أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة














المزيد.....

كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حينما اكتب عن الأكراد يبدو لي ـ على الأقل ـ أن امرهم غريب عجيب ، فكل المصادر تقول ان هذا القوم يشتهر بالشجاعة وشدة البأس ، وإن بلادهم تشتهر بوعورة تضاريسها وشموخ جبالها ، وإن ثقافة الأكراد تبدو متناغمة مع واقعهم الجغرافي . وكان هذا الأتفاق على الجغرافية يقابله تباين النظريات في تاريخ الشعب الكردي ، حيث تباينت التفسيرات عن اصول هذا الشعب ، منها تأصيلهم الى الميديين مثلاً ، وغير هذا ذهب الكتاب والمؤرخين شتى المناحي . ولا يسع لنا المقام هنا الى التطرق الى كل تلك الأفتراضات لكن منها ما هو غريب عجيب بإلحاقهم بالجن عن طريق إماء سليمان بن داود ( شرفنامة ومروج الذهب ) ، وفي المعارف لأبن قتيبة فيذكر أن الأكراد هم فضل من طعم ( بيوراسف ) وذلك اذ كان يأمر ان يذبح له كل يوم إنسانان ، ويتخذ طعامه من لحومهما ، وكان له وزير يقال له أرمائيل ، فكان يذبح له واحداً ، ويستحيي واحداً ويبعث به الى جبال فارس ، فتولدوا في الجبال وكثروا ..
وبعد هذه التفسيرات نقول :
نحن أبناء اليوم أمامنا الشعب الكردي قائم بذاته ويحمل هويته بين الشعوب والأمم ويطالب المجتمع الدولي بالحد الأدنى من المساواة بين الأمم في أن يكون له كيان ذاتي وشخصية مستقلة .
لقد ارتبط اسم الشعب الكردي بالمفهوم الذي نحته له مختلف الأطراف فتركيا تقول عنهم أتراك الجبال وبريطانيا كانت تقول عنهم :
انهم قوم غير متحضر فكان قائد جناح Gale للسلاح الجوي يقول :
إذا لم يتعلم الأكراد منا كقدوة أن يتصرفوا بأسلوب متحضر ، وجب علينا ان نؤدبهم . وكان ذلك يتم بالقنابل والرشاشات .
وصدام ايضاً سعى من أجل ترويضهم فأعمل فيهم القتل الجماعي التي ارتكبت بحقهم في عملية الأنفال السيئة الصيت ، أما موقف أمريكا من الأكراد فقد عبر عنه موظف أمريكي في اواسط التسعينات بقوله :
لدينا سمكات أكبر لنقليها والأكراد ليسوا سمكة كبيرة جداً .
في اعقاب الحرب العالمية الأولى وبعد تقويض الأمبراطورية العثمانية كان الشعب الكردي يعقد الآمال في تكوين كيانه المستقل أسوة بالأمم الأخرى ، لكن ذلك لم يتحقق بسبب إرادة بريطانيا التي كانت مصالحها النفطية تقضي بإلحاق ولاية الموصل مع العراق وعدم منح أي حكم للأكراد . فشكّل الأكراد دائماً ظاهرة غريبة في العالم الحديث ، كونهم أمة من غير وطن .
وإذا توخينا المقارنة بين كردستان وفلسطين او اسرائيل فسيكون لكردستان وضع خاص أيضاً فالشعب الفلسطيني يحظى بتأييد ودعم الدول العربية المجاورة والمنظمات الأنسانية الدولية . وأسرائيل التي يحيط بها الأعداء من كل جانب لكنها تحظى بتأييد ودعم الدول الغربية وأميركا . تبقى كردستان محاطة بدول متفقة على تقسيمها ، ويغيب عنها الـتأييد السياسي ومساعدات المنظمات الأنسانية .
إن هذا الواقع قد أجبر القيادة السياسية الكردية في مختلف المراحل بالأعتماد على القدرات الذاتية للشعب الكردي اولاً والتضاريس الجبلية المساعدة في حرب العصابات ثانياً ، وترك هذا الواقع بصماته على هذا الشعب فكان قدره ان يكون في دوامة من الثورات في تاريخه المعاصر ، وطفقت ثقافة الثورة ملازمة لخطابه .
الثورة مهما اختلفت بيئتها فهي معنية باتخاذ استراتيجية سياسية ودبلوماسية وعسكرية ، فالثورة لا يمكن ان تكون معلقة في الهواء إنما هي واقع معاش على الأرض يتفاعل مع الأطار العالمي والأقليمي والمحلي ، والثورة تسعى الى تغيير واقع غير مقبول وهي معنية بتجنب الوقوع في شباك العمليات الأرهابية .
إن اهم معاني الثورة وتفسيراتها ، انها ليست غاية بذاتها ، إنما هي تكتيكات هادفة لأنجاز استراتيجية مرسومة وتنتهي بعد انتهاء مهامها وهي تعبد الطريق امام تشكيل دولة المؤسسات والأدارة المدنية بغية دفع عجلة التقدم والتنمية نحو الأمام .
المشهد الأجتماعي والسياسي والأقتصادي في كردستان يشير الى نجاح المقاربة نحو دولنة الثورة الكردية ، وصيرورتها الى دولة المؤسسات والمجتمع المدني في ظل دمقرطة الحياة السياسية والأجتماعية .
من الأمراض السياسية لبعض الدول هي الأنصراف الكلي نحو البناء الأقتصادي وإهمال الجانب الديمقراطي ، وهذا يؤدي بالأخلال في عملية بناء دولة المؤسسات ، إذ ينبغي التنسيق في كل مفاصل الحياة منها الأهتمام في البنية التحية والخدمية وملازمة العملية الديمقراطية والبناء الأقتصادي .
إن كان ثمة صراع من اجل أستمرارية الثورة على حساب الغاء أو تأجيل الدولة فإن البلاد تبقى في أتون الصراعات ، وتختفي عملية البناء المطلوبة . إن الثورة على الحكم الملكي في العراق وأعلان الجمهورية قد أبقى الدولة العراقية اسيرة لبداوة الثورة ، فكان نبذ او أهمال الديمقراطية وعمليات التعمير والبناء ، وأدخل العراق في اتون الصراعات الداخلية والخارجية ، فمن التعامل الشوفيني مع القوميات العراقية وفي مقدمتها القومية الكردية ، فكانت هذه المعضلة قميص عثمان للتهرب من الديمقراطية والبناء العلمي للدولة العراقية الحديثة .
النظر بعدسة التفاؤل الى التجربة الناجحة لأقليم كردستان سينمو الأمل في نفوسنا في امكانية ترسيخ وانتصار الدولة العراقية على بداوة التقسيمات المذهبية والعرقية والدينية التي تحاول تمزيق هذه الدولة وإرجاعنا الى القرون المظلمة ، ونأمل ان يكون تفاؤلنا في محله .
حبيب تومي / اوسلو




#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برازيلي رئيساً للحكومة العراقية .. إنه مجرد اقتراح
- لماذا تغرد حكومتنا خارج السرب ؟
- لقد فعلها اسود الرافدين
- الأرهاب يحاول اغتيال لحظة فرح حققتها الرياضة العراقية
- قوات البيشمركَه تفعيل الحريات مع سيادة القانون
- سينودس القوش واجتماع عين سفني التفاهم خطوة مباركة
- مساجد بلجيكا وكنائس العراق
- في أقليم كردستان الدين لله والوطن للجميع
- بطريركية بابل على الكلدان بين مطرقة الأرهاب وتعنيف الكتاب
- ترفضون الحكم الذاتي والمنطقة الآمنة ، طيب أعطونا البديل ؟
- من يحمي المسيحيين من الذئاب البشرية ؟
- استشهاد القس رغيد كني والأسلام الأصولي ومحنة الأنسان العراقي
- المسيحيون والأقليات العراقية .. الحركة خير من البكاء والنحيب
- الأستاذ هوشيار زيباري تفاؤل مشوب بالحذر
- أحوال الأقليات الدينية في العراق من سيئ الى أسوأ
- هل نتوقف عن الكتابة في الشأن القومي الكلداني
- العراقيون في سورية وخيارات أحلاها أمَرْ من العلقم
- العراقيون في سوريا .. اين المفر ؟
- هل يحمل البيشمركة مفاتيح المشكلة الأمنية في بغداد ؟
- نهاية أسطورة صدام ومأزق الحكومة العراقية


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حبيب تومي - كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة