أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - انتخابات لبنان:انزياح المزاج الشعبي نحو إرادة الانتصار














المزيد.....

انتخابات لبنان:انزياح المزاج الشعبي نحو إرادة الانتصار


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2007 - 2007 / 8 / 14 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءت نتائج انتخابات المتن الفرعية، وكذلك انتخابات بيروت في لبنان مؤخراً، لتشكل رغم اختلاف المشارب والولاءات السياسية للفائزين فيهما، مؤشراً جديداً على حالة الانزياح في المزاج الشعبي لدى الشرائح التي ضُللت كثيراً منذ ما قبل اغتيال الحريري، عبر اختراع ثنائيات وهمية تدعو لخوض معارك ثانوية بالوكالة عن العدو الأساسي في واشنطن وتل أبيب.

فمثلما جاء فوز مرشح التيار الوطني الحر على الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل في المتن ضربة قاسية لتيار السلطة، الذي ينتمي إليه الأخير، بنتيجة دفع من خلالها ذلك التيار فاتورة الاستزلام للخارج الأمريكي الإسرائيلي، لم يشكل فوز مرشح السلطة (المستقبلي) في بيروت على مرشح حركة الشعب اختلافاً كبيراً في الدلالة على حالة الانزياح تلك، بدليل قلة نسبة الإقبال على الاقتراع التي لم تتجاوز 19%. ومفهوم هنا أن الامتناع عن التصويت هو تصويت بحد ذاته، بما يعكس حالة السأم والاستياء حتى لدى القاعدة الشعبية المفترضة لتيار السلطة من زعاماتها التي لجأت، بسبب إدراكها لهذه الحقيقة فيما يبدو، لكل أساليب الترغيب والتهديد، والمال السياسي، والابتزاز، والتضليل، والتزوير، ولكن دون جدوى، رغم امتلاكها لأجهزة الدولة وأدواتها.

وبينما يأتي هذا الانتصار انتصاراً لخيار لبنان الحر، المقاوم، الوطن، المستقل، السيد حقيقةً، وليس ادعاءً (سنيورياً) ضائعاً في متاهات الارتهان للخارج والاستقواء به، يجن جنون قيادات السلطة، الذين اعتقدوا أن مجرد الارتباط بواشنطن وتل أبيب وباريس، وتأجيج المشاعر الطائفية والمذهبية، كفيل بإنجاحهم في مواجهة الاستحقاقات الشعبية التي «قرفت» من كل مظاهر الخنوع والتبعية والتآمر على لبنان ككل، على حساب لبنان ككل.

غير أن العمى السياسي، أو بالأحرى الانقياد الأعمى، للمشروع الأمريكي الصهيوني، ، أفقد هؤلاء، تحت وطأة الخسارة المدوية، صوابهم ودفعهم لأن يحفروا قبور استمرارهم السياسي بأيديهم، مؤكدين أنهم سلطة فئوية طائفية بغيضة مستعدة لالتهام أبناء لبنان تباعاً حفاظاً على مواقعها وتنفيذاً لما هو موكل إليها خارجياً، لتلجأ بالتالي إلى إطلاق شعارات عنصرية ضد شريحة لبنانية أخرى، هي «الأرمن» وحزب الطاشناق الذي يمثل أغلبيتهم، بعدما سبق لها أن نزعت سمة الوطنية عن شريحة «الشيعة» في لبنان، وتحديداً لدى قواعد حزب الله.

ودفع العمى ذاته أقطاب تلك السلطة، من شاكلة السنيورة ووزير ماليته، لأن «يفضحوا» وجود شبكة اتصالات هاتفية خاصة لدى حزب الله، وهو أمر طبيعي ومتوقع وربما معروف في لبنان. فمن الطبيعي أن يكون لدى حزب الله وجهازه العسكري الذي تولى ولايزال الدفاع عن لبنان، كل لبنان، شبكة اتصالات هاتفية، وإلا كيف يتمكن من تلبية متطلبات القيادة والسيطرة؟ ولكن الكشف «السنيوري» عن تلك الشبكة حالياً، وبطريقة استعراضية، وكأنهم «جاؤوا برأس غليص»، يكشف عن مدى ضيق الأفق والعمالة لدى هؤلاء.

بعض المحللين في الغرب قالوا إن اللبنانيين في المتن «وقعوا في الاختيار الخطأ مرة ثانية عندما أوصلوا مرشح المعارضة دون مرشح السلطة»، واستشهد هؤلاء بمثال الانتخابات الفلسطينية التي أوصلت حماس على حساب عباس في الأراضي المحتلة. ومعنى هذا أن الغرب «المهووس بالديمقراطية» يرصد بدقة حالة الانزياح في وعي أبناء المنطقة والنتائج المترتبة على ذلك على أرض الواقع، خلافاً للاتجاهات التي تدفع إليها كل الماكينة العسكرية، والإعلامية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، الأمريكية-الإسرائيلية-الغربية، مستعينة بـ«المعتدلين» و«الليبراليين» و«الشرعيين» و«الدستوريين» ورافعي العلم الأمريكي، استفزازاً، في بعض شوارع لبنان...

إن نتائج الانتخابات في لبنان، وعلى الرغم من كونها فرعية، إلا أنها تشير إلى اتجاه الأمور هناك إلى مزيد من الاستعصاء والاحتمالات المفتوحة، ولاسيما في ضوء سلوك السلطة، قبل تلك الانتخابات، وفي أثنائها، وفي أعقابها، وهو استعصاء يبرز أمام واشنطن وتل أبيب اللتين تعانيان من استعصاءات مماثلة في الأراضي المحتلة، لن يجدي معها التلويح بإقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة وحسب، واستعصاء آخر في العراق، ذو طابع عسكري ترتفع فيه فاتورة الخسائر البشرية لدى قوات الاحتلال، ولن تجدي معه العربات المدرعة السبعة آلاف التي طلبتها تلك القوات من قيادتها، حماية لها، واستعصاء ثالث في سورية الثابتة على مواقفها الخارجية، ملوحة بالخيارات العسكرية لاستعادة الجولان، واستعصاء رابع مع إيران، التي تؤكد أنها لن تتزحزح في مسألة حقوقها النووية، وربما استعصاء خامس في مصر، ولكن على المستوى الشعبي، الذي عادت بعض أوساطه، ولو على مستوى ضيق لترديد أغاني الشيخ إمام. ويعكس كل ذلك في مجمل وجوهه جوانب من أزمة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، دون أن يعني هزيمته الكلية.

ومع بروز المزيد من معالم الاستعصاء تلك، فإن السؤال التلقائي الذي يفرض نفسه هو مرة أخرى: إلى أين ستمضي الأمور؟ وهل سيتبع قادة واشنطن وتل أبيب، وحلفاؤهم وأزلامهم، العقل و«تخونهم الشجاعة» ليتراجعوا؟ أم سيمضون في مخططاتهم، محكومين بأزمتهم نحو المجهول، بالنسبة إليهم، والمحكوم بالانتصار بالنسبة للشعوب والتيارات الوطنية في قياداتها، إذا ما أحسنت التحضير والتدبير، معبرة عن إرادة الشعوب في التحرر والمقاومة والكرامة، مستلهمة تراثها الغني في ذلك، والذي لم ولن يكون آخره الانتصار العظيم في تموز 2006.

■ عبادة بوظو

[email protected]




#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي نمو نريد؟؟
- د. كمال خلف الطويل لقاسيون:مغامرو المؤسسة الأمريكية الحاكمة. ...
- الخطر الاستراتيجي القادم
- «رَشّ انبز»... بس على مين وليش؟
- الأزمة الفلسطينية... استعصاء عابر أم مأزق دائم؟
- تخدير «سلمي» لمسار «عدواني»
- الوصفة القاتلة لصندوق النقد الدولي .. إلغاء الدعم والتضخم ال ...
- في ذكرى معركة ميسلون المجيدة.. كم مشينا على الخطوب كراما وال ...
- الوافد الجديد.. حذار
- رباعي غير «وتري»
- أطول حروب التاريخ
- هزم في مارون الراس.. فأطل من «العربية»!
- يسار در.. أمام سر..
- العميد «محمد أمين حطيط»:ما يحدث اليوم.. سيؤسس لمئة عام من ال ...
- سنة على «حرب تموز المجيدة» والمقاومة أكثر قوة
- الحكومة.. من الإعلان إلى النتائج
- إعتذار إلى البنك الدولي،وشكر لوزير الاقتصاد والتجارة... وبشر ...
- ظاهرة الفقر والإفقار- مصر نموذجاً
- العراق: ثلاثية التفتيت، والنهب، والأطماع
- القضايا الوطنية بين «حرق المراحل» وتحضير «البدلاء»..


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - انتخابات لبنان:انزياح المزاج الشعبي نحو إرادة الانتصار