أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 9














المزيد.....

قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 9


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2012 - 2007 / 8 / 19 - 10:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعد أن تحقق ما يمكن أن يقال عنه اكتساب مقدرات الصبر والاحتمال يكون الصيام آخر اختبار والذي هو فعل قائم بذاته وكامل على نحو بديع .. الصوم هو قوة القوى ومركز الفعل الأصيل لروح الله في الإنسان .. وسوف يكون الصوم هو نقطة بدء لمرحلة جديدة حيث يكون المعاين وقد انتهى من فعل التنقية والتحكم في النفس والجوارح وتسليمها لليقين عن جدارة ويصبح من ثم فعل الصوم هو تميم للعملية الروحية وسيطرتها بالكامل أو ضمان سيطرتها بالكامل على الجوارح وكل نوازع النفس والجسد .. نقول يأتي الصوم مبتدأ لطريق التواصل بين البشر وبين الله بعد أن اتخذ المعاين لنفسه في منتصف الطريق الخلوة والوحدة والتأمل وسيلة فعالة للوصول إلى نقطة بدء صالحة .. أو وضع الخطوط الأولى ليقينه الذي بات ثابتا ومثبتا مع مرور التجربة وتواصلها .. ثم تأتي مرحلة ما قبل الصوم وهي تجهيز لما سوف يكون من مواصلة لطريق التحد بالله .. والصوم لم يبدأ من حيث هذه النقطة إنما هو المرحلة التاجية التي تلملم بعثرة الفعل .. أي بمعنى أن المعاين قد دخل سابقا ولاحقا بمحاولة الصيام الجزئي .. تمهيدا له لاستقبال النور الإلهي ومعرفة طريق اليقين الذي يبدأ كما قلنا سابقا بمفارقة النفس وشهواتها واحتياجاتها أو التعالي عليها حتى تلين النفس لمتطلبات العقل والحكمة والروح وانطلاقها .. ومن ثم بعدما تمكن المعاين من تحصيل أدواته الجديدة وتمكينه من قدراته الجديدة .. أو ترسيخ قدرات قديمة وتفعيلها على نحو جديد وبماء .. يتمكن من ثم من مواصلة الطريق لان يقينه يزداد ويزداد وهو ما يرسخ لديه ضرورة مواصلة ما بدأه وما يسعى إليه .. فلكل مرحلة متطلباتها وضروراتها وأيضا يقينها وما تحصله منه .. فكما كانت الصلاة مبتدأ اللجوء إلى الله والاعتراف به .. وكما مرت به الصلاة من مراحل تذبذب هي في ذاتها محاولة لتفعيل التسليم في الصلاة وترسيخ الشعور بها .. يكون هناك أيضا ما هو مقدمة للوصول إلى حالة من الثبات والطلب للصلاة .. فلم تعد في مرتبة الواجب أو الضرورة الدينية إنما هي مرحلة تحصيل لليقين الذي بات يشكل جزءً من الشخصية .. ومن ثم تصبح الصلاة ليست مجرد فريضة مرهقة أو واجب مطلوب .. بقدر ما هي جزء من الذات وضرورة روحية ينساق إليها المعاين بروحه قبل الجسد .. ومن ثم تتحول الصلاة من مجرد طقس ديني إلى حالة من الوصال ومن الشعور بالحاجة هي ذاتها تحقق ذاتها كحاجة روحية للمعاين لا يعلو عليها شيء .. ومن ثم تثبت الصلاة كجزء من الذات والروح بل هي الروح في تواصلها وحضورها حقا .
فالصلاة كانت نتيجة حتمية لنزوع الروح لظهورها وسيطرتها التامة على الجوارح .. حتى تصبح الصلاة هي صلاة للجوارح والقلب والعقل حاضرات يتكيف فعل الصلاة كوعي مفارق للمادي والحسي والعيني .. على أن تصبح عبادة القلب وحضور العقل توازيا معقولا ومقبولا ومفترضا أنه يحقق مستوى من الإيمان أعلى بكثير من مجرد الفكرة الغارقة في ماديتها أو حسيتها .. أيضا يكون الصوم في مراحل ما هو تجميع لهذه القوى جميعها .. من حيث أنها تحقق في نهاية المطاف تسليما من نوع آخر .. أو سيطرة من نوع جديد .. يتحقق بها ومعها نوعاً آخر من اليقين والإيمان والقوة والحرية .. مع الصيام الجزئي وتجربتها يتحقق لدى المعاين تحولات جذرية لا يشعر بها مباشرة إلا أنها تظهر من خلال مالا يكون حاضرا في وقته .. ومن ثم يستجمع المعاين قدراته من جزئيات التحولات التي يتحولها وأيضا من خلال ما يحقق من نسب متفاوتة من اليقين .. حتى تبات الصورة أكثر وضوحا وأكثر يقينا أيضا .. لذا يكون الصيام على قدر ما تحقق من تحرر من نزعات النفس وأيضا غرورها .. وكل ما يقف حائلا بين تحقيق مستوى من الصبر والحيلة والتمكن من أداة الفهم والوعي والفكر هو ما يتم استغلاله أيضا في مرحلة الصبر الكلي .. أو الفعلي وهو صيام رمضان مثلا .. تتغير صورة الصيام بعد هذه المراحل وإن كان المعاين معتادا على الصيام من قبل إلا أن الشعور بحضور هذا الفعل من مستوى الطقس المرهق والواجب الديني إلى مستوى التحام الفضيلة بطلب النور والمحبة واعتياد النفس انكسارها وأيضا انطلاق الروح وتحررها ومن ثم لا إرهاق هنا في الصيام لأنه يصبح أيضا فطرة أو هو جزء اعتيادي من الشخصية أو الذات .. هكذا عندما يتحل الطقس الدينية من مرتبة الطقوسية والفرضية إلى مستوى من الوعي تشارك فيه الجوارح طلب الروح والعقل والنفس بعدما تمكنت من أدواتها الجديدة في المراس والمران .. ولنا أن نحدد الوجهة في كل هذا ان الله حاضرا في هذا الفعل او ذاك .. فلا يمكننا الادعاء أنها بطولة ذاتية أو هي تفرد من الشخصية .. إنما هو تمكين من رب العالمين كلما أحسنا الظن به .. فالله قادر على تحقيق الهداية كل على قدر مطلبه .. وغايته .. والله رغم ما يتفككنا من مادية وأيا بقدر ما ندعي ليبراليتنا وتفكيرنا الحضاري إنما هذا لا يمنع أن يكون جانبنا الروحي وهو الذي يميزنا هو ما نتوخى فيه الحذر والحيطة والتنامي والتنمية وأيضا التسامي .. فلربما كان كلامي هذا يعجز في جانب منه على تحقيق مستوى من الإدراك بغير البصيرة .. وهي بصيرتي .. ومن ثم .. لا يهم كثيرا هذا الذي اكتب إنما هي محاولات لاستدراج بشر يبغون تواصل من نوع آخر .. وهذا لم ولن يسقط أو يتجاوز ماديتي وإحساسي بالكون والفكر على نحو موضوعي وأيضا مادي .. إنما على عكس ذلك قد أغناني بكثير من النزوع نحو المعرفة الأكثر شمولا وحقيقية أو يقينية .. وليس بعودتي إلى عالم كينونتي إلا بأفضل مما كان وكنت فيه .. إنما هي محاولات تشذيب اعني بها أكثر ما اعني تحرري وحريتي بالله وفي الله ومع الله .. وهو مطلب له سمات بارزة وواضحة لا يمكن إغفالها أبداً وقد يكون الكثير منها باطنياً إلا أن مسألة الحرية تبدأ من حيث ترسيم السلوك الذهني وأيضا الفعل كمسألة واضحة حيث أن الفعل يصبح مقاساً حسب حاجته وضرورته أيضاً .. من هنا يصبح العقل والحس والجوارح والقلب في حالة هدوء مستمر ودون منغصات لمبدأ التسليم الذي تعتمد عليه والصبر وقد أصبح عادة والهدوء والتأمل وقد أصبح رهان يومي .




#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مفاهيم الإيمان .. ما وراء الأسباب والمسببات
- بيني .. وبينك
- سياسة ..
- فاتحة ..
- وجع .. امرأة
- مكاشفة .. 3
- رسائل .. حب
- بلا .. عنوان
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 8
- الأمن المخابراتي .. إستراتيجية تخليص البيانات
- إجراءات تطبيق الشعار إشكالية إجراءات التطبيق .. بين الخصوص و ...
- كيفية احتواء رجل الشارع من قبل ضابط الأمن 1 الإسناد لقوة الض ...
- كيفية احتواء رجل الشارع من قبل ضابط الأمن (2)الدعاية والتعلي ...
- محاولة قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 7
- البنية المجتمعية من وجهة نظر بنائية / مفهوم .. وتطبيق 2
- البنية المجتمعية من وجهة نظر بنائية / مفهوم .. وتطبيق 1
- غياب ..
- جدلية التحول والتغيير
- مكاشفة ..1
- مكاشفة ..2


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أمل فؤاد عبيد - قراءة جديدة لانعتاق الروح .. تجربة ذاتية 9