أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام خماط - الإنسان غاية الخلق














المزيد.....

الإنسان غاية الخلق


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2024 - 2007 / 8 / 31 - 09:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو إننا لا نعيش في عصر تقبل الأخر ,بل نعيش في عصر الفوضى والعنف غير المبرر ,حتى أصبحت
الخصومات البشرية أكثر اتساعا وأصبحت الحروب أكثر تدميرا حتى باتت تهدد البشرية .
من هنا يجب إن نبحث عن حل لهذه المشكلات ,وان هذا الحل إذا ما وجد فسوف يسمح للأهداف ألمقدسه عند أصحابها إن تبرهن على جدارتها عن طريق ألمنافسه السلمية.
إن تحقيق هذا الهدف يستدعي تفحصا جيدا لمقاييس القيم عند الجميع , ولا يكفي بان نقول ان الإنسان حر ومستقل
إذا لم يتعلم كيف يمارس حريته واستقلاله ضمن حدود يفرضها السلم والتعاون واحترام حرية الآخرين ,وان أمال الناس لن تنتعش إلا عندما يظهر هذا الحق في مجال الأفق .
إن أول أنجاز تحقق في عصر النهضة هو تحرير العقل من عبودية وسلطة الكنيسة لكي يتمكن هذا العقل من إن يضع قواعده الخاصة في الإدراك والتفكير الذي يثيروهما حب الحقيقة.
يقول الإمام علي (ع) : (إن الله بعث الأنبياء إلى الناس ليثيروا فيهم مكامن العقول ).وان الأديان كلها تعلم إن الإنسان هو غاية الخلق وان تفوقه على المخلوقات يكمن في حريته ,وان الحرية هي قوام كرامة الإنسان ,لان
البشر يمتلكونها على درجات متفاوتة بالرغم من أنها ليست امتيازا لفرد دون أخر,لان الحرية صفه شامله ومن
الأجدر إن تكون الدعوة لممارستها شامله كذالك,والسبب في ذلك يرجع إلى إن الحرية ايقضت في البشر أحساسا برسالتهم المقدسة التي تتاح لهم لا عن طريق .الخلاص الديني فقط ولكن عن طريق طاقاتهم ألخلاقه كذلك .
من هنا اسنطيع القول بان العلمانية لم تستخف بسلطة الدين ولكنها حاولت ان تفسح المجال لحقوق الشخصية الإنسانية ضمن إطار ديني وسياسي ,وان كانت قد اصطدمت مع الكنيسة فان ذلك حدث فقط عندما حاولت
هذه الكنيسة أن تقمع العلمانية بقوه.
إن الخطر الفكري يعود إلى أمرين رئيسيين هما غلق العقل والتقاليد الموروثة,فالمعتقدات الدينية والاجتماعية
التي اعتادها الناس لا تناقش غالبا لقدسيتها من جهة وما تشكله من سلطة على العقل من جهة أخرى,فالمعتقدات هنا تكون في اغلب الأحيان ضد روح البحث والاستقصاء .
إن أكثر فصول التاريخ الإنساني ظلاما هي تلك التي تحكمت فيها عقول مريضة استطاعت إن تخترع المعتقدات
على حساب القوى الفكرية ألنيره وهذه ألحاله تعرف بالتعصب ,ويعتبر التعصب من أفظع القوى الإنسانية المدمرة للذات وأقواها شرا .
أنها شريرة لأنها تهدم الرأفة وتزيل ضوابط الفكر النير وتجرد الإنسان من نزعته الإنسانية .
لقد أكدت الدراسات ألاجتماعيه والنفسية ,إن التعصب ليس له علاج وانه يستطيع أن يثور عندما يضعف الضغط عليه ولهذا يجب أن يكبح باستمرار.
فالإرهابيون أصحاب فكر مغلق وهذا ما يجعله خطرا وقاتلا ,والتاريخ ملي بالأمثلة على المغالاة في التعصب ,
لقد نبع من دوافع سياسية معروفه ودينية معروفة كذلك .فالدوافع السياسية ما أحدثته حركتي الفاشية والنازية والدوافع الدينية ما أحدثته الاضطهادات التي ألحقها الكاثوليك بالبروتستانت وكذلك الفضائح التي ارتكبتها محاكم التفتيش الأسبانية.
لقد كان وراء كل هذه النكسات الإنسانية سبب واحد لا غير هو عدم الاحتكام إلى العقل لان أصحاب العقول المغلقة لا ينشدون إلا مصلحتهم وكسب تأييد الجماهير حتى لو كان عن طريق القوة,وهذا حسب اعتقادي من
أهم أسباب الاغتيالات السياسية التي يشهدها العراق في الوقت الحاضر.
ان العداء الذي نراه اليوم ضد أصحاب الفكر والثقافة ينبع بشكل كبير من التخلف وان الدراسات ألنفسيه تأكد
ان هنالك نزوعا عند بعض الناس وخاصة المصابين بأمراض نفسيه يحطون من قيمة الشى الذي لا يستطيعوا إن يدركوه ,فيعوضون عن قصورهم وتخلفهم بإثارة الرأي العام من اجل الاستخفاف بنجاح الأخر .
وهذا الحافز النفسي هو الذي يدعو الفقير إلى احتقار الغني ,والجاهل الى احتقار العلم ,وغير المثقف إلى احتقار الثقافة ,غير إن هذا الاحتقار يظهر بشكل واضح عندما يتحالف هذا المتخلف مع الذين يشاركونه الموقف ,وبهذا يكون قد خدع نفسه والآخرين على حد السواء .
سلام خماط




#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤولية الشخصية اساس المساواة بين الرجل والمرأة
- الفكر التكفيري أقبح أنواع العجز الفكري في العصر الحديث
- المسؤوليه الشخصيه أساس التساوي بين الرجل والمرأه
- الصيغه الامثل لقانون النفط والغاز
- بين ظاهرة العنف ومفهوم الارهاب
- العرفان والصوفيه في الديانات القديمه
- اراء غير مقدسه
- القاده السياسيين ومسؤولية مستقبل العراق
- عندما يكون الاعلام مسخرا للتغطيه على الجريمه
- النظام الاجتماعي بين مفهوم الاسلام والنظريات الماديه
- العنف بين مسوولية انظمة الاستبداد والقوى العظمى
- الشاعر وروح القدس
- من اجل وطن خال من الخوف والتسلط
- الفقراء بين الارهاب والتفاوت الطبقي
- كرامة الانسان وحقه المقدس في الحياة
- الاسباب الحقيقيه وراء الاحتقان الطائفي في العراق
- العولمه الخدعه الامريكيه الكبرى
- الاحتلال ومسؤولية القوى الوطنية
- الديمقراطيه وحقوق الجتمع
- دراسه نقديه في كتاب اليمين واليسار في الاسلام


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام خماط - الإنسان غاية الخلق