أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خطوة حاسمة















المزيد.....

خطوة حاسمة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يشك احد ان العملية السياسية العراقية دخلت مرحلة خطيرة سواء بإنسحاب عدد من مكونات الحكومة او بتراكم الاستحقاقات التي تعطل تنفيذها بسبب تشرذم القوى السياسية، هذا فضلا عن تردي الاوضاع الامنية والخدمية، وقد اتضح خلال الاشهر الماضية ان تركيبة الحكومة بحد ذاتها اصبحت تقف عائقا في وجه انجاز الاستحقاقات بالاضافة الى غياب الافق الستراتيجي الموحد الذي يمكن ان يشكل خارطة طريق لخروج العراق مما هو فيه.
قيل اكثر من مرة ان النوايا الطيبة بحد ذاتها لا تكفي، لذلك كانت مرحلة الشراكة في حكومة الوحدة الوطنية وفق التركيبة التي دخلت فيها القوى السياسية الى الانتخابات، مرحلة مريرة لا بد من الخروج منها بصيغة جديدة، صيغة تسمح بالتفرقة بين فئتين سياسيتين، الاولى تدعم عملية التغيير التي شهدها العراق وتواظب على تكريس الخطوات التي تم انجازها في العملية السياسية وتريد تطويرها، وكذلك تتمسك بالدستور وبالنظام الديمقراطي الاتحادي والاهم تريد مواصلة البناء العراقي وفق الصيغة التي اقرت ودعمت شعبيا، في حين تتمثل الفئة الاخرى بكل القوى التي لا تملك قانعة كافية وواضحة بما انجز في البناء السياسي، وقد جاء الاتفاق على تكوين جبهة المعتدلين في هذا السياق ليكون الخطوة الحاسمة في عملية الفصل بين الاتجاهين او الفئتين، ومن قراءة بنود الاتفاقية يتضح ان قادة التنظيمات السياسية الاربعة، الحزبين الكرديين والدعوة والمجلس الاعلى، يعرفون ان ما الوضع في العراق هو مزيد من الوضوح المبدئي، ولذلك كانت اولى الفقرات تنص على التكاتف والتعاون لإنجاح العملية السياسية بدون تجزئة، وكذلك الالتزام بأسس النظام الديمقراطي الاتحادي، والمشاركة الحقيقية في السلطة وتحمل المسؤولية، ومن ابرز النقاط التي نصت عليها الاتفاقية، هي توحيد الموقف الوطني في التعامل الاقليمي والدولي، ومجموع هذه النقاط تؤدي الى فهم مشترك يهدف الى بناء دولة، في مقابل فهم مشوش وفوضوي لا يعرف ما يريد بالضبط و همه الوحيد افشال كل شيء حتى ولو كان على حساب الشعب العراقي، وما ذلك الا لإبطال المفاهيم السياسية التي اعتمدت في العراق بعد صدام، والعودة الى دولة الرجل الواحد الذي يمسك بالسلطة لوحده بشتى الحجج والاعذار، بلا دستور ولا عملية سياسية وبدون تداول سلمي للسلطة.
لقد حاولت بعض القوى السياسية افشال العملية السياسية بهدف احراج القوى التي دعمت الاطاحة بصدام، ووضعها في حالة مواجهة مع الولايات المتحدة، وتصورت انها بتجميد عملها في مؤسسات السلطة ستشل الدولة وتدفع من بقي في العملية السياسية الى اتخاذ قرارات يائسة، ولم تصدق حالة الحوار التي تجري منذ اسابيع لبناء تحالف سياسي ستراتيجي موحد قادر على تحديد ثوابت معتمدة في العمل، وقد احسنت القوى السياسية الاربع عندما لم تنتظر طويلا في اعلان تحالفها، ليأتي كرد على كل الذين توقعوا انهيار العملية السياسية مع انسحاب من انسحب، وتوقعوا ان الولايات المتحدة والقوى العراقية التي تواصل التزامها بالعملية السياسية سيجثون على ركبهم متوسلين بهذه القوى والتنظيمات لتبقى في الحكومة والعملية السياسية.
لقد جاءت الاتفاقية شديدة الوضوح وهي تعلن تمسكها ببناء ودعم القوات العراقية والخطة الامنية وكذلك اعتماد موقف موحد من وجود القوات الاجنبية، فهذه القضايا تم التعامل معها بانتهازية من بعض القوى السياسية حيث تتغير المواقف بتغير قنوات التصريح او جهات اللقاء، فهناك من يرفع عقيرته ليل نهار مطالبا بخروج (المحتل ) وعندما يلتقي بـ (المحتل) يتحدث بخطاب آخر، خطاب يريد الوصول الى مشتركات مع هذا (المحتل) يشكل بها شراكة معه ضد بقية المكونات والقوى العراقية.
ولعل الاصرار على وحدة الموقف العراقي من العلاقات الدولية والاقليمية افضل تشخيص لحالة الخلل التي تصيب علاقة العراق الشائكة مع جيرانه، لأن تأزم هذه العلاقة يعود في جزء مهم منه الى تشرذم الاراء العراقية الحكومية، حيث عمد كل طرف الى نقل تصوراته الخاصة الى دول الاقليم وعبر عن مصالحه الفئوية او الحزبية على انها مصالح الدولة العراقية، بطريقة حرض فيها دول الجوار ضد المشروع السياسي العراقي واعطى مشروعية وتبريرا لتدخل تلك الدول والعبث بأمن العراق.
منذ اللحظة الاولى للإعلان عن الاتفاقية بين الاحزاب الاربعة، شرعت بعض وسائل الاعلام بتصنيفها على انها كردية_ شيعية، وكأن هؤلاء ليسوا ساسة عراقيين لهم الحق في الحراك السياسي وبناء المواقف والجبهات مثلما تفعل بقية القوى السياسية العراقية، وتنسى من يطلق تلك الصفات ان القوى الاربع بذلت جهدها لإقناع الحزب الاسلامي العراقي بالانضمام اليها لأنها تشعر بقربه منها وقدرته على التفاهم معها، ولإيمانها بأنه حزب له ستراتيجية قريبة منها ورفض الحزب الاسلامي جاء نتيجة اسباب يعرفها الجميع ونكتفي بالتذكير بما حدث عندما ايد الحزب الاسلامي مسودة الدستور لتنكشف حقيقة الاسباب التي حالت دون اضمامه الى جبهة المعتدلين، ولعل في تهنئة الامين العام للحزب، الدكتور طارق الهاشمي للرئيس طالباني خير دليل على حقيقة موقف الحزب الاسلامي ومضمون التهنئة يكشف عن عمق الرغبة في تأييد هذه الجبهة الجديدة.
على الذين يوجهون النقد الى القوى التي اسست الجبهة ان يتذكروا ان هذه القوى فعلت كل شيء لإنجاح الشراكة الواسعة في حكم العراق، واذا كان هناك من يفكر بأنه همش او اقصي فعليه ان يحاسب نفسه اولا على الاسلوب الفوضوي الذي انتهجه في العمل السياسي وما قاد اليه من احتقانات وخسائر، وعموما فقد اكدت القيادات الارع ان الجبهة مفتوحة امام الجميع بشرط وحيد وواضح، هو التمسك ببنودها فبدون هذه البنود تفق الجبهة مبرر وجودها.
لا نريد التسرع في الحكم على فعالية هذه الجبهة الا انها جاءت في الوقت المناسب لتعيد ترتيب الاوراق السياسية العراقية، ولتثبت القوى الداعمة للعراق الجديد انها مازالت تملك زمام المبادرة، وانها قادرة على حلحلة الاوضاع.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة..مفاهيم متعددة
- توطين الفلسفة
- ادارة المعرفة( قراءة في الاضحوية لابن سينا )
- الاداء الضعيف
- المالكي.. حكومة وأزمة
- مهمة عاجلة
- جبهة التوافق..المواقف المتأرجحة
- تصريحات ليست عابرة
- قانون النفط..صفقات اللحظة الأخيرة
- نقد النص القديم - بنية التورية والسرد الحكائي
- السعودية هدف أيضا
- جدل امريكي
- سرديات الاختلاف/ بابل :صراع اللغات
- منهج المقاطعة
- الجماعة المقدسة
- الحلقات المنسية في العراق
- المالكي ليس هو المشكلة
- السلطة الأنثوية
- احتكار ثقافي
- فوضى السلاح


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خطوة حاسمة