أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنيس محمد صالح - حوار الأديان والحضارات أم حوار بين العلم الحضاري والجهل المتقع!!!















المزيد.....

حوار الأديان والحضارات أم حوار بين العلم الحضاري والجهل المتقع!!!


أنيس محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 07:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وبحكم أننا نتكلم اليوم عن حوار الأديان والحضارات... دعونا ننظر نظرة متفحصة إلى كيف يعيش أهل الكتاب من اليهود والنصارى من اُمة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) اليوم...
نأخد مثلا في أوروبا وأمريكا، وبالمقارنة مع ما نعيشه نحن!!! (مع أنه لا توجد مقارنة):
حيث لا نجد عندهم اليوم ما نجده عندنا من فاقة وفقر ومرض وأوبئة متفشية وجهل وتخلف وفساد كبير... وقهر ومظالم وتعسف وإذلال للبشر وملاحقاتهم بسبب آرائهم ومعتقداتهم... وفوق كل ذلك نجد عندهم جميع أشكال حقوق الانسان (كبشر له قيمة) ويستطيع المجتمع لديهم أن يعبرعن آرائه تحت مسميات حرية الرأي والرأي الآخر بنظام شوروي (ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الانسان) وهم يضعون نصب أعينهم وأولوياتهم مصالح شعوبهم والرعية فيها بالدرجه الاولى... وهذا هو روح ونص ومضمون وجوهر الإسلام في القرآن الكريم.
وهذا الوصف أعلاه ليس خافيا على أحد... وهو ما لا نجده عندنا... بحيث ان مصالح (اصحاب الجلالة والسمو الملوك العظماء) والحكام العرب ومصالح اسرهم وبطانتهم وحاشياتهم هي فوق مصالح شعوبهم!!!
ونجد ان ما يوجد فى بلاد اليهود والنصارى اليوم من جميع أشكال وصنوف الرعاية الإجتماعية والاهتمام بشعوبهم (الرعية) ما لا نجده (للأسف الشديد) عندنا... ونحن ندعي الإسلام!!!
وتستطيع جميع مؤسسات المجتمع المدني عندهم أن تطال كبيرهم قبل صغيرهم عن طريق القضاء والقانون المستقل والذي لا يتبع ملكا أو حاكما (كما هو الحال عندنا) والمطبق على الجميع بالتساوي...
ونجد عندهم من السلوكيات والمعاملات ما لا نجده عندنا... من تعاون وتراحم وإبراز للكفاءات والمواهب والقدرات... والإستفادة مما سخر الله جل جلاله لنا من عقول لخدمة البشرية والإنسانية...
والشريعة الاسلامية تحدد في مضمونها وجوهرها أساليب وطرق المعاملة اليومية كالأمانة والصدق والعدل والإقساط والإخلاص في آداء الواجبات ودرجات العلم (علوم الله في السماوات والأرض) والالتزام والانضباط والنزاهة والتواضع والشورى... الخ، بحيث تؤدي كل تلك السلوكيات والمعاملات بالضرورة إلى تطور المجتمعات وتقدمها في شتى المجالات والعلوم (وهذا ما نجده عندهم ولا نجده عندنا)... وهي تفرز بالضرورة مجتمعات حضارية صحيحة متعافية...
ولا يخفى على أحد أنهم وصلوا إلى درجات علمية متطورة بحيث أصبحوا هم من يصنعون لنا محطات ومولدات الكهرباء لتضيء منازلنا وشوارعنا وحتى نتمكن من شُرب مياه نظيفة، والطائرة والسفينة والقطار والسيارة لنركبها.. وأصبحوا هم من يزرعون لنا القمح والشعير والأرز والسكر لنأكله... وأصبحوا هم من يقدمون لنا الهبات والإغاثة والمساعدات وإلى الدول العربية والإسلامية الفقيرة (والتي تميزت دائما بالفقر والتخلُف والمرض!!!) بديلا عمن يدَعون بأنهم حكامٌ مسلمون أموالهم تدور في بنوك اليهود والنصارى (أموالهم وحاشياتهم وبطاناتهم) والتي هي أموال المسلمين المسلوبة والمنهوبة من الشعوب!!!
ولا يخفى على أحد أن بلاد العرب والمسلمين اليوم... أعتقد حكامها بأنها أراض تابعة لهم... وكأنها ليست أرض الله الواسعة للبشر من خلق الله جميعا.. بحيث أغلقت الحدود الوهمية المفتعلة... ووضعت العراقيل والحواجز فى وجه العرب والمسلمين... كدول منفصلة... مجزأة... إلى دويلات لا يستطيع المواطن العربي والمسلم التنقل بين البلدان العربية... نتيجة تلك الحواجز والعراقيل التي فرضها الحكام العرب (جزأها الحكام خوفا على أنفسهم وعلى عروشهم واُسرهم وبطانتهم وحاشياتهم)!!! ومصرح بدخول تلك البلدان لمن يسمونهم بالكفار والمشركين من اليهود والنصارى دون قيود أو حواجز او عراقيل أو شروط... وهم السادة المعززون المكرمون عندهم!!! ويحرص الحكام العرب على توفير كل وسائل الحماية لهؤلاء.. ممن يسمونهم بالكافرين المشركين الأجانب لأنهم رعايا مهمون...
(كرعايا مهمين لهم قيمة لدى شعوبهم وحكامهم) ولا يتم التفريط بهم كما يحدث عندنا (حيث لا يتم التفريط عندنا بالحكام وبطاناتهم وحاشياتهم فقط في الداخل والخارج... أما المواطنون من عامة الناس فحدث ولا حرج)!!!
ناهيك عن الدول العربية والإسلامية والتى تتقاتل مع بعضها البعض بأوامر الحكام... ولا نجد ذلك بين أهل الكتاب من اليهود والنصارى اليوم... والذين نصفهم بأنهم مشركون وكفار!!!
وعند زيارتنا لبلدانهم نجد ان الإسلام الحقيقي موجود عندهم... سلوكا ونظافة وحضارة... وتجد أنهم وضعوا مصالح شعوبهم فوق مصالح حكامهم الضيقة... (إحتراما لأنفسهم وتقديرا لشعوبهم).. وهذا ما ينادي به دين الإسلام!!!
وما تجده عندنا (للأسف الشديد) هو وجود ما يسمى ويدعى بالإسلام مع عدم وجود مسلمين (إلا من رحم الله).

لقد تمكن أهل الكتاب من اليهود والنصارى من الوصول إلى مستويات متقدمة جدا في جميع أنواع التقنيات الحديثة والمتطورة... وهم يقدمونها لنا لنشتريها ونستهلكها... وأعتمدوا أصل كل الرسالات القائمة على العلم، بحيث وصلنا نحن إلى مستويات متدنية هابطة وإلى الحضيض... بإلغاء كل أسباب النمو والتطور من خلال الإلغاء للعقل والمنطق والتدبر والتفكُر والعلم... وألغينا القرآن الكريم كأصل للعلوم والتشريعات... والإساءة والتجهيل لأمة الإسلام، بأن أدعينا بأن رسول الأُمة الصادق الأمين بأنه كان جاهلا لا يقرأ ولا يكتب... بتحريف كلمة (الرسول الأُمي) المرسل إلى كل الاُمم... على انه كان جاهلا للقراءة والكتابة!!! بحيث أصبح مثلا يحتذى به للاُمة كأسوة وقدوة حسنة كوننا جهلناه!!! واضحة تماما من خلال سلوكاتنا اليومية.. وتحولنا إلى جهلة مستهلكين.. وأحزاب وجماعات وشيع وطوائف ومذاهب متنافرة تكفر بعضها البعض بإسم الدين... (والدين بريء منهم يخاف رب العالمين)...
وعلى سبيل المثال... طائفة تطلق على نفسها جماعة المسلمين السنيين!!! وطائفة أخرى تطلق على نفسها جماعة المسلمين الشيعة!!! وجماعة الإثني عشر!!! وجماعة الأخوان المسلمين!!! وجماعة الخامسة والعشرين!!! وجماعة الأربعين!!! وجماعة أنصار السنة!!! وطائفة أخرى تطلق على نفسها بأصحاب السلف الصالح!!! وأخرى علوية!!! وأخرى سلفية!!! وأخرى مذهبية صوفية!!! وأخرى حنبلية!!! وأخرى وهابية!!! وأخرى زيدية!!! وأخرى شافعية!!! وأخرى مالكية!!! وأخرى أباضية... الخ، وحدث ولا حرج!!! وجميعهم معتقدون أنهم على الصراط المستقيم!!! وهي نتيجة طبيعية إلى ما وصل إليه مستوى الجهل الكبير المستشري عندنا!!! ويجري ويسري في عروق الأمة!!!
وكلها إجتهادات وإشراك مع الله جل جلاله وتفرقة بين المسلمين.. خرجت في معظمها عن المنهج الإسلامي الصحيح القائم على التوحيد لله والإسلام لوجه لله وحده لا شريك له جل جلاله والإستعانة والإعتماد والتوكُل على الله وحده لا شريك له...
بأن تحول المسلمون إلى احزاب وجماعات وطوائف وشيَع ومذاهب تتبع من خلالها ما تعتقده يقربها إلى الله زلفا؟؟؟
لقد نسي المسلمون اليوم.. ما يوحدهم جميعا على كلمة واحدة سواء.. بان يسلموا وجوههم لله وحده لا شريك له.. وإتباع كتاب الله جل جلاله (القرآن الكريم وبداخله الفرقان الكريم) ليكون للعالمين نذيرا.. كما أمرنا الله عز وجل.. وفرط المسلمون اليوم بالكتاب (القرآن الكريم) الذي هو أصل التشريعات جميعا... وأصبحوا مختلفين في الطرائق والحجج والتشريعات والأساليب والأسباب التي أتبَعها الرسل والأنبياء والخلفاء الراشدون والسابقون من الأولياء الصالحين ممن (أجتهدوا واختلفوا فى التفسيرات.. وأجمعوا جميعهم على التوحيد وأسلموا وجوههم لله وحده لا شريك له)!!! وأتبعنا اليوم كثيرا من الإجتهاد البشري والبدع!!! والمكايدات!!! ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم!!! لخروجهم عن منهج الله جل جلاله!!! وإتباعهم الشيطان (والعياذ بالله)!!! وما يفرق بين الناس وبين المرء وزوجه!!!

والمصيبة العظمى.. عندما تسأل البعض من أصحاب تلكم الجماعات والأحزاب المتفرقة والمتنافرة حول ما آلت إليه أحوال اُمة الإسلام من أوضاع مزرية.. وحالة الإذلال والإسفاف والإستبداد والقهر والقمع والتخلف والبطش والجهل والفساد الكبير والضنك... وأسباب ما وصل إليه المسلمون اليوم... فيكون ردهم بكل بساطة وبلادة... بأن هذه الأوضاع هي بسبب المؤامرات والدسائس التي يحيكها لنا المستعمرون من اليهود والنصارى!!! ولا يردونها الى ضعف وتآمر الحكام المسلمين على شعوبهم.. ليحافظوا على ملكهم وسلطانهم بالإستعانة بالمستعمرين من اليهود والنصارى... وهم يرون بأعينهم كيف أن بلادهم العربية والإسلامية مغلقة مجزأة وهم يأكلون بعضهم بعضا كالوحوش الضارية!!!



#أنيس_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأنفصلت مساجد العبادة بين أصحاب الجماعات والأحزاب والمذاهب و ...
- مسلموا المذاهب السُنية والشيعية ... باطلين وغير شرعيين !!!
- الإسلام لوجه الله وإرتباطه بواقع الأُسر الحاكمة والإسلام الس ...
- العراق مصيره معروف سلفا
- علماء المسلمين هُم !!! أم مشرعوا ومنافقوا الأُسر الحاكمة الب ...
- آل سعود ... قتلوا الزعيمين الشهيدين الراحلين جمال عبد الناصر ...
- كُتُب تفسير القرآن ... أكل منها الزمن وشرب !!!
- من شريط الذكريات 2
- التعرف على مكامن الضعف... والتعرُف على مقومات القوة... هي ضر ...
- لماذا نصر ونكابر على إشراك وإقران الرسول محمد وإبن عمه مع شه ...
- من شريط الذكريات
- نظام الأسر الحاكمة العربية ... غير شرعي
- علماء المسلمين لا يعلمون ماذا يعني الإسلام ؟؟؟
- لا توجد شهادتين في الإسلام
- إعتقال القرآنيين في مصر جريمة نكراء
- تنظيم القاعدة صناعة أمريكية موسادية آل سعودية
- أولويات المخاطر المحدقة بنا كأمة عربية وإسلامية
- أحمدي نجاد معتوه ويقود شعبه إلى مهلكة حقيقية
- قمة الحضيض ... يقتلوا القتيل ويمشوا بجنازته
- سُنة محمد... شيعة علي... مذاهب مُختلقة باطلة


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أنيس محمد صالح - حوار الأديان والحضارات أم حوار بين العلم الحضاري والجهل المتقع!!!