أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد رجب - الإيزديّون قناديل مضيئة ينشدون السلام















المزيد.....

الإيزديّون قناديل مضيئة ينشدون السلام


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:51
المحور: حقوق الانسان
    


يتعرض العراق يومياً إلى سلسلة من الإنفجارات القاتلة بواسطة السيارات المفخخة والطرق والأساليب الجهنمية من قبل الإرهابيين والوحوش البشرية المفترسة بشكل عام ويتعرض المسيحيون والصابئة المندائيون والإيزديون في الجنوب والبصرة وبغداد ومناطق الوسط والموصل وأماكن أخرى إلى القتل والإبادة بشكل خاص.
لقد أصبحت الجريمة السمة الرئيسية المميزة للأحداث في العراق، وانّ مسلسل هذه الجرائم البشعة لا ينقطع، ففي كل يوم نسمع وقوع جرائم وحشية مرّوعة هنا وهناك وإنّها من إفرازات وسموم الإرهاب الطائفي والحقد الشوفيني على الناس الأبرياء، ويقوم بمثل هذه الجرائم المشينة والأعمال القذرة عادة السلفيون والتكفيريون والصداميون بمساعدة لوجيستية ومخابراتية من الدول المجاورة للعراق ذات الأنظمة الدكتاتورية والشوفينية والرجعية بهدف زعزعة الأوضاع المأساوية للعراقيين أكثر فأكثر.
يعلم أصحاب الضمائر الحية والناس الشرفاء بأنّ هؤلاء المجرمين الجبناء ومصّاصي الدماء قد لجأوا إلى الأعمال الوحشية الهمجية منذ سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري إلى قتل العراقيين عرباً وكورداً وقوميات عموماً وقتل المسيحيين والصابئة المندائيين والإيزديين خصوصاً، وهم بعملهم المزري ونشاطهم المشين وفكرهم الظلامي يريدون دخول جنات النعيم، ويحاولون في نفس الوقت إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية، والتأثير على النسيج الإجتماعي وتفكيك الروابط بين أبناء وقوميات العراق المتآخية، وسيراً على ديمومة جرائم السلفيين الأوباش والتكفيريين الظلاميين والصداميين الأنجاس قام عدد من المشعوذين والضالين في يوم الثلاثاء المصادف 14/8/2007 بتفجير أربع سيارات مفخخة في تل عزير وسيبا شيخدري في قضاء شنكال (سنجار) مستهدفين الإيزديين المسالمين، ونتيجة لهذا الحادث الآثم والجبان سقط اكثر من ثمانمائة شخص بين شهيد وجريح.
انّ إستهداف الإيزديين يدخل ضمن مخطط دنيء ذو أبعاد إجرامية وسياسية، إذ انّ ما حدث يعتبر كارثة إنسانية كبيرة ومجزرة مروّعة من جرائم الإبادة الجماعية التي لا تقل خطورة عن عمليات الأنفال القذرة السيئة الصيت التي إجتاحت كوردستان كداء الكوليرا في عهد الدكتاتور المقبور صدام حسين، ففي الأمس كان صدام ونظامه الساقط يدير قتل العراقيين من العرب والكورد والتركمان وأبناء القوميات الأخرى، وبعد سقوطه ورميه إلى مزبلة التاريخ يقوم أيتامه وأزلامه الذين يتسّترون تحت عباءات مزركشة وأسماء لامعة مختلفة بتنفيذ الجرائم بحق جميع العراقيين وبالأخص الذين ينتمون إلى الديانات المسيحية والمندائية والإيزدية.
انّ أستمرار الزمر الضالة من الوهابيين السلفيين ومن السائرين على نهج صدام الإجرامي في إستهداف أرواح المواطنين الأبرياء، والإيغال في جرائمهم الإرهابية يريدون إنفراط اللحمة الأخوية بين أبناء القوميات المتآخية، كما يريدون تمزيق الوحدة الوطنية بين أبناء الديانات السماوية المختلفة للوصول إلى أهدافهم القذرة بدخول جنات النعيم على أشلاء ضحاياهم من الناس العزل.
تلقت الجماهير العراقية عموماً وجماهير كوردستان خاصةً أخبار الهجوم الهمجي من قبل الإرهابيين الحاقدين على الأخوة الإيزديين في قراهم ومدينتهم شنكال بالحزن والغضب والإستنكار، كما تلّقى العالم هذا النبأ المفجع كوقع الصاعقة لكونه عملاً جباناً ومداناً بكل المقاييس، والذي يحمل في طيّاته حقداً دفيناً بحق هذه الشريحة الآمنة والمسالمة على مر التاريخ.
ان العمل الإرهابي الجبان بضرب المناطق الآمنة في شنكال يحمل في طيّاته أيضاً نزعة عدوانية ضد الوضع الجديد في العراق، وهو موجه في الأساس إلى ضرب شعب كوردستان التوّاق للديموقراطية والعيش بسلام بعيداً من المشاكل، ولكن مهما فعل الإرهاب وبالرغم من الخسائر الفادحة لا ولن يثني من عزيمة المواطنين في شنكال الشامخة، شموخ ذرى جبال كوردستان الشماء، ولن يوقفهم عن الاستمرار في نضالهم الدؤوب، بل يزيدهم إصرارا وأكثر تصميما على مكافحةالإرهاب والإرهابيين.
انّ الإيزديين شأنهم شأن السومريين والمندائيين وأبناء الرافدين هم من الطوائف الدينية الأصيلة التي عاشت في كوردستان منذ بداية التاريخ، وللإيزديين خصال حميدة، ويمتازون بنشر الخير والمحبة والسلام، وخلال السنوات الأخيرة تحملوا قسطاً كبيراً من المشاق والآلام على يد الحكومات الرجعية والدكتاتورية، والآن على يد عصابات الغدر والخديعة المتسترة بالإسلام، والتي تنقض على المواطنين الآمنين، كما تنقض الطيور الجارحة على فريستها.
ان الإيزديين يتعرضون لأبشع عملية إبادة أمام أنظار الحكومة العراقية، وأمام أنظار حكومة كوردستان والجماهير الكوردستانية وأحزابها السياسية والنقابات والمنظمات الخيرية والإجتماعية، وهم بحاجة ماسة إلى التضامن والمساندة من لدن الأخيار والشرفاء والناس الطيبين، لكي لا نتركهم وحيدين، فهم بحاجة إلى حبنا وعطفنا، لكي نكون معهم للملمة جراحهم وأن لا تباد قراهم ثانيةً، لكي لا نسمع العويل والأصوات المخنوقة للأمهات وبكاء الأطفال، ولنحطم أسوار الصمت ونعلن رفضنا لإبادة شعب عريق تحملوا بؤس الأيام القاسية وعوادي الزمن الغادر، ولاحقتهم المذابح منذ آلاف السنين، فهم يستحقون أن يعيشوا مرفوعي الرؤوس.
ان الجماهير العراقية والكوردستانية تستنكر وتدين بشدة الإعتداء الصارخ على الإيزديين، والإستهانة بأرواح الأبرياء، وهي تطالب الحكومة العراقية بتطهير الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة من العناصر الميّالة للإرهابيين والصداميين والتكفيريين لكي يكون بمقدورها الطرق على رؤوس الإرهاب والمجرمين العفنة، وإنقاذ العراق من شرورهم وأعمالهم الجبانة.
ويجب على الدوائر والمؤسسات ذات الصلة بالإسلام التحرك والعمل بكل الوسائل لإيقاف حمامات الدم للعراقيين جميعاً، وعليهم إظهار الحقيقة عن الإسلام، وبات أكثر الناس يعزون العمليات الإنتحارية والمفخخات للإسلام، وهذا عمل مخجل إن بقي بدون جواب.
ان هذه الأعمال الجبانة تؤكد مرة أخرى على دناءة المجرمين القتلة وحقدهم علىأبناء الشعب الصابر بمختلف اتجاهاته وانتماءاته الدينية والمذهبية والقومية ، وتخبطهم الأعمى في القتل والإجرام، لا لدكتاتورية وشوفينية دول الجوار العراقي، لا للإرهاب، لا للمجرمين القتلة... التضامن مع الإيزديين وعلى كل إنسان شريف، وكل الأحزاب الوطنية والتقدمية في كوردستان والعالم الوقوف مع مأساة هذه الشريحة المهمة في المجتمع الكوردستاني.
الخلود لضحايا الإرهاب مسلمين ومسيحيين وأيزيدين وصابئة مندائيين،والصبر والسلوان للعوائل المنكوبة، والخزي والعار للقتلة المجرمين.
17/8/2007





#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي يقفز على مشاكل العراق ليفتح جبهة جديدة بضرب حزب العم ...
- اياد علاوي يطالب بإيقاف تنفيذ حكم الإعدام بحق وزير دفاع نظام ...
- مصطفى كه رمياني شهيد القلم يسمو في سماء كركوك
- هل يمكن السكوت على تخرّصات --ناشط-- عراقي
- الشيوعيون يناضلون في سبيل القيم الإنسانية والأفكار السامية و ...
- كيف يريد تقرير بيكر وهاملتون التوصل إلى إتفاق بشأن كركوك
- -القائد الضرورة- يحصل على كارت أحمر ويطرد من قفص المحكمة للم ...
- معن جواد من شارع الرسول في النجف إلى ئالان في كوردستان
- عاجل: القوات الأمريكية تطلق سراح الدكتاتور صدام حسين وزمرته
- لنترك خلافاتنا ونتحد في مواجهة تهديدات أعداء الكورد
- بمناسبة محاكمة صدام وزمرته الجبانة :من لم يتجّرع سم العلقم ل ...
- على رئيس مجلس النواب العراقي أن يعلم بأنّنا الشعب الكوردي في ...
- شعراء كورد يكتبون بالعربية ويناضلون من أجل عودة الحياة الروح ...
- لنتحّدث بصراحة عن التحشدات العسكرية للطغمة الفاسدة في تركيا ...
- نحتفل رغم هجوم الأعداء والحملات الدموية وعمليات الأنفال
- الشيّوعيون يصونون وحدة حزبهم في مواجهة النشاطات التخريبية
- تركيا الكمالية تملي الشروط والجعفري يعود بخفي حنين
- عشنا معاً وتعرفت عليكم أيام النضال ضد أعداء الشعب - 14 شباط ...
- من يقود مكتب رئيس الجمهورية ومتى يقطع مئات الألوف من الدولار ...
- كيف جاء المتآمرون في 8 شباط الأسود ومتى سقطوا ؟


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد رجب - الإيزديّون قناديل مضيئة ينشدون السلام