أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - عندما يحاضر رئيس حكومة في مادة الرياضيات















المزيد.....

عندما يحاضر رئيس حكومة في مادة الرياضيات


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 616 - 2003 / 10 / 9 - 03:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



يوم الخميس 25 ايلول –الشهر الماضى لم يفاجا طلبة مدرسة سامسن ببناكوك  عندما كان زائرهم المحاضر هو رئيس الحكومة بنفسه تاكسين شانوترا( جنرال الشرطة الحاصل على شهادة الدكتواره في القانون الجنائى عام 1978 من جامعة ولاية سام هوستون في الولايات المتحدة) وهو يحاضر  مادة حرة  في الرياضيات  لمدة 40 دقيقة  وقد بادرهم بالسؤال عمن لايحب مادة الرياضيات واسباب ذلك ..  ولم يتردد بمصارحتهم انه  لايعرف الكثير في  الرياضيات لكنه كان راغبا بالتعلم عندما كان طالبا باذلا جهدا مميزا مع اقرانه انذاك.. وكشف لهم انه يرغب بالعمل  في التعليم حال انتهاء عمله كرئيس للحكومة.. وطلب من الطلاب جميعا عدم كره مادة الرياضيات  لانها العلم الذى يساعدهم على التفكير.. الطلبة من جانبهم ابدو اعجابهم وتقديرهم الجيد للمعلم تاكسين وتفاعلوا في حل مسالتين رياضيتتن  طرحهما عليهم المعلم  تاركا لهم الاستنتاج اخيرا بان الرياضيات جزء من الحياة .وعلق احد الطلاب  بانه شعر بان  المسالتين جعلتنا نفكر للوصول الى الحل بطرق مختلفة وانها تختلف عما يقرره لنا باقى المدرسين باختيار المسائل المثبتة في منهاج المادة فقط.
لم يقم الرجل بذلك ضمن حملة انتخابات مدروسة كما يحصل في الغرب  ولم يكن الرجل استاذا جامعيا او وزيرا للتعليم سابقا لكى نستنتج ان بعض اهتمامته مصدرها خلفيته المهنية بل امضى حياته العملية ضابط شرطة يحارب الجريمة وعلى راسها حلقات الجريمة المنظمة التى اوشكت على اغتياله قبل عامين حين وضعت قنابل تحت المقعد الذى سيجلس عليه في رحلة جوية داخلية لشمال تايلاند لكن السؤال الذى يطرح نفسه :

لماذا قام المعلم تاكسين بذلك؟؟

الجواب ببساطة هو الوقوف على الحقيقة ميدانيا .. ولأعطاء الطلبة الانطباع بان الحكومة ممثلة في رئيسها تولى قطاع التعليم اهميته الخاصة لان التعليم الجيد هو النهر العظيم الذى يرفد الدولة والشعب بحاجتهما من الاختصاصات في شتى مجالات الحياة والاهتمام بالجيل وهو على مقاعد الدراسة افضل بكثير من تشريعات لاحقة وحلول معقدة ومركبة  تطارده فيها عند انحرافه  فكريا او سلوكيا فيما لو كانت المهمة التعليمية باهتة وغير ذات جدوى .

 استعين بالمثال اعلاه  لاعلامكم انه  لم يسبق لوزير تعليم او وكيل وزارة او حتى مدير عام تربية قد زار مدرسة مهما كان نوعها  في العراق للوقوف على حالها الا في اعياد ميلاد صدام لكى يقطعوا كعكة الميلاد التى هى اعلى من ارتفاع السبورة... بل لجأوالى استحداث اسلوب بيرقرواطي بان تهيأ مجموعة المدارس المتقاربة في الرقعة الجغرافية اعداد الكعكة وحملها الى مقر مديرية التربية للاحتفال هناك والدعوة فقط لمن هم وهن في درجة عضو حزبي ، لان النظام البائد  في العراق لايهمه من قطاع التعليم الا عملية غسل الدماغ وذلك عن طريق تزوير الحقائق التاريخية والتربوية وحتى العلمية احيانا.

ان المهمة الاساسية التى تنتظر اي سلطة مهما كان نوعها في العراق هى اعادة بناء التعليم بناءا سليما قائما على توفير كافة مستلزماته ابتداءا من قطاع رياض الاطفال بلوغا بالتعليم الجامعى المنهار خلال حقبة الثلاثين عاما الماضية  ولابد ان يعطى هذا القطاع الاولوية التامة كما فعل الالمان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حين جلس رجال التربية والتعليم في بناء مدمر لكى يهندسوا اعادة بناء التعليم وفق النظرة الجديدة بعيدا عن الفكر النازي ..نعم الالمان قاموا بذلك وليس احد بديلا لهم في هذه المهمة الشاقة والضرورية التى ادركوا حجم اهميتها  والتى  سارت متوازية مع برامج البناء العمرانى والهيكلى للدولة الالمانية  فى كلا نصفى المانيا الغربى والشرقى . ولم تقم بذلك لجان مقيمة في الولايات المتحدة  او كتب يجري طبعها في بريطانيا  لمادة الرياضيات  والعلوم  كما تتدوال الاخبار عن لجان عراقية تحضر المناهج الدراسية  لمدارس العراق بعد ان فازت بكتل الاميركية بعقد  مليار دولار لاعادة اعمار المدارس ..نعم نحن مع الاعمار لكن لسنا بالضرورة مع مناهج مسبوكة في امريكا وبريطانيا تمجد العالم الغربى وحياته .. 
المطلوب ان يساهم كل رجال التربية العراقيين في هذه العملية بتقديم افكارهم واقتراحاتهم الجادة وتوثيق هذه الدراسات فقد حان الوقت للقيام بذلك وعليهم الكف عن مناظراتهم وطروحاتهم الانشائية التى تصل الى حد السذاجة احيانا على مواقع الانترنيت والتى لا تنبع الا من رؤوية حزبية  ضيقة . ولابد من تحديد الكثير من التسميات السليمة لتقديمها الى اجيالنا القادمة  ام سنترك اشخاص اخرين يحددون المسميات التاريخية لنا  وساضرب مثالا : مالذى ينبغى  ان نطلقه من تسمية على الاحداث التاريخية لكى تقدمه لطلاب المدارس في مادة التاريخ؟ ماهى التسمية المناسبة لاحداث 14 تموز 1958 و8 شباط 1963 و18 تشرين الثانى 1963 و17 تموز 1968 و2 أب 1990 و9 نيسان 2003؟؟ والتى يختلف في تسميتها حسب مفاهيم الاحزاب السياسية فمنهم من يطلق عليها ثورة ومنهم من يسميها انقلاب او ردة   وغزو واحتلال وتحرير؟؟ هل سنترك الاجيال تواجه الابهام والغموض  لفهم مدلولات الاحداث ؟؟ الم يحن الوقت للمفكرين العراقيين  من التجرد عن ذواتهم ,والكف عن الكتابة النابعة من  ضمن الايدلوجيات التى يؤمنون بها  والتفكير بتقديم الرؤية الصادقة والحلول التربوية السليمة للاجيال القدمة ام سيبقون يمضغون معاناتهم وتجارب احزابهم لحد الاجترار؟؟  وبدلا من التفرغ لاعداد مثل هذه البحوث خاصة لمن كانت لهم فرصة الاقامة  بظروف جيدة خارج العراق نجدهم لا يعملون  سوى تصفح مواقع الانترنيت وكتابة المقالات  السهلة المختلفة .
واعتقد انه الان وقت تقديم الاعمال لا الاقوال فقط وان على رجال التربية ان يؤسسوا موقعا لهم او منتدى او مجلة تربوية وان يناقشوا مسائل التعليم والنهوض به لا ان يبحث كل منهم عن منصب فقط او رئاسة لجنة او وفد وينبغى ان يقولوا كلمتهم الفصل لئلا يترك للسياسين ان يمنهجوا اجيالنا القادمة حسب هوياتهم السياسية.
انها دعوة جادة الى كافة التربويين من رجال العراق للنظر الى الاولويات وتقديم المفيد لان انتشال قطاع التعليم من محنته هى من واجب الجميع ومسؤولية الجميع لوجود العوامل المشتركة بين التربية المدرسية والاسرية.   

 



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس للعراقيين من رسائل المنتحرين
- كيف نساند المواقع العراقية وندعمها؟؟
- المسافة القصيرة بين مقتل آنا ليند وعقيلة الهاشمى
- اين الحقيقة في قضية لوكربي؟؟؟ قراءة هادئة لخطاب القذافي واسئ ...
- استراحة عددية مسلية لعشاق الكومبيوتر
- ائق الرئيس يعادل 150استاذ جامعي في في العراق!!
- العدد 500 من الحوار المتمدن
- لماذا يريدون العودة؟
- قناع الفرطوسى
- العلماء العراقيين –مقالة مهداة للكاتبة اميرة بت شموئيل
- سبعة قصص سطرية قصيرة جدا
- الوصايا السبعة
- الزهور
- خط الكسر
- احلام حمزة الحسن هي احلامنا جميعا
- اعتذار الحكومات عن اخطاء رعاياها
- عندما تقلب الحقائق راسا على عقب
- نهاية اللعبة الطويلة
- قضية التفتيش
- حقيقة القمم العربية


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام البغدادي - عندما يحاضر رئيس حكومة في مادة الرياضيات