أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - من مهازل العراق الجديد........2-الحكومة التي علمت الشياطين كيف تغش الرب














المزيد.....

من مهازل العراق الجديد........2-الحكومة التي علمت الشياطين كيف تغش الرب


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 11:37
المحور: كتابات ساخرة
    


لي ولد اعتقد انه سيكون وزيرا على الاقل ذات يوم ,فحين كان اخاه الاصغر في الصف الثالث الابتدائي ,كان هو في السادس الابتدائي,وكان اخاه الصغير هذا يقرا له الترجمات والتايتلات في التلفزيون ,اما هو فكان يضحك بعد اخيه بحوالي خمس دقائق ,دقيقة بسبب فترة الترجمة ,واربع دقائق لفهم ان هذا الشيء الذي يقال له يثير الضحك,ولو انني اعتقد انه ما كان ليضحك لولا سماع اخوته يضحكون,فكان ضحكه تضامنيا..امميا على سر ابيه المسكين!
لكنه قد ينجح من السادس الابتدائي في هذا العام,لان الشيء الوحيد الذي لم ينفذ للطلبة هذا العام هو ان يقوم مراقبو الامتحانات بكتابة الاجوبة للطلبة بخط ايديهم ,لان بعضهم ليس لايجيد قراءة السؤال فحسب بل انه لا يجيد كتابة السؤال نفسه رسما مطابقا على الورق!
لم احزن كثيرا لانني وجدته مكملا بدرس واحد,لانني اعرف انه لم يذهب الى الامتحان في ذلك اليوم,حيث انني حين ايقظته للذهاب الى الامتحان ,قال لي متاففا:
اووووووه,هل كل يوم يجب ان اذهب للامتحان ,وحيث انني كنت قد استيقظت لتوي من النوم ولم يستعد تفكيري منطقيته بعدولازال في مرحلة البلاهة الشعرية,وجدت ان رده يشبه الشعر من نواح كثيرة,فتضامنت معه وقلت :
انت على حق يا ولدي ,هيا عد للنوم!
الحقيقة انني بعد خروجي من النوبة الشعرية الى النوبة المنطقية تاسفت كثيرا على تصرفي اللامبالي,ولكنني كالعادة في احتقاري للندم بررت ذلك لنفسي بان الله ربما اراد لهذا العبقري خيرا وتركت الامر على الله (اقراها كما ينطقها وديع الصافي رجاءا..هكذا ...على الله)
ظل شيء من الحزن في داخلي وشعور بتانيب الضمير كلما رايته,وكان حين يعيره اخوه بالرسوب في درس الدين البسيط
يرد :سانجح في الدين وابو الدين ,ولكن ابي هو الذي قال لي ليس مهما ان تذهب للامتحان!
ادركت ان هذا الولد بالاضافة لغبائه فهو مجرم حقير يخطط سرا لقطع رقبتي,فتوسلت اليه ان يجيب عمن يساله باي الدروس هو مكمل ؟ان يجيب : بالانكليزي ! ويشتم معها الانكليز والاحتلال والاستعمار......
بعد ايام جاءني زميل لي في الوظيفة غاضبا وهو يشتم الحكومة والبلد واليوم الاسود الذي استحصل فيه على شهادة الجنسية ..
هدات من روعه,وبعد الهدوء وفنجان شاي روى لي الاسطورة التالية:
كانت ابنته قد اكملت كلية القانون والسياسة(يعني الحقوق)وظل يستفسر عن الطرق لتوظيفها ,حتى صادفه ابن حلال عراقي مؤصل فشرح له ان الوزارات والدرجات الوظيفية الشاغرة فيها موزعة على اعضاء مجلس المحافظة وبحسب المحاصصة الطائفية للوزارات,فمن اي ملة انت ؟
قلت له :انني من المواطنين الكرام الذين يتوسل اليهم اكبر راس في التلفزيون !
في الحقيقة اجابني بصوت من فمه لا اريد ان اصفه و قد اعتدت سماعه من اخرين ولكن مشكلته انه لا يكتب والا فما يمنعني من كتمانه! اهو صفقة شبكات النقال مثلا؟
بعد امتصاصي لصدمة الصوت ,روى لي ما يلي وهو حي يرزق ويقرا يوميا هذا الموقع!
فتح فمه وقال :
اتعرف ..فلان ؟
قلت :نعم
قال :اتدري ماهي مهنته ؟
قلت :هو طالب في الحقوق
قال:نعم وانا اعرف ذلك ايضا ,ولكنه الان موظف على الملاك الدائم في الشعبة القانونية بدائرة ال....
قلت له:انت تمزح معي ,اليس كذلك ؟
قال :لا لا والله يا اخي .فالوزارة المقصودة من حصة ال...وعضوة مجلس المحا فظة هي التي تملك العناوين الوظيفية الشاغرة فيها بحكم انتمائها لنفس الكيان الذي تتملكه الوزارة وحين رات الولد التلميذ عينته بصفة حقوقي خريج حقوق على ان يجلب وثيقته بعد التخرج!
الحقيقة انني في اول الامر تالمت كثيراولكن بعد عودتي للبيت ورؤيتي لولدي الجهبذ وهويلعب بطيوره فرحت كثيرا لاطمئناني على مستقبل ولدي

في اليوم التالي اخذت ولدي الجهبذ مع كافة وثائقه الثبوتية بما فيها درجات رسوبه لثلاث سنين متواليلت,الى وزارة التعليم العالي ,وقدمت له طلب تعيين كاستاذ فلسفة بالجامعة ,لم تعترض موظفة التسجيل حين رات تعهدا خطيا من ولدي بانه سيقدم وثيقة حصوله على الدكتوراه بعد خمسين عاما من تعيينه
وخرجت وولدي الجهبذ وانا قلق من شيء واحد :
ترى باي وجه ساقابل ربي وانا اعلم ان ولدي لن يحصل على شهادة الدكتوراه حتى بعد خمسين عاما من تقاعده؟؟
ولكن ..كل الدعاوى تسقط عند الوفاة,وما من عراقي بعد ذلك الوقت سيبلغ الخمسين!....



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مهب النسيان
- ليس ردا على احد...الحزب الشيوعي العراقي لم يعد ممثلا لقوى ال ...
- الفاطميات الاخيرة....ثلاث قصائد
- قطعة الجبن المليئة بالثقوب......مذكرات قيادات الحزب الشيوعي ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ابراهيم البهرزي - من مهازل العراق الجديد........2-الحكومة التي علمت الشياطين كيف تغش الرب