أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3















المزيد.....

الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


شكلت دعوات الاصلاح السياسي والاقتصاديه عام 1985 تحت شعار العلانيه والشفافيه البدايات الاولى لتطبيق البيريسترويكا التي استهدفت اعادة بناء الاقتصاد وتطويره في جمهوريات الاتحاد السوفيتي,والتساؤل الذي يبرز الى السطح في هذا المثال الذي اثار جدلا على الصعيد العالمي هو الم يكن بالامكان اجراء اصلاحات جذريه دون تعريض الاتحاد للتفكك والحزب الشيوعي الى الى الحل؟ربما تتشعب الاجابه بطريقه عجيبه اذا ما تم النظر الى الموضوع بابعاد واسعه قائمه على الاسس الماركسيه,لان اجراء عمليات اصلاح واسعه لا بد لها ان تأخذ بنظر الاعتبار الظروف المحليه والدوليه التي كانت تحيط بالاقتصاد السوفيتي واجراء اصلاحات اشتراكيه على الاقتصاد كان مستحيلا لان السبب الذي ادى بالاقتصاد الى الانحدار لتلك النقطه كان سيبقى قائما وهو الحرب البارده وحالة الاستنزاف للاقتصاد كانت ستبقى قائمه وتعطي لاي عملية اصلاح شكلا سطحيا غير فعال لان البلاد كانت بحاجه الى مئات المليارات من الدولارات وهو ما لم يكن متوفرا اي ان البلاد كانت بحاجه ماسه الى برنامج متكامل الابعاد لاحداث تغيير جذري ليس في الاتحاد السوفيتي فحسب بل في العالم بأسره , لان معالجة الحاله دون الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الدوليه كان امرا عقيما لا يستند الى اساس علمي وسياسي مدروس لذلك تطلب الامر مجموعه متكامله من التصورات التي تسهم في خلق عالم افضل يسمح لاقتصاد الجمهوريات السوفيتيه بالنهوض ومن بين تلك المسائل الملحه التي كانت تستوجب الحلول السريعه هي الحرب في افغانستان وانتشار الجيش الاحمر في شرق اوربا والتوتر على طرفي جدار برلين والموقف من الصراع في الشرق الاوسط والعالم الثالث باسره,اي ان هذه الموضوعات مع حالة الفساد المستشري في الداخل وابتعاد الحزب عن النهج الماركسي اللينيني كلها جاءت لتشكل اطارا عاما لمشروع التغيير والاصلاح ليغير وجه الصراع على الصعيد العالمي ويحدث انتقاله نوعيه في العلاقات الدوليه ..
كان يتوجب اولا التخلص من سياسة القوة التي تحكم العالم وتهدده بحرب نوويه مدمرة واستبدالها بقوة السياسه من خلال الاستفاده القصوى لعلاقات الاتحاد السوفيتي مع بلدان العالم وكذلك كطريقة للتعامل مع الغرب الرأسمالي الذي لا يستطيع مصادرة حق كهذا على روسيا والصين والدول الاخرى او بالاحرى لم تكن تستطيع فعل شئ حيال خطوات كهذه,واستخدام هذه الوسائل في العلاقات الدوليه كما هو معروف سياسه ميكافيلليه اي ان الغاية تبرر الوسيله المتبعه واتاح هذا المبدأ ممارسة كل الوسائل والطرق لتحقيق الهدف الذي بدأوا بالسير نحوه منذ بدايه عملية الاصلاح , وهو تقويض الرأسمايه العالميه وادواتها في العالم ومزاحمتها بطريقه تفقدها السيطرة على مركز القرار العالمي حتى وان امتلكت اكبر قوة عسكريه على الارض,لم تكن هناك اذن ماركسيه واشتراكيه يتم تطبيقها منذ عقود قبل وصول غورباتشوف وفريقه الى الحكم حتى يتم نقضها او تحطيمها , ومبدأ الشفافيه والعلانيه الذي اطلقه غورباتشوف لامس الواقع لان عمليه تدمير تدريجيه للاقتصاد كانت تتم في الخفاء وتنهب مقدرات الدوله بشكل اصبح معه الواقع يتطلب البحث عن حلول لها, لذلك كانت الظروف الداخليه للاتحاد تمر بأزمه حقيقيه ايدلوجيا وكذلك اقتصاديا ولا يمكن فصلها عن العالم الخارجي من حيث التأثير , فالنتيجه الاساسيه للدراسات التي توصلت اليها اغلب اللجان التي كلفها الحزب مطلع الثمانينات والتي تناولت معالجه الازمه التي يمر بها الاقتصاد السوفيتي توقفت عند استحالة احداث تطوير جذري فيه دون تحريك عوامل خارجيه عده وهذا ما يتطلب بدوره تغييرا جذريا في السياسه الخارجيه والتسليم بفشلها وضرورة بناءها على اسس جديده, وحده مترابطه من المشاكل والازمات هي التي حركت الحدث بأتجاه ضرورة احداث تغيير يعيد للماركسيه وجهها الذي بدأ بالاختفاء في الدوله التي تبطق الاشتراكيه كما كان الواقع يقول انذاك ,لذلك توجب على البيريسترويكا تناول كل موضوع يخص ألاتحاد سياسيا كان ام اقتصاديا بطريقه واقعيه تلامس الواع وتحاكيه ولا تعترف بالشعارات فبدأت اولا بالاتحاد واعلان الاستفتاء تلته خطوة حل الحزب الشيوعي الذي ابتعد عن نهجه ولم يعد منذ سنوات طويله لا ماركسيا ولا لينينيا بعد ان تغلغلت فيه العناصر الفاسده وانتشرت المحسوبيه والرشوه فيه خاصة في بلدان اسيا الوسطى والقفقاز وغدت سياسة الحزب الخارجيه اسيرة ردود افعال ليس الا غير قادرة على مجاراة الواقع العالمي بعد ان تم تضييق الخناق عليها في اوربا وامريكا اللاتينيه والعالم الاسلامي اي ان المساحه المتاحه امامه اصلا غدت ضيقه للغايه وعاجزة عن تحقيق اي اختراق لمصلحة الاشتراكيه,فكان من الطبيعي ان يتجرد الحزب من اهميته لا سيما بعد اعلان الدول الثلاث التي اسست الاتحاد وهي (روسيا واوكرانيا وبيلاروسيا )عن تفكيك الاتحاد والتخلي عنه..
ورغم اختلاف تقييم التجربه بين الاحزاب والدول الا انها اسهمت فعلا في خلق عالم على اساس مختلف وخلقت طريقه جديده في العلاقات الدوليه وكشفت عن الوجه الحقيقي للرأسماليه العالميه وممارسات الدوله الاولى التي ادى انفرادها بالعالم الى تخبطها وغرقها في اكثر من مستنقع,لم يكن من السهل على علماء الاقتصاد اطلاق مصطلح الاقتصاد النامي على الاقتصاد السوفيتي لانه لم يكن كذلك فعلا وشهد تراجعا اساء لتطبيق الاشتراكيه اكثر مما يعطيها دعما واضافه فحالة التضخم التي عصفت به عكست الفشل في تطبيق الاشتراكيه بالشكل الصحيح والا لما وصل الحال الى تلك النقطه,ورغم وجود المصانع الثقيله في الاتحاد الا انه كان يعتمد على العامل البشري حصرا في تطوير اقتصاده واي قصور في هذا العامل ينكعس سلبا على الاداء الاقتصادي بمجمله ,بينما كانت الولايات المتحده تعتمد على مصادر عده في اقتصادها ولم تكن حدودا للممارسات لتحقيق هذا الهدف كما ان موضوع التخصص في الغرب هو الاخر اثرى الاقتصاد الرأسمالي بالابداعات وتطوير وسائل الانتاج باستمرار دون الاعتماد على العنصر البشري في بعض الحالات وهذا ما شكل خللا في طبيعه المقارنه بين النظامين لمصلحة الرأسماليه التي سيطرت على اماكن عديده في العالم لمصادر الطاقه كي تحصل عليها بأثمان بخسه عكس الاتحاد السوفيتي الذي كانت مسؤولياته الاخلاقيه تحتم عليه مسانده الدول الفقيرة ودعمها بدلا من الاستفاده منها ,وهناك حقيقه كانت دائما تبرو للوجود وهي ان حال الاتحاد بذلك الشكل كان يقف عائقا امام هزيمة الراسماليه او حتى مزاحمتها وكذلك يقف عائقا امام تطوير الاحزاب الماركسيه لنشاطها على الصعيد العالمي وهذا ما اعطى الواقع صورة الجمود الذي تنبذه الماركسيه فالحركات اليساريه والاحزاب الشيوعيه والنقابات العماليه كانت تتعرض للقمع في الكثير من الاحيان عند خروجها للشوارع وتنفذ اضرابات واعتصامات لتحقيق ماكسب لها او التصدي للقوانين الجائرة التي كانت الدوله الرأسماليه تفرضها عليها وكانت في اغلب الاحيان تتهم على انها من صنع المعسكر الاخر وتهدد الامن الوطني للبلدان الرأسماليه مما كان يفقد هذه النضالات عامل التعاطف والالتفاف عليها من قبل باقي فئات الشعب, وكان يبرر القسوة التي تمارس ضدها دون ان يتمكن الاتحاد السوفيتي من تقديم شئ ملموس لها..
وبينما كانت الولايات المتحده والعالم الرأسمالي من خلفها تحقق اقصى الاستفاده من علاقاتها بالدول من خلال الاستثمارات التي تمثل البوابه للتحكم في القرار الوطني كانت السياسه السوفيتيه تفتقد للديناميكيه في هذا النوع من العلاقات وكانت تقوم على اساس مبدأي ثابت كما كان القادة السوفيت يرددوا دائما,وحتى في العلاقات الدوليه اذا ما نظرنا لها من وجهة النظر الماركسيه لا يوجد سياسه ثابته وان الديالكتيك الماركسي لا يقبل الوقوف عند نقطه والتشبث بها لان الكون باسره في حركه مستمرة تفرز الجديد في كل لحظه وينبغي التعامل بواقعيه مع هذا الجديد,وسياسيا عانت السياسه السوفيتيه في العقود التي سبقت تفككه من تناقضات كثيرة وتخبطات ادت في النهايه حتى الى ابتعاد الكثير من حلفاءه عنه ومن عدم تفهمهم لمواقفه المتناقضه تلك اي ان التعامل مع وقائع كهذه كان يؤدي الى احداث حالة من النفور اكثر من عكسها التي حققتها السياسه السوفيتيه في بدايات تأسيس الاتحاد وحتى وصول خوروتشوف للحكم,لقد كانت لسياسة الاتحاد السوفيتي ابلغ الاثر في السنوات الاخيره على تراجع الاحزاب الشيوعيه واليساريه في العالم وكذلك تراجع شعبيتها بينما افرزت لنا الاحداث ان بأمكان تلك الاحزاب والمنظمات فعل الكثير اذا ما اعتمدت على قواها الذاتيه كما حصل للمنظمات المعارضه للعولمه التي اكتسبت تأييد مئات الملايين حول العالم وحققت مكاسبا مشروعه دون ان يتمكن احد من لصق تهمه العماله لطرف بعد زوال الاتحاد السوفيتي كما انه خلق شعورا عارما بالوحده بين العمال والمثقفين في العالم في التوجهات والتعامل مع اساليب الرأسماليه..
لقد افقدت الحرب البارده الاتحاد السوفيتي حركته الطبيعيه في الاسواق الدوليه لان اساس الصراع القائم كان ايدلوجيا ودفع الكثير من بلدان العالم الاعتماد على الغرب الغني بدلا من الشرق الشيوعي الفقير وكذلك فان معظم هذه الدول كانت تتوجس التعامل مع السوفيت لانهم يتهمون دائما بدعمهم للاحزاب الشيوعيه التي كانت ياما في موقع حرب العصابات او موقع المعارضه,وهو بدوره ما اضاف ثقلا في الحركه على الاتحاد السوفيتي ومجموعة الدول الاشتراكيه,اذن الماركسيه لم ترشدنا الى امتلاك اقتصاد غير قابل للتطور كما لم ترشدنا الى ابقاء حاله الصراع في ركود سلبي يعيق تقدم المجتمع الانساني الى الامام,ولم ترشدنا الى الوقوف في مكان واحد والمجاهرة بها دون التحلي بالاقدام على تحويل النهج المرسوم الى واقع , وكذلك اكتشاف ادواتها وتحقيق المواقع الجديده لها ,ربما كان التشخيص الدقيق الذي طال حالة الاتحاد من وجهة نظر ماركسيه تطلب ازالته والعمل وفق اسس جديده لاعادة انبعاثه بشكل اكبر ولكن على الصعيد العالمي وليس على صعيد تلك الجمهوريات فحسب كي تكون للجماهير والعمال الدور الحاسم في تغيير الواقع,لقد كان من الصعب على النظام الاشتراكي في تلك البلدان تحقيق اي تقدم في ظل تلك الظروف الدوليه الشاذة التي ادت لانهيار اقتصاده وتقوقعه ,فكيف يمكن لبلد ان ينمي اقتصاده الاشتراكي وهو يسخر 9% فقط من ميزانيته لتلبيه حاجات الانسان الضروريه ويسخر 91% للاغراض العسكريه والتسلح بالتأكيد يعد ذلك مستحيلا مع هذه الارقام!!



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 2
- الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1
- الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..
- الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..
- قانون النفط...ونقابات العمال
- حرب العراق...والتحولات المرتقبه
- حكم دكتاتوري عسكري..
- ألاصوليه العلمانيه...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماركسيه..والتجربه السوفيتيه 3