أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - محاولات اعتكاف 2















المزيد.....

محاولات اعتكاف 2


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


اعتمادا على كلماته النورانية في محاولة لبلوغ وطن الذات
هو ـ الفيلسوف الراحل كمال جنبلاط ـ أمدّني بكلماتي .
5
عندما أعي ما معنى العبودية أكون قد أدركت ما معنى الحرية.
هي ذي نفسي بين أقطاب البندول تترنح مع النفوس الأخرى تحاول عبور المتناقضات ولا تدرك أنها تحاول عبور الوجود الكوني.

هو القائل: "لولا الوعي لما كانت الحرية وعلى قدر ما يتكامل فينا الوعي نشعر بالحرية, لا الحرية الخارجية القلقة التي تتنقل من مطلب إلى مطلب, بل الحرية الداخلية الحقيقية فينا, الحرية الجوهرية إذا شئنا التعبير الموافق".

قلت لها: أدرك أني لست حرة نفسي.
قالت: الإدراك حرية.

العبودية: أن لا أعي نفسي.

هو القائل: "الوعي هو التنبه العارف واليقظة كمن أضاء نورا في نفسه يستضيء به على الدوام, في ظلمة الليل وفي نور النهار على السواء".

سحر تبني أعشاشا لعصافير الربيع, فهي تعي الحرية دون أن تقصد.


6
القتل محاولة فاشلة في طمس الحقيقة.


هو القائل: "كم هو مجرم وشرير هذا الرجل الذي اضطرني إلى حمل السلاح, أنا الذي لا أؤمن بالعنف كوسيلة سياسية عادية".

قلت: أين الخلاص؟
قالت: لا خلاص.

قلت: العالم في كف شيطان.
قالت: العالم في كف إنسان.

حين قرأته رأيت المسيح المصلوب. وغاندي المرمي بالرصاص.

قلت لها: تاريخنا حلبة إعدام مفزعة.
قالت: الشمس تأكل نفسها.

سحر تسألني عن كارثة طبيعية تناقلتها الأخبار, كيف سأشرح لسحر عن الأوزون المطعون بأصابع الإنسان.


7
حين أقرأه أشعر وكأني أريد العودة إلى طلابي المتعسرين, فثمة نقطة قوة سكنتني لم استغلها بعد.

كنا ثمانية أشخاص وطيفه تاسعنا. نقشنا أصابعنا في الطين. بعد أيام حدثنا سيرين, أعمى البصر قائلا: رأيت زنبقة نبتت فوق نقش أصابعنا.

هو القائل: "طاقة الحياة وطاقة خلق حياة جديدة, هي الأساس فينا وليس الأساس فرديتنا وجسدنا وشخصنا".

ثمة طاقة موجودة فينا.


8
في داخله ثورة.
في داخلي ثورة.
حروفه من رصاص , لكن لا احد يستطيع محوها.

قلت لها: كمال صاحب فلسفة نورانية.
قالت: تعدى الحرف, تعدى الحدود.

هو القائل: " من لم يكن في داخله نور ينيره, فيضيء معالم الطريق, فهو أعمى وأبكم, فكيف يستطيع قيادة الناس من فيه جهل أو بلادة في نفسه؟ وإلا يكون واحدا وفق التشبيه الشهير كالأعمى يقود عميانا".

سيرين لا يبصر العالم لكنه يبصر العتمة.




9
حين قرأته علمت كم أجرمت في حق نفسي عندما أعلنت بتحضرها.

هو القائل"لا يفيد الإنسان أن يكون متمدنا في خارجه, بل عليه أن يكون متحضرا في داخله الحضارة الحقيقية للإنسان".

أملك كل شيء ولا أملك شيئا.

قلت لها: أريد أن أكون متحضرة.
قالت لي: سأقبل طلبك اعترافا.

ذهبت سحر لتشتري حبرا, فحضور سحر في نصي هو أحد اعترافاتي.

10
سألتها: كيف أضعف أنانيتي.
قالت: عودي إلى يزيد البسطامي.

هو القائل: "الجهاد الاكبر في النهاية وكل جهاد هو جهاد النفس حتى ولو كنا نعمل في سبيل الاخرين, فنحن اللذين نجني حصيلة هذا النضال الحياتي الصغير".

عندما قرأته عدت مجردة, فالإبحار في حروفه حمّام نور.

سيرين قال لي انه رأى نفسه في محاق القمر.
نظرت سحر إلى القمر وقالت: أنا لا أرى سيرين, فقد تلاشى داخل نور القمر.


11
سيرين ابن الخامسة سأل أمه: كيف ولدت؟
جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.
هص ممنوع السؤال وعلى الأطفال السكوت.

الكبار يكذبون ويقولون لسرين وسحر: الكذب ممنوع والله لا يحب الكذابين.

هو القائل: "الصدق فريضة العقل على كل نفس...وجهة واتجاه ومحاولة دائما وأبدا: هي قبلة النفس الحقيقية في كل عمرة وفي كل معراج-في العلم, في رياضة النفس, في المصاحبة وفي العمل, في الاجتماع وفي السياسة, في الفن وفي كل شيء".

قلت لها: بخلت بالحقيقة.
قالت لي : طعنت الإنسان بالانسان. عودي إلى غاندي.

غاندي قال: " الحقيقة طرية وديعة قابلة الذبول السريع والانكسار-كزهرة الدراقن, ولكنها قاسية في فعلها كالماس".

سيرين وسحر يسألون ويتساءلون بما لا تشتهي السفن.

قرأته فضحيت بأنانيتي.
حين قرأته كبرت ثورتي في إدراك علم الإنسان.


12
الإنسان في محاولته لاختبار الحقيقة طعن بالحلم.
كمال جنبلاط عندما اقلق ضمائر الجهل رمي بالرصاص.

قلت لها: لا هوية لي.
قالت: عودي إلى نقطة البيكار.

لم يكن صعودا ولا هبوطا, بل تأملا اخر في وطن الذات.

هو القائل "نقطة البيكار هي النقطة التي تدور عليها الدائرة, دائرة الوجود كله. هي الكلمة الأولى وهي العقل الكلي أو العقل الأرفع بالنسبة إلينا".

عدت إلى الحكيم الشرق أوسطي والحكيم الهندي والحكيم المصري القديم واليوناني, وجدت نفسي داخل نقطة البيكار, أتأمل تأملات مفزعة ل" جرائم" ارتكبها الحكماء فماتوا قتلا, شنقا, صلبا, حرقا أو رميا بالرصاص.

عدت إلى نقطة البيكار...نقطة بيكاري.

سحر ترسم بالرصاص سرب عصافير محلقا في السماء.
سألتني هل ترين العصافير
قلت لها أرى الحكماء.
كيف سأشرح لسيرين أن هويتي هي نقطة البيكار.

13
من علمني حرفا صرت له عبدا.
قلت لها: ماذا أقول
قالت : قالت انت ما زلت حية

هو القائل: "أن الإنسان يظل تلميذا طوال ايام حياته ويكتمل تهذيبه وتثقيفه وتربيته ما زال حيا"

من علمني حرفا صرت له عبدا, ومن علمني حكمة أصبح لي نبيا.
أدركت أني لا أملك شيئا.




14
أرأيتم سنبلة مملوءة بالحب ترفع رأسها عاليا؟

ومع هذا لبنان لم يتسع لكمال.

أقتبس كلمات الزعيم جمال عبد الناصر:
"لبنان لا يتسع لك يا كمال"

أتساءل: كيف لجسد أن يتسع لكمال؟

في عبثية المحاولة أتوه, فالوصول محال.

خلاصة البداية:
استَبَحتَني كوطن, فتلبستني غربة..وطن وجودي فيه عدم..عدمي فيه هو سر وجودي.
حملتني إلى أزلي البدائي.
أخذتني إلى عيشي المفقود.
أعدتني إلي وحررتني من هرطقات نفسي..وقذفتني بكلماتك بعيدا بعيدا..إلى وطن.. إلى لا وطن.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات اعتكاف: هو الفيلسوف الراحل كمال جنبلاط أمدّني بكلم ...
- امرأة لا تعرف التقشف
- المتنبي والكترا المغايرة في تجاوز الاسطورة
- الكاتبة نبال شمس في حوار خاص مع جريدة الحياة الثقافية
- ماري والحجاج بن يوسف الثقفي... علاقة تبحث عن إثبات
- عدت حاملة رأسي
- خوله ونبوة المتنبي
- أطواق_الجزء4
- أطواق_الجزء 3
- أطواق_الجزء2
- أطواق- الجزء 1
- أريد الكتابة, لكني لا اريد ان اصبح قاصة , شاعرة او روائية
- صديقتي والمتنبي
- حمامة, هاوية ونص
- كوني كما أنت
- علميني ما لا تعلمين
- الدخول من النهاية
- محاولات للتعالي عن أناها
- لغة الروح
- رثاء لرجال الثامن من اذار


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - محاولات اعتكاف 2