أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهند صلاحات - شبابنا ما بين التعصب والاستلاب والتهميش














المزيد.....

شبابنا ما بين التعصب والاستلاب والتهميش


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 2025 - 2007 / 9 / 1 - 11:09
المحور: المجتمع المدني
    


أقر اليونسكو الحادي والعشرين من شهر أغسطس من كل عام؛ يوماً عالمياً للشباب، ليكون حافزاً للشباب حول العالم في مكافحة الفقر، وبما أن شبابنا العربي الذي يشكل الجزء الأكبر من المجتمعات العربية هو جزء من الشباب حول العالم، فلا بد من أن يكون هذا اليوم، يوماً لتقييم دور شبابنا، بعيداً عن التنظير والمؤتمرات والندوات التي تعقد سنوياً ويصرف عليها ملايين الدولارات ولا تخرج سوى بتوصيات جامدة لا يقرأها سوى المدعوين، لنرى حقيقة إمكانيات شبابنا في مواجهة الفقر بالشكل الفعلي.
والحقيقة المؤسفة التي نراها اليوم في نظرة واقعية لواقع المجتمعات العربية والشباب جزء منها، أن الشاب العربي يجد نفسه يتوه في زحمة التقدم التكنولوجي، والتفوق الغربي، في ميادين السياسة والثقافة والفنون، ويصاب بحالة من الاستلاب الذي يصيبه بالسلبية وفقدان الثقة بذاته وبثقافته، وبأمته وبدولته الحديثة، لا سيما مع غياب المعرفة بتاريخ أمته في ميادين الحضارة التامة، وقدرته على أن يكون أكثر مرونة في التعاطي مع واقعه لرسم صورة على الأقل شخصية لمستقبله، وبالتالي عجزه عن الخروج من دوامه الجهل المعرفي والتخلف الاجتماعي، واللذان بالضرورة يؤديان إلى الفقر الاقتصادي في كافة الميادين.
ويبدو هذا جلياً وواضحاً، لدى الشباب العربي الذين يتوزعون ما بين قطبي الاستلاب والتعصب الأعمى، ما يستلزم جهداً عربياً حثيثاً وواقعياً ومتواصلاً لوضع آليات مؤسساتية خاصة لاحتواء طاقات الشباب التي تذهب هدراً، لكن كيف يمكن لهذا أن يتحقق في ظل كل ما تعانيه مجتمعاتنا العربية من حالة من الفوضى الفكرية والسياسية والاجتماعية، وتعرض أجزاء كبيرة منها للاحتلال والنهب والسلب على مرآة من العالم الصامت على جرائم غربه ضدنا.
إن الحل يمكن بتصوري بالسعي نحو المجتمع المدني، أو ما يمكن أن نسميه مجتمع المؤسسات، بحيث تكون الدولة عبارة عن مجموعة من المؤسسات الفاعلة بشكل حقيقي، تتكون في العادة هذه المؤسسات من: الأندية الرياضية، النقابات العمالية، الأحزاب التقدمية وليس الأحزاب الشوفينية أو الثيوقراطية، وغيرها من مؤسسات، بقيامها تذوب قوى الدولة وتصبح أكبر هذه المؤسسات والتي يتحول دورها من أمني مخابراتي قمعي، إلى مؤسسة خدماتية تقوم على تبادل المصالح مع الفرد والمؤسسات الأخرى، وتنشط في ظلها المؤسسات التي تحقق أهدافاً تثقيفية وترفيهية، كما تؤدي وظيفة تربوية وأخلاقية، تحصن المواطن العربي، والناشئة منه على وجه الخصوص، ضد أشكال الوعي الزائف والأفكار الديماغوجية، التي تسحبه إلى مستنقع التعصب الأعمى المدمر، أو تلقي به على هاوية الاستلاب الحضاري والثقافي.
وبهذه القفزة نحو المجتمع المدني يمكن لهذا الشباب المهمش أن يستعيد دوره الفاعل والحقيقي في مواجهة قوى الإمبريالية العالمية التي تقف خلف أهم أسباب الفقر في العالم، بأدواتها الاستعمارية والمخربين الاقتصاديين الذين تزج بهم نحو الشرق سنوياً لضرب اقتصاد دول ومؤسسات كبرى، وبذلك يستطيع الشباب بالإضافة لوعيه لدور الأجهزة والمؤسسات غير الوطنية التي تدخل لدواعي نشر ثقافة الديمقراطية الزائفة في مجتمعاتنا الشرقية، أن يشارك الشباب كعنصر فاعل في هذه المؤسسات في التصدي لظواهر التخلف والفقر الاجتماعي والاقتصادي، ولا ننسى أهمية تفعيل دور المرأة الشابة في مجتمعاتنا وكسر غطاء العادات التقاليد التي تزج بالمرأة نحو أفق التخلف والتهميش، وهذا ما تثبه الدراسات والأبحاث أن الدول التي تهمش دور المرأة فيها، تعتبر من أقل دول العالم نمواً، بالتالي لا يمكن لنا أن ننكر دور المرأة في التنمية وبالتالي مواجهة الفقر، لأن التنمية المؤسساتية هي السبيل الوحيد للانتصار على التخلف والفقر والجهل.



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوجهات نحو الديمقراطية والمجتمع المدني في فلسطين وإمكانيات ...
- القناعة المطلقة بالخيانة ودفاع الضحية عن الجلاد
- يمضي عيد الأم ويأتي يوم الأسير...
- فلسطين ... حرب طبقية بين المنظمات، لا حرب أهلية
- الذين حاصروا أنفسهم في بطن الحوت...
- إيران وسوريا والمشروع الروسي في مقابل الشرق الأوسط الأمريكي ...
- دور النفط بالمعركة الفلسطينية
- نفديك للأبد يا -أبو العبد-*
- أطفال غزة ... كبش فداء المشاريع السياسية
- الديمقراطية تعتدي علينا
- شهيداً.. شهيداً.. شهيداً
- بالسني الفصيح
- من يعتذر للشعب الكردي عن تصريحات رئيس الحكومة الفلسطينية -إس ...
- شقائق النعمان : فرقة تراثية فلسطينية تعيد الروح العربية للمد ...
- سيناريو الحرب المحتملة بين إيران وأمريكا بالأدوات السعودية
- المُقيمانِ في أُمنياتِ الحضور
- فيروس الشرق
- من صور العنف النفسي ضد المرأة في العادات والتقاليد
- صورة تشبهني
- قصص قصيرة جداً في زمن حرب عادية


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مهند صلاحات - شبابنا ما بين التعصب والاستلاب والتهميش