أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - التنافس الصاخب بين الكتل والاحزاب العراقية المتعاقدة مع قوات الاحتلال















المزيد.....

التنافس الصاخب بين الكتل والاحزاب العراقية المتعاقدة مع قوات الاحتلال


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عملت الامبريالية الامريكية ومن خلال اجهزتها بدءا بالادارة ولاسيما وزارة الخارجية والكونغريس ومرورا بال CIA ، على التعاقد مع قادة الكتل والاحزاب السياسية والشخصيات المؤثرة اجتماعيا في جميع انحاء العالم لبناء قاعدة اجتماعية وسياسية وفكرية وحتى عسكرية، لدعم مخططاتها في الهيمنة الاقتصادية والسياسية والعسكرية على العالم، مستفيدة من خبرات جميع الامبرياليات المهيمنة قبلها، ومطورة لها من خلال معاهد علمية متطورة ورصد المليارات لتمويلها . وتسخرها في تنظيم الانقلابات العسكرية وادارة الانظمة الدكتاتورية وتوجيه الرأي العام الجماهيري لما يخدم هيمنتها ، فضلا عن الاستعداد لاستبدال الانظمة التي لاتحقق مصالحها المتعاظمة على الدوام والتي اصبحت لاتستنزف طاقات الشعوب فقط بل وكل هيبة قادة هذه الانظمة . فقد وسعت وطورت تعاقداتها مع الكثير من الكتل والاحزاب السياسية في العراق وانشأت وطورت مختلف المنظمات الاجتماعية تحت شعار منظمات المجتمع المدني وعقدت عشرات المؤتمرات في مختلف انحاء العالم ولاسيما في البلدان العربية التابعة مثل الاردن والسعودية وصولا الى مؤتمرات متقدمة في واشنطن ونيويورك ولندن لتهيئة القوى القادرة على خدمة مخططاتها في استبدال النظام الدكتاتوري الذي انتهت مهمته بعد ان قدم لها من الخدمات مالم يقدمه أي نظام تابع في العالم . فمن خلال حروبه تمكنت من الهيمنة على اغنى بقاع العالم بالنفط من جهة، وترويضه للشعب العراقي الذي اقض مضاجعها لما يزيد عن نصف قرن من الجهة الثانية. وجرى تخصيص بعض هذه المؤتمرات للتعاقد على تنفيذ الاهداف الاستراتيجية للهيمنة الامريكية ولاسيما ضمان هيمنتها على النفط العراقي في واشنطن والرياض . وكان ابرزها مؤتمر لندن الذي ضم جميع القوى التي وقعت مقدما على ميثاق يلزمها بتنفيذ المخطط الامبريالي في الهيمنة المطلقة لقواتها على حاضر ومستقبل العراق الذي عقد عام 2003،عشية الحرب لاحتلال العراق. وعاد الى العراق بعد عشرات السنين من التمرغ على اعتاب اجهزة مخابرات الدول الامبريالية ، بعض قادة الكتل السياسية في ذيل قوات الاحتلال منتفشا . في حين انطلقت اول شرارات المقاومة الوطنية العراقية في ام قصر.
وانغمر قادة تلك الكتل والاحزاب والمنظمات في التنافس مع بعضها لنيل الحظوة لدى قوات الاحتلال لتضمن لها كرسيا في مجلس الحكم الذي يقوده المندوب السامي الامريكي بريمر. والتكيف مع جميع شروط قوات الاحتلال في تركيبه ولاسيما شرط المحاصصة الطائفية والقومية التي جعلت قوات الاحتلال منها السلاح الاساسي لتمزيق وحدة الشعب العراقي. واستمر الصراع بين هذه الكتل اشهر، استطاعت قوات الاحتلال خلالها من نهب وتدمير معظم التراث الحضاري الانساني والعراقي وتدمير معظم البني التحتية الثقافية والاقتصادية. وتم بوجوده حل الجيش العراقي وجميع اجهزة الدولة الاساسية وصيغت القوانين لادارة الدولة وفقا لمشيئة قوات الاحتلال. ونتيجة لذلك تصاعدت المقاومة الوطنية كما تصاعدت الادانة العالمية ليس فقط للحرب والاحتلال بل وللاعمال الاجرامية التي اقترفتها قوات الاحتلال من تهديم وابادة ولاسيما بعد تكشف خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل وكذب الادارة الامريكية. فاطلقت قوات الاحتلال المجال لجميع قوى الارهاب العالمية لتمارس نشاطها في العراق ، لتبرر احتلالها بحجة ان العراق اصبح الساحة الرئيسية لمحاربة الارهاب، من جهة ومن الجهة الثانية العمل على تمويه الاحتلال بعملية سياسية معدة سلفا، جرى من خلالها اعداد دستور وانتخاب برلمان وحكومات مؤقتة ومنتخبة. و تسابقت جميع الكتل والاحزاب والمنظمات المتعاقدة والمستجدة على تنفيذها واستبدل المندوب السامي بالسفير الامريكي الذي يحتل اكبر سفارة في العالم والاف المستشارين المدنيين والعسكريين الذين يهيمنون على جميع مرافق الحياة فضلا عن عشرات الالاف من المرتزقة المدربين على مختلف وسائل الاجرام لتركيع الشعوب. دون ان تنسى حماية هؤلاء المتعاقدين وضمان تمتعهم ليس فقط بالامتيازات والكراسي بل والامن الذي اصبح يقض مضاجع كل العراقيين ويشل طاقاتهم. وذلك من خلال عزلهم وتحصينهم في المنطقة الخضراء واستخدام السكن فيها وسيلة اغراء للمتعاقدين القدماء والجدد من ناحية وتهديد بالحرمان منه لمن لا يرضخ او يتردد في تنفيذ الاوامر التي لاحدود لها في الايغال بقهر الشعب العراقي وابادته من جهة وباذلالهم من جهة اخرى . فكم مرة صرح المالكي بدون خجل بعدم امتلاكه صلاحية تحريك أي من جنوده وهو قائد القوات العسكرية العراقية باعتباره رئيس الوزراء؟ وكم مرة وقف رئيس الجمهورية كطفل معاقب امام عدسات التلفزيون ليعتذر عن تصريح لم يرضي قوات الاحتلال؟ وكم مرة جرى تهديد المالكي بان ترؤسه للوزارة ليس شيكا ابيض من قوات الاحتلال وانما عليه تنفيذ مخططاتها وفي مقدمتها في هذه المرحلة تشريع قانون نهب النفط العراقي ؟. الامر الذي دفعه خوفا على كرسيه الى اعلان اقرار مجلس وزارئه للقانون رغم عدم موافقة العديد من وزرائه على القانون، وان كان معظمها بدوافع ومصالح شخصية او فئوية . وانسحاب العديد من الوزراء من قادة الكتل السياسية من الوزارة دون ان يشعر الشعب باي تغيير فيما يعانيه فليس لجميع الوزارات أي تأثير على هيمنة قوات الاحتلال وادواتها على كل مستلزمات حياته ولاسيما امنه فلم تحقق الوزارة طيلة فترة اكتمال اعضائها أي من مطالبه ولا بعد انسحاب 17 منهم. ولعمق معاناته لم يعبأ بجلسات الحوار بين كتلها واحزابها وجبهاتها بل ويسخر منها ومما يصدر عنها من بيانات التي تتشدق بمصالح الشعب والوطن دون ان تلتزم بتحقيق أي منها ولا تتضمن أي موقف صريح ضد قوات الاحتلال، دع عنك ما تتعرض له هذه الكتل والاحزاب من انشقاقات وما يصدر عنها من بيانات متناقضة . واذ ينتقد بعضها قانون النفط فانهم يتجنبون كشف طابعه الامبريالي . ولاتنسى جميعها ان تطمن قوات الاحتلال بالتزامات تعاقدها. فقد جاء في بيان الخمس كتل الرئيسية الاخير الصادر في 26/8/2007 "وفي هذا السياق يؤكد القادة ضرورة الوصول مع الجانب الامريكي وغيره ان اقتضى الامر الى علاقة طويلة الامد تستند على المصالح المشتركة وتغطي مختلف المجالات بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الامريكية وهو هدف يفترض تحقيقه خلال الفترة القصيرة القادمة"!! وكلنا يعلم ان المطروح تحقيقه خلال الفترة القصيرة القادمة ليس فقط اقرار قانون النفط بل وعقد الاتفاقيات طويلة الامد لبقاء القواعد العسكرية الامريكية و..الخ من اهداف الهيمنة الامبريالية



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة عمال النفط في البصرة هي جوهر معركة شعبنا والبشرية ضد ا ...
- الازمة العراقية اخطر حلقات الازمة العامة للامبريالية الامريك ...
- العراق ميدان الصراع الرئيس بين البشرية والعولمة الراسمالية ب ...
- نزال وطني اكبر واخطر يخوضه شعبنا باسوده عمال النفط ضد قوات ا ...
- العولمة الانسانية تعوض المقاومة الوطنية العراقية والفلسطينية ...
- تفجر السليقة الثورية لشعبنا بعد نصف قرن من التحجيم يثير اعجا ...
- مناورات الامبريالية الامريكية لادامة هيمنتها على العراق وثرو ...
- الضرورة الموضوعية لتلاحم جميع اشكال مقاومة الاحتلال
- الحركة العمالية العراقية هي القيادة السياسية والميدانية للمق ...
- هستريا الهيمنة على النفط العراقي تكشف زيف العملية السياسية و ...
- سيبقى 14/تموز عيدنا الوطني ودروسه منطلقا لتحررنا وكابوسا مرع ...
- مقاومة اقرار قانون النفط والغاز محك وطنية كل فرد وحزب ومنظمة ...
- اصعب امتحانات حياتي
- النضال الجماهيري هو السبيل الوحيد لوحدة القوى السياسية والنق ...
- لنجعل من انطلاقة مقاومة اقرار قانون النفط والغاز انطلاقة شعب ...
- الامبريالية الامريكية تشحذ كل اسلحتها للتبرؤ من جرائمها بعرض ...
- مس بيل جديدة لتحقيق حلم الامبريالية الامريكية في الهيمنة على ...
- في ظل الفوضى المفتعلة مرر مجلس الامن قرار استمرار احتلال الع ...
- رسالة مفتوحة الى سندي شيهان رائدةالشعب الامريكي في النضال ال ...
- الاضراب العام لعمال النفط في البصرة بشير تفجر غضبة شعبنا على ...


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - التنافس الصاخب بين الكتل والاحزاب العراقية المتعاقدة مع قوات الاحتلال