أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - ما بالك يا شعب سورية تموت صامتاً؟















المزيد.....

ما بالك يا شعب سورية تموت صامتاً؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 11:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أسئلة بحجم الألم وملاحظات تصور الواقع وترسم الحفر ، التي تملأ طرقات الوطن مطبات وهوات تنذر بخطورة الواقع وظلام المستقبل، سأكتفي بطرحها، كوني لا أملك حلاً، فالحل بيد المواطن السوري، ولا أحتل موقعاً مسئولا، كما أني وصلت لمرحلة لم أعد أحس بها حتى بالشفقة على شعب يعيش كل هذه المحن ويظل صامتاً، يرى السكين بيد الجزار ويستسلم للذبح، يُقتل ابنه جوعاً أو مرضاً وينحني راضياً وينسب حاله ومآله للقضاء والقدر!

ــ منذ بداية فصل الصيف والمواطن في سورية يعيش ( مُقَنناً )...عليه أن يتقن مهنة وصناعة جديدة تسمى التقنين بالكهرباء والماء والغذاء والدواء، وكي يتقن الصنعة خصصت له السلطة..دروساً يومية، تلفزيونية وإذاعية وصحافية تعمل على ( ترشيده) وتزويده بطرق مثالية في التقنين.. وعلى سبيل المثال لا الحصر ... وما أقوله ليس بجديد عليكم..أن أي حي من الأحياء الهامة في دمشق أو حلب ..تنقطع فيه الكهرباء من ست إلى ثماني ساعات يوميا خاصة في شهر تموز الأشد لهيبا وحرارة في هذا الفصل وتجاوزت فيه درجة الحرارة الخامسة وأربعين،ــــ ( جاءتنا أخبار الطقس تنذر أنه في الأيام القادمة ستصل درجة الحرارة في دمشق حتى الخمسين تقريباً!!!!) وغالباً ما يترافق انقطاع الكهرباء مع انقطاع الماء، وهذا يعني ( مروحة مافي...تبريد ..مافي...حمام بارد يلطف ويخفف معاناة الصغار قبل الكبار ..مافي...لكن أمراض نتيجة الوضع ...في ..ومريض يموت في غرفة العمليات نتيجة انقطاع الكهرباء وارد ومتوفر ...وكلها إرادة رب الكهرباء أي وزيرها ...ورب الماء كذلك وحكومتنا الرشيدة صاحبة أهم وأحدث طرق في الترشيد والاقتصاد والتقتير تسمع وتطنش)..
كتنويه بسيط ومقارنة ناتجة عن حسد وضيقة عين...نتذكر بحسرة وألم استقالة وزير المياه في الأردن ( الملكية)، بسبب تلوث مياه الشرب في منطقة المفرق المتاخمة للحدود السورية، وبعد ممارسة وضغوط قامت بها كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة...لكن سوريتنا الجملوكية بديمقراطيتها العريقة ، لا تسمح لمثل هذه المشاكل البسيطة والسخيفة أن تدفع لإقالة وزير كهرباء أو ماء !...أو حتى مديرية أعلاف ودواجن...ووسائل الإعلام مسخرة ( وهنا يجوز الوجهان ضم الميم أو فتحها) ...من أجل ترشيد وهداية المواطن ليكون على الدوام قدوة قومية عروبية متضامنة مع إدارة البلاد وسلطتها ومتوحدة فيها...ثم كيف يُقال وزير من منصبه لمجرد استمرار انقطاع الكهرباء والماء عن بعض الأحياء وخاصة الفقيرة في معظم بل كل المدن السورية؟، وقد عزا هذا الوزير سبب التقصير هو عدم تزويد دولة فرنسا لبلادنا بقطع غيار مهمة لإصلاح محطات التوليد وعملها بطاقتها الكاملة!...أما دراسة تزايد عدد السكان واستضافة مليوني عراقي ...ووضع الخطط اللازمة للطواريء ولفصل الصيف...ولمواردنا وطاقاتنا البترولية والمائية...فهذا أمر ثانوي!! لا يصب في جوهر الموضوع والحق الأول على حكومة فرنسا والثاني على المواطن لأنه يحب الشكوى ...ويهوى النق....فما هي نوعية مواطن لا يحتمل انقطاع الكهرباء أو الماء ليوم أو يومين؟؟؟ وماذا لو دخلنا حرب مع إسرائيل وضربت فيها محطاتنا؟...ثم كيف سيواجه هذا المواطن دولة إسرائيل الصهيونية المعتدية ، ويعتبر بلده من دول المواجهة والممانعة!، وقد درب وربي على الحس القومي والشعور الوطني، الذي خدشه أكثر من مرة وأصابه بالوهن والانحطاط بعض المثقفين ممن يشك بوطنيتهم ونزاهتهم ، ولهذا زج بهم في السجون من أمثال ميشيل كيلو وعارف دليلة وأنور البني وغيرهم وغيرهم..
الشعب السوري راضٍ وصامت وكل ما فعله بعض الشباب هو المخاطرة بغزوة ألكترونية لموقع وزارة الكهرباء وقدموا لها شكرهم على حسن تقنينها وشكروا الرب على تحليهم بالصبر وأنه جعل من كل سوري أيوباً ( نسبة للنبي أيوب) جديداً !!
ـــ رمضان قادم ، وشعبنا شعب مؤمن يحبه الله ويحميه وهو يحب الله لأنه حاميه وحامي سورية...ومن أجل الاستعداد لهذا الشهر المميز اجتماعيا ودينياً...ارتفعت أسعار الزيوت والسمون وبعض الخضار والفواكه بنسبة 20% ماعدا ( البطـــاطــا)
هذا الرأي والتصريح جاء على لسان مدير حماية المستهلك السيد الدكتور أنور علي!
لأنه حسب قوله في تصريح لصحيفة الثورة بتاريخ 8/11/2007 قاموا بمنع تصدير البطاطا للدول المجاورة كي تحافظ الأسواق على تواجدها وتوفرها بأسعار متوازنة للمواطن!! وهذا يعني ( كلوا بطاطا برمضان حتى تشبعوا، وبنفس الوقت صلوا لله واشكروه على نعمة توفر البطاطا بأسعار متوازنة!!...وللإجابة على أسباب ارتفاع الأسعار يعزيها السيد المدير حامي المستهلك للارتفاع العالمي للأسعار!!، ويقول أن إدارته صارت أكثر تحديثا وتطويرا، فهي اليوم " تمتلك الفاكسات وطرق تكنولوجية حديثة يصبح معها التواصل بين السوق ومراقبة الأسعار ووزارة الاقتصاد أسرع وأسهل ويتم إرسال التقارير للوزارة بسرعة قصوى!!، وأن الوزارة تكثف دوريات لحماية المستهلك إضافة للدوريات الثابتة بدمشق ، والتي سيتم استبدال القفص الحديدي لسياراتها بلافتات حضــــــــاريــــة لتشد المستهلك إليها وتشجعه على الشكوى"...وما لا يعرفه ربما القاريء، أن موظفي الوزارة ومراقبي التموين والأسعار يدخلون المحال التجارية ليقبضوا من أصحابها عمولة الصمت على الغش وارتفاع الأسعار ويضربون عرض الحائط بمصلحة المستهلك ومصلحة قوته رغم كونهم مثله تقريبا!...ويكفي قراءة جواب هذا المدير ورؤية صحة وجهه وانتفاخة أوداجه لتعرفون مدى النعمة التي تحل بركاتها عليه وعلى مركزه،ومدى قدرته على وضع النقاط على الحروف ووضع الحلول الملائمة والمناسبة والأجوبة التي تفحم المواطن الشاكي وتعتبره مجرد نقــــاق وكافر بنعمة مولاه ...هذا لو قُدِرَ له أو تجرأ أن يشكو ...لكن يبدو أنه من النوع المطيع لأولي الأمر والنهي والنهب ، وأنه القنوع بما يحصل عليه من فتات يقيه الجوع لكنه لا يحميه ذل الأيام ولا انعدام كرامته كإنسان يرضى بكل هذه المذلة ويصمت..
اصمتوا وتحلوا بالخنوع ...أدامه الله عليكم..

ـــ وصلتني أخبار سرقات لمحال تجارية وعيادات وصيدليات ومخابر!!! في محافظات مختلفة صغيرة وكبيرة ، تقوم بها عصابات نبتت في تربة الأمن والأمان وكنتيجة لضيق ذات اليد وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب ، فوجدوا ضالتهم بطرق النهب المشروع طالما أن هناك من ينهب المال العام، فلماذا لا ينهبوا أموال من يعملوا ويكدوا ولهم في عملهم نصيب مشروع؟! ، وكي يضمنوا عدم إلقاء القبض عليهم يربطوا مصالحهم ( بمشروعية التواصل مع أحد رجال المباحث أو الشرطة، (القائمة على خدمة الشعب)!
أخبرني احد الأصدقاء عن سرقة محله وكيف تم خلع الباب الحديدي والخشبي ...ونهب ما في الصندوق فقط.!..وحين سألته إن كان قدم شكوى للسلطات المعنية لتأخذ بصمات السارقين وتتعرف عليهم لاحقاً؟ ...فما كان منه إلا أن سخر وضحك وقال: (وماذا سينتج عنها؟)...أي أن الشكوى لن تجدي ولن تؤتي ثمارها..واستغربت بل استنكرت عدم اللجوء للقانون والشكوى...لكني بنفس الوقت ضحكت ساخرة وقلت:" هذا ينم عن مقدار الثقة بين المسؤول والمواطن"...هذه واقعة حدثت منذ أيام فقط وقد روي لي الكثير على شاكلتها...ويحمد المسروق ربه أنه وعائلته لم يصابوا بأذى ولم يفقدوا أحد أعضاء الأسرة من قبل المجرمين...ويرددوا بألم المثل الشعبي: ( بالمال ولا بالعيال)!!!... هذه هي علاقة المواطن السوري بحماة الوطن...هذه العلاقة التي يتغنى بها القائمين على السلطة ويعتبرون سورية بلد الأمن والأمان بلد الحرية والديمقراطية ووحدة الصف بوجه الضغط الخارجي والتآمر على الوطن!!!!...

حين تنعدم الحرية بكل ألوانها وأنواعها العامة والخاصة، حين تنعدم إمكانية الصراخ بالوجع والإحساس بالظلم، حين يحرم المواطن من حقه بإقامة أحزاب وأندية ومنتديات مجتمع مدني وحتى جمعيات للرفق بالإنسان، حين يصادر حقه بحياة طبيعية ويمنع عليه الهواء ويحاسب على كل حركاته وسكناته ويزج به لو تفوه بأقبية السجون ، حين ترتفع أسعار المواد الأوليه والأساسية لحياته، وأسعار الدواء ويتاح العلاج فقط للقادر وصاحب اليد الطويلة ومن ترضى عنه السلطة، ويترك الفقير يموت لأن الحياة ليست من حقه( كما هي حال النائب السابق رياض سيف)، حين تنكس أعلام الأوطان ويحتل قسم هام واستراتيجي من الوطن ، حين يصاب المواطن حيال كل هذا بالرعب والصمت......
فإني أعلنها على الملأ....يستحق هذا المواطن ما يجري له....يستحق ، لأن التاريخ علمنا أن الشعوب تنتفض عندما تظلم ...تثور حين تحرم من الحياة...تنتقم لكرامتها حين تهدر
فما بالك يا شعب سورية تموت صامتاً وترضى بكل هذا الهوان؟!.

ـــ باريس 19/8/2007



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب العربي ......هموم ومشاكل
- من أين جاءت حركات الأسلمة؟ وما هي الأسباب التي ساعدت على وجو ...
- ما هي مقومات نجاح السلام العربي الإسرائيلي بعد مبادرة بوش؟
- بين (جنة الله )على الأرض البارحة، وهبة البترول اليوم نقرأ ال ...
- كيف تكون ضد أمريكا ومعها على الطريقة السورية؟
- إرهاب وأطباء..... لماذا؟
- لبنانان، فلسطينيتان، وثلاث عراقات!
- كيف تتزوجي من روبن هود ( أنور البني) يا راغدة؟
- كيف نقرأ هزيمة حزيران ونأمل في هذه المرحلة؟
- لا مكان لي بينكم
- مسرح الدمى السياسي في المشرق العربي
- العقل العربي في إجازة
- ما الذي ينتظرك بعد يا وطني؟
- لماذا ترتفع نسبة الجرائم في وطننا العربي، وما هي أنواعها وأس ...
- لماذا تعتبر بلداننا بؤرة للإرهاب، ومن يمارس علينا الإرهاب؟
- ليس دفاعا عن رجاء بن سلامة، ولا انتصاراً لوفاء سلطان، وإنما ...
- إلى سيف الحق أنور البني
- من صنع الإرهاب؟ من دعم وأسس الحركات السلفية في العالم العربي ...
- دعوة
- بغداد مدينة الأشباح


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - ما بالك يا شعب سورية تموت صامتاً؟