أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..














المزيد.....

تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انها صرخة الشاعر التشيلي بابلو نيرودا , تذكرتها غاصة بعبرتي ودموعي وانا ارى دماء الأبرياء من العراقيين الايزيديين التي تملأ شوارع سكناهم الفقيرة , لا لذنب ارتكبوه , ولا لخيانة اتهموا بها , ولا لمال سرقوه ولا لتمرد قادوه ضد جهة ما .

اناس بسطاء عانوا من عذابات اعوام النظام الفاشي بكل حروبها وحصاراتها وصراعاتها اللامنتهية , هؤلاء الايزيديون الذين لم يمارسوا أي عنف أزاء أي إنسان وضد أية طائفة أو دين , لماذا يبادوا بهذا الشكل المرعب ؟

لقد صرخ الشاعر بابلو نيرودا " تعالوا انظروا .. الدم في الشوارع" عندما رأى الدماء تملأ شوارع سانتياغو من ارهاب سلطة بينوشيت الفاشي حينما كانت اعوام حكمة سجونا ودماءً وعنفا منفلتا من عقاله , ولم يكن يدري ان مارآه شيئا بسيطا ازاء مايجري هذه الايام في شوارعنا العراقية ..

الدماء تملأ الشوارع , فأين عيونكم يا بشر ؟ واين قلوبكم يا اصحاب القلوب ؟ وأين نضالكم يامن تدافعون عن الانسان اينما كان ؟

واين رحمة الدين يامن تؤمنون بالدين , اين حق الايزيديين العراقيين بالحياة؟

أين حقهم الذي تقره كل القوانين والاتفاقيات الدولية والشرائع ؟ مالذي ارتكبوه ليقتلوا هكذا ببشاعة تهز الحجر , وتجعل الحياة حزينة وكئيبة في أعيننا لما نراه من عجز السلطة وعجز الانسان من الحفاظ على ادنى كرامة له وابسط حق ..

لماذا نـ ُكسر هكذا , وتٌحطم ارواحنا برؤية موت احباب واخوة لنا يوميا جراء فكر مريض ومجنون ؟

ابعد كل مايجري في العراق وسواه من إرهاب وعنف وحب لسفك الدماء , يستطيع ان يدافع أحد عن المتأسلمين هؤلاء؟

ابعد كل هذه البشاعات نستطيع ان نقول للناس ان الدين الاسلامي دين سماحة ومحبة ؟

ماذا يقول شيوخ الفضائيات العربية الذين يخرجون لنا كل يوم جمعة عن كل هذه الجرائم ؟

وهل لدى المؤسسات الإسلامية من الازهر حتى اصغر جامع ومن شمال العالم الاسلامي الى جنوبه ومن شرقه الى غربه , جوابا على تساؤلاتنا , او فعلا ما يوقفون به هذه الوحوش القاتلة؟

وهل يستطيعون بعد الان ان يدافعوا عن الاسلام ويتمسكوا بمقولتهم القديمة من ان الاسلام جاء لنشر العدل والسلام ؟

اين العدل والسلام مما يجري؟

وان قالوا ان هؤلاء لا يمثلون الدين الاسلامي , فأين واجبهم ودورهم هم- كقادة روحيين وكحَمًلة فكر الاسلام ورافعي رايته- في توضيح الصورة الصحيحة وردع هؤلاء القتلة عن جرائمهم التي تزداد يوما بعد اخر ؟

اين نضع اليوم سورة " قل يا ايها الكافرون , لا أعبد ما تعبدون , ولا أنتم عابدون ما أعبد , ولا أنا عابد ماعبدتم , ولا أنتم عابدون ما أعبد , لكم دينكم ولي دين" ..؟

ولماذا لم يثقـِف بها رجالات الإسلام ويفعـّلونها لحقن الدماء, بل لماذا لم نسمعها من احدهم- تمجيدا لهذه السورة - كونها الاكثر تمشيا مع الحضارة؟ والغريب بالامر ان الغالبية العظمى من الاسلاميين لا يحبونها وقد استشهدت بها في مناسبة ما, امام بعض المثقفين العراقيين من المسلمين فاستغربت انهم لايعتدون بها بل يعتبرونها منسوخة , وان كان بعض مفسري القرآن كالطبري او ابن كثير اعتبرها منسوخة , فمن الواجب اليوم على فقهاء الاسلام تفعيلها باعتبارها من كلام الله الذي يقرّب بين البشر ويحقن الدماء في ظرف بات به المسلمون احوج الناس الى التعايش مع سواهم من الأمم , كما انها السورة التي تظهر الوجه المشرق للدين الاسلامي بمسالة التعايش والمحبة بين البشر؟

الا يحتاج كل هذا تفكرا ونشاطا وعملا من أئمة وشيوخ ورجالات الاسلام كافة ؟

هل كـُتب على المسلمين ان يكونوا قتلة طوال الازمان ايماناً منهم بضرورة انهاء الأديان الاخرى تحت شعار أسلم تسلم؟

كيف سنثبت للناس ان الدين جاء بالمحبة والوئام بين البشر ونحن نرى الطوائف المتعايشة في العراق منذ الاف السنين من الصابئة المندائية والمسيحيين والايزيديين , يبادون اليوم ويهجرون باسم الصحوة الاسلامية وباسم الدين الذي يصمت فقهاؤه عن كل مايـُرتكب ؟

لماذا لا يحرك فقهاء المسلمين ساكنا أمام الاضطهاد المسلط على الطوائف العراقية الأخرى ؟

وهل يكفي الاعراب عن الألم والتوجع لإيقاف المجازر؟

هل ان دماء المسلمين ارقى من دماء سواهم ؟ وهل رجع العالم القهقرى ليأكلوا لحوم اخوانهم وهم يحتفلون فرحين ؟

اليوم حيث يتفطر القلب ونحن نرى ونسمع ماينقله الاعلام من الاهوال الواقعة على الاخوة الايزيديين , وبعد ان رأينا قبل فترة ايضا ماحصل لمجموعة العمال الابرياء منهم وهم يـُحصدون بالرصاص ويقتلون بشكل همجي حاقد ..الا يحق لنا بعد ذلك أن نصرح : بان أكلة لحوم البشر اشرف وانبل من متطرفي الاسلام ومدعيه , فأكلة لحوم البشر يأكلون الانسان الميت ولا يأكلونه حيا , ياكلون الميت في مجتمع ماعرف الحضارة والرخاء والتنظيم , في تجمع بدائي لا شبع فيه , اما هؤلاء المتأسلمون فهم أكلة لحوم الاحياء من البشر في حضارة اليوم الحديثة ومع كل ماانتجته البشرية من قيم واخلاق ووضعته من قوانين وأديان وحدود ينتهكونها يوميا .. كيف استطاع الارهابيون ان يزرعوا كل هذا الحقد الرهيب في قلوب البشر بغفلة من عقول مفكري الاسلام ومؤسساته وناقلي ارثه , ان لم يكن صمتهم كضوء اخضر لقبول مايجري؟

حتما سيغضب البعض لقولي هذا وكعادتهم سيتهمونني بالتدخل في شأن ليس من اختصاصي, وستتوالى علي الشتائم من كل حدب وصوب ..

لذا اطالب اصحاب الاختصاص من فقهاء الاسلام ان لا يمروا على هذه المجازر مرور الكرام , كما اتهمهم بالاشتراك في هذه البشاعات التي ترتكب ضد الانسانية الى ان يثبتوا انهم ابرياء من جريمة صمتهم القاتل وجريمة لامبالاتهم بتغيير هذا الواقع المأساوي الذي يقودنا الى الهلاك جميعا ..



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت المسافات
- في هذه البقعة من الأرض
- العرب واشكالية الانتماء والاستقلالية
- ماذا سنكتشف بالعراق بعد؟
- جنازة الملائكة
- وجاء الهولُ
- أين البرلمان من الذبيحة ؟
- ألا مِن ذاب ٍ عن العقل في اعلامنا العربي؟
- قُتلت دعاء!
- مجموعة مسلحة مجهولة في الناصرية تهدد الطائفة المندائية
- جائزة اليونسكو وحقيقة الأمية في العراق
- الى وزارة حقوق الانسان في العراق جرائم مرعبة ومستترة
- مباديء حقوق الانسان بمواجهة الارهاب
- البراغماتية في الثقافة العربية
- قمة الأمية العربية
- مرض العودة للزمن الاسلامي
- إعلامنا الإرهابي ومكانة المرأة مع التحيات للمناضلة د. نوال ا ...
- أين عقلاء العراق؟
- المرأة العراقية بريئة مما يفعلون
- المعارضة اللبنانية , خطاب الفتوّات*


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..