أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - حرب خفية جداً 1















المزيد.....

حرب خفية جداً 1


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2020 - 2007 / 8 / 27 - 02:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعمل 48 الف متعاقد أمني في العراق لشركات خاصة تزداد ثرواتها على ظهر السياسات الأمريكية . هل هذا عمل جيد؟ أن يعمل مرتزقة دون ضوابط ديمقراطية .تقرير Jermy Scahill
كان برميل البارود على وشك الانفجار في أواخر أيار بين نهر الفرات والمنطقة الخضراء المحصنة هكذا وصف البعض هذه اللحظات فقد كانت قافلة أمريكية ثقيلة التسليح تمر على طريق قرب وزارة الداخلية يسميه الاحتلال المنطقة الحمراء وهي تسمية تطلق على أي جزء من العراق لا يقع ضمن ( مدينة ايميرالد) في العاصمة،وكان الحرس الأمريكي على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديد يترصدهم ،وليس بعيداً عن قافلتهم خرج سائق عراقي من محطة بنزين عندما اشتبه به الأمريكان كمفجر انتحاري .وأصبح شائعاً في العراق أن تطلق هذه القوافل النار بكثافة على السيارات العراقية المدنية .
قال الأمريكيون إن هذه السيارة اقتربت بشدة من القافلة وأنهم حاولوا تحذيرها لتبتعد وأنهم أطلقوا النار على رادييتر السيارة قبل إطلاق النار على زجاجها مباشرة مصيبين السائق في مقتل .وقال بعض شهود العيان العراقيين أن إطلاق النار لم يكن مبرراً .
رفض الأمريكيون إعطاء أسماء أو تفاصيل عن الحادث لموظفين عراقيين، مفجرين توتراً فاتراً بينهم وكان كلاهما مسلحاً وكان المشهد سيكون أكثر دموية لولا وصول الجيش الأمريكي للمكان .
أخبر مستشار أمريكي في وزارة الداخلية العراقية الواشنطن بوست أن الحادث هدد بتقويض العلاقات المتينة التي تم بناؤها خلال السنوات الأربع الماضية ،هناك غضب عراقي شديد الآن.
والغضب متواصل بين العراقيين حول هذه الحوادث القاتلة لكن هذا الحادث مختلفاً لكنه شائعاً لم يكن الأمريكيون الذين أطلقوا النار عسكريين أو مدنيين انما مرتزقة يعملون لشركة أمنية تتمركز في كارولينا الشمالية واسمها :BlackWater.
عملت الشركة بصعوبة في العراق منذ احتلاله ، قوافلها وقعت في كمائن ، مروحياتها أُسقطت ورجالها اُحرقوا وسُحلوا في شوارع الفلوجة وأعطوا بوش الحجة لحصار المدينة وفي جميع السنوات خسرت الشركة 30 من رجالها وقاتلت جيش المهدي ونجحت في الحفاظ على حياة سفراء الولايات المتحدة هناك وحياة 90 من أعضاء الكونغريس زاروا العراق.
وقبل يوم واحد من الحادث خاض المرتزقة من نفس الشركة معركة استمرت ساعة كاملة في نفس المنطقة قُتل فيها أربعة عراقيين على الأقل . قالت المصادر الأمريكية : ان الحراس ( قاموا بعملهم ) وحافظوا على حياة الموظفين .
وفي حادث آخر أثار توتراً شديداً بين بغداد وواشنطن قتل أحد العاملين في الشركة (أثناء إجازته ) أحد حراس نائب الرئيس الشيعي عادل عبد المهدي في ليلة عيد الميلاد الأخير داخل المنطقة الخضراء وأعترف موظفو الشركة أن القاتل أُخرج من العراق بسلام .العراقيون قالوا إنها جريمة ،أما الشركة فأنهت عمل المتعاقد لكنه لم يُتّهم بأي جريمة .
تشكو الحكومة العراقية من عمل بلاك ووتر والمرتزقة الآخرين بصورة دائمة لكن حواجز قانونية تمنع محاولات التحقيق أو محاكمة هؤلاء المرتزقة على أعمالهم ولا يوجد نظام فعّال لمراقبة أو محاسبة هؤلاء ،فهم لا يخضعون للقوانين العسكرية الخاصة بالجيش الأمريكي .وقد وصلت حالتين منهم للمحاكم المدنية في الولايات المتحدة ( احدهما بتهمة طعن زميله وما زالت القضية في المحكمة فيما حكم على آخر بالسجن ثلاث سنوات لحيازته على صور داعرة لطفل في ابو غريب على حاسوبه الشخصي ).
ومهما فعل المرتزقة في العراق فإنه لا يمكن محاكمتهم أمام القضاء العراقي ( شكراً للمراسيم التي أصدرها بول بريمر ).فعلى شبكة الانترنت توجد صور لمرتزقة يستخدمون السيارات العراقية في عملياتهم نتيجة إرباكات مالية في شركاتهم وينظر القضاء الأمريكي في قضايا تخص 64 جندياً أمريكياً بتهمة القتل، لكن لم يتم توجيه أي تهمة بقتل عراقي لمرتزق إن شعارهم : ما يحدث هنا اليوم يبقى هنا اليوم.
وتواجه بلاك ووتر دعوتين قضائيتين في الولايات المتحدة بالقتل الظالم إحداها نتيجة قتل الجماهير لأربعة من رجالها في الفلوجة في آذار 2004 والأخرى نتيجة إسقاط مروحية في أفغانستان في نوفمبر 2004 وتتهم عائلات القتلى الشركة بالإهمال الذي قاد إلى عمليات القتل .وتطلب الشركة في المحاكم حصانة مثل الجيش الأمريكي ، وتواجه الشركة تحقيقات في الكونغريس حول أنشطتها ،ورغم ذلك فإن موظفي الإدارة الأمريكية لم يفعلوا شيئاً سوى كلمات الثناء : إن الشركة تقوم بالعمل وتقوم به بشكل جيد .
تعمل في العراق الآن 630 شركة في عقود لحساب حكومة الولايات المتحدة بموظفين من 100 دولة يقدمون خدمات تتراوح من الطبخ ،السياقة إلى حماية كبار الموظفين والضباط ، إنهم 180 ألف موظف غير الجنود الرسميين الذين يبلغ عددهم 160 ألف جندي .والرقم الدقيق للمرتزقة غير واضح الا أن تقريراً حكومياً في العام الماضي أقًر بوجود 48 ألف موظف من شركات عسكرية خاصة.
ليست بلاك ووتر أكبر شركة مرتزقة في العراق وليست المستفيدة الكبرى أيضاً لكنها الأقرب للجالسين على العرش في واشنطن وللراديكاليين اليمينيين مما جعل البعض يطلق عليها اسم (حارس الجمهوريين).
وتقدم بلاك ووتر الخدمات الأفضل في العالم وتقوم بالمهمات الأكثر براعة وتحافظ على حياة الرجال الأكثر كرهاً في بغداد .
خرجت بلاك ووتر منذ احتلال العراق قبل أربع سنوات من مقرها في كارولينا الشمالية لتصبح رائدة صناعة المرتزقة، مما فتح الطريق أمام أقذر المهن في الكون .
وتدين بارتفاع أسهمها الخارق لسياسات الإدارة الأمريكية ( الحرب على الإرهاب) فحكومة الولايات المتحدة قدّمت بلايين الدولارات لشركات الحروب مثل بلاك ووتر ،Dyn وTriple Canopy واستخدمت هذه الشركات الأموال لبناء قوات المرتزقة التي تفوقت على العديد من القوات الوطنية في العالم .
كانت بلاك ووتر موجودة بالكاد قبل عقد من الزمان أما عقودها منذ منتصف 2004 فبلغت أكثر من 750 مليون دولار مع الإدارة الأمريكية وتوفر الحماية للسفراء الأمريكيين والموظفين الآخرين في العراق كما أعضاء الكونغريس الزائرين وتدرب قوات الأمن الأفغانية وتعمل في منطقة الخليج الفارسي النفطية تقود وتضبط أميالاً من الحدود الإيرانية وعملت الشركة في حماية عمليات الإنقاذ والمؤسسات بعد إعصار كاترينا في نيو اورليانز وحصلت من ذلك على 40 ألف دولار يومياً من دافع الضرائب الأمريكي وكانت أجرة المتعاقد الواحد 950 دولار يومياً.
وهذا جزء فقط من أعمال الشركة التي تمتلك نظام تدريب عسكري داخل الولايات المتحدة ورغم أن منافسيها يشّغلون قواتاً أكثر في مختلف دول العالم الا أنهم يفتقدون مؤسسات منظمة كجيش نظامي .
تعمل قوات الشركة الآن في تسع دول وتتفاخر بوجود 21 ألف جندي آخر على أهبة الاستعداد وأسطول جوي من عشرين طائرة بينها مروحيات وسفن حربية وأكبر بناء عسكري خاص يتواجد على 700 هكتار في كارولينا الشمالية وفتحت سابقاً مبنى جديد في الينوي وتقاتل معارضة محلية لبناء آخر في سان دييغو وتصنع مركبة عسكرية تسمى Grizzly ومناطيد مراقبة .
والرجل خلف هذه الامبراطورية هو الأمير Erick ، مسيحي محافظ خدم في القوات البحرية الأمريكية ويدعم معسكر الرئيس بوش وحلفاءه ،ومن أهم موظفيها الإداريين J.Cofer Black مدير مكافحة الإرهاب في CIA سابقاً و Robert Richer مدير العمليات في CIA سابقاً وفريق آخر من الجنرالات المتقاعدين من البنتاجون والمخابرات .وقد أعلنت سابقاً عن بناء شركة استخبارية يرأسها Richer.
ويتبجح بعض موظفيها أن جزءاً من عملهم مع الحكومة حساس جداً لدرجة أن الشركة لا تستطيع إخبار وكالة فيدرالية عما تفعله لمؤسسة حكومية أخرى .
مثّل ارتقاء شركة بلاك ووتر إلى القمة في آلة الحرب الأمريكية ما يمكن تسميته ( ثورة مرتزقة بوش )فبعد فشل إدارة بوش في بناء إجماع عالمي لاجتياح العراق استبدل البيت الأبيض الدبلوماسية العالمية بالمرتزقة الكسبة وقد أدخلت القوات الأمريكية معها إلى العراق في آذار 2003 أكبر جيش من المرتزقة عملوا في حرب
ومن المستحيل ايجاد بيانات دقيقة عما تصرفه الولايات المتحدة على المرتزقة في العراق الا أن مصادر في الكونغريس قالت انها صرفت 6 بليون دولار على الأقل بينما صرفت بريطانيا 200 مليون جنيه استرليني ومثل الولايات المتحدة استخدمت بريطانيا شركات أمنية خاصة مثل Armo Group لحراسة المكاتب الأجنبية والموظفين الدوليين في العراق واستخدمت شركات أخرى لحماية وسائل الإعلام والشركات الخاصة لكن المؤسسات الأمنية الكبرى تعمل مع واشنطن وكان أكبر عقد لخدمات أمنية خاصة في العراق للمؤسسة البريطانية Aegis التي يرأسها Tim Spicer الكولونيل البريطاني المتقاعد والذي تورط في فضيحة تسليح في أفريقيا أواخر التسعينيات عندما تم شحن أسلحة إلى سيراليون أثناء حظر بيع الأسلحة لها .وبلغ عقد Aegis مع الولايات المتحدة 300 مليون دولار رافقه احتجاجات واسعة من الشركات المنافسة والمشرعين فيها .
ويستطيع المحاربين القدامى في بريطانيا والولايات المتحدة الحصول اليوم على 650 دولار يومياً بعد أن تأخذ الشركة نصيبها وفي بعض الأوقات وصل الأجر إلى ألف دولار يومياً .
"لقد أصبح لنا عشرات الآلاف من المتعاقدين هناك يعمل بعضهم أكثر من وزارة الدفاع "قال John Murtha في اجتماع تخصصي وأضاف : " يا للهول كيف سنبرر هذا ؟
ويقوم هؤلاء المتعاقدين بأعمال روتينية كان يقوم بها الجنود ( السياقة ، الغسيل ) وهذه الخدمات تقدمها شركات مثل هاليبرتون و KBR و"Fluor لكن هذه القوات تعمل بشكل متزايد في القتال والعمليات الأمنية فهم يستجوبون المعتقلين ويجمعون المعلومات الاستخبارية ويحرسون موظفي الاحتلال بما فيهم بعض الجنرالات الأمريكيين وفي بعض الحالات يستلمون القيادة من القوات الأمريكية والدولية في بعض المعارك.
وقد أقّر الجنرال David Petraeus الذي يقود العمليات الأمريكية في العراق أن القوات الخاصة ( المرتزقة ) كانت تقدم له الحماية هذا العام وعلى الأقل تقدم الحماية لثلاثة جنرالات أمريكيين في العراق من قبل بنادق مستأجرة .
"أن تكون نصف قواتك من المتعاقدين ( المرتزقة ) هذه سابقة لا أعرف حالة قبلها " قال عضو الكونغريس Dennis Kucinich الذي يشارك في لجنة تحقيق في الكونغريس حول عمل المتعاقدين في العراق وأضاف " لا يوجد هنا سيطرة وضبط ديمقراطي ، ولا يوجد اهتمام لوضع ضوابط ديمقراطية لأعمال المتعاقدين ".
مترجم - الجارديان



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان3
- الجنود الأمريكيون العائدون من العراق : شاهد عيان2
- الجرحى الأمريكيون في العراق شاهد عيان 1
- تعميق الأزمة الإنسانية
- اليسار الفلسطيني والفرصة الضائعة
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 2
- الحرب الجوية الخفيّة في العراق 1
- قسّم وسيطر - النموذج الإسرائيلي
- الأزمة في غزة صناعة إسرائيلية
- الغرب اختار فتح والفلسطينيون لا
- الهولوكست المنسيّة 3
- الهولوكست المنسيّة 2
- الهولوكست المنسيّة 1
- نقابات العمال العالمية فقط تحمي من السقوط نحو الحضيض
- الدمية التي فتحت الطريق لتدمير العراق - حرب وولفتز-
- إيران : وما وراء ذلك
- التهديد الإسلامي في أوروبا -التقرير الذي تمّ إهماله-
- شيطنة المسلمين والحرب على النفط
- العراق : عودة للتراث الفارسي
- تذكّروا : من أين تأتي الأزهارفي عيد الحب ؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيلة يوسف - حرب خفية جداً 1