أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - التفنن في الزمن الرديء مافيا الثقافة ديناصورات لم ولن تنقرض..















المزيد.....

التفنن في الزمن الرديء مافيا الثقافة ديناصورات لم ولن تنقرض..


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 616 - 2003 / 10 / 9 - 03:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


                                            كثيراً ما تتهم النساء بكلمة التفنن ولا سيما في مفاتنها الانثوية، لكنها ومع مرور الزمن وتطوير الاساليب في القضايا الايجابية أوالسلبية اصبحت هذه التهمة لاتخص المفاتن  في زمننا وإنه أي التفنن أصبح لا ينحصر ببنات حواء، وأصبح التفنن مدرسة يدرس فيها الدهاقنة من جميع الاتجاهات وهو يعني خلق الاساليب والطرق لكي يكون الشيء الهدف محط اهتمام او أنظار او تساؤل وبكلمة اكثر وضوحاً ليكون محط فضول الآخرين..

اما التفنن في الزمن الرديء فهو يحتاج إلى وقفة صغيرة.

يتبادر إلى الذهن فوراً سؤال قد لا يكون في بال اي واحد منا مع وجوده بدون شك.

هل هناك  زمن رديء وزمن نظيف غير رديء؟ أم المسألة على غير ذلك! وهل نستطيع تقسيم الزمن مثلما نريد ونشتهي؟ ام ان المقصود هو جانب معين من العملية،

على ما يبدو أن المقصود فيه هو التفرد الزمني، زمن داخل الزمن العام! أو ضلع من اضلاع الزمن نفسه!  ففي هذا الضلع مادامت هناك اضلاع كثيرة إذا كنتُ قد أحسنت التعبير ازداد الخراب، ضلع الثقافة الذي يستخدم الكثير من أجزائه من قبل مافيا تتفنن في هذا الضلع وتستخدمه للعمل الرديء.. لن نحجب ما نريد المصارحة فيه، لأنه لا يخص غير المافيا في ضلع من اضلاع الثقافة ان كان في السلطة أو في مؤسسة أو جهاز اعلامي، أو حتى خارج هذه الأجهزة.

لقد وصل الخراب والدمار إلى طريقة البصاق على كل شيء، يبصق ويعلن انه يبصق من أجل السعادة والرفاهية والراحة البدنية وحبّ الناس " المظلومين!!" والبلاد العزيزة المقدسة.. يبصق ويتحدث عن الحرية والديمقراطية وحرية الراي والرأي للآخرن وعن العدالة والحقوق المشروعة وقضايا الدين ويغمز الطائفية بحجة أنه ضدها ليؤججها حسب طريقته المثلى، ويبصق على الثقافة والمثقفين الذين لا يتفقون معه ومع سادته من الديناصورات الكبيرة وهو يدعي بأته مثقف وحريص على الثقافة ومصلحة المثقفين، لكنه في الوقت نفسه يحاول أن يشوه وعي الناس مؤكداً ان بصاقه دواء لمرض السقوط عند الآخرين بدون ان يزعج نفسه بأن بصاقه هو مناقض لكل ما كتبه من آراء وأخلاق وثقافة حقيقية..

فلا عجب ان مافيا الثقافة القديمة كان في طريقتها تُجيد فنّ الازاحة لكل جديد من أجل البقاء والهيمنة على الاوضاع في شريعة ديناصورية لا تنقرض بسهولة، وقد بقت تستغل ما لديها من قدرات وقرارات تمنع فيها من تريد وتهب العطاء لمن تريد  كسلاطين لا يمكن مزاحمتهم على أي  موقع إلا بطريقة الخنوع والاسترضاء والنفخ بمزامير لأسمائهم العظمى، لكن هذه الديناصورات الكبيرة لم تكتف بما فعلته وتفعله لأنها لا يمكن أن تكون بمفردها قادرة على انجاز مهمات طويلة وعريضة ومتشعبة الاتجاهات ولهذا كانت وما زالت تخلق وتجدد اخلاقيات ديناصوريتها في ديناصورات صغيرة اعدت لانجاز المهمات التي تساعد على خلق نوع من التراهات والقيم الفارغة والمسلمات إلى قوانين كلامية تستخدم في الواجهة وكذلك كماً كبيراً من الاتهامات والتلفيقات والكذب الرخيص والاشاعات التي تطيرها في عالم كعالم العراق يستجيب بشكل مذهل للاشاعة بسب سنين الاضطهاد والقهر والضغط والرعب ووحوش متربصة للقتل في أية لحظة..

والاشاعة في بلدنا لها مرتع خصب ولا سيما اشاعة التدمير والكذب لأنها سهلة التهويل والمبالغة، ففينا الاشاعة الموجهة للشيء السيء تنتشر خلال ساعات في جميع انحاء البلاد ولا يكفيها النقل فقط أنما التهويل والمبالغة، فلو قيل ان معركة جرت بين جماعة وأخرى في منطقة معينة سقط بسببها قتيل وجرحت امرأة ورجلين لوصلت خلال دقائق إلى اقص المدينة بقتل عشرة اشخاص وجرح خمسة نساء وعشرون رجلاً وقد تجدها بعد يوم واحد في مدينة اخرى ان القتلى بالعشرات والجرحى بالمئات مع تنوع الاسباب،أما فعل الخير أو الجيد فهو يبقى بحدود امتار الفعل له لكنه لا يخدم اشاعة الشر..

 ان ما قلناه يخص مهرة التزمير في المزامير وأخراج مسرحيات بهلوانية.

في كل مرة تقوم الديناصورات الكبيرة بتجديدة الصغيرة حسب الظرف والمكان والموقع والحالة وتُكَوّن منها حراس لأبوابها وطرقها وهي لا تعلمها العض على الطريقة القديمة أنما البصاق على كل شيء حتى على الذات إذا اقتضى الأمر بأن يرضى عنه ديناصور أكبر منه يتربع على الكرسي بطريقته الدينكوشوتية..

الزمن الرديء، هذا الضلع المتفنن في الإيذاء اثبت ان الرداءة  نهج متحكم في البعض من المثقفين الذين يسعون للظهور حتى وان  كان هذا الظهور على اشلاء وجماجم اشقاء لهم، فليس بمقدور أحد ان يقدم أكثر رداءة من الرديء نفسه لا بل جودة التفنن فيه..

الآن وقد انتهى صدام حسين، زمن الرداءة القصوى وجاء الاحتلال الذي لا يقل رداءة عنه من حيث الهدف النهائي وتساوت " الكرعة وأم الشعر" في المظهر، تساوى الملاحق والمطارد والمعدوم والمسجون منذ أن جاء نظام القتلة مع من يقول كنت ملاحقاً ومطارداً ومسجونا.. الخ من التفنن في زمن الرداءة..  وليكن، اللهم لا اعتراض على من يريد أن يقول عن نفسه انه كان معارضاً شرساً ومؤمناً بمبادئ الثورة والتغير، ولكي تثبت الكرعة بامتياز حذلقة التماييز فقد أفردت لها موقعاً غير الواقع السابق وراحت تصول  وتجول للوصول إلى فراقها كي لا تعير " بكرعتها"  فاستحسنت إداء دور الوطنية وضد الاحتلال وراحت تبحث في دهاليز الظلمات عن بهجت عطية ومالك سيف وسمير نجم وناظم اكزار وسمير الشيخلي وفاضل البراك ومذكرات شيوعي تائب وكتب ومجلات وتقارير وملفات كتب فيها اجمل العلاقات بين التوحش والوحش وتأليه الظالم في معادلة رديئة كانت تبرز في شعارات،  الوطن والامة والدين، أما الذين كانوا ومازالوا ضد الاستعمار ( لنرجع للغة الثورية التي استخدت سابقاً) الذين صعدوا المشانق لأنهم طالبوا باستقلال البلاد وتحرير العباد فهؤلاء الآن عملاء للاجنبي يقبضون منه وكأنهم كانوا لا يستطيعون أن يقبضوا من الوحش وكان بالإمكان ان يدفع أكثر من المحتلين، وعلى الأقل هو وطني إذا جاء التعبير بالمواطنة العراقية ( لديه جنسية عراقية) ..

أليس هذاهو البصاق الذميم من النفس الذميمة لأن المخالفة أكبر ميدان للشهرة والمعرفة إذا لم يكن الأمر أخطر وأبعد من هذا المخطط..

هل البصاق على كل شيء والتفنن فيه ينهي المشكلة ؟ ينهي الاحتلال؟ يُقوم مجلس الحكم والوزارة، يمنح البلاد الاستقرار والدستور والحكم المدني، ينهي القتل والتدمير ويعيد للناس سلامها وأمنها.. إذا كان البصاق هو العلاج فعلينا أن نجلس  في بيوتنا ومكاتبنا وبلدان المهجر ذات المساعدة الاجتماعية أو أي مكان ونتفق على وقت محدد لجميع الاوقات ونبصق كلنا مرة واحدة على ما نريد تحقيقة أو لا نريد له التحقيق!! وسوف نرى هل نستطيع تحقيق مبتغانا بالبصاق على الجميع وعلى كل شيء وبدون تحديد إلا اللهم من نريد لهم البقاء في مواقعهم كما كانوا سابقاً؟

انها مهزلة الزمن الرديء في الضلع الرديء لأن ذلك سيجعلنا سنصطف مع الديناصورات الكبيرة أو الصغيرة التي  استخدمت وتستخدم  دائماً لمهمة البصاق.. وبالتالي تفلح بالنتيجة ليس باسقاطهم في مستنقع الرذيلة حتى لا تقام لهم قامة ولا مقام بينما هم ينجون من التلوث الذي خططوا لهم بسرية ومهارة فائقة التمويه..

                                                                                               8 / 10 / 2003



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلق الخليقة في زمن التشرذم والخواء
- لا منتمي بعد الضرورة .....!!
- الديون والتعويضات المفروضة على العراقيين الأبرياء موقف البعض ...
- اليكم حبي الأثقل من الدنيا
- هل يستطيع العراق أن يحكم نفسه؟ أم يبقى هكذا كما يقول بول بري ...
- هل استسلام هاشم سلطان مذلّ ومهين لشرفه العسكري؟ كيف سيشعر ال ...
- ما الهدف من تصرفات جماعة مقتدى الصدر منذ ظهوره بالمعارض بعد ...
- الاهمال أنجح علاج ضد النرجسية وخالف تعرف
- علي عقله عرسان الجميل ما زلنا أمام العلم والثقافة اقزام وأقز ...
- هل سيبقى نظام المختارية في العراق ساري المفعول؟ اليس الافضل ...
- سيدتي.. هذا الذي ترينهُ، معقول.....!
- اسس تشكيل الوزارات هل يجب ان يكون لكل طائفة او حزب أو عشيرة ...
- ليس الحل بمجيء قوات تركية أو غيرها ! العراقييون المخلصون هم ...
- الدولة والمجتمع المدني والديمقراطية
- الأخت بنت كركوك المحترمة والوزارة الجديدة
- بعض ملامح نشوء الحركة النقالبية العربية - سوريا
- الغاء الفتوى / ضرورة فصل الدين عن الدولة لايمكن الاستهانة بش ...
- الأزهر واصدار الفتاوي تحريض على الفتنة وعدم مدّ يد العون وال ...
- لكن.. من أجلي، من أجل الله، لا.. لا تصحو
- بعض ملامح نشوء الحركة النقابية العربية


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - التفنن في الزمن الرديء مافيا الثقافة ديناصورات لم ولن تنقرض..