أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد الحسين شعبان - ألغام دارفور...بين الغطاء القانوني والخيط الإنساني!














المزيد.....

ألغام دارفور...بين الغطاء القانوني والخيط الإنساني!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هل ثمة ألغام في طريق قرار مجلس الأمن 1769 تواجه الحل السياسي أم أن الرداء القانوني والخيط الإنساني قد يفجرّان الموقف مجدداً في دارفور في حين تزداد أوضاع السكان بؤساً ومعاناة؟! لعل شروع القوات الدولية المشتركة في مهمتها مطلع العام المقبل سيؤشر إلى أي الخيارات سيكون راجحاً.
قرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع نشر قوة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي باسم «يوناميد» قوامها 26 ألف جندي وشرطي في دارفور، وستحل القوة التي تقدّر كلفة نشرها بملياري دولار، مكان قوة الاتحاد الأفريقي الحالية، التي تضم 7 آلاف جندي وتفتقر إلى التمويل الكافي والتجهيز المطلوب.
وجاء رد فعل الحكومة السودانية الرسمي بالموافقة، واعتبرت القرار 1769 مقبولاً خصوصاً بعد التعديلات التي أدخلت عليه والتحفظات الكثيرة التي كانت قد أثارتها حول المشروع بمسودته الأولى.
وتقول التقارير الفنية إن النشاط الفعلي للقوة المتعددة الجنسيات ستكون جاهزة في نهاية العام الحالي أو مطلع العام 2008. وكان تجاوب الحكومة السودانية مع القرار الدولي قد امتص جزءاً من التوتر بين السودان والمجتمع الدولي، خصوصاً أن وزير الخارجية السوداني لام أكول أعرب عن ارتياحه للقرار في مؤتمر صحافي عندما قال: إن القرار احتوى على نقاط إيجابية عديدة لعل أبرزها هو ما كان خلاف السودان مع المجتمع الدولي وخاصة مع القوى المتنفذة والمسيّدة، وذلك حين ابتعد هذا القرار عن الإشارة إلى العقوبات التي سبق أن تم التلويح بها فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحق وزير الدولة للشؤون الانسانية أحمد هارون والقيادي في قوات الدفاع الشعبي علي كوشيب بعد اتهامهما بارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور.
واستبعدت الإشارة إلى الفصل السابع إلاّ في فقرة واحدة تتصل بحق القوة المشتركة في الدفاع عن نفسها، وهي اشارة عادية مثلما اعتبرتها الحكومة السودانية، وقد سبق أن وردت مثل هذه الإشارة في قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1590 الخاص بنشر القوات الدولية لحفظ السلام في جنوب السودان «يوناميس» بموجب اتفاق السلام. وأكدّ القرار الصبغة الأفريقية على القوات الدولية المشتركة، وهو ما كان السودان يريده، فضلاً عن إعلان الأمم المتحدة التزامها بتمويل قوات الاتحاد الأفريقي المنتشرة حالياً إلى حين بدء العملية المشتركة، مع التأكيد على أهمية المحادثات السياسية لتسوية أزمة دارفور واستراتيجية خروج القوات المشتركة الدولية بعد انتهاء مهمتها، التي ينبغي أن تنحصر في مواقع النزاع، في حين يستمر الجيش السوداني في ممارسة دوره!
وكان زلماي خليل زاد السفير الأميركي في الأمم المتحدة قد هدد بفرض عقوبات فردية أو مشتركة على الخرطوم، إذا لم تلتزم مضمون القرار، في حين وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القرار بأنه تاريخي وغير مسبوق، وهو ما أيدته فرنسا وفنلندا والسويد والدانمرك إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وأستراليا، فضلاً عن الصين التي أعلنت أن لها الفضل في موافقة السودان على نشر قوات دولية في دارفور بعد ممانعة طويلة. كما أبدت مصر وإندونيسيا استعدادها للمشاركة في إرسال قوات لتسهم مع القوات الدولية المشتركة.
كانت المبادرة الفرنسية- البريطانية الخلفية التي استند إليها مجلس الأمن الدولي في إصدار القرار 1769 رغم تحفظات أو بتعبير أدق عدم حماسة واشنطن، التي ما انفكّت تلوّح بالعقوبات، لكن وجود ملايين المشردين واستمرار تأثيرات حوادث العنف والنقص الفادح في عمليات الإغاثة واستهداف بعض العاملين فيها وفي القوات الأفريقية، هو الذي كان وراء المبادرة الفرنسية- البريطانية، التي اتخذت «بعداً إنسانياً» جديداً اقترن بصعود نيكولا ساركوزي رئيساً لفرنسا وغوردن براون رئيساً لوزراء بريطانيا بعد تنحيّ طوني بلير.
وصف براون مشكلة دارفور بأنها كارثة إنسانية هائلة، وبالفعل فهي حالة نموذجية تحظى بإجماع دولي يكاد يكون شاملاً، لاسيما في ما يتعلق بالجوانب الإنسانية، التي تضع المجتمع الدولي، خصوصاً الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أمام واجب حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية حقوق الانسان ووقف عمليات الإبادة والتطهير العرقي أو الديني او غير ذلك. وتحت شعار التدخل الإنساني التي أعقبت الحرب الباردة وسقوط جدار برلين فقد تم التدخل في العراق بعد غزو الكويت، خصوصاً في صدور القرار 1688 (5 أبريل 1991) الخاص بكفالة احترام حقوق الإنسان السياسية لجميع المواطنين، وهو القرار اليتيم من بين جميع قرارات الأمم المتحدة التي صدرت بحق العراق، لم يكن ضمن الفصل السابع، مما أثار شكوكاً حول حجيته وفاعليته في وقف القمع الذي تعرض له السكان المدنيون الأبرياء.
وهناك تدخلات أخرى حصلت تحت العنوان الإنساني ذاته، كما هو في سيراليون وليبيريا وساحل العاج وكوسوفو والبوسنة وتيمور الشرقية والكونغو ورواندا وغيرها، لكن المشكلة التي تواجهها قضية دارفور تتلخص في معارضة الحكومة السودانية، يضاف إلى ذلك الصعوبات اللوجستية، لاسيما أن إقليم دارفور شاسع ويفتقد إلى البنية التحتية. وهناك إشكالية قد تنفجر فيما اذا أصرّت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي على أن القرار 1769 لا يحجب الحق في ملاحقة قضية الجرائم المرتكبة، بما فيها مذكرتا التوقيف بحق المسؤولين السودانيين، وهو ما شدد عليه مكتب المدعي العام في لاهاي.
هل ثمة ألغام في طريق قرار مجلس الأمن 1769 تواجه الحل السياسي أم أن الرداء القانوني والخيط الإنساني قد يفجرّان الموقف مجدداً في دارفور في حين تزداد أوضاع السكان بؤساً ومعاناة؟! لعل شروع القوات الدولية المشتركة بمهمتها في مطلع العام المقبل سيؤشر إلى أي الخيارات سيكون راجحاً، خصوصاً إذا ما اقترن بسوء نية على تحقيق توافق مطلوب ووحدة وطنية!




#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية المشاركة والقطيع ...هل هناك نموذج للإصلاح؟!
- جولة جديدة من المفاوضات الإيرانية - الأميركية؟!
- حرب النجوم الثانية
- مفارقة لوكربي ثانية!
- هل عادت الحرب الباردة؟!
- الأيزيدون وملف الاقليات في العراق
- البوليساريو بؤرة النزاع المستديمة
- هل سيصبح تقسيم العراق - أحسن - الحلول السيئة!
- حقيقة فرسان مالطا وبلاك ووتر
- توصيات بيكر-هاملتون من جديد!
- العرب والفصل السابع
- النزيف العراقي المستمر
- الطفولة العراقية : هل من وخزة ضمير !؟
- خيوط الارهاب الدولي وشبكاته
- البوليساريو: بؤرة النزاع - المستديمة-!
- اسئلة الحداثة والحقوق الانسانية
- الاصلاح وجدلية القطيعة والمشاركة
- هل عادت الحرب الباردة
- صراع خارج المكان
- تعقيب على تعقيب باقر ابراهيم


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عبد الحسين شعبان - ألغام دارفور...بين الغطاء القانوني والخيط الإنساني!