أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1















المزيد.....

الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 2018 - 2007 / 8 / 25 - 09:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الاصلاح السياسي والاقتصادي هما ضرورة لاية دوله ينخر جسدها الفساد لا سيما عندما يتعلق الامر بتطبيق نظريه اقتصاديه اجتماعيه كتلك التي تم تطبيقها في الاتحاد السوفيتي ,فالدوله قامت على انقاض روسيا القيصريه المتعبه والمغرقه في المشاكل الى ان ادت بالشعب الى الخروج للشوارع واسقاطها واقامة حكومته التي امتدت لسبعة عقود من الزمن والتي اثارت جدلا لا يزال قائما حتى يومنا هذا وكذلك خلافات في النظر اليها وطريقة تقييمها,والاصلاح عندما يكون ضرورة يجب ان لا يفرض من الخارج او ان يكون عرضه لتدخل الدول الاخرى ويجب ان يهدف بالدرجه الاولى الى تقوية البلد وازدها اقتصاده وان لا يعرض وحدته الوطنيه واراضيه للخطر , ولو تتبعنا تطبيقات الفكر الماركسي في التجربه السوفيتيه لوجدنا ان البلاد كانت تسير على قدم وساق وفق المنهاج الماركسي حتى فترة قريبه من وفاة ستالين واعطت البلاد دفعه عظيمه الى الامام رغم الحروب والمشاكل التي واجهتها والتي عجزت عن وقف مسيرة البناء الاشتراكي فيه..
لم يتوقف تطبيق الاشتراكيه بعد وفاة ستالين في الدوله السوفيتيه بل ان هناك فوارق في تطبيقها ظهرت للعلن لم تكن موجوده من قبل وطبيعه هذه الفوارق تعود للاختلاف القائم في درجه تقدم المجتمعات التي كانت تشكل الاطار العام للدوله فقد استنزفت دول القفقاز وجورجيا والمناطق الشرقيه من روسيا خزينه الدوله أضعاف المرات اكثر من تلك التي كانت تدر الارباح لها في كل من اوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا ودول البلطيق والدور الذي لعبته الاشتراكيه في انقاذ تلك الشعوب من الفاقه والحرمان والفقر وانعدام الخدمات كلها كانت تتحملها الدول المنتجه فكانت عمليه امتصاص لتلك النجاحات التي تتحقق في جانب ليتم استهلاكه وتدميره في جانب اخر من الدوله وذلك ولد بمرور الزمن مجموعه من التراكمات التي حدت بدول البلطيق قبل غيرهم النفور من الطريقه التي تدار بها عجلة الاقتصاد في الدوله,الاشتراكيه التي كانت اذربيجان او جورجيا او طاجكستان تطبقها كانت تشوبها الكثير من النواقص في مقدمتها ندرة الكوادر الحزبيه في تلك المناطق والتي تطلبت وقتا طويلا حتى تم تدريب الاعداد الكافيه منها لزجها في عملية البناء الاشتراكي وقيادة المجتمع كما ان فئات واسعه من الشعب كانت تنتمي للحزب كي تحصل لها على وظيفه حكوميه لائقه تبعدهم عن ضجيج المصانع وانتقالهم الى اماكن بعيده عن سكناهم للمشاركه في عمليات البناء التي كانت تجري في اغلب اراضي الاتحاد السوفيتي,وعندما اتحدت تلك الجمهوريات بشكل طواعي في الدوله السوفيتيه كانت تلك المجتمعات لا تزال تعيش حاله من الظلام يصعب وصفها فقد توجب على الدوله قبل كل شئ فتح المدارس ونشر التعليم والقضاء على الاميه التي كانت تسود المجتمع وعمليه ارساء اساس متين لمجتمع متعلم يستغرق وقتا طويلا ربما جيلين او اكثر وبالتالي ستكون اغلب مؤسسات تلك الدوله عرضه للمخاطر وتعاني من نقص خطير في الكوادر المتعلمه القادرة على قيادة العمليه الى الامام ووسائل النقل كانت تعتمد على الحمير والبغال في الطرق الوعرة لانعدام وجود اية بنيه تحتيه في تلك المنطقه المنسيه من العالم فكانت هي الاخرى بحاجه الى ميزانيات ضخمه للغايه من اجل فتح الطرقات وبناء السكك لتسهيل عمليه نقل المواد الخام والمنتجات وتبادلها مع الجمهوريات الاخرى ناهيك عن ارساء وسائل نقل حديثه تعكس الانجاز الاشتراكي في تلك البلدان , وحتى المندفعين للاشتراكيه في هذه الجمهوريات سقط اغلبهم في الحرب الوطنيه العظمى التي خاضها الشعب السوفيتي ضد الجيوش الهتلريه الغازيه وسببت كارثه كان من الصعب تعويضها في فترة قصيره من الزمن ,وعالجت الدوله السوفيتيه ذلك بارسال الكثير من الكوادر الحزبيه والعلميه الى تلك المناطق حتى وصل اعدادهم لعشرات الالاف وهو بدوره ما ترك تأثيرا سلبيا هذه المرة على عجله الاشتراكيه في روسيا , لقد كان النظام الاشتراكي المطبق في بلدان اسيا الوسطى اشبه ما يكون بنظام عسكري مفروض على الشعب ورغم الانجازات التي تحققت في حينها لتلك الشعوب الا ان العمليه لم تكن سهله القبول عند فئات واسعه كانت تستصعب التغير والخروج من القالب الذي عاشت فيه لعقود طويله من الزمن ...
وفي المقابل كانت جمهوريات البلطيق تشق طريقها بقوه الى الامام ومعها بلاروسيا واوكرانيا وكانت النظريه الماركسيه تعيش اغناءا لا يمكن وصفه في تلك الجمهوريات من خلال البطولات التي كان العمال يسطرونها في تلك البقعه من العالم ,هذا الاختلاف لم يتم النظر اليه كما حدث في التجربه الصينيه التي تركت المناطق التي تحقق الانجازات تتمتع بدخل وحياة اقتصاديه افضل من تلك التي تشهد تباطئا في تطبيق الاشتراكيه وهذه النظرة عكست بصدق تحقيق مبدأ العداله في الماركسيه وهي ان يحصل كل انسان على مقابل يضاهي جهوده ,بينما سادت النظرة التعميميه في الاتحاد السوفيتي على الساحه وهي حتميه وصول الاتحاد السوفيتي بأسره الى الشيوعيه معا وهذا ما كان مستحيلا في ظل المعطيات التي كان الواقع اليومي في بلدان الاتحاد السوفيتي يقدمها ,ومثلما كان التذمر يسود فئات واسعه من الشعوب القفقازيه من الطريقه التي كانت مجتمعاتهم تسير بها وكان هذا التذمر نابعا من عدم ادراك لطبيعة الهدف الذي كانت الدوله السوفيتيه تسير نحوه كان هناك تذمرا بدأ يظهر في السطح في روسيا وبلدان اخرى من الاتحاد السوفيتي لذهاب جهودهم الى تلك المناطق الاخرى التي سادت فيها الاتكاليه على النظام الاشتراكي اكثر من رفده بالمنجزات فبقيت اوضاع الشعوب كما هي وبقيت جوانب عديده في حياتهم دون تغيير او حتى تطور ملموس كما حدث لنظرائهم في المناطق الصناعيه المنتجه في الصين ..
ربما يكون ذلك عاملا بسيطا اشبه بجرب بسيط في منطقه من اليد لا يثير اهتمام صاحبه لكنه يتعاظم حتى يقضي عليه او يكون من المستحيل استأصاله , وقد شكلت حالات التذمر هذه البدايه لانتشار الرشوه والفساد والمحسوبيه واختلاس اموال الدوله حتى غدت ظاهرة مألوفة السمع عند رجال مجلس السوفيت الاعلى الذين عجزوا عن تقديم اية حلول جذريه لها , وبدلا من ان تتصدى الجمهوريات الاخرى لهذه الظاهرة القادمه من الشرق تأثروا بها بعد ان ترهل جهاز الامن عن اجتثاثها بل وحتى اصبح افرادا منهم ملوثين بتلك الجرائم..ومنذ عهد خوروتشوف وحتى نهاية حكم اندروبوف اصبح الاتحاد السوفيتي اشبه ما يكون برجلا يعيش في غرفة الانعاش او الطوارئ فاصبح الامر يتطلب اما اجراء عمليه لاستصال المرض منه او تركه يموت, وجاء ميخائيل غورباتشوف للحكم وورث كل تلك الامراض في الجسد السوفيتي ولم يجد امامه الا طريقين لا ثالث لهما بعد ان شخص الحالة من خلال دراسته الميدانيه لكل حالات التذمر والبرود السائده في المجتمع فأما ان يترك الفساد يسيطر على اجهزة الدوله حتى تتفجر ثوره وتطيح بالشيوعيه الى الابد من الارض السوفيتيه او معالجه الاوضاع بطريقه تلائم تطلعات تلك الشعوب وهذا مالم تنكره الماركسيه عليهم من حق فكانت عمليه تحقيق الاشتراكيه بشكل كامل في معظم بلدان الاتحاد ناقصا فكيف الحال عندما يكون الحديث عن المجتمع الشيوعي الذي يتطلب اقصى درجات الضمير والوعي الكليين..
ورغم كل ما لحق بغورباتشوف من نقد الا ان تشخيصه لحاله الاتحاد كانت صحيحه رغم تباكي الكثير من العاطفيين على تفكيك الدوله السوفيتيه بشكل طوعي وهو على اي حال كان افضل بكثير من ان تنتهي التجربه نهايه روسيا القيصريه, لان ذلك ترك المجال مفتوحا لمن يرغب في الاعتماد على نفسه لتطبيق الماركسيه لا ان يعتمد على دوله معينه وسمعتها وهذا ما كانت معظم الدول تفعله في تصوير الاتحاد السوفيتي على انه الامل الهادي لملايين البشر في الطريق الى الاشتراكيه لقد كانت الدوله السوفيتيه تمتلك الكثير من العباقره والمنظرين في المجال النظري للاشتراكيه لكنها لم تكن تمتلك نفس الكوادر من الذين يحولون الماركسيه الى برنامج عمل يرفد الابداع بشكل مستمر , ودعوات غورباتشوف لاعادة البناء والاصلاح لم تأت من فراغ او انها اتت لتقضي على دوله تتصدر العالم بنوعيه منتجاتها ودرجه رفاهيه ابناءها بل جاءت لاصلاح دوله اقتصادها متهالك ويفتقد للتجديد ويعاني الموت البطئ وحاله الانسان تتراجع كل عام عشرة خطوات الى الوراء بدلا من ان تتقدم ..
وحالة الاتحاد السوفيتي ليس الوحيده في امتلاك كل تلك الطاقات من المنظرين الذين يعجزون عن تحويل الماركسيه الى ارض الواقع وتطبيقها عليه فالعالم العربي على سبيل المثال نرى فيه الكثير من الفطاحله والمنظرين الذين ينتقون معاني كلماتهم بمنتهى الدقه لكن الامر عندما يتعلق بتطوير عمل الاحزاب الشيوعيه واليساريه على ارض الواقع تجدهم جهله وكان اللسان الذي ينطق بعباراتهم يسكن جسدا اخرا..



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفوله العراقيه ..والبؤس الدائم
- مجزرة سنجار ..والاتجاه القومي للامة المقهورة
- عندما ينتقد احدهم ماركس !!
- الدستور العراقي ..ومشكلة الاقليات
- العراق والحل الايراني المرتقب..
- الولايات المتحده...وتجار الموصل..!!
- أحباب في العالم الاخر...2
- العراق...وصندوق النقد الدولي
- عمال العراق..وفتوى وزير النفط !!
- شتان ما بين المستطيل الاخضر ..والساحه الخضراء !
- اتحاد العمال...والعمل النقابي
- علم يمثل العراقيين..!!
- تركيا بين العلمانيه والاسلام السياسي..
- الحد الادنى من مطالب العمال..
- قانون النفط...ونقابات العمال
- حرب العراق...والتحولات المرتقبه
- حكم دكتاتوري عسكري..
- ألاصوليه العلمانيه...
- العنف...والمؤسسات التعليميه
- المواطنه المتفوقه..والدستور العلماني


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فواز فرحان - الماركسيه ...والتجربه السوفيتيه 1