب "قررت" ان يكتب لها العيش في دوائر الأمل، بدون ان تدرك ان الأمل الذي تتغني به، مصدره اكثر الأوقات ثقافتها، وايمانها الزائد الذي يدعوها إلى تسليم امور حياتها إلى طبقة كانت ومازالت تلعب بمصيرها، بإسم الله ماضياً وحاضراً.

لذا يتم الهرب من الذات إلى عوالم ليس لها علاقة بالقتل والعنف والتدمير، نهرب إلى حالات اليأس الإستسلامي على مستوى يمزق الروح وحرارة الكتابة في مواضيع لا أمل بنتائجها على مستوى المثقفين مرات، فكيف بهذا الإنسان العادي الذي اعتاد على نمط معين من التفكير وغير قادر على التحرر منه.
وفي الهرب يتحول القلم إلى ريشة تعبيرية، ترسم هواجس الحياة بغضب وبعصبية مقهورة، تخرج من القلب والعقل احلامه السوداوية في بيئة لم تعرف، منذ اليوم الذي وصلنا إليها فيه، أي شئ من هذا الغضب الداخلي، قلب وعقل باحثين عن تماهي بها، ليس على مستوى فرد متلقي بل على مستوى جماعات ومجتمعات ومثقفين.
قررت ان اعود إلى هواية كنت ناجحاً بها، هواية الرسم، وكما قال الاستاذ الذي طلب لوحات رسمتها في الصفوف الإعدادية، هل يمكن الأحتفاظ بتلك اللوحات المرسوعة على اوراق الكرتون بالألوان المائية، هل يمكن الأحتفاظ بها لعرضها على الطلاب في الصف العاشر. كان ذلك عام 1967-1966، في ثانوية عبد الحميد الزهراوي بمدينة حمص.

ومنذ خمس سنوات بعد ان اصبت بحادث سيارة اجبرني على الركود العملي في المنزل، لأكثر من سنة. بدأت ممارسة هذا الهواية التي لم اتوقف عنها خلال مسير السنوات الطويلة عبر اوراق بيضاء وقلم لا يهم لونه. ارسم بهم اشكالي الخيالية، وجوه، مناظر طبيعية، مربعات ومكعبات واشكال متنوعة، محاولاً ان اثبت لنفسي انها لم تمت، لابل تؤرق في كهوف العقل الباطني تطالب بالخروج والتحرر.
كانت الخطوات الأولى مشجعة بعد استشارة الفنان التشكيلي السوري "سعد الله مقصود" المقيم في مدينة مونتريال الذي شجع وشرح عن مواد الأكريليك بعد ان كنت قد اشتريت مواد الزيتي وبدأت الممارسة. كانت الأنترنيت المخزن الكبير الذي سمح بإنزال لا يقل عن آلاف اللوحات المرسومة، واكثر من الف صحفة باللغات الفرنسة والأنكليزية عن طرق تعليم الرسم لإستعادة التقنيات التي غابت عن الذاكرة. ايضاً كان لابد من التعمق في دراسة التاريخ والتجارب الفنية لمعظم المدارس العالمية وما يحدث في يومنا هذا. كما كان للتجمع العربي لفناني المشرق في مونتريال الذي اسسه الدكتور ناهد كوسا من سوريا، والسيدة نسب شياً من لبنان دوراً كبيراً في عرض نتائج التجربة مع الأشقاء العرب إلى هذا اليوم.

كانت الخمس سنوات الماضية معادلة لعشر سنوات عمل جدي يومي متواصل، حيث تم وصل الليل بالنهار في قبو المنزل الواسع الذي اصبح مرسماً حقيقاً بما يحويه من لوحات ومن ادوات. ولإن المشروع لم يكن للتسلية وتمضية الوقت فقط، بل للتعبير عن هواجس إنسانية وثقافية دفينة كانت ومازالت صديقة القلم الحزين خلال مسيرة الحياة. فقد تطورت التجربة لتدخل المعارض المحترفة.
كان الأسم مشكلة، حيث انه كان السبب في عدم تواجد العمل المستمر والمناسب عبر شهادة الدكتوراة بعلوم الحاسب، لذا كانت الرغبة في البحث عن اسم تاريخي بعيد في الزمن. واستقر البحث على داغان (داجان) الذي ذكرته الواح ايبلا واوغاريت وبعض الحواضر الثقافية لبلاد مابين النهرين والشام وفلسطين. داغان إله الخصب، تم اختياره لتوقيع اللوحات والنتائج النهائية http://www.dagan.ca .

هل يمكن للفن ان يعبر عن السلام المطلوب، عن امل شعوب وعن هواجس إنسان تجاوز حدوده الجغرافية؟ سؤال كبير مازال يئن في صور الموت والقهر والعذاب الذي تعانيه الشعوب العربية وشعوب المنطقة من مشرقها إلى مغربها. ولعل العودة إلى الريشة قد تريح النفس المتعبة من ما يحدث من نفاق بإسم الشعارات الخلابة لرجال سياسة او طبقات دينية مسيسة دائماً وابداً بإسم القيم والأخلاق، بدون الغوص في الحقائق وترجمة الكلام عملياُ، وبدون تحويل الصراع إلى حوار وتعاون لبناء، وليس لحروب وقتال.




#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحسار الوطن في الذاكرة
- ثقافة التخلف
- السياسة وأولياء الأمر
- واقع غريب
- الحرية كلمة...غالية الثمن
- الاستقرار السياسي ومسألة الاختلاف.. سوريا مثالاً
- طقوس الإنحطاط
- إنه الوطن لا تعبثوا به مجدداً
- ايران والحاجة إلى التكنولوجيا النووية
- تراكمات
- في العالم العربي فقط
- من اجل حفنة من الدولارات
- زمن البؤس
- إنهم يحرثون العقول
- في هذا الشرق الراكد
- في زمن التحولات والركود الأصعب
- موقف الإغتراب السوري سياسياً
- من اجل بناء وطن سوري للجميع
- إلى المبدعين السوريين، أين مهرجانكم الخاص بكمزز!!
- من أجل بناء وطن سوري للجميع


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاضل فضة - الهروب إلى الرسم والألوان