أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - فضاءات بنكهة الالتباس :الرمزية والتجليات














المزيد.....

فضاءات بنكهة الالتباس :الرمزية والتجليات


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فضاءات بنكهة الالتباس :
الرمزية والتجليات


توحي صفة الالتباس بكل ما يرتبط بالغموض ، وتحيل هذه الأخيرة على التيه والضياع وارتباك محددات الإدراك أو بوصلة المسارات في أحسن الأحوال .
غالبا ما ترتبط صفة الالتباس بعوالم الظلام و العتمة والغرابة و العجائبية . وتنبري علاماتها الداكنة عندما يقف جواد العقل عند عقبة اللا منطق . .
تحضر عندما تفقد الأمور ألوانها أو مذاقاتها المعتادة أو المفترضة وتتحول إلى أشياء أو ذوات لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ،عندما يختلط الحابل بالنابل ، ويحضر منطق اللامنطق ،أو تتداخل الأنساق في بعضها البعض فتتضخم علامات الاستفهام مصحوبة بالتعجب معبرة عن مواقف الارتياب و الحيرة و الارتباك و التذبذب.

الالتباس : تمظهراته و مجالاته .

على مستوى الحياة اليومية في أدق تجلياتها تواجهنا الكثير من مظاهر الالتباس . تتخلل
علاقاتنا اليومية عبر الكثير من أبعادها . التباس في الأفكار و الآراء و المواقف و القيم والمشاعر والاتجاهات….
التباس في محددات التفاعلات البشرية كما نتغياها أو نتوقعها وفق ثوابت قيمية يبدو أنها دخلت عالم المتغير في غفلة منا . وأصبحت تتقاذفها تيارات عاتية قلما ترسو على بر أو شاطيء .




أسباب الالتباس :

قد تأتي صفة الالتباس بشكل طبيعي و تلقائي كنتيجة حتمية للعديد من العوامل.
وكأحد مظاهر الألغاز الطبيعية التي لم يتمكن بعد العقل البشري من فهمها .كأحد تمظهرات بياضات الفكر البشري التي لم يقدم عنها أجوبة حاسمة أو شافية للغليل ،
و بالتالي كتجليات لحقول معرفية تستلزم المزيد من البحث و الاستكشاف والتحليل.

-وقد تكون مفتعلة و متبناة كمنهجية مقصودة في حد ذاتها لبلوغ أهداف محددة سلفا.
لعبة مرمزة : متاهات داخل سرك الحياة ،يدرك الفاعلون الكبار بمفردهم ولوجياتها ومقاصدها . ويتحول الفاعلون العرضيون داخلها إلى كراكيز يتم تحريكهم من خلف الستار .
-و قد تكون نتيجة حتمية لأحداث كبرى بحجم الزلازل التاريخية ..لا بد أن تحدث رجة أو رجات في منظومة القيم والمعتقدات والاتجاهات ، مسبوقة بخليط لا بد أن يغلي و يتفاعل و يختلط قبل أن يستقر من جديد على أحد المسارات مخلفا فوضى ظاهرة
لا تخرج عن عالم الالتباس بغموضه و اضطرابه و ارتباكه كمرحلة انتقالية لا بد منها .

مجالات الالتباس : الدجل السياسي :

ولعل المجال المفضل لخاصية الالتباس هذه هو عالم السياسة في حلتها العالمثالثية بالدرجة الأولى . أو بالأحرى ما اصبح ينعت بالدجل السياسي . حيث تختفي القواعد الواضحة لصالح الأعراف اللامرئية ،و حيث يتلاقى المفهومان معا في اعتماد تقنيات الغموض و التعميم و الحربائية والزئبقية والمفاجأة و التعتيم والتهويل لبلوغ أهداف محددة سلفا ،يستفرد المتحكمون في آلياتها باحتكار محتوياتها و كذا نتائجها أو بالأحرى ريعها وامتيازاتها .
و بهذا يتماهى عالم السياسة السياسوية بعالم الدجل ، لدرجة أصبح يروج داخلها مصطلح الدجل السياسي نظرا لما يتخللها من ممارسات ذات طابع غرائبي أحيانا . يخرج عن التوقعات في الكثير من الأحيان .
لا تخرج السياسة الأمريكية في طبعتها البوشية عن هذا السياق ، وهي تحرك معاول الهدم للأخلاق
الدولية ومؤسساتها وقيمها بمسوغات تتماهى مع عوالم الدجل بسطحيتها وفجاجتها و ابتعادها عن منطق الأخلاق البشرية في حدها الأدنى . محدثة بذلك رجات سياسية وقيمية وأخلاقية في العلاقات الدولية وفي العلاقات ما بين الأمم والشعوب .

الالتباس : نتيجة نفسية لنسق تنشيئي غير منسجم :

من البديهي الأشارة إلى دور المحددات التربوية أو التنشيئية في تكوين شخصيات ملتبسة في اتجاهاتها النفسية ، غير واضحة المعالم سواء على المستوى الوجداني أو الفكري. متذبذبة من حيث التكوين النفسي في حد ذاته … وبالتالي لا تجد أدنى تلكؤ في التحول من هذا النسق إلى نقيضه في سرعة البرق . ولا تمتلك من القوة الداخلية ما يؤهلها للدفاع عن مواقف ثابتة بهذا القدر أو ذاك من التضحية والاستماتة .
ذلك أن السلوكات ذات الطابع الحربائي أو المرتبك أو المتذبذب بشكل عام لا يمكن أن تترعرع كقيم اجتماعية سائدة أو واسعة الانتشار إلا بين أحضان نفسيات غير متماسكة في بنياتها واتجاهاتها التكوينية نتيجة لنسق سسيو ثقافي يفتقد لمقومات التماسك والانسجام ولا يخلو بالتالي من تناقضات صارخة تضع حامليه الراشدين قبل اليافعين أمام محكات متتالية من الإحراج والتبرير والتسويغ للدفاع عن ذات مخنوقة بضبط اجتماعي قلما ينفلت من مستوى الضغط والإكراه . فاسحا المجال لمناورات دفاعية متكررة ومتواترة لدرجة تتحول معها إلى سلوك قار وثابت عوض أن تكون استثنائية وعرضية و عابرة .


خاتمة

مثلما ترمز الشمس للشفافية و للوضوح و الصفاء توحي العتمة بالغموض و الالتباس .
ولعل من المفارقات الصارخة في بلدان المفارقات هذه أن تحتل لعبة الغموض والالتباس مكانة هامة داخل الكثير من التفاعلات العلائقية لمجتمع تسطع شمسه الدافئة أو الساخنة أو الملتهبة على أرضه و بشره وكائناته الحية و منها البشر لمدة 300 يوم من أيام السنة .
هذا بدون أن تفلح في اقتلاع أسباب النتاءة العلائقية والأركيولوجية الثقافية ، علما بأن فعل الإضاءة و التدفئة غالبا ما يتوازى مع فعل التصفية والتطبيب والتطهير . هذا إذا انطلقنا من مسلمة كون الإنسان ابن بيئته ،و بأن للبيئة الطبيعية دورها في تحديد معالم شخصية الإنسان . وجزء من تفاعلاته العلائقية .
فإلى أي حد إذن تتمكن البيئة الطبيعية من تمطيط شفافيتها على العلاقات السياسية والإدارية والاجتماعية كي نخرج من دوامة التعتيم إلى دائرة الضوء بمميزاتها الغنية عن البرهان .

عائشة التاج



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب ،أية مشروعية ؟
- الإفتاء الغوغائي عبر علاقاتنا الاجتماعية
- من يحمي المواطن من عنف المؤسسات
- الشباب والقراءة
- بطالة الشباب الجامعي ،إلى أين
- حول آفة الخيانة الزوجية
- لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار
- سيدي مومن والوصم الإعلامي
- قراءة في رواية: حب في زمن الشظايا
- إلى روح المناضلة المغربية الأصيلة : حبيبة الزاهي
- الرعونة الملتبسة لشهريار عصري
- رعونة شهريار عصري
- .قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب
- كذب الصغار،كذب الكبار
- التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية
- لنحمي شمعة الأمل من رياح اليأس .
- رفيق الزمان الهارب
- ثقافة الاستعراض و التفاخر عبر حياتنا
- أحلام نازفة.
- ضحايا الهجرة السرية بالمغرب


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - فضاءات بنكهة الالتباس :الرمزية والتجليات