أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل حاجي نائف - ألف باء النظام والسلطة - نظرة موجزة لدور ووظيفة الديمقراطية في أنظمة الحكم (1)















المزيد.....

ألف باء النظام والسلطة - نظرة موجزة لدور ووظيفة الديمقراطية في أنظمة الحكم (1)


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 2013 - 2007 / 8 / 20 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرة موجزة لدور ووظيفة الديمقراطية في أنظمة الحكم

إن المهام الأساسية لقيادة أي جماعة أكانت خلايا جسم أو مجموعة كائنات حية تعيش حياة جماعية , أو أسرة , أو قبيلة , أو دولة هي :
1 – إدارة أمور المعيشة للجماعة من مأوى وطعام وكافة مستلزمات المعيشة , والتعامل مع البيئة .
2 – حل التناقضات أو التضاربات بالدوافع والأهداف والصراعات التي تنشأ بين الأفراد أو الجماعات , وتنظيم العلاقات بينهم .
3 –الدفاع والحماية للجماعة من كل الأخطار الخارجية .
وفي كل جماعة بشرية تعيش معاً , مهما كان عددها , المهم التالي :
الأفكار والعقائد والدساتير والقوانين الموجودة
المصالح والأهداف للأفراد أو الجماعات .
القدرة على الرعاية وتأدية الأعمال والخدمات وإدارة الأمور المعيشية للجماعة .
القدرة على الحماية والدفاع عن الجماعة .
البنيات التحتية لأي نظام حكم وأسس أي حكم
أولاً يأتي المقدس أو العقائد والأديان ( الأخلاق والقيم المعتمدة من قبل الغالبية ) , والعادات والتقاليد والأعراف , والتشريعات والقوانين والدساتير الموجودة . وهم الأساس لأي طريقة أو نظام حكم , فالشعب أو الأفراد لا يستطيعوا أن يحكموا كما يحلو لهم وإن حكموا فسوف يجابهوا بهذه الأسس . فالأفكار الموجودة ( أو المتوارثة اجتماعياً ) هي أهم العوامل التي تتحكم في أي نظام قيادة أو حكم .
ثانياً طبيعة وخصائص الأفراد ( الفردية والجماعية ) النفسية والثقافية والمادية ودوافعهم وقوتهم .
ثالثاً طبيعة بلادهم وخصائصها المادية والجغرافية , والإمكانيات المتاحة لهم , وللشعوب المجاورة تأثيراتها الكبيرة .
رابعاً البنيات والمؤسسات الاجتماعية الموجودة , والتي كانت قد تشكلت سابقاً نتيجة الأوضاع والظروف .
فالمقدس والعقائد والتشريعات ( بالإضافة طبعاً لخصائص الأفراد ودوافعهم ) , هم الأساس الذي يحدد ويوجه أي نظام حكم . فيجب أن تسعى هذه الأسس لتحقيق المساواة والعدالة والحرية لكافة الأفراد , وتضبط العلاقات بينهم لتحقيق ذلك .
إن نظام الحكم لدى أي جماعة أو شعب في حالة تطور سريعة أو بطيئة , والديمقراطية نشأت خلال تطور أنظمة الحكم وطرق اختيار الحكام والحكم . وكان كل نظام جديد للحكم يتفاعل مع الأوضاع الموجودة , وكذلك أنظمة الحكم السابق تؤثر به وتتفاعل معه .
وهذا بمثابة صيرورة لتطور إدارة المجتمعات البشرية , تتقدم فيها كفاءة أنظمة الحكم في مجال تحقيق تكيف أفضل الأفراد مع بعضهم ومع المؤسسات التي تنشأ نتيجة الحياة الاجتماعية , وكذلك تحقيق تكيف أفضل للمجتمعات البشرية مع بعضها ومع الواقع .
إن غالبية المفكرين ( الآن ) تعتبر أن الأسس اللازمة لأي شكل حكم مهما كان ليكون صالح ومفيد للأفراد وللمجتمع ككل بكافة مؤسساته هي :
أولاً : وجود تشريعات (أو عقائد) وأنظمة وقوانين أو دساتير مناسبة يتم العمل بموجبها , و وجود سلطة تقوم بالتشريع لما يحصل من مستجدات لا يوجد لها تشريعات .
ثانياً : وجود سلطة أو حكومة تقوم بتنفيذ التشريعات والقوانين والإشراف على التنفيذ .
ثالثاً : وجود سلطة قضائية تراقب وتحاسب الهيئتين السابقتين , وتخضع للسلطة التشريعية في نفس الوقت
رابعاً : وجود المؤسسات الصحافية والإعلامية ترصد وتلاحظ وتنشر بشفافية وصدق ما يحصل في الهيأت الثالثة , وتخضع للسلطة التشريعية في نفس الوقت .
ويجب أن يحدث تفاعل وتأثير متبادل بين هذه السلطات أو الهيأت بحيث يتم إجراء التصحيحات المناسبة والتكيف مع الأوضاع بأسرع وقت وبأقل خسائر . وتوفر هذه الأسس في أي نظام حكم أكان ملكي أم جمهوري أم اشتراكي يجعله ناجح ويحقق النمو والتطور للأفراد وللمجتمع ( أو الدولة ) .
وإن أي خلل في أحدى هذه الهيأت وعدم عملها بشكل صحيح حسب المطلوب منها , يمكن أن يؤدي إلى أن يصبح نظام الحكم غير صالح لتأدية مهامه بشكل يحقق المطلوب الذي هو نمو ورفاهية الأفراد واستمرار ونمو وتطور الدولة بكافة مؤسساتها .
السُلطة؟
أبسط تعريف للسلطة هو أنها "قدرة الفرد أو الجماعة على التأثير في سلوك الآخرين ، برضا الآخرين أو رغمًا عنهم " .
تشير الموسوعة الفلسفيّة إلى أنّ السلطة (Autorité,Authority)، » مفهوم يشير إلى النفوذ المعترف به لفرد أو نسق من وجهات النظر أو لتنظيم مستمدّ من خصائص معيّنة أو خدمات معيّنة مؤدّاة .
وقد تكون السلطة , سياسيّة أو أخلاقيّة أو علميّة , و ينضوي تحت هذا المفهوم عدة أنواع من السلطات:
1 ـ السلطة النفسيّة: و هي ما يطلق عليها اسم السلطان الشخصي ، و التي تتمثّل في قدرة الإنسان على فرض إرادته على الآخرين ، نظراً لقوّة شخصيته و شجاعته، و قدراته العقليّة المتفوّقة .
2 - سلطة الأب أو سلطة الأم على أولادهم , سلطة رئيس العشيرة , . . .
3 ـ السلطة الدينيّة أو العقائدية : و هي مستمَدّة من الوحي الذي أنزله الله على أنبيائه، و من سنن الرسل ، أومن المقدس أو غيرها من العقائد .
4 ـ سلطة البنيات الاجتماعيّة كالسلطة السياسيّة و القوانين والدساتير والتشريعات والأعراف والتقاليد وغيرها .
وفي أي نظام اجتماعي لا بد من وجود سلطة أو سلطات عليا مسؤولة عن كافة الأمور العامة , حتى تتمكن المجموعة من القيام بعمل مشترك ، وهذه السلطة تسمى السلطة السياسية ويمكن تعريفها على أنها مجموعة العمليات والأدوار الاجتماعية التي بواسطتها يمكن اتخاذ القرارات الجماعية وتنفيذها.
فالسلطة هي وسيلة تحكم وهي قوة , وكل سلطة تستمد قوها من بعض الأمور التالية :
1ً – المقدس الفكري الموروث , أو العقائد أو التشريعات والأعراف , أو الدساتير والقوانين الموضوعة مسبقاً.
2ً – القوة المادية أو العسكرية . أو بالوراثة ( الملك والأمير .... )
3ً – القوة الاقتصادية والأغراء بالمال والجاه , والقوة السياسية المؤلفة من قوى متعددة .
4ً – قوة الفكر والإعلام والصحافة .
والسلطة يمكن توظيفها لتحقيق الكثير من الأمور أو الأهداف أو المكاسب إن كانت شخصية أو لمجموعة أفراد معين أو لكافة الأفراد , السلطة والإدارة ضرورية في تسيير الأمور الجماعة ، ولكن السلطة عوضا عن أن تكون خدمة للناس قد تتحول إلى تسلط بخروجها عن قواعد العمل الجماعي . لذا يجب أن تحدد المسؤولية بشكل واضح في نظام داخلي كي لا يختلط الحابل بالنابل وتميل الأمور إلى صراع على السلطة وتفتح الأبواب أمام الحيل والمناورات الهدامة . فالسلطة هي بمثابة تفويض من أعضاء الجماعة تعطى إلى الإداريين لتسيير الأمور بأفضل ما يمكن حسب تطلعات الأولين . لكن حين تنفصل الإدارة عن قاعدتها وتتحرك دون أي اعتبار لها، تتجه بذلك إلى منزلق خطير قد يطيح بالجماعة ككيان جماعي.
وقد اعتقد مونتيسكيو بأن كبح السلطة لما فيه صالح الحريّة ، هو ما يوجب أن توازِن السلطات الثلاث المفصولة عن بعضها بعضاً . هكذا ينبغي ألاّ يمارس السلطة التنفيذيّة أعضاءُ السلطة التشريعيّة، بل أن تودع في عهدة الملك الذي يكون قابلاً للعزل إذا ما أتى أعمالا تتجاوز سلطاته Ultra Vires (والتصوّر هذا لم يصبح أمراً واقعاً إلاّ، ومع بعض التحوير، لدى إنشاء منصب رئيس الجمهوريّة في ظلّ الدستور الأمير كي).
وفي مقولته المشهورة "السلطة توقف طغيان السلطة" ومقولته "كل من له سلطة يميل إلى إساءة استعمال السلطة " رسم (مونتيسكيو) نظريته في السلطات، والتي جاءت بعد دراسته لأكثر من شكل من أشكال الأنظمة التي كانت تحكم في عصره، وأعتبر بها أن بناء النظام السياسي المتوازن يقوم على مبدأ السلطات التي تمارس الرقابة المتبادلة فيما بينها لتشكل بذلك حماية للنظام السياسي وضمان استمرارية هذا النظام من خلال توزيع واضح لاختصاص كل سلطة من السلطات الثلاث – التشريعية – والتنفيذية - والقضائية .




#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هذا الرواج والاهتمام بالديمقراطية (2)
- لماذا هذا الرواج والاهتمام بالديمقراطية (1)
- لماذا هذا الرواج والاهتمام بالديمقراطية (3)
- كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (1)
- كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (2)
- كيف يعامل الدماغ مؤثرات الاختيار والمفاضلة (3)
- الألم مشكلة الإنسان الأولى (2)
- الألم مشكلة الإنسان الأولى (1)
- لمحة عن بنية الجهازالعصبي
- قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (3)
- قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (4)
- قوة الأفكار . كيف يؤثرفينا المستقبل (2)
- قوة الأفكار . كيف يؤثر في المستقبل (1)
- الكذب . لماذا يكذب الإنسان (2)
- الكذب . لماذا يكذب الإنسان (1)
- ملاحظات على آليات عمل دماغنا
- بحث في السببية (3)
- بحث في السببية (2 )
- بحث في السببية (1 )
- تشريح المشاعر


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل حاجي نائف - ألف باء النظام والسلطة - نظرة موجزة لدور ووظيفة الديمقراطية في أنظمة الحكم (1)