أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - غريب أمر هذا التركي الثقيل الظل















المزيد.....

غريب أمر هذا التركي الثقيل الظل


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 620 - 2003 / 10 / 13 - 02:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                     
                              
قيل سابقاً إن لم تستحي ، أفعل ما شئت .. وهذا ما ينطبق بالحرف الواحد على الموقف التركي المستميت  في الدخول إلى العراق رغم معارضة أهل الدار وعدم ترحيبهم جهاراً بهذا الضيف الثقيل الظل . 
إن مشكلة تركيا الرئيسية، هي في قراءاتها الخاطئة لمجمل الأوضاع السياسية في المنطقة منذ ما يقارب العقدين من الزمن وتحديداً بعد إنهيار المعسكر الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفيتي " سابقاً " وإلى اليوم، نراها تتخبط في تحديد مسار وتوجيه سياساتها الداخلية والخارجية إبتداء من إيجاد الحلول الناجعة للمعظلة التي تعاني منها تركيا في مواجهة الكورد ومطالبهم المشروعة على أرضهم التاريخية في شمال كوردستان " كوردستان تركيا " إلى مشكلة قبرص على الصعيد الخارجي، ومن ثم دورانها في حلقة فارغة حيال الوضع العراقي منذ غزو العراق للكويت، والنتائج التي ترتبت عليها لاحقاً سواء في حرب الخليج الثانية أم حرب تحرير العراق قبل عدة شهور وخلع النظام الفاشي العفقلي ورميه إلى أوسخ وأقذر مزابل التاريخ .
فبدلاً من التعامل العقلاني مع الواقع الجديد التي خلقتها ظروف إنتهاء الحرب الباردة بانتصار المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وتبني الأخيرة نظام العولمة وفرض نموذج الديمقراطيات الغربية على بلدان العالم الثالث الذي جله يتبنى نظام الحزب الواحد، والرئيس الأوحد، والقائد الملهم، لاسيما في منطقة الشرق الاوسط وتحديداً البلدان العربية التي ضربت رقماً قياسياً في هذا النهج من الحكم،  والإلتفات إلى مشاكلها الإقتصادية التي تعاني من التضخم بشكل كبير جداً، نتيجة الفساد الإداري والسرقات والرشاوى، وترتيب البيت الداخلي التركي وإيجاد لغة الحوار والتفاهم مع الشعوب القاطنة في الدولة التركية التي ترضخ وتعاني من المفاهيم الطورانية الكمالية البالية، ومحاولة تحديد تدخل العسكر في الشؤون السياسية للبلاد، هذه المؤسسة الإستهلاكية التي تلتهم سنوياً عشرات المليارات من الدولارات المستقطعة من قوت المواطن التركي العادي ... نراها تلجأ إلى إستخدام العنف ولغة التهديد والوعيد وتصدير مشاكلها الداخلية إلى خارج البلاد كأي حكم دكتاتوري، وتشغيل ماكنتها الإعلامية الضخمة لغسل عقول مواطنيها من الإتراك، بإن ما تقوم به هو من أجل المصلحة القومية التركية العليا !!!.
أرجع إلى بداية الموضوع الذي كنت بصدده هو هذا النوع من الصلافة والجلف وعدم المستحاة ، في فرض السياسيين الترك أنفسهم بالقوة على شعب مجروح ومكسور خارج تواً من عدة حروب دموية، لم تكن لهم فيها ناقة، ولا جمل، ومن ثقل عدة عقود عاشها في ظروف غاية في الصعوبة تحت حكم قل نظيره في تاريخ البشرية بإجرامه ودمويته وديماغوجيته وإستخفافه بكل الشرائع والقوانين السماوية والوضعية، تحت يافطة المساهمة في إستباب الأمن وإعادة الإعمار للعراق . لم يجتمع العراقيون على كلمة واحدة، وخطاب واحد خلال عدة عقود مضت مثلما، أجتمعوا اليوم على عدم موافقة دخول القوات التركية إلى العراق تحت أي واجهة كانت، فإن الغالبية الساحقة التي تصل إلى أكثر من  % 98 من الشعب العراقي يرفض ويصرح علناً وسراً بأن الأتراك غير مرغوب بهم في العراق ، ولا تريد تدخل دول الجوار في الشأن العراقي وتذكر تركيا بالأسم تحديداً ، أما بالنسبة للشعب الكوردي في العراق والذي يشكل ما يقارب ربع سكان العراق قالوها " بالفم المليان " لا نريد دخول القوات التركية وسنقاوم ذلك بكل ما أوتينا من قوة ، لكن تركيا تصر على إنها تريد مساعدة العراقيين رغماً عنهم، فأي صلافة ما بعدها صلافة، ذلك بأن يبلغك أهل الدار بأنك ضيف غير مرغوب به، ولا نريد مساعدتك، تصم أذنيك وتفرض نفسك كأي متطفل على الآخرين، ما يذكرنا بقصص المتطفلين في التاريخ على موائد الآخرين " جوعان يأكل من زادي ويمسكني ..... حتى يقال عزيز قوم مقصود " 
إذا كانت لتركيا حقاً المقدرة الحقيقة في أستباب الأمن وإعادة الإعمار للعراق، أليس من الأولى بها أن تبذل هذا الجهد والكرم الحاتمي في بناء بلدها وإستباب الأمن فيها أولاً ؟ ومن ثم التطلع لمساعدة الآخرين . أي نفاق فاضح في هذا الخطاب التركي الفج ؟ فإن أجندة تركيا في دخولها العراق واضحة وضوح الشمس. فلا ندري على من تحاول الضحك بهذا الخطاب الهزيل والمقرف ؟ 
وها نقولها عالياً وبصوت واضح وصريح يعبر عن صوت الملايين من ابناء الشعب العراقي :  لا للقوات التركية .... لا نريد منكم شيئاً.... خيركم لكم ... ولا توزعوا شركم على الآخرين. ولا تكونوا ثقيلي الظل، فتاريخكم الأسود، وحاظركم الدموي لا يأهلكم لآن تلعبوا أي دوراً إنساني في أي بقعة على وجه الأرض فأنتم غير مرغوب بكم في جميع الاصقاع التي مررتم بها من البلقان إلى الشرق الأوسط.
 وإن العار سيلحق كل إنسان، هو ونسله وأحفاده وأحفاد أحفاده إلى أبد الآبدين مهما تكن مسوغاته ومبرراته، بدعوة الأتراك لدخول العراق، وأن هذه الأزمة زائلة كسابقاتها، وأيماننا قوي بمقدرات شعبنا والعراق سيبنى بسواعد العراقيين ومن خيراته .......   " جوعان يأكل من زادي ويمسكني ... حتى يقال عزيز قوم مقصود " .
يذكر العلامة العراقي الراحل هادي العلوي في كتابه " تاريخ التعذيب في الإسلام " بأن إحدى أقدم وسائل التعذيب المعروفة في التاريخ بــ " الخازوق " التي مارسها الآشوريون، ضد خصومهم أبان حكمهم قبل ميلاد سيدنا المسيح، وانقرضت بسقوط حكم الأشوريين وأفول نجمهم ... فجاء الأتراك، ليجددوها بعد مرور الفين سنة، فكانوا يخوزقون كل من يخالفهم الرأي . " لمزيد من الإطلاع عن هذا الاسلوب الوحشي والسادي في التعذيب، من الممكن أيضاً قراءة رواية " جسر على نهر درينا " للكاتب اليوغسلافي " سابقاً " أندريفيتش الحائز على جائزة نوبل للآداب في أواسط الخمسينات من القرن الماضي، فأفرد الكاتب سبعة  صفحات من روايته يصور لنا بشكل دقيق كيفية " التخوزق " على يد الأتراك لكل من خالفهم الرأي، أو رفض حكمهم .  
 إلا يكفينا ما عانينا خلال عقود الظلم والقهر والإذلال على يد أولاد العوجة؟  وبعد أن تنفسنا الصعداء بسقوط الصنم، ليأتينا الأتراك بخوازيقهم الجاهزة، بعد أن أضافوا لها شئ من بركات التكنولوجيا، وما يعانيه اليساريين الترك وغيرهم، ومن السياسين الكورد في سجون وأقبية المخابرات التركية " ميت " من أبشع وسائل التعذيب والتنكيل أليست كافية لمعرفة عقلية هذا الوارث بطش وعجرفة العثمانيين !!!!  .
تتداول وسائل الإعلام هذه الأيام تفاصيل جريمة حقيرة حدثت في تركيا، واحدة من آلاف الجرائم، يندى لها الجبين، وهي محاكمة حوالي 400 أربعمائة عسكري تركي، لإغتصاب فتاة كوردية في ماردين خلال فترة إعتقالها ما بين أعوام 94  و 96  من القرن المنصرم ، بتهمة العمل في صفوف حزب العمال الكوردستاني .  وبعد أن أستطاعت هذه الفتاة المناضلة الشريفة الوصول إلى ألمانيا كلاجئة، لتقدم الشكوى إلى السلطات المختصة مدعمة أقوالها بتقارير الأطباء خلال تلك الفترة التي كانت في المعتقل، بعد إن كان يغمى عليها لأيام بسبب وحشية وهمجية هؤلاء العسكر، حيث كانت السلطات تضطر لنقلها إلى المستشفى. ولو لا الخوف والرعب التركي من تحويل القضية إلى المحاكم الأوربية لما فتحت ملف هذه القضية وطمرتها كـ آلاف القضايا الاخرى ، والتاريخ كفيل بكشف زيف ما تدعيه هذه الدولة العنصرية البغيضة، من إنها دولة ديمقراطية . التي تحاول الإلتصاق بالجسد الأوربي ولو ذيلاً .    
فهنيئاً لك يا هارون محمد الخازوق التركي،  ولكل من كتب يدعو القوات التركية في الدخول إلى العراق سواء في الصحف أو في شبكات الإنتريت .         



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رُفات تناجي ملائكة السّلام ألم للضمائر الحية قبالة احتراق ال ...
- لا غبار على كوردستانية كركوك، وهي كانت ضمن المحيط الكوردي عل ...
- إسماعيل آغا الشكاكي - سمكو
- إستشهاد آية الله السيد محمد باقر الحكيم ضربة قوية لصوت الاعت ...
- مثل هذه الأحداث لا تعكر صفوة العلاقات التاريخية بين الكورد و ...
- يا شيعة العراق أتحدوا
- الأستاذ الفاضل الداودي الحسني
- كتابات سليم مطر تحمل أفكاراً هدامة ولا تخدم القضية العراقية ...
- غسان شاهين وآخرين
- سياسة التعريب نهج شوفيني وأعلى مراحل العنصرية
- إذا كان الغراب دليل قوم فما دلهم إلا على الخراب
- دراسات حول القضية الكردية ومستقبل العراق
- يحاول مثقفينا المرور على هذه المجزرة مرور الكرام
- أنه حقاً سؤال صعب . هل أنت مع الحرب أم ضده ؟
- مصطفى كمال - أتاتورك - يأمر نوري السعيد بتعيين ياسين الهاشم ...
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الرابعة
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الثالثة
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الثانية
- التغيير الديمغرافي لمدينة كركوك ـ الحلقة الأولى
- زبيبة والملك ما بين الأسماء المستعارة وبؤس كتابها


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عوني الداوودي - غريب أمر هذا التركي الثقيل الظل