أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابراهيم البهرزي - للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد....استثناءات ارقى من القواعد














المزيد.....

للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد....استثناءات ارقى من القواعد


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2018 - 2007 / 8 / 25 - 09:15
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الشخصية الخلاقة قد لا تتكرر مرارا في ظرف تاريخي متشابه ,بل ان لاظرف تاريخي يتشابه بوجود شخصيتين متشابهتين,ويكون السؤال القديم :من الذي يصنع من ؟هل اللحظة التاريخية هي التي تصنع الشخصية الخلاقة ام ان الشخصية الخلاقة هي التي تكيف الظرف التاريخي لامكاناتها الشخصية ضرب من العدمية وسؤال مفتوح لا يغلقه قوسان..
ولكن لا يمكن انكار دور الفرد في انتاج لحظة تا ريخية تحمل بصمته الشخصيه وتكوينه الفكري الخاص ,ليس بالضرورة ان تكون هذه اللحظة حاسمة في حسم صراع او تغيير نظام معرفي او حتى ذات تاثير عملي بين في محيطها المكاني والزماني ,بل ربما لاتعدو ان تكون مرموزا او نوعا من المثال...
ربما لا يكون الحزب الشيوعي اللبناني هو الاعرق تاريخيا من بين مثيلاته من الاحزاب في محيطه الاقليمي فهو وللمفارقة وليد الحزب الشيوعي السوري من ايام سوريا الكبرى,ولكن قراءة مسار الحزبين ,على الاقل لنصف قرن مضى ,لا تكون على الاطلاق في مصلحة الحزب الاب ان صحت التسمية مجازا ,ففي الختام هنالك حزب شيوعي لبناني متماسك وفاعل في محيطه الشاق وذو ارث وتقاليد نضالية تصلح منهجا ومدرسة تتعلم منها احزاب مثيلة ضلت الطريق,مقابل حزب شيوعي سوري(او احزاب؟) فقد كل ميراثه النضالي بسبب قائد وحيد اوحد ربطه مساره السياسي بمصالح القطب الشيوعي الاكبر حينها وتحالفاته الاقليمية.
لقد قاد الشهيد جورج حاوي الحزب الشيوعي اللبناني لعدة عقود قبل ان يتنحى طوعا وغير مفارق لحزبه الشيوعي بسبب احساسه بحاجة المتغيرات الدولية الى نهج تنظيمي يعتقد ان جيلا احدث قد يكون اصلح للتعامل معها ...
لم يفقد الحزب الشيوعي اللبناني شيئا من فاعليته وهيبته الاعتبارية في المجتمع اللبناني بعد تخلي قائده التاريخي عن موقعه القيادي ,ذاك لان القائد الشهيد كان قد رسخ تقاليدا للشيوعيين اللبنانين تعلي من شان الوطنية على اي اعتبار اخر في بلد كلبنان يمتلك تاريخا مؤسفا من التراكم الطائفي:
فعلى سبيل المثال عندما حدثت المواجهة العسكرية بين حزب الله واسرائيل في صيف 2006(وبغض النظر عن راينا الشخصي في تقويمها اسبابا ونتائج) فقد كانت كوادر الحزب الشيوعي اللبناني تقاتل كتفا لكتف مع مقاتلي حزب الله وقدمت عديد الشهداء الذين (وكالعادة)غمطت بطولاتهم,بالرغم من ان الحزب وكوادره يدركون ان حزب الله المزكى ايرانيا ليس ببعيد هو او مؤسسي مساره الفكري,عن اغتيال عضو لجنته المركزية الشهيد مهدي عامل الذي اغتيل حينها بايعاز شخصي من الخميني,وربما ينطبق الامر ايضا على المفكر الماركسي الشهيد حسين مروة........
ولكن التقاليد النضالية للحزب الشيوعي اللبناني التي اسسها الشهيد جورج حاوي لم تكن لتقدم فكرة التشفي او الانتقام الحزبي على فكرة الوطنية والوقوف مع المقاومة اللبنانية رغم الهوة الفكرية بين الطرفين في مواجهة غزو عسكري همجي كالذي فشلت اسرائيل في تنفيذه وكان كما اسلفنا للشيوعيين اللبنانيين دور في هذا الفشل كبر ام صغر هذا الدور..
وحتى في وجود الشهيد جورج حاوي خارج الحزب (تنظيميا على الاقل)كان دوره الوطني مؤثرا في تجنيب لبنان ماساة طائفية اخرى ولم يمنعه ابتعاده عن العمل التنظيمي في اغناء مسارات وتوجهات الحزب الشيوعي اللبناني الذي ظل وحتى اللحظة مبتعدا بقيمه الوطنية الراسخة عن التجاذبات الاقليمية التي تهيمن علىاغلبية النخب السياسية اللبنانية ..
الشهيد جورج حاوي درس في بلورة المسار الوطني المستقل للاحزاب الشيوعية ولحظة وداعه التاريخية خير دليل على نقاءه الوطني حيث اجتمعت كل مكونات السياسة اللبنانية واجمعت على تكريسه مناضلا وطنيا وارثافكريا لاغنى لمن يحرص على مستقبل لبنان في تفحص هذا الارث..
اما المناضل التاريخي ابراهيم نقد الامين العام للحزب الشيوعي السوداني ,فهو درس اخر حي من دروس القيادة التاريخية في لحظات الاستثناء الظرفي..
فرغم ان الرجل وريث حزب من اكثر الاحزاب الشيوعية العربية عناءا نضاليا ووريث اكثر الزعامات الشيوعية الوطنية التصاقا بقواعدها,الا ان خبراته التنظيمية في العمل السري تعد درسا لكل قوى اليسار في المنطقة التي تواجه اعنف حملات المواجهة والتنكيل من قبل معظم الحكومات العربية ,لقد ظل الرجل يقود حزبا مطاردا من قبل اعتى الشموليات العسكرية في المنطقة مختفيا بين قاعدة حزبه الشعبية طوال ثلاثين عاما لم يغادر السودان مطلقا ..
ان المناضل ابراهيم نقد قائد استثنائي في مجال التنظيم الحزبي علمته ظروف المطاردة في تلك الاعوام الثلاثين قيمة ان يكون القائد السياسي معايشا لقاعدته الجماهيرية في الظرف الاشد قساوة وهو بالضبط الظرف الذي ربما يكون الوحيد الذي يحتاج فيه المناضل البسيط لوجود قائد يخفف وجوده ثقل المحنة ..
قد لا يكون المناضل ابراهيم نقد نجما من نجوم المطارحات الاعلامية او المؤتمرات التضامنية الدولية الا انه قائد سياسي التحم بقاعدته الحزبية في اللحظة التي تستوجب البقاء وهو درس للانسجام السياسي الذي حافظ على وحدة الحزب الشيوعي السوداني رغم كل قسوة الظروف التي مرت على اليسار السوداني ..
المناضل ابراهيم نقد درس في التلاحم والانسجام بين القيادة وقواعدها زمن المحن....
ان غيري من المتفرغين لدراسة مستقبل اليسار في المنطقة ينبغي ان يضع هذين المعلمين الدرسين في مدار العبرة والذكرى والتامل حين يحاول تحليل الاخفاقات التي ينوء بها التيار اليساري في عموم بلدان المنطقة فهما ارثان متفردان في زمن عزت فيه القيادات التاريخيه.



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- INTERNET NAGARI!! يابو الحسن ياباب كل محتاج........جانه الفر ...
- علي السوداني مجرم خطير اول من استخدم الفلافل في انتاج المتفج ...
- (مجرشة الكرخي)...ملحمة شعبية عن مظلومية المراة العراقية لا ت ...
- من مهازل العراق الجديد........2-الحكومة التي علمت الشياطين ك ...
- في مهب النسيان
- ليس ردا على احد...الحزب الشيوعي العراقي لم يعد ممثلا لقوى ال ...
- الفاطميات الاخيرة....ثلاث قصائد
- قطعة الجبن المليئة بالثقوب......مذكرات قيادات الحزب الشيوعي ...


المزيد.....




- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - ابراهيم البهرزي - للعبرة والذكرى والتامل.............جورج حاوي وابراهيم نقد....استثناءات ارقى من القواعد