أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاصم بدرالدين - في الممانعة والإعتدال العربيين















المزيد.....

في الممانعة والإعتدال العربيين


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نسمع اليوم عن دول "معتدلة" وأخرى "ممانعة" في عالمنا العربي ، لا نعرف من أين تأتي هذه التسميات وعلى أي أساس تصنف كل دولة، لكن على الأقل أعرف أنني سمعت لأول مرة كلمة "إعتدال" من وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس (كوندي) خلال الحرب الإسرائيلة المدمرة على لبنان وما بعدها ، أما كلمة ممانعة فنسمعها ، وخاصة في لبنان ، منذ زمن بعيد يتخطى العشرين عاماً وكان يطلقها بعض زعمائنا الموالين لقلعة العروبة و"الممانعة" سوريا ، والغريب أن بعض هذه الزعامات ما عادت تعترف بهذه "الممانعة" ،وهذا ليس مدار بحثنا ، فما هي "الممانعة"؟ وما هو "الإعتدال"؟ وما هي القاعدة العلمية للتصنيف؟


ممانعة !؟

تعتبر الشقيقة سوريا الدولة رقم واحد في "الممانعة" وذلك منذ أن تخلت جمهورية مصر العربية عن هذه الصفة بعد إتفاق كامب ديفد في 1973، طبعا "الممانعة" هنا ضد العدو الصهيوني وقوى الإستكبار العالمي ، فإذا أردنا أن نتبنى هذه القاعدة وأردنا أن نصنف الدول المعادية لهاذين المشرعين على أنها "ممانعة" تتخلى سوريا سريعاً عن مركزها ، فسوريا الأسد لم تطلق أي رصاصة في وجه العدو الصهيوني بعد عام 1973 أي الحرب الأخيرة للعرب ، كما أنها طول المرحلة السابقة لم تكن معادية لدولة الإستكبار ، الشيطان الأكبر ، الولايات المتحدة الأميركية ولا حتى مواجهة لها ، فلمن تخونه ذاكرته نذكره بإجتياح العراق للكويت والمساندة السورية للقوات الإمريكية في حرب الخليج الثانية ، عندما شارك عدد لا بأس فيه من العسكر السوري في إجتياح العراق بعد تحرير الكويت ، ولسنوات طويلة كانت سوريا "الممانعة" تعقد الإتفاقات والصفقات مع أميركا والعدو الإسرائيلي على حساب أقدس قضية في عالمنا العربي ، قضية فلسطين ، وبطل هذه الصفقات الشهير جداً الإميركي كسنجر، فلا ننسى حرب المخيمات القذرة التي قامت بها حركة أمل بدلاً عن النظام السوري "الممانع" ولا ننسى المواجهات المباشرة بين نظام البعث ومنظمة التحرير الفلسطينية لتصفيتها وإنهائها وذلك بعد إتفاق إسرائيلي – سوري تم بموجبه دخول الجيش السوري للبنان مقابل تصفية منظمة التحرير وقائدها ياسر عرفات، فأين "الممانعة" في ذلك؟
إضافة إلى ذلك لا نرى أي دليل للصراع السوري – الإسرائيلي اليوم الذي هو مجرد صراع إعلامي ، إلا إذا أعتبرنا حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين الذي تقدم لهم سوريا المساعدة أحد وجوه الصراع ، يجب أن يفهم الشعبين الفلسطيني الحمساوي والشعب اللبناني الحزب اللهي أن ذاك النظام لا يقدم المساعدة لهذه الشعوب والمقاومات قربى لعيونهم ، بل يستغل كل نصر أو إنجاز يحقق لها في مصلحته إما في وجه شعبه المقموع ليريه "ممانعته" إما في وجه الشيطان الأكبر ليحصل على عدد أكبر من المكاسب في لعبة الكباش الدائمة بينهم على حساب قضية فلسطين ولبنان وسوريا والعراق، ثم فرضاً أن هذه التصرفات هي "ممانعة" ، كيف نبرر لنظام قمعه بهذه الطريقة لشعب بكامله ، الشعوب دائماً تسعى نحو الحرية والسيادة ومواجهة الظلم ، فإذا كان هذا النظام يسعى إلى نفس المبادىء لماذا يخاف من شعبه ويقمعه ، إلا إذا كان يعتبر كل شعبه من العملاء وضعاف النفوس ومن المرتهنين للمشاريع الإمبريالية ، إن التقطة الأخيرة تفضح كل نظام قمعي يدعي المقاومة و"الممانعة" والمواجهة ، لأن الشعب حكماً لو رأى أن نظامه يقف في وجه الظلم سيقف معه بل سيكون في المقدمة ، أما التصرفات القمعية والإجرامية فهي دليل على نفاق وكذب تلك الأنظمة "الإشترامبريالية" وما يثار اليوم عن عودة المفاوضات مع العدو الصهيوني وما حكي عن محادثات سابقة وكلام الأسد الدائم واركان نظامه أنه على إستعداد لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة، ما هو إلا ضحد لأكذوبة "الممانعة".

أما الدول الجديدة في صفوف الممانعة والتي دخلت النادي "الممانع" منذ الصيف الماضي وهي إمارة قطر وأميرها الذي طرد والده الذي بدوره أيضاً كان قد خلع والده ليستلم الحكم على بضع جزر غنية بالموارد الطبيعية، قطر حيث هناك ثلاث قواعد أميركية فيها وتبادل سفارات وعلاقات تجارية مميزة مع العدو الصهيوني والتي شاركت عبر قواعدها الإميركية في إرسال القنابل الذكية لدعم إسرائيل في حربها الأخيرة ، تدعي "الممانعة"!؟! ، هذه إحدى عجائب الدنيا المخصصة للعالم العربي ، والمفارقة الكبرى أن حزب الله ،المقاوم، يقيم أفضل العلاقات مع قطر المفترض أن تكون بمنتقه أكثر الدول العربية عمالةً وخيانة ، أما لماذا يقيم هذه العلاقة وهو يعرف قطر وعلاقاته مع عدويه الرئيسيان في هذا العالم ، فهذا سؤال سهل الإيجابة ، لأن إيران تريد قطر ولأن قطر على خلاف مع السعودية وبالتالي مشروع قطري – إيران لمواجهة السعودية .
بمعنى أخر لا دلائل على "الممانعة"القطرية حتى لا وجود لها ، رغم التهليل الذي يقوم به بعض "الممانعين" من العرب واللبنانيين لها .. فهي مجرد دولة صغيرة تريد أن تلعب على حبلين متناقضين حفاظاً على وجودها، مرة تكون مع أميركا وإسرائيل وتقدم لهما المعونة العسكرية و اللوجستية والجغرافيا في الخليج العربي وأخرى مع إيران وسوريا ودولة حزب الله وتقدم لهم الدعم السياسي والمالي والإعلامي(قناة الجزيرة).

خلاصة الحديث عن "الممانعة" الكاذبة ، أن هاتين الدولتين ومعهم إيران ليسوا ممانعين وليسوا مواجهين إنما يسعون لتحقيق مصالحهم عن طريقة لعبة "شد الحبال" مع أعداء الشعوب كما قال الرئيس محمود أحمدي نجاد منذ أسبوعين في سوريا.

إعتدال؟!

أما دول "الإعتدال"العربية المصنفة من قبل شركة كوندي للأبحاث "العملوسياسية" فهي تتقاسم النفاق مع الدول "الممانعة" . لا أعتقد أنها منافقة ، بل تدعي الحقيقة ، فهي فعلاً معتدلة بالنسبة للمشروع الأميركي في المنطقة ، فمثلاً المملكة العربية السعودية "المعتدلة" عن حق تجاه السياسات الإمريكية المجرمة في المنطقة ، كما أنها معتدلة تجاه القضايا العربية وهذا أيضاً خاطىء ، هل هناك إعتدال أو وسطية في القضية الفلسطينية؟؟
من المفترض أن لا يكون ، هل هناك عتدال تجاه الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان؟؟
من المفترض أن لا يكون ... هذا الإعتدال المتخلف الذي لا نؤيده ، ينعكس تطرفاً وقمعاً تجاه الشعوب الوطنية لكل من دول الإعتدال العربية من مصر إلى السعودية والكويت والأردن والمغرب وتونس إضافة إلى ليبيا المنتقلة حديثاً إلى نادي "الإعتدال" بعد أن إنتهت لعبة "الممانعة" بحصولها على ما تريد وبيعها شرف أطفالها وقضائها على يد العقيد الأخضر.
فمصر العربية يحكمها رئيس منذ أكثر من خمسة وعشرين سنة وسجونها مليئة برجال السياسة المعارضين للحكم المباركي ونسبة الفقر تتماشي مع نسبة السكان بالإرتفاع والبطالة كذلك ونسبة الديمقراطية والحريات متدنية لأبعد الحدود ، فأين الإعتدال في ذلك؟
أما المملكة السعودية ، فلهذه اللحظة ما زالت المرأة تعتبر فيها كائن غير بشري ، ليس لها دور في هذه الحياة إلا أن تلبي رغابات زوجها الجنسية والذي بدوره يدور في دول العالم سعياً وراء اللذة الذكورية حتى أن الروايات الجنسية (إحدى عشرة دقيقة لباولو كويلو) أصبحت تذكر عرب الخليج وبالأخص رجال السعودية في أحداث الرواية و كيف أنهم على إستعداد كبير لدفع الأموال الكثير مقابل بضع دقائق سريرية أو كما يقول كويلو في روايته سالفة الذكر ، مقابل إحدى عشرة دقيقة .
كما أن التعصب الإسلامي المتزايد الذي أنتج شخصيات متعصبة سلفية أمثال بن لادن ومجموعات القاعدة أتى نتيجة هذا التحالف الضمني بين السلطة السياسية والدينية ، المتسترين على بعضهم البعض الملتقيين في شخص خادم الحرمين مما زاد من نسبة القمع فإنحرف الشباب السعودي عن السراط المستقيم ، مستلحقين بوعود الذهاب إلى الجنة بعد الممات وبمحاربة الكفرة المتمثلين بآل سعود ،كما أن فساد العائلة الحاكمة وكثرة أعدادهم وتلهي كل منهم بغرائزه وركضهم خلف شهواتهم التي تفجرت مع تفجر ينابيع النفط ، متناسين عدد كبير من الفقراء في بيوت الطين ليدعوا "الإعتدال" ، "إعتدالهم" خدمة للمشاريع الإمبريالية عدوة الشعوب. ولا يجب أن ننسى أن السعودية تملك أقوى الأسلحة في عصرنا الحاضر ، ألا وهو النفط فلماذا لا تستخدمه؟ قد يكون لحبها للإعتدال؟ ام لحب آل سعود للسلطة؟ إن سياسة المملكة الخارجية المتصفة "بالإعتدال" تضر بشعبها وتستعبده وتضر بالشعب العربي بشكل عام وترضخ للمرض الإمريكي ،الإستيلاء على العالم.
أما بقية دول "الإعتدال" فهي على شاكلة السعودية فالأردن لا يختلف عن مصر في شيء ، مملكة يحكمها ملك ويملكها في الوقت عينه ، عكس النموذج البريطاني الديمقراطي الذي تملك فيه العائلة الحاكمة إنما لا تحكم ، وفي الأردن أيضاً يستعد الأبن لخالفة والده بعد إطاحة الأخ ، بشكل كوميدي دراماتيكي مكرراً تجربة الملك حسين أي والده عندما أستبعد هو الأخر شقيقه وعلى ما يقول ماركس: التاريخ يعيد نفسه مرتين إنما في المرة الثانية بطريقة هذلية،كما أن نسبة التطرف الإسلامي مرتفعة جدا بعكس الديمقراطية وبعض قادة القاعدة من تلك البلاد كما أن ، فأين الإعتدال الذي تدعيه أمريكا لهذه الدول؟ وهي الدولة رقم واحد في الدفاع عن الحرية ولو على طريقتها!!؟

ينقسم عالمنا العربي بين دول "ممانعة" وأخرى "معتدلة" وفي الحالتين يعيش الشعب، الركيزة الأسياسية لأي كيان، تحت خط الفقر الديمقراطي ، الإجتماعي ، الإقتصادي ، والسياسي ، لأن الحاكم أكان معتدلاً أم ممانعاً يحكم بقبضة من حديد ليحمي مصالحه أولا ، لا مصلحة الوطن والشعب ولا مصلحة الأمة التي يدعي البعض الدفاع عنها ... "الإعندال" إعتدال الموقف في وجه المحتل و"الممانعة" ممانعة ضد حرية الشعوب.

فإلى متى يبقى شعبنا تائه بين الشعارات المثيرة؟!





#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب العلمانية اللبنانية وواقعها


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاصم بدرالدين - في الممانعة والإعتدال العربيين