أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ابو سعود - انتحاريون ولكن شرفاء














المزيد.....

انتحاريون ولكن شرفاء


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 2010 - 2007 / 8 / 17 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لن انجر في هذه العجالة الى بحث حلية الانتحار او حرمته، لان ذلك سيجرنا الى نقاشات غيبية محضة غادرناها مذ عرفنا انها عقيمة ، مع علمنا بان من يذهب من هذه الدنيا سيرى اعماله ذرة ذرة ، خيرا فخيرا وشرا فشر وان الله تعالى الذي وصف نفسه بانه شديد العقاب قد وصف نفسه بانه ارحم الراحمين ايضا وان رحمته سبقت غضبه ووسعت كل شئ وانه كتب على نفسه الرحمة .
فنحن نسمع بالانتحار والمنتحرين يوميا وفي جميع انحاء العالم ، والاسباب المؤدية الى الانتحار تتراوح بين كونها نفسية واجتماعية ومالية وغرامية، وقد تختلف طريقة التنفيذ من حالة الى اخرى ، فهناك من يطلق رصاصة على راسه من مسدسه الشخصي وبعضهم يلجأ الى شنق نفسه او بتناول السم او قص الوريد وبعضهم يحبذ ان يلقي نفسه من طابق علوي ليرتطم بالارض ، ومنهم من يلجأ الى صعق نفسه بالكهرباء ، وهكذا تتعدد الاسباب والانتحار واحد والنتيجة واحدة
ان لكل حالة من حالات الانتحار خصوصياتها ، ولسنا مخولين بان نقود الناس الى الجنة او الى النار ، كما لا اود ان اصنف الانتحار واعتبره شجاعة فائقة او جبن فائق وهروب من الواقع ، لان كل حالة مرهونة بظروفها ، غير اني اريد ان اشير الى حالات من الانتحار التي لا تؤذي الا صاحبها مثل انتحار كاتب عراقي في سوريا مؤخرا ، حيث ترك رسالة برأ فيها الاخرين من دمه ، وذهب الى ربه يحمل معه اسرارا مشوقة قد تكون في غاية الحزن والاسى والاحباط والانكسار، فيما قام آخر وهو لاجئ افريقي بالانتحار في دولة اوربية بعد ان اعلمته السلطات برفض طلبه وامكانية ابعاده واعادته الى بلده( المحبوب ) مع ولده الصغير ، وبما ان الرجل كان قد عمل المستحيل ليخرج من المدن المظلمة الى المدن المضيئة ، ومن الحواري الحزينة الى الاحياء البهيجة ، ولم يرد ان يعود مرة اخرى مصحوبا بالخيبة والفشل ، وقد قرر الانتحار ليجبر السلطات على الاحتفاظ بولده الصغير وتجنيبه الضياع والتشرد في بلده الاصلي ، وهذا ماحدث بالضبط حيث قررت السلطات ( الرحيمة ) منح اللجوء لولده الصغير بعد ان سجل الرجل اسمى صور التضحية والايثار .
وفي حالة اخرى جرت في احدى نواحي كركوك عندما اقدم شاب على الانتحار امام حشد من الناس احتجاجا على الانقطاع المستمر للكهرباء في مدينة تقع قرب محطة ضخمة لتوليد الكهرباء ، كما ذكرت الصحف ان شابا يمنيا انتحر بعد عودته من الحج حيث قرر التخلص من حياته دون ان يحدث اضرارا تذكر للاخرين ، فغادر الحياة على طريقته كفصل اخير من قصته وهو الفصل الاكثر اثارة .
ولكن شتان ما بين هؤلاء وبين الصنف الاخر من الانتحاريين الذين ينأون بانفسهم عن المعسكرات والاعداء ويحبذون تفجير انفسهم ( الزكية ) امام الجامعات والاسواق الشعبية ومدارس الاطفال وداخل سرادقات مجالس العزاء ، او عند حشد من البنائين والعمال والكسبة او في مقهى او مطعم ، متقربين بذلك الى الله تعالى الذي حرم قتل النفس البشرية بلا سبب ، وستظل البشرية والمتخصصون في علم النفس والاجتماع والاقتصاد يجهلون الاسباب التي تدعوا هؤلاء الاشقياء التعساء الى الموت مع قتل عدد اخر من الابرياء في آن واحد ، والى ان تهتدي الى تفسير عقلائي لما يحدث تظل البشرية مهددة من قبل هؤلاء ، ولا ندري من سيكون الضحية القادمة ، وانا لله وانا اليه راجعون .
.
[email protected]



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن قلب الحقائق
- سجين في حي سكني
- قرصان ماليزيا
- الطفل العراقي ... وقفة عاطفية
- لا (عراق ) في غوغول
- مختصر تفاصيل الزمن المتوقف
- الشعراء والموت في الغربة
- دم الرضيع ما زال في الفضاء
- العلاقة بين الاعراب والتشريح
- انتظروني بعد منتصف الليل
- عرس داقوق
- المتعبون وموسم العودة
- المقاطع الاخيرة من صهيل التعب
- كركوك ، فلا أكف عن مغازلتها ولا هي تتمنع
- عندما تموت الاغنية على شفاه النهر
- صهيل التعب
- مادعاك ان تموت مبكرا
- باي حال عدت يا عيد
- رسالة الى الارهابيين الشرفاء
- الشتاء القادم هو شتائي


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين ابو سعود - انتحاريون ولكن شرفاء