أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - فصل من رواية :صفر خمسة تسعة4















المزيد.....

فصل من رواية :صفر خمسة تسعة4


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 2018 - 2007 / 8 / 25 - 08:56
المحور: الادب والفن
    


أقيمت الشركات ، وعبدت الشوارع ، وارتفعت الأبراج السكنية عالياً ، وانفتحت أسواق الضفة الغربية ، وغزة على أنواع جديدة من التجارة ، ونهب قوت المواطنين.. البضائع من مختلف أقطار العالم تصل إلينا دون مرورها تحت سيف الرقابة التي تدرس الاحتياجات، وتعطي الأولويات أفضلية في الحركة، ومرونة في الانتشار والترويج.
وهللنا عالياً للشركات التي حملت اسماً وطنياً يحافظ على كياننا الذي طال أمد انتظاره تحبو خطواتها الأولى عند مفترق الطريق.. تضاعفت أسهم بعض الشركات ، وتضاءل الإقبال على البعض الآخر؛ أصاب القليل منها الحيوية والنشاط ، والكثير الجفاف والموات.. ذاع صيت عدد محدود لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وعكف الخبراء والمستشارون على إعداد خطط تضاعف الأرباح ، وتعطي لها الشرعية التي لا يرقى لها الشك ،دون إفساح المجال للمنافسة ، وتقديم أفضل الخدمات ..وضعت العراقيل أمام احتمالات ظهور شركات جديدة لا ترتبط بأسماء الرموز المتعارف عليها، ولم يكتب لأي واحدة منها النجاح، وبقي السرب يعزف سيمفونية الاحتكار بتوافق كامل مع زيادة في الربح وقليل من سماع همسات الاحتجاج.
وفي ميدان فلسطين تدفق المزيد من صرافي العملة جراء عدم وجود مكان آخر للعمل .. اقتحم الغلاء الفاحش البيوت، فلم يعد متوفراً ما يسد رمق أفواه الجياع ..أصبح الناس يبحثون عن فرصة عمل غير متوفرة دون وساطة أصحاب النفوذ .. بعض الرجال أخذتهم العزة بالنفس، فلم يعلنوا إفلاسهم إلا بعد فوات الأوان ، والبعض الآخر تحاشى الوصول إلى هذا المأزق، وأعلن جهاراً عملاً بالقول الشائع:"خذ من التل بيختل" وأمسك نفسه عن الإسراف تمشياً مع مقدار الدخل إلى أن تزول الغمامة .
وإلى ميدان فلسطين وصل الفوج الأول من بائعي بطاقات (صفر خمسة تسعة) ، أحلامهم صغيرة ، وأرباحهم كبيرة . كانت الشركة تسعى نحو الوصول إلى كل بيت فقلصت من أرباحها لحساب الموزعين على أمل الانتشار السريع، وعلى العكس من اللحظات المخيفة التي تمضي بطيئة، كانت الشركة تمضي نحو هدفها سريعاً.
بات الاتجار بالبطاقات أفقاً مفتوحاً على سعته ويستقطب المزيد من الموزعين ..
الشريحة الواحدة (الرقم الخلوي) ربحها يكفي شراء احتياجات يوم بكامله ، وإن أحسن صاحبه التصرف فاض منه.. البطاقة الواحدة من (صفر خمسة تسعة) ربحها يكفي شراء علبة سجائر فاخرة ، ومع ذلك كان الإحجام قائماً جراء عدم قدرة الشركة على توسيع مجال إرسالها ولكن رويداً رويداً أخذ التوسع يصيبها .. سعت نحو توفير ضرورات الانتشار في كافة مناطق السلطة الفلسطينية. .
حالات النصب والاحتيال طالت العديد من الناس، بما فيهم الرعيل الأول لموزعي بطاقات ( صفر خمسة تسعة ) فلم يعد بإمكانهم مواصلة العمل، خاصة أولئك الذين لا يملكون من المال ما يكفي تغطية العجز، والإفادة من التجربة بما يعوض الخسارة الناتجة عن هذه الحالة، لاسيما أنها التجربة الأولى التي يتعرضون لها على هذا المستوى، ولم يكونوا على حساب دقيق لمثل هذا اليوم، وبالتالي العمل على تجاوز هذه المحنة من خلال ادخارهم بعض الأموال التي تكفي للنهوض من جديد.
ودخل مجال التوزيع أشخاص جدد استفادوا من دروس الآخرين ، أسماؤهم لمعت وبطاقاتهم راجت ، وخلقوا حالة متميزة تستجيب لما هو آت .. وكان ميدان فلسطين مصب التنافس الأكثر حدة بين موزعي بطاقات( صفر خمسة تسعة). .. تحرك طفل في مقتبل العمر في غفلة من الأسماء الكبيرة، وأخذ يحتل الموقع المتقدم من النشاط والحركة.. عمره لا يتعدى الخمسة عشر عاماً ، يربط دراجته الهوائية في أعمدة نافورة المياه ، ويتحرك بخفة وحيوية بين الناس والبائعين بالبطاقة الواحدة .. يرتدي سترة صيفية مساحة صدرها مملوءة بالجيوب من مختلف الأحجام، معبأة بالبطاقات والنقود.. يحاسب بائعاً ، وينتقل نحو مواطن ، ويتفق مع صاحب سوبر ماركت .. تنفد بطاقاته، فيطلق سراح دراجته الهوائية ويمتطي ظهرها متجهاً صوب الوكيل.. ينقده ثمن مئة بطاقة ويعود إلى ميدان فلسطين سريعاً ..
تتجه الأنظار نحوه من كل صوب. .. أصحاب السوبر ماركت يقيمون العلاقة معه ويفضلون شراء البطاقات منه.. يتفق مع المحلات القريبة بالذهاب إلهم.يومياً بالفترة المسائية، بينما البعيدون كلما نفدت بطاقاتهم يحضرون إلى الميدان بحثاً عنه.. معظم الآباء يتمنون أن يكون ابناً لهم .. حالة من التعاطف والإعجاب تفتح أمامه المجال واسعاً فيواصل التقدم صوب الأفق ورواج اسمه ..
الموزعون المعتمدون لدى الوكيل يحاولون إغراءه بالمال .. يعرضون عليه البطاقات بأسعار أقل من السعر الأصلي على أمل أن يصبح تابعاً لواحد منهم ، غير أنه يرى المستقبل بأعين مختلفة عنهم.. يراه بالعلاقة مع الوكيل مباشرة دون التوقف عند ثمن البطاقة أو الحديث عن مصدرها ..
في طريق الذهاب إلى الوكيل والعودة إلى السوق يعرج على بعض المحال، ويعرض بطاقاته غير عابئ بالرفض الذي تعرض إليه في اليوم السابق.. البعض يتشجع مع التكرار فيبدأ التعامل معه ، فيما البعض الآخر يتريث حتى يتأكد من المواظبة على الحضور .. يحصل على معلومة من هنا، وأخرى من هناك، فيحافظ عليها حتى تساعده نحو الصعود..
تصبح أسرار السوق على مختلف المستويات بين يديه يتصرف بها كما يشاء ، غير أنه كتوم لا تخرج منه كلمة تضر طريقة العمل ، وتجعل الآخرين حذرين منه ..
تطورت الأمور وامتلك حقيبة مليئة بالبطاقات تكفيه لعمل اليوم كاملاً، غير أنه لا يملك من النقود سوى ثمن مئة بطاقة.. ربما الوكيل يملأها له بعد أن حاز على ثقته على أن يسدد ثمن البطاقات عند المساء بعد الانتهاء من العمل ، وربما حصل على المال من مصدر لا أحد يعلمه ، ولكن المهم في الأمر ، أنه لم يعد يغيب عن الميدان أثناء فترة النهار إلا من أجل القيام بمهمة سريعة لا تعطل سير العمل أو تقلص حجم المبيعات ..
نجمه يصعد سريعاً، وقربه من الناس وهمومهم يسهل عليه مهمة الوصول إلى أهدافه.. يشق طريقه بخطوات واثقة لا تشوبها احتمالات الفشل وحقيبته تحتوي على المزيد من الأسرار..يزرع بين الناس الكلمة الحسنة، والأخلاق الحميدة ، والسمعة الطيبة ، واتزان السلوك، ويحصد العواطف الجياشة ، والحب المتعاظم ، والدفاع عن المساس به ، أو التعرض لمؤامرات التجار الذين سحب البساط من تحت أقدامهم، ولم يقدروا على مجاراته المنافسة ..
وحين يصمت، كانت صور البلاغة تضحي أكثر عمقاً فيحار الناس في أمره.. يحتدم السؤال في عقولهم من أين تعلم الفتى كل هذه الأمور ، ولم يتجاوز عمره الخمسة عشر ربيعاً ؟ رجال في مقتبل العمر لا يحسنون التصرف عندما يتعرضون لنفس المواقف التي يتعرض لها !
كل الدلائل تشير إلى اتساع صندوق صدره لمزيد من الأسرار التي يخشى عليها من البقاء في الحقيبة، فيما الأمور العابرة لابد لها من تقديم ولاء الطاعة، وتحديد المصير عند الاستقرار في الحقيبة ولو كان مؤقتاً..
عند المساء يختلي بنفسه ، ويبدأ تفقد الحقيبة ، وإتلاف ما ليس ضرورياً .. يقوم بإجراء حسبة بسيطة، يحدد على ضوئها مقدار الربح، وأوجه الإنفاق، وادخار الفائض تحسباً لأي طارئ.. ينقد أخوته الصغار بعضاً مما ربحه ، وينتظر ضحكتهم التي تملأ المنزل بهجة وسروراً .. يعلو صوتهم مجلجلاً: أصبح مع فؤاد مال كثير !
يبتسم ، وفجأة تعلو وجهه مسحة تكتم : "داري على شمعتك تقيد " !
ذات مساء.
يتأخر فؤاد عن العودة إلى البيت فيصيب القلق أهله.. الأطفال يتساءلون : لماذا تأخر فؤاد ؟
لعله يجني مزيداً من الأرباح، ويضاعف ما ينقدنا إياه هذه الليلة.. الأم تتساءل في سرها: هل تعرض لمكروه ؟ تنفض نفسها وتستعيذ بالله من الشيطان.. عسى المانع خيراً ! .. تحاول إشغال نفسها ببعض الأمور الجانبية ، غير أنها لا تكف عن النظر إلى الشارع بين الحين والآخر ، متوجسة واضعة يدها على قلبها، لا تجرؤ على مكاشفة الأب بما يجيش بخاطرها .
يطول الانتظار، الخلايا المنسية في زوايا الدماغ.. تتذكر يوم تأخر أخوها قبل ربع قرن عن المجيء للبيت في نفس الموعد الذي درج عليه، وعندما أوشك والدها على السؤال عنه ، جاءه من ينقل إليه خبر وجوده في المشفى جراء تعرضه لحادث سير أودى بحياته .. نفس التوجس وانقباض القلب والاحتمالات .. لأول مرة تحس بالعجز وعدم التفكير بمنطق متماسك ، يزيده شكوكاً عدم تحرك الأب والسؤال عن سبب التأخر ، ولكن أين يسأل ومن ؟ وهل هناك من يقوى على الإجابة ؟..
ربما ظهوره على هذا النحو المتماسك، وصمته البليغ المحير يعبر عن حجم تقاذف الأفكار والاحتمالات التي ضربتها ، غير أنه مازال يتابع نشرة الأخبار على شاشة التلفاز ، كأن شيئاً لم يكن .. وربما خشية أن يسمع الإجابة التي لا يرغب في سماعها فيما لو سأل.. ماذا بوسعها أن تفعل أو تقول ؟ والصغار ، على نحو ما، شعروا أن ثمة ماهو غير طبيعي يحدث في البيت دون معرفة أسبابه ، أو ترقى أفكارهم إلى مستوى احتمالات الكبار ..نظرت إلى ابنتها التي أوشكت أن تصبح صبية ، وصبت نار غضبها فوق رأسها : لماذا لم تصنعي القهوة لأبيك حتى هذه اللحظة ؟ ألم يشربها يومياً في هذا الموعد ؟. في كل مرة ينبغي أن نحثك على صنعها !
نفق ضيق يتوسطه وحش خرافي اسمه الموت ابتلع المنزل بما فيه، دون القدرة على التّفلت منه .. أي سطوة على النفس البشرية لمجرد فكرة الموت التي تتنازع الكل بمعزل عن الجهر بها ! ..آه .. يا إلهي كم نحن بحاجة إلى التقرب منك عندما نكون ضعفاء لا حول لنا ولا قوة !.. أي تعقيد شديد ومركب هو الإنسان ! .. مشاعر جياشة لا يمنعها من التحليق في السماء أي مانع في لحظة ، ثم في لحظة أخرى، ضعيف لا يقوى على نهش الأفكار ..
أنهكت الهواجس وطقوس الترقب والانتظار قدرة الأم على الاحتمال.. نظرت إلى الأب نظرة تحثه على الحراك وفعل أي شيء يهدئ روعها، ويأتيها بالخبر اليقين ، في الوقت الذي غط بعض الصغار في النوم قبل أن يحصلوا على بعض أرباح اليوم .. نهض الأب متوجهاً نحو غرفة نوم الصغار ، بعد أن حمل بين يديه الطفل الذي كان جالساً قربه ، وقبل أن يضعه على سريره ، أخذ جرس المنزل بالرنين ..وضع الطفل على السرير وتوجه نحو السماعة حين تبادر إلى ذهنه الرنين المغاير لما ألفته أذنيه .. أيعقل أن يكون ...؟ لا من غير المعقول هذا ... ولكن الوقت أضحى متأخراً بعض الشيء لمجيء الضيوف .. توقف في منتصف المسافة ، بين الصالون والجرس المعلق على الباب ، ولم يجرؤ على وضع السماعة على أذنه، والسؤال عن سر الرنين .. نظرت زوجته إليه وفي عينيها رجاء مكتوم بأن يواصل السير لمعرفة القادم وأي الأخبار يحمل !
تكرر الرنين فلم يكن بد من الرد ، غير أنه، قبل أن يفعل، نظر إلى زوجته وفي عينيه أمل ، وفضاءات قراءة المكتوب ، وبعض من احتمالات مبهمة .. أخذته الأفكار إلى مضارب اللامبالاة ، وشعر، لأول مرة، بثقل العجز الذي حط عليه مثل كومة من التراب انهالت فوق رأسه .. لو كان فؤاد هنا لأعفاه من هذه المعاناة ، كان يقينا أول الذين يرفعون سماعة الجرس لمعرفة القادم ، هذه هي عادته على الدوام ، لا ينتظر من يحثه أو يذهب قبله ، غير أن الأمر الآن يتعلق به ، يحمل في طياته خطورة مواجهة لحظة الإجابة .. هل هو راقد الآن في المشفى ؟ هل تعرض لسطو أصابه بجروح قاتلة ؟ هل رآه القادمون ملقى على قارعة الطريق يئن من عمق الجراح ، فعرفوا ابن من يكون وأحضروه ؟ ولكن الإجابة عصية على السمع !
كانت الأم ترقب هذا التلكؤ فأصاب أعصابها التوتر .. حاولت التقدم صوب الباب ولكن شيئاً داخلها كبحها ، أبقى على قدميها ملتصقة بالأرض ، وعينيها مصوبة نحو الأب الذي مازالت الأفكار تتقاذفه .. ماذا بوسعها أن تفعل أو تقول ؟..
ربما تخشى سماع الخبر الذي مافتئ يفتك بها ويحملها ما لا طاقة لها به .. يضفي على أوجاعها ثقلاً تعجز موازين الكون عن تحديد كيلو غراماته .. وربما تفاصيل الحدث أعقد من أن تتحملها .. سماع وصف الحالة أصعب من مشاهدتها .. المتخيل ، دائماً ، أشد تعقيداً من الواقع تسكنه الاحتمالات والشكوك ، وتفر منه الحقائق .
وتقاطعت نظرات الزوجين فجأة..هل يعتذر لها عن هذا التباطؤ ؟ هل يعلن عن تحمله المسؤولية عما حدث إلى فؤاد ؟ وهل يملك الجرأة لمواجهة هذا الموقف بعد أن سمح لابنه بممارسة هذا العمل ؟ كيف سيكون شكل العلاقة بينهما بعدئذ ؟.. أسئلة كثيرة غزت عقله وأخذته في مداراتها التي لا تنتهي . فيما كانت نفس الأسئلة ، والحيرة ، والارتباك ، وخيارات لا تخطر على بال تنهش بمخالبها الحادة أفكار الأم ، وتقعدها عاجزة عن التقدم خطوة واحدة على سبيل اكتشاف الخبر ، ومعالجته تبعاً لقسوته ، والمدى الذي أحدثه في الخلايا ، والأنسجة ، والأحاسيس ، وربما بأضعاف قوة القلب على تحمل الصدمات .
عاود الجرس رنينه بإلحاح .. نهضت ابنتهما التي أوشكت أن تضحي صبية .. تقدمت بضع خطوات .. شكلت ضلع الثالوث ، وأجالت نظراتها بين الأبوين ، ثم تسمرت في مكانها فغدا ثلاثتهم كقوائم موقد مازالت آثار الاشتعال تدب في جوانبه ! .. نظر الأب إلى ابنته ، قال في سره : أي ليلة لعينة حطت علينا !..
تحركت الأم .. أحضرت بعضاً من أعواد البخور .. قرأت في سرها ما تيسرمن القرآن .. أشعلت الأعواد .. تقدمت نحو الجرس دون النظر إلى الخلف .. تقدم الأب .. تقدمت الصبية .. رفعت الأم السماعة .. خطفها الأب ، وضعها على أذنه .. مدت الصبية رأسها كي تسمع حديث الطرف الآخر .. جلست الأم على الأرض قبل أن تعرف أي شيء .. جاء الصوت من بعيد ضعيفاً يوشك على الإفلات : هل أنتم نيام ؟
ضغط على الزر الأزرق البارز المخصص لفتح الباب كهربائياً .. وضع السماعة في مكانها وقبض على مقبض باب الشقة الخشبي .. فتحه ثم أضاء الدرج وتسمر واقفاً بانتظار صعود القادمين .. نهضت الأم تسأل ، لحقت بها الصبية : من القادم ؟.. وقبل أن يأتي رده ، نظرت إلى ابنتها قائلة : افتحي غرفة الجلوس سريعاً .. تحسست رأسها .. انغرست أصابعها بين بصيلات الشعر .. تناست كل شيء وركضت صوب غرفتها تلف شعرها قبل دخول القادمين ..
ماذا بكم ؟
قالها صهره بصوت مدو، ولكنها لم تصل إلى أذن زوجته..
منذ متى تنامون باكراً ؟
قالتها أخته عندما وطئت قدمها الدرجة الأولى ..
ليس الوقت متأخراً إلى هذا الحد !
قالها صهره ، بعد غياب الإجابة عن السؤال الأول ..
لو كنا نعرف أنكم نيام لما جئنا هذه الليلة !
قالتها أخته عند منتصف الدرجات ..
دخلا غرفة الجلوس ، أنفاسهما متلاحقة وصدراهما يعلوان ويهبطان تبعاً لحالة الشهيق والزفير .. أعمل الأب يده في مفتاح المروحة الهوائية فأخذت تدور بجنون محدثة صريراً حاداً بادئ الأمر.. جاءت الزوجة مرحبة تعلو وجهها ابتسامة غريبة..
ابتسامتك فيها من الغرابة ما يخيف ، هل هناك شيء ؟ هل حدث للأولاد مكروه ؟ قالتها الأخت وهي ما تزال تنظر إلى الزوجة في محاولة لسبر غورها ، ثم واصلت : وجهك لا يخفى عليّ ، أعرفه كما أعرف وجهي ، دائماً يسكنه الفرح .. ماذا حدث ؟
مسحت الزوجة دمعة كادت تفر من عينيها، قالت



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 3
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة2
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة
- الحداد أربعون يوماً
- الفصل 16 من رواية كش ملك
- الفصل 15 من رواية كش ملك
- الفصل 14 من رواية كش ملك
- الفصل 13 من رواية كش ملك
- الفصل 12 من رواية كش ملك
- الفصل 11 من رواية كش ملك
- الفصل 10 من رواية كش ملك
- اضاءات على مسرحية -من أكبر-
- العراق في خط الدفاع الأول
- الفصل 9 من رواية كش ملك
- على أمريكا أن تكون أكثر عقلانية ..
- الفصل 7 من رواية كش ملك
- الفصل 8 من رواية كش ملك
- صدور حكم الإعدام بحق كتاب -قول يا طير-
- الفصل 6 من رواية كش ملك
- الفصل 5 من رواية كش ملك


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - فصل من رواية :صفر خمسة تسعة4