أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ضرب تحت الحزام














المزيد.....

ضرب تحت الحزام


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2016 - 2007 / 8 / 23 - 06:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للحروب والمواجهات حدود تصنعها المصالح او الجدوى او نبالة المتخاصمين، واذا كانت معظم الحروب والمواجهات، حتى السياسية منها تتجاوز احيانا حدود المعقول او المتوقع او الاخلاقي، الا ان ذلك يكون حالة شاذة او هامشية يلجأ اليها احد اطراف الصراع في لحظة يأس او غضب، سرعان ما يتم العودة عن انتهاجه، واذا لم يكن ذلك بتأثير الجزء الخير من الطبيعة البشرية فلعله يكون بتأثير حسابات مستقبلية تضع للتاريخ اعتبارا او تحسب لمتغيرات الامور حسابا فلعلها تترك خطا للرجعة، كما ان حدود الاصطراع بين البشر من اسس حفظ الذات، فما يقوم به اليوم شخص او طرف قد يكون دافعا للإنتقام منه بنفس الطريقة، الا ان هذه الحسابات والحدود كلها غير موجودة في العراق وفي التفجيرات الارهابية التي استهدفت المدنيين العزل في سنجار افجع دليل.
كادت ان تكون سنجار وقراها غائبة عن المشهد العراقي الدامي لولا الحقد الاسود الذي يفتش في جنبات العراق عن بقعة لم تطلها يده ولم يمثل بعد بجثث ابنائها ويخرب بيوتها، فوجد في ذلك الجزء البعيد الآمن وفي اولئك المواطنين الاصلاء ضالته، فهذا الحقد الارهابي مصر على اتمام ومواصلة نهج النظام الاستبدادي في توزيع الدمار بعدالة بين مكونات الشعب العراقي، ويبدو انه لا يستريح له بال مادام هناك بعض العراقيين ممن افلتوا من الطغيان وظلمه وهم يعيشون بعده في شيء من الأمن وراحة البال وان كانا مقرونين بشظف العيش واستمرار التجاهل والنسيان الرسمي لمكون عراقي اصيل.
يبدو ان حصة الايزيديين من العراق هي التجاهل والفقر والالم، فهم مازالوا على هامش الاهتمام الخدمي رغم انهم اذا ماعدوا في الضرر من انظمة الظلم المتوالية فسيأتون في مقدمة قائمة العراقيين البؤساء الطويلة، فقد انكر وجودهم على مدار عقود وكثيرا ما تعرض تراثهم لحملات تشويه مثلما تعرضوا هم للإبادة.
مخجل ان ينسى شعب جزءا منه ولا يتذكره الا وهو مفجوع به، فيحاول لملمة الفضيحة، فضيحة النسيان...فضيحة الابادة، لكن ما تعرض له الايزيديون مساء الثلاثاء الاسود الرابع عشر من آب، يضاف الى سجل التجاوزات لكل حدود النبالة في المواجهة التي تدور في العراق ويقضي على كل امل لخصوم التجربة السياسية الجديدة بالنصر، كما يقضي على الادعاءات الدينية والمبررات الاخرى التي تساق وتزوق لتبرير ما يقومون به في العراق، ومحاولة بعض التنظيمات المشبوهة في المزايدة من خلال اصدار بيانات تنديد واستنكار لذر الرماد في العيون انما هي محاولة فاشلة فتلك التنظيمات هي بعينها من شرع استهداف المدنيين واستباح دم العراقيين وحرض ضد المؤسسات الامنية للدولة وعرقل بناءها وهي ذهبت الى ما وراء الحدود لتثير الاحقاد والضغائن وتجمع العدة والعدد لتستهدف بهما العراقيين تحت شتى الحجج والذرائع، وهي المنظمات نفسها التي رفضت ادانة اعمال تنظيم القاعدة الارهابي بل اعتبرت ان لا خلاف معه الا خلاف الرؤية السياسية والاستهداف الميداني لهذا او ذاك من العراقيين وهو بتعبيرها خلاف لا يفسد للود قضية، فبئس الود وبئس القضية التي فقدت بصيرتها وصارت تخبط خبط عشواء في دماء العراقيين، وان كانت الاجراءات التحقيقية لم تكشف بعد عن الفاعل المباشر في الجريمة التي استهدفت العراقيين الايزيديين في سنجار فأن التنظيمات التي اشاعت الحقد والدمار والاحتقان، التنظيمات التي استهدفت البناء العراقي الجديد منذ اول لحظة لإنطلاقه، التنظيمات والشخصيات التي اشاعت دعاوى الطائفية والتشدد والتكفير هي المسؤولة الاولى عما حدث ويحدث في العراق، وهي نفسها سبب الهزال السياسي والتخبط الاداري والفوضى الامنية، ومهما كانت دعاواها متشدقة بمبادئ حقة فأن كل تلك المبادئ لم تعد تساوي شيئا بسبب ما جرته تلك التنظيمات ( الشريفة والوطنية والمقاومة!!!!!) من ويل وثبور على العراقيين.
اي هدف سياسي او وطني او ديني ذلك الذي يتسبب بسفك دماء الآف الابرياء في بضع سنين لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة؟!، بل اي عمى هذا الذي يغشى بعض العراقيين لينساقوا وراء تلك الادعاءات الفارغة فيدفعهم الى قتل اخوانهم او مساعدة من يفعل ذلك من الاجانب؟!، واي جنون هذا الذي يدفع القتلة الى التفنن في تدمير واهلاك ضحاياهم حتى اصبح العراق متحفا حيا للجريمة؟!!!.
ان المتصارعين في العراق تخلوا عن كل نبالات الفرسان وعقلانية المتحاربين وحسابات المنتفعين حتى، وصاروا يسددون الضربة تلو الاخرى بلا حساب، ضربات موجعة مسددة بغضب مرضي الى اشد المناطق حساسية وضعفا في الجسد العراقي، ضربات متتالية لا رحمة فيها كأنها موجهة الى كيس من الرمل وليس لبشر فقدوا منافذ الهروب من حلبة الجنون والرذيلة.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة حاسمة
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية
- احتكار ثقافي


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ضرب تحت الحزام