أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - الكرد وحفظ التوازن الوطني ببلدان الأزمات















المزيد.....

الكرد وحفظ التوازن الوطني ببلدان الأزمات


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 11:51
المحور: القضية الكردية
    


من المعروف أن الدول المستقلة المعلنة منذ الحربين الكونيتين والتي رسمت حدودها في الخارج ودون ارادة أهلها التي يتوزع بينها الكرد وموطنهم التاريخي تعتبر مواقع مفصلية في تقريرمصائر الحرب والسلام في الشرق الأوسط وتشغل ساحاتها البؤر الرئيسية راهنا في تفاقم وانتاج وتصدير الارهاب الأصولي كما تحمل كافة أشكال التناقضات ومسببات المواجهات ذات الطابع العنصري والديني والمذهبي ومهما تباينت الآراء حول تفسير السبب الحقيقي لما آلت اليها الأوضاع من تأزم في هذه البلدان الأربعة على وجه الخصوص ( سورية – ايران – العراق – تركيا ) فانه يعود على الأغلب الى الآيديولوجيا الشمولية الشوفينية التي قامت عليها أنظمة تلك الدول التي تتميز أساسا بمواقعها – الجيوبوليتيكية الاستراتيجية - وعجزها عن ايجاد الحلول السلمية الوطنية العادلة لقضايا الشعوب والقوميات التي تقيم فيها بل وزرع المزيد من العوائق والأسباب الاضافية لتسعير الصراعات وزعزعة أسس الوحدة الوطنية ونشر عدم الثقة والعداوات بين المكونات الوطنية التي تنذر الى توسيع دائرة التصادم والمواجهات الأهلية بحيث يصعب وقفها من دون اعادة قراءة الواقع من جديد على أنقاض ما تم من تزوير لتاريخ بلدان المنطقة وتهميش لشعوبها ومكوناتها القومية والاجتماعية والثقافية والتعاون والمشاركة الشاملة في تقديم مشاريع الحلول على أساس توافقي على طريق الانقاذ والسلم الأهلي والتعايش على قاعدة حق تقرير مصير الشعوب واختياراتها الحرة في اطر الاتحاد تحت ظلال أنظمة الحق والقانون والمساواة والسيادة والاستقلال والسلطات الديموقراطية .
منذ بدايات ظهور المسألة الشرقية خلال خلافة الامبراطورية العثمانية ويقظة الشعب الكردي القومية قبل ما يزيد على القرنين شغلت القضية الكردية مساحة هامة في مجمل شجون المنطقة وهمومها وتبوأت مكانتها في أجندة دول المحور والحلفاء وصراعاتها حول نفط كردستان والنفوذ في بلدان المنطقة التي اقتسمت وطن الكرد كما كانت جزء من المساومات والمقايضات في زمن الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي السابق ودول المعسكر الغربي وهكذا كانت القضية الكردية طوال هذه الفترة الزمنية جزء رئيسيا من المشكلة الاقليمية – الدولية أما الآن ومنذ توقف الحرب الباردة وبدايات تشكل النظام العالمي الجديد وهبوب رياح التغيير الديموقراطي وزوال الأنظمة الشمولية والمواجهة الشاملة ضد الارهاب الاصولي بفرعيه الديني والقومي العنصري فان الحركة التحررية الكردية لأكثر من خمسين مليون من البشر وفي قلب – قوس الأزمات – حسب تعبير بريزنسكي بأهم الساحات الاستراتيجية وما تحمل من تجارب وخبرة بعد معاناة طويلة مريرة قد تحولت منذ بداية القرن الجديد تحديدا الى جزء فاعل من الحل بخصوص قضايا المنطقة السياسية والاقتصادية والقومية والاجتماعية والثقافية ومسائل التطور الديموقراطي وحقوق الانسان والشعوب والمرأة وصون وحدة البلدان وسيادتها وقطع الطريق على الحروب والصراعات العرقية والدينية والمذهبية وذلك في المواقع والاتجاهات التالية :
أولا – في العراق المحرر من الدكتاتوتورية حديثا وبعد تلكؤ العملية السياسية واشتداد الصراع المذهبي بين السنة والشيعة باتجاه الحرب الأهلية في العراق العربي خصوصا وتفاقم الأعمال الارهابية والقتل والتفجير من جانب التنظيمات المسلحة المحلية ومن خارج الحدود وبدعم مباشر من بعض أنظمة دول الجوار العراقي وخاصة سورية وايران فان الكرد الذين قاموا بدورهم الريادي في عملية تحرير العراق ومارسوا واجباتهم الوطنية ومازالوا في سبيل انجاح العملية السياسية وانقاذ العراق الفدرالي من الانقسام والضياع ومواجهة الارهاب رغم كل التضحيات فانهم اليوم واستكمالا لنفس تلك المهام الوطنية يسيرون لتحقيق الهدف المشترك مع سائر المكونات الأخرى المؤمنة بالعملية الديموقراطية باتجاهين متكاملين الأول في تعزيز تجربتهم الديموقراطية الفتية في كردستان وانجاز الخطوة تلو الأخرى لمصلحة سيادة سلطة القانون وتحقيق الأمن والاستقرار وتحسين حياة المواطن في العيش الكريم وحرية العمل السياسي والاعلامي واستكمال بناء البنى التحتية الاقتصادية والتشريعية وازالة آثار تغيير التركيب الديموغرافي في المناطق الكردية واعادة المهجرين الى ديارهم وخاصة في تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي بشأن تطبيع أوضاع كركوك والمناطق الأخرى وانجاز الحلول السلمية الديموقراطية لقضايا القوميات الكردستانية من كلدان وتركمان وآشوريين وعرب وأرمن وانصاف المرأة الكردستانية وما من شك بأن تعزيز هذا الجانب في التجربة الكردية سيخدم مباشرة هدف تحقيق عملية التغيير الديموقراطي على مستوى العراق ككل وفي منطقة الشرق الأوسط بدرجة أخرى كنموذج حي لامكانية تحقيق مطامح الشعوب في التخلص من الدكتاتوريات والعيش بسلام ووئام وكرامة حسب ارادتها والاتجاه الثاني بمساهمة الكرد بفاعلية على المستويات المختلفة في الهيئة الرئاسية والبرلمان والحكومة في بغداد وفي رئاسة اقليم كردستان والبرلمان والحكومة بأربيل من أجل صون وحدة العراق الفدرالي وانجاح مشروع المصالحة الوطنية والبحث الجاد مع ممثلي كل المكونات الشعبية والتشريعية والتنفيذية والقوات المتعددة الجنسيات وممثلي الدول المعنية بالشأن العراقي عن حلول من أجل الدعم والمشاركة والتوافق حول قضايا الوطن المصيرية وتحقيق السلام في كافة ربوع العراق وهكذا بدأ الكرد يشكلون صمام الأمان للعراق الجديد الفدرالي الموحد وعنصرا هاما في ضبط التوازن القومي والوطني بين سائر المكونات .
ثانيا – في سورية وفي ظل النظام الاستبدادي الحاكم وتهديده للوحدة الوطنية وسلوكه الشوفيني البغيض تجاه الكرد وحقوقهم المشروعة ومعاداته لكل قيم الحرية ومبادىء الديموقراطية تقف الحركة القومية الديموقراطية الكردية في الصفوف الأمامية لحركة المعارضة الوطنية الهادفة الى التغيير والاتيان بالبديل الذي يرتضيه الشعب السوري وفي هذا المجال فان كل منصف يسجل للحركة الكردية نشاطها وتضحياتها ودورها في عملية الحراك الشعبي وتمسكها بالحل السلمي الوطني للقضية الكردية في اطار سورية حرة تعددية موحدة وحرصها على العلاقات الأخوية والمصيرية مع العرب السوريين وسائر الأطياف والمكونات الأخرى وتشكل ركنا أساسيا في المعادلة السورية الراهنة والمستقبلية على صعيد الشراكة والمصير الواحد الى درجة استحالة حصول أي تغيير ايجابي في المشهد السوري من دون دور ومساهمة الكرد وحركتهم السياسية .
ثالثا – في تركيا وفي خضم التجاذبات والمواجهات بين العلمانيين والاسلاميين وازاء آفاق الخيارات المطروحة أمام تركيا على الصعيدين الاقليمي والدولي تشكل القضية القومية الكردية بما هي مسألة تقرير مصير شعب محكا حقيقيا لمدى التزام من بيده السلطة بالمبادىء الديموقراطية ومن جهة أخرى تقوم حركة المجتمع المدني الكردستانية من أحزاب ومنظمات ومستقلين خاصة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة دورا مؤثرا في مستقبل البلاد وفي قضية حسم الصراعات المتفاقمة حول الدستور والقوانين وطبيعة نظام الحكم وتعريف هوية تركيا ومصير الشعوب والقوميات فيها وعلاقتها بالمحيط واوروبا وامريكا وأخيرا بموضوع الحرب والسلام بين النظام من جهة وحزب العمال الكردستاني من جهة أخرى حيث المواجهات المسلحة مستمرة منذ أعوام مخلفة آلاف الضحايا . خلاصة القول فان الحركة الكردية بدأت تشهد في السنوات الأخيرة تطورا نوعيا ملموسا باتجاه الانخراط في النضال المدني والسياسي كجزء فاعل في حركة المعارضة في تركيا وهذا ما سيؤهلها أكثر للعب دور أوسع في الحياة السياسية التركية .
رابعا – في ايران تتصدر الحركة القومية الديموقراطية الكردية صفوف المعارضة الوطنية ضد نظام الاستبداد الشوفيني – التيوقراطي المذهبي وتقوم بنشاطات متعددة الأشكال بتحالف واضح مع قوى المعارضة خاصة من الحركات القومية الأخرى في ايران من عربية وبلوجية وآذرية وتركمانية وغيرها وهي تمارس نضالها في اطار البرنامج الوطني الشامل لكل ايران .
من الواضح أن هذه الحقائق المشرقة ستبقى مجرد مواقف مبدئية سامية يعتد بها اذا لم تبادر القوى الديموقراطية الحية في البلدان الأربعة من عربية وايرانية وتركية في التجاوب مع الايجابية الكردية وحسم ترددها غير المبرر تجاه الحقوق الكردية المشروعة والعمل الجاد والمسؤول من أجل التفاعل المشترك في البوتقة الوطنية التعددية على طريق التغيير الديموقراطي المنشود في ظل البرنامج الوطني الديموقراطي التوافقي على أسس الشراكة الحقيقية التي تضمنها الدساتير والقوانين في ادارة شؤون البلدان وثرواتها وتقرير مصائرها .
ان الدور الايجابي الراهن والمرتقب للحركة القومية الديموقراطية الكردية كرافعة في أهم دول الشرق الأوسط على طريق التغيير والاصلاح والتقدم والسلم والاستقرار لاتعفي هذه الحركة من مساءلة بعض أطرافها في مسؤولياتها تجاه اقتراف الأخطاء في العديد من الساحات والمراحل قديما وحديثا ومطالبة بعض فصائلها باعادة النظر في اطروحات وشعارات قد لا تصلح للمرحلة الراهنة وذلك من منطلق ترسيخ دورها البناء في مستقبل البلدان والشعوب والمنطقة بأسرها .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرد سورية بعد نصف قرن من الحياة الحزبية 3 - 3
- كرد سورية بعد نصف قرن من الحياة الحزبية
- كرد سورية بعد نصف قرن من الحياة الحزبية ( 1 – 3 )
- خطاب القسم كرديا
- الجميع في سورية امام الامتحان
- تركيا القومية - الاسلامية ضد التحرر القومي
- عتاب من موقع الصداقة
- أيها الاسرائيلييون : صدقوا سعادة السفير
- - الاسلام السياسي - الى أين ؟
- هل سيغلب - طبع - النظام التركي منطق - التطبع - ؟
- محكمة - نورنبيرغ - شرق أوسطية
- في الذكرى الثانية لاستشهاد الخزنوي : لا تقتلوا الشيخ مرتين:
- هل سيجسد - ساركوزي - أوروبا المتجددة
- الى أنور البني ...... ضمير سورية الجديدة
- موقع الكرد في الانتخابات السورية
- اتفاقية - حلب - والتصعيد التركي
- بيلوزي : رحلة في الظلام
- قراءة في تحولات السياسة الامريكية
- تحية وفاء للشيوعيين العراقيين
- هل ستكون قمة الانفتاح الأولى على الكرد


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - الكرد وحفظ التوازن الوطني ببلدان الأزمات