أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين ابو سعود - حرب بلا راء














المزيد.....

حرب بلا راء


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 02:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الحرب كلمة مكونة من ثلاث حروف لو حذفنا منها حرفا واحدا فقط من الوسط لتحول الى كلمة مغايرة تماما بالمعنى، وشتان ما بين الحرب والحب ، ويكفي الحروب عبثية انها تنتهي دائما بالخسارات الفادحة وسفك الدماء وزهق الارواح ، حيث يحاول دائما الخيرون واصحاب العقول الراجحة ايقافها بشتى الطرق ، كما يكفي ان مشعليها هم من ذوي الافق الضيق ومن محبي الظهور وناشري الشرور ، ولا احد يتمنى استمرارالحروب وهي الى توقف مهما طالت واستطالت ، ويقال ان حرب داحس والغبراء استمرت الى نحو من اربعين عاما ولم تحقق اي نتيجة تخدم البشرية ، ولنا في التاريخ الحديث مثلا اكثر وضوحا وهو الحرب العراقية الايرانية التي استمرت ثمانية اعوام التهمت خيرات البلدين وقتلت اكثر من مليون شخص من الطرفين اضافة الى مئات الالوف من الاسرى والمعوقين والمفقودين فضلا عن الدمار والخراب الذي لحق بالمدن والقرى والمصانع والجسور وغيرها ، واما الاثار الاقتصادية فهي من الفظاعة بحيث لا يمكن حصرها وان اثارها السلبية التي امتدت خارج الدولتين لتشمل الدول المجاورة ايضا ستظل الى عشرات السنين ، وتعتبر هذه الحرب اكبر عملية اهدار للثروات في التاريخ، وكان نتيجتها ان توقفت بدون ابداء الاسباب واجرى فريقا البلدين مباراة ودية لكرة القدم على ارض الكويت وكأن شيئا لم يكن ، اذن هي العبثية بعينها.
وكذلك الحال حول نتائج حرب الكويت فانها هي الاخرى تقطر جهلا وعبثية.
وفي بعض العهود تم رفع شعار (الجيش للحرب والاعمار ) مع ان الجيوش لا تكون للحرب بقدر ما تكون للدفاع ، لذا نرى بان الدول لاتسمي وزارة الدفاع بوزارة الحرب ، وقلما تجد من يسمي الكلية العسكرية بالكلية الحربية ، لان شن الحرب امر مستهجن والدفاع امر مطلوب بالفطرة ، والجيش مؤسسة انسانية اخلاقية يسهر افرادها لينام الاخرون ، وترى هذه المؤسسة المهنية سباقة للنجدة في الكوارث والاوبئة والفيضانات .
والحروب انواع و اقلها وطأة هي الحرب الكلامية ولكنها خطيرة باعتبارها الشرارة الاولى وانها ستؤدي حتما الى المواجهة المسلحة ، وهناك حرب الاشاعات وحرب النجوم ، والحرب المقدسة وهذه الاخيرة تحتاج الى تشخيص دقيق من اجل تصنيفها ضمن الحروب المقدسة التي تُشن ضد قوى الشر والظلام وقطاع الطرق والمجرمين والمخدرات وغيرها ، واما اطلاق اسم الحرب المقدسة على الحروب الدينية فانه يحتاج الى تأني وتأمل وتوقف.
وقد قال احد العارفين عن الحرب :ماذا رايتم في تقوس حرف الراء الذي يتوسط الحرب ، اسقطوا هذا الحرف لتتحول الحروب المختلفة الى الحب الكلامي وحب الاشاعات وحب النجوم ، واتمنى لو يسقط الطباعون حرف الراء عن عمد وسبق اصرار اثناء تنضيدهم للحروف مستقبلا حتى يسود الصفاء والوئام والمحبة .
واتعجب في بعض الاحيان من استعمال عبارة اسلحة الدمار الشامل ، وكيف تكون محرمة فيما تكون اسلحة الدمار غير الشامل محللة شرعا وعقلا ونقلا ، وهل هناك فعلا اسلحة محرمة واسلحة محللة واسلحة مستحبة، ومن حلل الاسلحة التقليدية وحرم غير التقليدية ؟ ، والظريف باني سمعت بان رئيس جمهورية تركمانستان قد ازال كلمة (اوف) من امام اسمه عبد الرحمانوف لانه ثلاثة ارباع الخوف الذي نشره الكلاشنكوف والسيمينوف والتكتريوف ،ولان هذه الاسلحة تقتل الرجال وتيتم الاطفال وترمل النساء ، وتثكل الامهات وتهلك الحرث والنسل .
فهل وجدتم اكثر عبثية من عبثية الحروب ، انها العبثية المطلقة .



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما اقل الزاد واطول الطريق
- انتحاريون ولكن شرفاء
- فن قلب الحقائق
- سجين في حي سكني
- قرصان ماليزيا
- الطفل العراقي ... وقفة عاطفية
- لا (عراق ) في غوغول
- مختصر تفاصيل الزمن المتوقف
- الشعراء والموت في الغربة
- دم الرضيع ما زال في الفضاء
- العلاقة بين الاعراب والتشريح
- انتظروني بعد منتصف الليل
- عرس داقوق
- المتعبون وموسم العودة
- المقاطع الاخيرة من صهيل التعب
- كركوك ، فلا أكف عن مغازلتها ولا هي تتمنع
- عندما تموت الاغنية على شفاه النهر
- صهيل التعب
- مادعاك ان تموت مبكرا
- باي حال عدت يا عيد


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حسين ابو سعود - حرب بلا راء