أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله














المزيد.....

ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2011 - 2007 / 8 / 18 - 10:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


قضت محكمة جنايات الجيزة يوم الاثنين الماضى ببراءة عبد الرحمن حافظ رئيس مدينة الإنتاج الاعلامى السابق، وحامد بسيونى رئيس القطاع التجارى وصبرى محمد الحرانى (مهندس) وهيام فاضل إبراهيم مديرة إنتاج، من تهمة الاستيلاء على 26 مليون جنيه من أموال المدينة وتسهيل حصول إيهاب طلعت الممثل القانونى لشركة "ميديا جروب" على مساحات إعلانية دون ضمانات كافية.
وأنا لا أعرف عبد الرحمن حافظ معرفة شخصية، ولم أكن من المعجبين بكثير من قيادات وزارة الإعلام فى تلك الفترة.
لكنى أضع نفسى مكانه، ومكان زملائه فى القضية. فأشعر بمأساة حقيقية.
تصور نفسك وقد تم إلقاء القبض عليك فجرا أو ظهرا أو عصرا.. لا فرق، ثم يتم اقتيادك إلى التحقيق والاستجواب، وتوجه إليك النيابة تهمة الاستيلاء على المال العام والتزوير (حدث هذا بتاريخ 9 ديسمبر 2005 أى منذ عشرين شهرا تقريبا) وخلال هذه الشهور العشرين لا تتوقف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن ترديد هذه الاتهامات المشينة إليك.
وبعدها تصدر محكمة الجنايات حكمها بالبراءة.
إنها بكل تأكيد تجربة بالغة القسوة، بل إنها كابوس لاى شخص برئ يتم حرمانه من أغلى شئ، ألا وهو الحرية، ويتم الزج به الى غياهب السجون مع اللصوص وتجار المخدرات والقوادين والقتلة وشذاذ الآفاق، كما يتم تجريسه وتشويه سمعته واغتياله معنوياً.
ثم بعد ذلك تتم تبرئته وكأن شيئا لم يكن.
هذه التجربة الكابوسية تفتح الباب أمام عدد من الأسئلة الحائرة!
السؤال الأول حول حق المتهم البرئ فى التعويض. وبهذا الصدد فإنه إذا صح ما كتبته الزميلة ناهد النبراوى فى "الأحرار" فأننا نكون إزاء كارثة ثانية. حيث نقلت الزميلة عن خبراء أن حافظ لا يستطيع الحصول على تعويض مادى رغم نيله البراءة من الاتهامات الموجهة إليه.
وقال الدكتور مجدى عبد الرحمن عميد كلية حقوق المنوفية سابقا انه لا يوجد تعويض على أعمال السلطة القضائية حتى لو كان هناك خطأ قضائى، وذلك لأنه لا توجد مسئولية على الدولة فى أعمال السلطة القضائية لانها أعمال محصنة ضد التعويض.
وأيد الدكتور محمد الميرغنى خيرى أستاذ القانون العام بحقوق عين شمس هذا الرأى مشيرا إلى ان هذه الحادثة تتطلب استصدار تشريع قانونى يبيح للمتضرر من صدور حكم قضائى ضده ثم تبعه حكم آخر لصالحه لأن القانون الحالى لا يسمح بالتضرر عن الأخطاء القضائية حتى لو ترتب عليها أضرار كبيرة!!
شئ عجيب حقا.. ولا يجب أن يستمر بأى حال من الأحوال. وهو يذكرنى بمسألة أخرى متعلقة بالتعويض عن الاعتقال السياسى، حيث يحكم القضاء بتعويض المعتقل السياسى فى أحوال كثيرة، وكان لكاتب هذه السطور تجربة شخصية فى ذلك، وأصدرت المحكمة حكمها بالتعويض فعلا.
صحيح أن حكم المحكمة بالتعويض، ولو بقرش صاغ واحد، هو المهم من الناحية السياسية والأدبية، لأنه حكم قضائى ضد الاعتقال بدون محاكمة وضد تعسف السلطة السياسية، لكن تبقى "قيمة" التعويض مهمة أيضا حتى من الناحية السياسية، لأن حرية خلق الله لا تقدر بثمن، وليس معقولا أن تكون "تسعيرة" التعويض مائة جنيه عن كل شهر اعتقال وتقييد للحرية يخصم منها المحامى 25% كأتعاب!!
السؤال الثانى يتعلق بقضايا الفساد عموما.
صحيح أن الفساد موجود ومستشرى ورائحته تزكم الأنوف، لكن الواضح إن كثيرا من قضايا الفساد تنتهى على "فاشوش"، مما يعنى أحد أمري:ن إما أن بعض هذه القضايا تكون كيدية وتصفية حسابات شخصية حينا أو مناورات سياسية أحيانا.
وإما أن "الإجراءات" تكون فيها ثغرات ينفذ منها الفاسدون والمفسدون الحاليون والمستقبليون أيضا.
السؤال الثالث يتعلق بموقف الصحافة والإعلام من مثل هذه القضايا.
إننا إزاء مشكلة حقيقية حيث يتورط الإعلام والصحافة بصورة مباشرة أو غير مباشرة فى الاغتيال المعنوى لأناس أبرياء.
صحيح أن الصحافة لا تخترع الاتهامات الموجهة إليهم، وصحيح أن دورها هو نقل الأخبار التى تأتيها من مصادر رسمية وحكومية، وصحيح أن ناقل الكفر ليس بكافر.. لكن يبقى أن المشاركة فى تجريس أناس ربما يكونوا أبرياء مشكلة مستمرة ومزمنة تحتاج إلى حل. فلا يكفى أن تظل الصحافة تنشر اتهامات ضد شخص عشرين شهرا ثم يقفل الموضوع بخبر صغير أو كبير عن براءته.
يجب على الجماعة الصحفية أن تعكف على دراسة هذه المشكلة بحيث تستطيع التوفيق بين رسالتها الاعلامية وبين عدم تورطها فى الاغتيال المعنوى لأشخاص ربما يكونوا أبرياء.
ومبروك لعبد الرحمن حافظ وزملائه، البراءة وقلبى معهم ومع أسرهم وذويهم الذين تحملوا كابوسا اسود من قرون الخروب استمر عشرين شهرا لا يعرف وطأتها إلا من جرب الحرمان من الحرية.




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زياد ابن أحمد بهاء الدين
- مع الاعتذار لتوفيق الحكيم .. بنك -القلق-!
- نقابتنا
- شئ لا يصدقه عقل: مصريون يخدمون الجيش الإسرائيلى!
- ورطة النقابة.. وأزمة الصحفيين العالقين أمام معبر عبد الخالق ...
- إنقذوا بحرنا!
- صفحة من دفتر أحوال الوطن .. بدون تعليق
- نظرية مبتكرة لأزمة المياه .. الاستحمام هو السبب!
- أرباب العمل يطالبون بالمظلة النقابية للعاملين
- لماذا الغضب : الحرمان من مياه الشرب .. مسألة -عادية-!
- بحار العطش
- الاستبداد... الشىء الوحيد الذي يشترك فيه العرب
- عرب يرفعون شعار -إسرائيل هى الحل-
- هل طب المنصورة فوق القانون؟!
- أوصياء وكهنة... يبحثون عن وظيفة
- بشهادة محمد حسنين هيكل: ثورة .. إلا خمسة!
- أخطر شخصية سياسية أردنية .. يتحدث .. عدنان أبو عودة .. رئيس ...
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 1
- فنجان شاي مع السفير الأمريكي 2
- هل تكون مئوية جامعة القاهرة.. احتفالية سرية؟!


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سعد هجرس - ثمن براءة عبد الرحمن حافظ .. وأمثاله