أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كازيوه صالح - زوجات الجنرال















المزيد.....

زوجات الجنرال


كازيوه صالح

الحوار المتمدن-العدد: 620 - 2003 / 10 / 13 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


قصة :كازيوة صالح
                    ترجمة: عبداللة قرةداغي

سأراه الآن و اقول له بانه من المستحيل ان يتحقق مايحلم به . فحلمك انت بحاجة الى استعدادي أنا , وأنا لست مستعدة لأن يجعلني شخص ما سبحة في يده يلعب بها كما يشاء , لأنني كنت احبه فقد تركته وابتعدت عنه . فلحب الذي لايؤدي الى نتيجة مرضية سوف ينتهي الى الحقد ولم اكن راغبة في الحقد عليه .
انني اقول للنسوة القابعات في القصر الأبيض ذي النوافذ القاتمة بانكن تشعرن بالنقص , لا بل أنتن نرجسيات ترغبن في ان يحبكن جنرال بل تحظى عامة النساء بحب الرجال العاديين او الفقراء . او أنكن مصابات بالكآبة وتدفعكن رقصات الجنرال الى الضحك … بل انكن مصابات بالهستيريا وعقد اوديب و الكترا وجميع العاهات اللامرغوبة في العالم , والاّ في الذي يبغيه الجنرال منكن اذ جمعكن هنا.
ماكنتن تحلمن به ودفعكن الى الاستسلام لتلك النتيجة هو رغبتكن بان تتبوأن عرش ملكات النساء . بعضكن فعل ذلك رغبة في الحياة الرغيدة والخلاص من براثن الفقر وثمة مجموعة منكن تتباهي بأن الجنرال يحتفظ بهن لأشباع رغباته … انهن يسعين دائماً للوصول الى جميع جنرالات العالم وذكرهم فيما بعد باعتبار ان أصابع رجل مشهور قد حرثت اجسادهن بالكامل . اما مازوكية بعضكن فان صيحات الجنرال و توعداته هي الوحيدة القادرة على الحاق الأذى المطلوب بكن . اما اللواتى تم اعتقال ابنائهن ويساومن بكل شيء في سبيل بقائهم أحياء … كم اتقزز من الجنرال من اجلكن , ان يستسلم لكل شىء و لااصدق بان يحظى بحب ايه امرأة في مملكة النساء … لا , لآ انه ليس بذلك الجنرال البطل الذي كنت خلال سنوات ما … " .
احفل صوت أشبه بالزئير صادر من الغرفة التى كانت بوابتها في مواجهة القصر والتى كانت تعرف بـ"غرفة الانتظار"احفل هذه السيدة وغيرها ممن كانوا ينتظرون في مقاعدهم الباردة هناك و ايقظهم , الاّ أنّ ذلك الصوت لم يكن غريباً لديهما أبداً , فقد كان الصوت الذي كانت قد سمعت منه مراراً كلمات في منتهى الطراوة والرقة . كانت متحسرة على ان الصوت الرقيق ذاته يصرخ ويزأر :
- افتحوا باب الحظيرة في الجهة الأخرى من الدار وخذوا اليها القنائل غير المزينة لتصبح مُضماءة لتلك الشلة من النساء الخاصة بي  .ها .. ها ..ها . لقد انتهيت منهن , والنبع يطيب ماؤه للشرب مرة واحدة . ولكن كما قيل قديماً حين تشرب منه لاتقذف الحجر فيه " , سأكون وفياً تجاههن وأضمن لهن العمل في قصري متحاشياً رميهن بالحجر .
هذا الصوت يشبه تماماً ذلك الصوت الذي همس لها بالحب مرات عديدة واعداً باللقاء الأبدي والوفاء وقد ملأ قلبها واعماقها . ذلك الصوت الذي كان في خضم تهاوي الآخرين يتحدث عن الجرأة وفي خيانتهم كان يتحدث عن النقاء يشبه هذا الصوت في رنته فقط ولايشبه في السلوك . لم يكن صاحبه يجعلها مستمرة في غرفة الأنتظار هكذا , بل كان يدعها عند سكرتيرته الخاصة , وحالما كان الضيف يغادر كان يدعوها بتقدير , ذلك الصوت الذي ينظم الأوقات في كل مكالمة طبقاً لما كانت تريد , وليس بمقتضى اعماله ووقته هو ."لا, هذا الصوت يشبه ذاك فقط . لايمكنه قط ان يكون جريئاً وعظيماً كالصوت الذي كنت املكه , ذلك الصوت الذي همس بـ"احبك" في اذني مرات عديدة , لوكان ذاك , لكان بمجرد معرفته بأنني هنا يدعني ادخل وكنت سأتحدث معه عما أريد , او أنه , حين يعرف بانني أسمعه ما كان سيظهر نفسه بهذه الرعونة أبداً , بل كان سيتصرف بالرقة التي كانت قد  عهدتها لديه " .
كانت تقصد بكل ذلك الجنرال الوهمي الذي لم يكن العقل يتقبل حديثها عنه بتلك المثالية وهو اكثر صفاءاً وانسانية

وأخلاقاً وموقفاً و دعوة للسلام من الآخرين كلهم كانت تتنفر , دون مناقشة , من كل ماكان يقال عنه , بل كانت تدافع عنه مادحة عفته وأخلاقهُ الحميدة و فضائله الى حد أن الناس كانوا يتصورون بانها مصابة بعاهة نفسية , لاسيما حين كان الناس يتحدثون عن ملامحه اللامتناسقة بينما كانت هي تتحدث عن وسامته ونبله , الى أن وصلت الأمور بهما انه قد وجه اليها في خظم القبلات والتأوهات صفعة اشعلت النار في خدها . في البداية تتوقع بانه يداعبها ليس اكثر, وهي تقول لذاتها :" لو كان ذلك مزحة لما كان يصفعني بكل قوته , اذ لاأنني لو كنت اوجه اليه على سبيل المزاح لكمة خفيفة الى جسمه لكنت ىاتمنّى ان تسقط جميع اصابعي دون أن يتأذى هو من لكمتي . ولكن لنفترض بأن مزاحه قاس هكذا " … كلا .. لقد استمر في الضرب الى حد انها لم تستطع عد الضربات اكثر من ذلك . الاّ أنّها كانت تجد ذلك بأشكال متعددة منها أنها أشفقت عليه في البداية متخوفة من اصابته بوضع نفسي معقد, وكانت لأجل ذلك تضحي بخديها في سبيله . فكما أنه كانت يُقبلها الى الحد الذي يطفيء به عنفوانه, ليصفعها الى الحد ذاته . ثم كانت تقول :" لقد احببته الى الحد الذي انني قد تضرعت مراراً كي يكون , ليس حياتى فحسب , بل وموتي ايضاً على يده هو ليس على ايدي عزرائيل* .اريد ان أحيا الى حد الموت لأجله , لذا فان من الأفضل ان أموت على يديه , وحبذا لو كان هذا اليوم يوم تحقيق تلك الأمنية " .
كانت آنذاك تبحث عن بصيص حب لتلتذ به في خضم الضرب , لذا فانها قد صوبت نظراتها بدقة الى عينيه , فبادرها هو بتصويب اقوى صفعة الى عينيها التي طالما قال عنها بانها لم تُخَلقاَ لتدمعا بَل خُلقَتا لتكونا معبدي حب.
آنذاك فقط عادت الى صوابها وعرفت بانه يضرب عينيها بسبق اصرار وتقصد مُدرِكة بانها صفعة مابعد اشباع الرغبة في الضرب , لاسيما لآنه كان اول شخص في حياتها يخاطبها بالقول :" تافهة , عديمةالحياء , عاهرة, " . كانت تلك الكلمات تشق غشاء اذنيها الى حد آنّها لم تعرف ما قاله لها فيما بعد, فخاطبها بحنجرة حبستها الدموع :
- لقد ادركت الآن ماهية شخصيتك , فاخلاف امثالك لاتتسع الا لهذا القدر من الحكمة .
- لم تكن قد انهت كلماتها , حين كان الجنرال العظيم ممسكا بحقيبة نسائية وهو يقول:
- اسرعي في الخروج قبل أن افجر جمجمة رأسك بطلقة واحدة,
-أنت جنرال المعارك ورفيق الطلقات و الاسلحة، انّى لك ان تعرف الحب، ومادمت هكذا ِلم لعبت دوراً في هذا المسرح، أمثالك من الناس ينبغي ان يفتخروا بالحروب فقط.
     "تصورت بأنه يسمع قلبه وصوته الداخلي يقول: انا منتصر في جميع المعارك، حتى في معارك النساء، لأنني سمعته يدمدم، وهل وصلت النسوة الى الحد الذي يضربن فيه الرجال، فهل تضربينني أنت!؟. آنذاك عرفت بان الجنرال لا يرغب بعد الإشباع حتى في رؤية وجهي، حتى انه يتصور مداعبات الحب التي كانت تبدر مني على شكل ضربات خفيفة، تلك المداعبات التي كنت اقدم عليها لأشعر بوجوده الى جانبي، كان يتصورها عداءًا وبدا ينتقم لها، لذلك قلت له:
    -أنت أيها الجنرال اعتدت على ان تتصور نفسك منتصرا دائما، لكن ينبغي ان أفهمك يوما ما بانك قد انتصرت في معركة خاسرة.
    -….
    -لكن ينبغي بان تدرك يان دموع النساء ودماء الرجال لا قيمه لها البتة في المعارك.
    -….
    -حين تشعر بان دموعنا تقابل وتوازي دماءكم تدرك حينها بأنك منتصر مهزوم.
   حين بدا الجنرال بمداعبتي مرة أخرى.. وحين استفزه صوت السكرتيرة ليدخل الغرفة، كان ثمة شخص واحد باقياً في قاعة الانتظار.
   كان اللقاء يبدا أول الأمر بقدوم شخص اسود طويل لمناداتك لتدخل غرفة اصغر تستقبلك فيها فتاة نصف عارية جميلة جدا و وفتية لتأخذك الى باب غرفته، فتدعوك هناك فتاة على الشاكلة نفسها لتدخل الغرفة التي كانت زجاجات

الكريستال في سقفها وجدرانها الأربعة قد طلبت بماء الذهب الى حد يقودك الى البيت. وفي الغرفة كانت ثمة نسوة أحطن بالجنرال لإشباع نزوانه، وكان بعضهن …تكرمون … يــ ….
   لم تعتد ان تنظر الى أحد هكذا قط، لانه كان للمرة الأولى تدرك حقيقة لم تكن متمردة عليها من قبل، بل كانت تدافع عنها أيضا. آنذاك فقط أدركتا بان البطل الوهمي الذي خلقته لم يكن الا مجرد ملامح وجه مكروه علاه التقزز وعلامات الجريمة، ولم يتسعفها الذاكرة لان تعود الى الوراء اكثر من ذلك. والشيء الوحيد الذي غزا تفكيره اكثر من أي تصرف اخر كان ذلك الذي تركته اثناء المداعبة والذي تحول الآن الى بركان من الغضب والحقد. ومن اجل تفسير ذلك فقد ذهبت الى ان كل ما سبق كان مجرد تمثيل لترضيتها هي، و الآن ، وبعد ان: …..
لم تسال تعد عن ما كان يبغي منها حين صرخ قائلا: لا ينبغي ان تقولي شيئا. هذه ايضا من ملحقات حظيرتي فخذوها الى هناك. انتم تعرفون بانني قد عقدت جميع الديكة التي خسري في المعارك، وماتت مجموعة من الدجاجات كمدا. اما الدجاجات اللاتي تمردن على الحط على البيوض فقد ذبحتها. لهذا السبب أحيل حظيرتي الى أمثالكن لتحطن على تلك البيوض. أود الاستفادة منكن لتنشيط اقتصاد البلاد، وآنذاك فقط سأفيدكن إنني سأستفيد منكن جميعا، ولكن بوسائل شتى.

*عزرائيل :مَلَك الموت.




#كازيوه_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب والصحفي العراقي الكبيرعامر بدر حسون
- المرأءة الكوردية على اعتاب الالف الثالث والعصر العولمة
- من مسؤل عن حالة الاطفال العراق؟


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كازيوه صالح - زوجات الجنرال