أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - كثر الصاغة وقل جني الذهب















المزيد.....

كثر الصاغة وقل جني الذهب


سعيد لحدو

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرة في ظاهرة النقد والانتقاد لمسيرة المنظمة الآثورية الديمقراطية

برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة الكتابات الناقدة والمنتقدة في بعض مواقع الانترنت لمسيرة المنظمة الآثورية الديمقراطية وبعض القياديين فيها وهي في غمرة احتفالاتها بيوبيلها الذهبي.
والنقد من حيث المبدأ ضرورة أساسية وحاجة ملحة ووسيلة ديمقراطية لتقييم وتقويم أي عمل أو نشاط مهما كانت ماهيته. لكنه في السياسة يصبح أكثر ضرورة وإلحاحاً. لا بل يصبح من الواجب الملزم ممارسته, بالنظر إلى طبيعة العمل السياسي القائم على الأخذ والرد, وتعدد وتنوع الخيارات التي لا يمكن تصويبها إلا من خلال النقد الموضوعي والنقاش الديمقراطي الهادئ لمختلف وجهات النظر , لتلافي ما أمكن الوقوع بالأخطاء التي لا بد منها. ومحاولة تجنب آثارها السلبية أو التخفيف منها.
إن كثرة الكتابات المنتقدة التي ظهرت مؤخراً على صفحات الإنترنت مؤشر على أن هناك خلل ما. بعض تلك الكتابات استقرأت الواقع بوعي وجدية. وقدمت نقداً بناءً تميز بالموضوعية والمسؤولية القومية, ويمكن استخلاص العبرة والفائدة منه لمجمل نضالنا القومي. وفي ذات الوقت اتبع البعض الآخر (وهم كثر مع شديد الأسف) نهجاً مغايراً, راكباً موجة الموضة السائدة بالانتقاد التهريجي السهل دون أن يكلف صاحبه نفسه أي عناء في البحث الموضوعي الجاد. ودون أن يحمل نفسه أية مسؤولية فيما ينتقده من ظواهر. ناصباً نفسه قاضياً في قضية لا مكرمة تذكر له فيها. موجهاً سهامه دون أية دراية أو إحاطة بالأمور التي ينتقدها أو الأشخاص في المنظمة ممن يعرفهم ومن لا يعرفهم ولم يسبق له أن التقاهم في حياته ولم يسبق له قط أن عمل معهم لا بصورة مباشرة ولا غير مباشرة. فيبني انتقاداته التي ليست سوى أحكام ارتجالية مبنية على عدم دراية كافية وعلى نزعات شخصية وتنفيس أحقاد ربما ليس إلا. هذه الانتقادات القائمة على أسس واهية من المغالطات والمعلومات غير الصحيحة أو المشوهة, مما يبعد المنتقد كثيراً عن الواقع ويبعد أحكامه تلك عن الموضوعية والنزاهة والحيادية. وبالتالي يفقدها كل فائدة.
من هنا يمكننا ملاحظة نوعين من المنتقدين: الأول هو الذي يعرف ما يقول وما يريد, وعما يتحدث, ومن موقع الإحساس بالمسؤولية القومية والحرص على تقدم العمل القومي وتنقيته من السلبيات التي ترافق مسيرته النضالية من خلال تسليط الأضواء على تلك السلبيات لكشفها للعيان , وتقديم واقتراح الحلول الممكنة بحسب وجهة نظره الشخصية. ومن هذا المنطلق لا يمكننا إلا احترام هذه الآراء الناقدة وأصحابها حتى ولو لم يكونوا مصيبين في كل ما ينتقدونه. ومن الضروري التمعن العميق في محتوى تلك الانتقادات ومحاولة استخلاص ما يفيد منها وتلافي ما يمكن تلافيه من السلبيات. وهذا النوع من النقد مرحب به دائماً وفي كل مكان وعلى أي مستوى, حتى ولو جاء جارحاً, لما فيه من فائدة وتقويم وإصلاح لمواقع الخلل. ومن يقف في وجه هكذا نقد أو يمتعض منه فهو بلا شك لن يكون أهلاً لحمل المسؤولية النضالية التي أوكلها رفاقه في المنظمة له.
وأما النوع الثاني من المنتقدين فهم غالباً ما ينطلقون من دوافع وأسباب شخصية, ولا يعيرون مبادئ وأصول النقد البناء أية أهمية, ولا يحرصون على القيم الأخلاقية في النقد والانتقاد, ولا يبحثون عن الفوائد التي يمكن جنيها على الصعيد القومي والوطني من نقدهم ذاك. فهم أشخاص عصابيون ينقصهم الإخلاص والإحساس بالمسؤولية التي يحتمها عليهم سلوكهم الناقد. مما يحول انتقاداتهم تلك إلى مجرد مهاترات مفرغة من أية قيمة, وفاقدة لأي شكل من أشكال الفائدة المنتظرة من أي عمل نقدي. وهم يستغلون الإمكانات الهائلة لشبكة الإنترنت وكثرة المواقع وتنوعها لنشر انتقاداتهم تلك, والتي لا بد وأن يجدوا من يقبل نشر هكذا مهاترات من منطلق (حرية الرأي). فرحين جذلين بتذييل أسماءهم في نهاية الصفحة. ولا ينسون أن يتبعوها بتوصيف أو لقب ما للإيحاء بأنهم باحثون متخصصون. وربما تكون تلك هي تجربتهم الأولى مع الكتابة والنشر.
بالطبع فإن هذا لا ينفي وجود نواقص وسلبيات, ولا يعفي المنظمة الآثورية الديمقراطية ولا قياداتها من المسؤولية, وهي مسؤولية كبيرة بالتأكيد. ومن هو عضو في المنظمة أو قريب منها يدرك ويرى ويعايش جسامة الأخطاء التي ترتكب. ولا بد أن يلمس النزعات الفردية وعدم الفاعلية لدى بعض قيادييها. كما إن هناك الكثير من التراخي في العمل التنظيمي وأحياناً الاستهتار بالقيم والمبادئ التي طرحتها المنظمة من قبل أعضاء وحتى قياديين فيها. ولا شك أن بعض الانتهازيين استطاعوا أن يخترقوا الموانع التنظيمية والأخلاقية وشغلوا مواقع ما كان يجب أن يكونوا فيها. وكل هذا يربك العمل التنظيمي, ويقدم صورة سيئة للمنظمة أمام المراقب ويفتح أبواباً للنقد ليس من السهل إيصادها.
وإذا كانت هذه السلبيات لا بد وأن تتواجد بنسبة أو بأخرى في أية حركة سياسية تنشط في الظروف التي تحيط بمجتمعاتنا, فإن هذه النسبة من الأخطاء والسلبيات في المنظمة الآثورية الديمقراطية قد تكون فاقت الحد المقبول وما يمكن تحمله. مما يفسر هذا التصارع داخل المنظمة وما ينتج عنه أحياناً من إبعاد أو ابتعاد هذا العضو أو ذاك . ومع مرور الزمن شكلت هذه الإبعادات والابتعادات مجموعات شبه مستقلة تدور في فلك المنظمة ولكنها لا تنتمي إليها. تماماً كما هي حال الأقمار المحيطة بالكواكب.
بنظرة متأنية ومتفحصة من داخل المنظمة, وكعضو قديم شغل مواقع مختلفة فيها, أرى أن المشكلة موجودة وعميقة. ومن الضروري والملح مواجهتها بجدية, ومحاولة معالجتها بفعالية, وبقدر كبير من الإحساس بالمسؤولية. وهذا ما لا يتوافق مع ما يجري حالياً من محاولات تجميلية تجريها القيادة في هذا الموقع أو ذاك. كما إن أسلوب المهاترات والمسرحيات التهريجية والتبجح في إعلان الأسماء وتوزيع شهادات حسن أو سوء السلوك على صفحات الإنترنت الذي ينتهجه البعض ممن يدعون الغيرة على المصلحة القومية والوطنية, لم يقدم ولن يقدم أي حل عملي للمشكلة التي يتباكى أولئك حرصاً على حلها أو محاولة البحث عن حلول لها. لا بل قد يضيف إليها ضرراً أكبر.
إن مشكلة بهذه الأهمية والخطورة لا تمكن معالجتها من خلال التلاسن وسوق التهم والتشكيك عبر صفحات الإنترنت من خلال مقالة يسطرها أياً كان لتنشر في أي موقع منتقداً فيها شخصاً أو قيادة, سواء كان بانتقاده ذاك محقاً أو غير محق. وذلك رغم أهمية النقد وضرورته الملحة في كل الأوقات وفي مختلف الظروف. فالمسألة الآن تعدت مرحلة النقد وتسليط الضوء على الأخطاء والسلبيات والتي باتت مكشوفة ومعروفة للقاصي والداني. وما هو مطلوب الآن, وما هو ضروري وملح, هو وقفة صادقة مع الذات وعمل جاد ومسؤول من خلال الأطر التنظيمية ذاتها. أي خطوات عملية للانتقال بالمنظمة وإعادتها إلى دورها الريادي في حقل العمل القومي. ومن المفيد جداً في هذه الحال أن تفتح أبواب النقاش الآن وعلى كل المستويات والأصعدة بما فيها الشعبية حول الخطوات العملية السليمة لتخليص المنظمة من معوقات مسيرتها بعد نصف قرن من انطلاقتها الأولى, والوصول بها إلى الموقع الذي كان لها على الدوام.
فاليوبيل الذهبي لم يكن كله ذهباً, وإن لمعت مسيرته في بعض المراحل. فهل يدرك الصاغة الذين تكاثروا هذه الأيام كيف يتعاملون مع معدنهم الثمين هذا؟



#سعيد_لحدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب خلف الحجاب
- التخوين والشخصانية عند تيارات الأقليات القومية
- -انتحابات- في سورية
- حين لا نفتقر إلى الحكمة
- الأقليات الصغيرة في عراق ما بعد صدام والبعث -الكلدان الآشوري ...
- الخيانة خيار وطني
- اغتيال- اعتقال- انتحار:أساليب حوار للنظام في سورية
- الحكام العرب والمحاكم المؤجلة- صدام مثالاً


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد لحدو - كثر الصاغة وقل جني الذهب