أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ابراهيم الجندى - مصر .. الى أين ؟














المزيد.....

مصر .. الى أين ؟


ابراهيم الجندى

الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 09:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد قضاء ما يزيد على خمس سنوات فى الولايات المتحدة الامريكية جئت الى مصر فى اجازة لزيارة الاهل ، وأود ان اقدم صورة لما رأيت دون أى رتوش من اى نوع ، ولن استخدم الصنعة الصحفية لتحليل ووصف ما عشته ورأيته حتى تكون الصورة مجردة تماما .
سوف اكتب عن أوضاع المصريين ، أما الحكومة فهذه قصة اخرى الكل يكتب فيها ليل نهار نقدا وقدحا أو تأييدا وتسبيحا .
المصريون الذين رأيتهم ... رنات موبايلاتهم جميعا عبارة عن آيات من القرآن ، فلا يمكن ان تسمع رنين الهاتف العادى أو ما يسمى بجرس التليفون ، وانما تستمع الى اية قرآنية كاشارة الى تنبيهك الى ان شخصا ما يطلبك على الهاتف !!
سائقى المواصلات العامة يشغلون شرائط كاسيت لمشايخ سعوديين يتلون القرآن بطريقة منفرة للغاية ... ولا اعرف لماذا سعوديين بالذات ؟؟؟
ذهبت الى مصيف بمرسى مطروح واذا بى اجد المكتبة التى تتصدر المصيف مكتوب عليها ... جمعية الشبان المسلمين !!
الموظفين فى المكاتب الحكومية يؤدون صلاة الظهر يستهلكون خلالها ساعة على الاقل من وقت العمل مدفوعة الاجر فى الدنيا وبالطبع مدفوعة فى الاخرة ايضا!!
خراب الذمم بلا حدود .. ساقتنى الاقدار الى الذهاب الى معهد الاورام القومى لتوقيع الكشف الطبى الدورى على والدتى ، واذا بالطبيبة تحضر الثانية عشرة ظهرا وهى فى غاية العصبية بسبب عدد الحالات المنتظرة وتوقع الكشف على عدد قليل منهم وتنصرف غاضبة ...لأنها حاجة تقرف ...على حد قولها !!
احد الغوغاء من خربى الذمة والضمير يتهمنى بالتعدى عليه بالضرب والسب فى حين اننى كنت نائما بأحد فنادق القاهرة .
أحد الرعاع يتهم زوجة زميل انها صفعت ابنه بالقلم على وجهة مما اصاب ابنه بضعف السمع ، فى حين ان ابنه مولود بهذا العيب الخلقى ، وقد وجه التهمة لزوجة الزميل للانتقام منه على خلفية خلاف مالى بينهما.
البائعون يرفعون الاسعار دون اى رقابة من اى نوع ، فهى مرتفعة لدرجة ان الطبقات الميسورة بدأت تئن وتشكو ، بل ان بعض الاسر بدأت تتفكك بسببها فما بالك بالاسر المتوسطة والفقيرة !!
الغذاء الرئيسى للمصريين الان هو العيش والذى ارتفعت اسعاره بنسبة 200 بالمائة ، أى أن سعر الجوال الخمسين كيلو بلغ مائة وخمس وعشرون جنيها ، مما يعنى ان سعر الرغيف بلغ 25 قرشا ، وقس على ذلك الادوية والدروس الخصوصية والاراضى والملابس والشقق ، حتى الفول والطعمية لم يعد فى مقدور موظف بدرجة وكيل وزارة تناولها وأسرته يوميا ، لأنها بحسبة بسيطة تكلف خمسين جنيه يوميا لو ان اسرته مكونة من خمسة افراد وتتناول ثلاث وجبات !!
الفساد والرشوة ..أصبحت السمة الرئيسية بطول البلاد وعرضها ، فمن يريد الحصول على اى شىء قانونى خصوصا الوظائف فلابد له من واسطة ورشوة حتى يحصل على ما يريد ، واصبح كل شىء له تسعيرة واضحة جدا .. فسعر الوظيفة المهمة يختلف عن المتوسطة عن الادنى .. خراب الذمم اصبح هو القاعدة !!
النقابات وخصوصا نقابة الصحفيين التى انتمى اليها اصبح فيها كل شىء اسلامى ، فقد حضرت ندوتين احدهما لوفد فلسطينى من منظمة ،حماس والثانى لابنة زميل من الاخوان المسلمين تحكى تجربتها وقسوة الحياة بدون ابيها المسجون حاليا !!
التلوث السمعى ارتفع بصورة ملحوظة ، الكل يزعق على الرغم من قصر المسافات بين المتحدثين ، الكل غاضب بسبب وبلا سبب !!
الامراض الناتجة عن التلوث كالفشل الكلوى والكبدى وامراض البطن ارتفعت بصورة ملحوظة وعشرات الالاف يموتون سنويا بسببها !!
نسبة تشرد الاطفال وتسول الكبار والصغار اصبحت ظاهرة منتشرة جدا فى شوارع المدن الكبرى وخصوصا القاهرة والاسكندرية على وجه التحديد .
على الجانب الاخر لاحظت شيئا غريبا وهو اقامة حفلات زواج بصورة طبيعية والانفاق عليها ببذخ على الرغم انها مكلفة للغاية ، يوميا ينعقد زفافين على الاقل مع ما يصاحب ذلك من صخب وضجيج وكلاكسات سيارات حتى بعد منتصف الليل دون مراعاة لمريض يحتاج الى الراحة او طالب يستذكر دروسه !!
الظاهرة الاغرب من تلك هو غياب الدولة تماما عن الشارع ، الامور منفلته بشكل غير طبيعى وكأن " عيارها فلت " ولا يمكن السيطرة عليها !!
الانجاب يتزايد ... فالناس يتوالدون كالفئران ويموتون مثلها ايضا ، فلا يوجد تخطيط للانسان القادم بحجة ان " كله برزقه " ولن ينسى ربك احدا !!
برامج التليفزيون تافهة وخصوصا البرامج الحوارية ، فالمذيع يسأل ثم يجيب نصف الاجابة ويترك للضيف تكملتها ، وكأنهما اتفقا على السيناريو قبل التسجيل !!
القبح بلا حدود فى المبانى والاسطح والشوارع والالفاظ المستخدمة بين الناس هنا احط من قبيحة بمسافات ، فلو انك تسير مع اختك أو امك فى الشارع فلابد ان تسمع ما يخدش حياء من تسير معه من اهلك !!
قضية الشاب محمد حجازى الذى انتقل من الاسلام الى المسيحية " وهذا حقه " أزعجت الشارع المصرى اكثر من ارتفاع رغيف العيش ... تخيلوا التفاهة !!
حالة الهوس الدينى تسود الشارع المصرى ، فالكل يهرع الى المساجد خصوصا يوم الجمعة ، يردد خلف مشايخ جهلة ينعقون بالدعاء المعهود منذ قرون .. اللهم احرق نسلهم وزرعهم ...اللهم شتت شملهم ... يقصد اليهود والمسيحيين ، ويردد وراءه الناس ... آمين ، امين ، امين ثم ينصرفوا الى الحياة الدنيا ليواجهوا شبح الواقع الذى لا يرحم فيلجأوا مرة اخرى الى نفس الدائرة المغلقة !!
اكثر ما ازعجنى حقا هو ان الناس بدأت تعتاد وتتعايش مع هذا الوضع ...فالى متى ؟؟
والسؤال هو ..مصرالى اين ؟



#ابراهيم_الجندى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذار للواء صلاح سلامة
- العراق بعد الانسحاب الامريكى
- الحل السحرى للاقلاع عن التدخين
- الجاسوس المصرى
- حزب الاخوان المسلمين
- أخطر من الاخوان
- كاميرا التعذيب
- العلمانية ..هى الحل!ا
- القضاء المصرى .. والقدر الحكومى
- المصريين الرعاع
- حقوق الملحدين !
- العظماء مائة.. أعظمهم الانترنت !ا
- فساد صلاح سلامة .. كلاكيت تانى مرة !ا
- اللواء صلاح سلامة .. رئيس حزب الفساد !!
- طظ!ا
- نعم لازدراء الاديان
- جبريل بين الله ومحمد
- هل يفعلها العرب ؟
- ضمير فى أجازة
- سقوط حماس


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ابراهيم الجندى - مصر .. الى أين ؟