أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابوذر ياسر - فينوس وعيد الحزب واشياء اخرى














المزيد.....

فينوس وعيد الحزب واشياء اخرى


ابوذر ياسر

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 07:11
المحور: حقوق الانسان
    


دواعي الفرح والسعاده في حياة العراقيين اصبحت نادره ان لم تكن معدومه. لا تكاد تسفيق من هول سماع خبر كارثة هنا حتى يصقعك خبر مصيبه هناك. حتى كأني بالسياب الذي قال( ما مر عام والعراق ليس فيه جوع) يقول (مامر يوم والعراق ليس فيه حزن) فمساحة الحزن في العراق اصبحت اكبر من مساحة الجوع بكثير.
نادره هي طقوس الفرح لدى العراقيين اما طقوس الحزن فهي تمتد من بداية العام حتى نهايته . امور تفوق حد المعقول وتعجز كل النظريات عن ايجاد مبررات وتفسيرات معقوله لها . انها مفارقه صارخه يبكي فيها الساكنون في جهنم على الخالدين في الجنه بكاءا" هستيريا" يصل الى حد ايذاء النفس المعذبة اصلا" من الجوع والعوز وجور الحاكمين والحروب العبثيه وقسوة المناخ.
انا واحد من الذين اصابهم مااصاب العراقيين. ساقني النظام السابق الى جبهات الموت في قادسيته المشؤؤمه لعدة سنوات هي زهرة شبابي واكتويت بنار الحصار سنوات طويله ومريره وعندما جاء( المنقذ الامريكي) الى هذه الارض المنكوبه دفعت كغيري من العراقيون ثمنا" غير معقولا" لهذة الرحمه التي تحولت الى نقمه . خسرت العديد من الناس الاعزاء اصدقاء ومعارف واخرين احترمهم واجلهم كرموز من رموز العراق في مقدمتهم قاسم عبد الامير عجام.
تركت بيتي في بغداد ورحلت بعيدا" الى حيث الحياة اكثر امانا" لكني خسرت بغداد بكل ما تعنيه بغداد لي وللكثير من العراقيين من معان وانزويت في مدينه صغيره ليس فيها من مظاهر الحياة المتمدنه الا القليل.
الم وحزن ورتابه واناس مسحوقون يصارعون قسوة الحياة واحلام ضاعت وسط صراعات الساسه الجدد وحماقات المحتلين ورجال دين مزيفون يلهثون وراء مطامع دنيويه يأنف ويترفع عنها اكثر الناس الحادا"وطقوس للحزن لها بدايه وليس لها نهايه.
عام وانا هنا لم يطرق بابي الفرح الا مرتان:
الاولى عندما احتفل الشيوعيون بعيد تأسيس حزبهم . حضر الاحتفال اعداد كبيره من الناس شيوعيون ومواطنون عاديون يبحثون عن فسحه للفرح والسعادة غنوا ورقصوا لساعات اقتنصوها من زمن غاية في القسوه والمراره.
اعتلى المسرح شاعر شاب قدم لقصيدته بالعبارات الاتيه:
عاش الفن
عاش الجمال
عاشت ام كلثوم
عاشت الشيوعيه
ضجت الفاعه بالتصفيق وشعرت بقلبي يرقص فرحا" لاول مره منذ زمن بعيد.فرحت بالقصيدة وبالشاعر وبالجمهور الذي فهم وتجاوب مع ما تعنيه هذه الكلمات البسيطه التركيب الكبيرة المعنى.
المره الثانيه:
عندما دفعتني العزله الاجتماعيه الى البحث عن وسائل جديدة للاتصال بالناس ففكرت ان ادخل غرف الدردشه في مواقع الانترنت
تعرفت خلالها على عدد قليل من الرجال معظمهم يبحث عن نساء يقضي معها اوقات من المتعه المبتذله وتعرفت كذلك على خمسة بنات الاولى تقول انها تدرس الهندسه في احد البلدان العربيه انسانه غريبه لاتريد ان تتحدث باي موضوع عدا ما يتعلق بالغرائز قالت لي انني ممل واني لا اثيرها فتركتها.
الثانيه عراقيه تقول انها موظفه في مصرف في بغداد لاتملك اي خلفيه ثقافيه ولاتجيد الحوار فلم اجد بد من تركها.والثالثه سوريه لم التقيها سوى مره واحدة عندما عرفت اني عراقي انهالت علي بكلمات جارحه لانها تعتبر العراقيين خونه!
الرابعه تقول انها طالبه ماجستير في بغداد وتسكن في احد احياء بغداد الساخنه وهي تمتلك قدر من الثقافه وافكارها جيدة الااني لم التق بها سوى مرتان قصيرتان واختفت..
والخامسه اسمها فينوس .من الكلمات الاولى شعرت انها غير عاديه فتاة صاحبة قيم ومثل نبيله .من اسمها خمنت انها من عائله تقدميه وهي في الثلاثينات من العمر وتعمل في احد الشركات الخاصه لم تسألني كما هي عادة العراقيات منذ اللقاء الاول هل انت متزوج بل ركزت على قرأءة افكاري والتعرف على ثقافتي اكتشفنا منذ اللقاء الاول اننا نتطابق في الكثير من الاراء وان كلانا يحمل فكرا" انسانيا" لا يميز بين البشر بسبب الدين او القوميه
ولفينوس خطوط حمراء لاتريد تجاوزها فهي تكره الابتذال وهي متدينه لكنها غير متزمته بل تميل الى الاعتدال ويهمها في الدين الجوهر وليس المظاهر الكاذبه.
تحاورنا في مواضيع عديده وعادت بي الى ايام السبعينات فحدثتها عن مسرح بغذاد والفنانه زينب وناهده الرماح ويوسف العاني وعن الافلام الجيده التي كانت تعرض في سينما بابل وتحضرها العوائل . تذكرت فيلم على من نطلق الرصاص والعصفور وعودة الابن الضال و بياف وزهرة عباد الشمس وسوناتا البحيره واسبوع الفيلم السوفياتي. استغربت فينوس وكاني اتحدث لها عن مدينه غير بغداد.
عشت مع فينوس عبر الانترنت ايام جميله كسرت الرتابه والجمود في حياتي واصبح لجهاز الكومبيوتر جاذبيه خاصه بالنسبة لي بسبب فينوس.
فرحت كثيرا" بفينوس لسببين الاول اني تعرفت على انسان جدير بالصداقه والثاني لانها اشاعت في نفسي الامل ان في الاجيال التي اعقبتنا الكثير من الناس يحملون من المباديء والقيم ما يجعلنا نتفاءل بمستقبل بلادنا.
فشكرا" لفينوس وشكرا" لعيد الحزب على ومضة الفرح التي تسللت الى روحي.



#ابوذر_ياسر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الاسلامي العراقي في الميزان
- هل سينجح حسن العلوي في مشروعه الفكري الجديد
- حسن العلوي ومشروعه الفكري الجديد
- ثلاث كوارث في تأريخ العراق المعاصر
- رساله الى السيدة سعاد خيري:
- مناوي باشا.....مسلسل تلفزيوني عراقي اثلج صدورنا
- هل تحت بانتظار حكومة انقاذ وطني
- اقناة الشرقيه تعرض مسلسلا- تلفزيونيا- يحمل اشارات تمجد الاره ...
- هل بالامكان ان يكون القاضي العراقي محايدا- في قضيه تخص صدام ...
- العلم العراقي .................مرة اخرى
- لماذا يتهم البعض (امريكا) بتدبير الاعمال الارهابيه في العراق ...


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ابوذر ياسر - فينوس وعيد الحزب واشياء اخرى