أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ثائر الناشف - متى يخرج الغرب من شرنقته الاستعمارية ؟














المزيد.....

متى يخرج الغرب من شرنقته الاستعمارية ؟


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 05:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يجهد صانعو الرأي العام الغربي هذه الأيام إلى لفت انتباه ما يسمونه بالعالم الشرق أوسطي , بأن الصفات التي طبعت في ذهن الشعوب الشرقية عامة والعربية خاصة عن شخصية الغرب طيلة الحقبة الاستعمارية بنسختها القديمة , حان لها أن تزول كلياً من تفكيرهم الذي انعكس بوضوح في خطابات بعض زعمائهم وحتى لا ينتقل إلى الأجيال المشرقية القادمة التي سترث لا محالة صورة الغرب النمطية كما هي دون تحوير شاء أم أبى .
الصورة التي يخشى الغرب من استمرارها ويعمل على زاولها , هي صورة العصر الحديث الذي امتزجت فيها عناصر القوة والغلبة والإخضاع سويةً , وأجلت مؤقتاً عناصر العلم التقني والحداثة السياسية لبعض الوقت , حالما يفرغ من تحقيق مشاريعه التوسعية الكبرى وقد حققها في بقاعنا , برغم ذلك لم يؤجل عنصر العلم نهائياً , إنما استخدم منه ما هو صانع للقوة العظمى ومتمم لها .
بهذا التداخل المتين بين القوة والعلم , وبفضل الانتصارات السريعة التي أحرزها الغرب على خصومه في الشرق على امتداد ثلاثة قرون , بدءاً من القرن الثامن عشر حتى أواخر القرن العشرين , فإن تنوع خصومه واختلاف عقائدهم , زاد من تصاعد قوته وأغنى حضورها , فلم تقتصر نزاعاته في الشرق آنذاك ضد العثمانيين لأن مرجعيتهم إسلامية كما يظن البعض , بل شملت خصوم آخرين بمرجعيات غير دينية , آخرهم الخطر الأحمر المتمثل بالاتحاد السوفيتي , وهذا لا يدحض فكرة أن توسع الغرب في الشرق كانت بمعزل عن الدين .
لقد وظف الدين خلال القرون الثلاثة الماضية , بما لا يثير قلق الغربيين أنفسهم , لأن الدين في هذه المرحلة وضع في مرتبة أدنى من مرتبة القوة المبنية على تحصيل المصالح , فالعودة بالمجتمع الغربي إلى الوراء , أي لمرحلة الحروب الصليبية غير مقبولة , سيما وأن العلمانية حسمت العلاقة المتوترة بين الكنيسة والمجتمع لصالح العقل وانتصرت له .
بذلك تبلورت ذاته الجديدة المكونة لصورته بكل سماتها الاستعمارية , والعجيب أنه عندما شرعت ذاته بالنظر على الشرق الأوسط , لم تجد سوى نفسها , ولم تشعر بسواها أو بما حولها من ذوات , ما أوجب عليها بحسب الباحث الفرنسي
(مكسيم رودنسون) بالتمركز حول الذات .
ولشدة تمركز الغرب حول ذاته وحول مصالحه الواسعة , غدا أشبه بحلقة مغلقة , أرغمته على الدوران في جوفها بشكل أبدي, باعتقادنا تنبع أسباب هذا التمركز من تحرر العقل لديه , الذي لعبت الفلسفات الحديثة دوراً كبيراً بإعادة تكوينه وتركيبه , وبالتالي التأثير على عمليات تفكيره , وعملت أيضاً على تغذيته وتزويده بمختلف النظريات الفلسفية , انطلاقاً من نظرية دارون في النشوء والارتقاء والبقاء للأقوى , إلى فلسفة التناقض لدى هيجل والقوة عند نيتشه والصراع الطبقي عند ماركس وأخيراً الفلسفة الستراسينية عند ليو شتراوس , وقد نتج منها ما نتج من نماذج استعمارية مدمرة كالشوفينية والفاشية والنازية .
العقدة التي استحكمت بسيكولوجية الغرب تجلت بحتمية التفوق على الآخر لو تطلب الأمر قهره أو نفيه , ولديمومة التفوق لا بد من بقاء الصراع مع الخصم سواء كان حقيقياً أم وهمياً , وما يؤكد أهمية التفوق في الذات الغربية , تجاهلها للآخر ورفض الحوار معه , رغم النداءات التي يدأب مثقفوها وسياسيوها على إطلاقها , أملاً بذلك الحوار العقلاني الذي يضيق المسافات ويوحد الرؤى , ولعل التقرير البرلماني البريطاني الذي طلب من حكومة غوردن براون بضرورة فتح حوار مع حركة حماس وحزب الله والإخوان المسلمين خير شاهد , لكن تاريخهم يتجاوز جميع الأصوات ولا نقول يعيد نفسه , بل يسترجع ذاته باعتباره يدور حولها ولا يخرج عنها شبراً واحداً , ويسترجع معها صوره القريبة والبعيدة القائمة على شن الحروب , فأول قوة غربية نافذة تأسست في اسبانيا , سببها الحروب التي دامت فيها لأكثر من أربعة قرون , دون أن يفوتنا ما ارتكبته اسبانيا في القارة الأميركية بحق سكانها الأصليين خلال قرن واحد .
ثمة تفضيل وتمييز واضح في السلوك الغربي بين الغايات وهو ينعكس بدوره على مجمل سياساته ووصمها بحالة من التقلب وعدم الثبات , بحيث يتم تقديم ما يحقق أهدافه ومصالحه العليا , لو تناقضت مع مبادئه العامة المعلنة , لنتذكر مبادئ الرئيس الأميركي ودرو ويلسن الأربعة عشر حول حق الشعوب في تقرير مصيرها , ماذا تحقق منها بالنسبة للشعوب المستعمَرة ؟ فأبرز من كتب عن حرية الإنسان وحرية الفكر الفيلسوف الإنكليزي ( جون ستيوارت ميل ) الذي فضل استمرار احتلال بلده للهند ورفض منح الأخيرة حقها في الاستقلال .
ولا مناص للغرب للخروج من هذه الحلقة , وتغيير صورته المتكورة في مخيلة ما هو غير غربي , إلا بإعادة النظر حول ذاته أولاً , وليسأل نفسه ما كسبه وخسره في آن معاً , فما دامت فلسفات القوة والصراع متجذرة ومتحكمة في مسارات تفكيره , فإن علاقاته معنا ستبقى كما هي , تشوبها حالات من الخوف المتبادل ويحكمها منطق الغلبة , ويظل التوازن الطبيعي والعفوي بين جميع الذوات , بعيداً عن الجهات والأحجام وموازين القوى آخر الحلول المتبقية لخروج الغرب من شرنقته الاستعمارية .
كاتب من سورية



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرير المنقوص عند حزب الله
- الأقليات العرقية ودورها المسيّر/ أرمن لبنان نموذجاً
- تروتسكية حزب الله تفقد المسيحيين صوابهم
- تيار المستقبل .. الخوف الذي يضعف الحقيقة
- مستقبل العلاقات السورية - الفرنسية في عهد ساركوزي
- الخروج السوري الوشيك من الجامعة العربية
- تثليث لبنان : صيغة ايرانية لنسف الطائف
- الحوار الأميركي - الإيراني حول العراق
- انتفاضة لبنانية لاستعادة القرار الوطني
- ثرثرة سورية - إسرائيلية من دون معنى
- لا ... حدود للصمت في سورية
- حزب الله - عون : مشروعان متناقضان
- صلابة موسى لا تنفع مع دمشق
- برنامج عون يخرج من صمته
- المسارات الخاطئة في الإستراتيجية السورية
- الارتهان الإقليمي سيد الموقف في لبنان
- مربعات حزب الله الأمنية
- سقوط وولفويتز :انتكاس في خيارات بوش
- حزب الله وملء الفراغ السوري
- خيارات لحود – حزب الله الانقلابية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ثائر الناشف - متى يخرج الغرب من شرنقته الاستعمارية ؟