أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - مقترحات لتعديل الاستراتيجية الأمريكية














المزيد.....

مقترحات لتعديل الاستراتيجية الأمريكية


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكنز دراسة لكل من مارتن اندك وتمارا كوفمان تحت عنوان إعادة التوزان في الشرق الأوسط .. نحو استراتيجية بناءة للاحتواء ، وهدف تلك الدراسة هو تلمس مقاربات جديدة للاستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية ، وفي حين مازال كثير من النخب العربية غير مصدق لحجم وعمق مأزق السياسة الأمريكية في المنطقة ربما لايريد ان يصدق بعد أن وضع رهانه على القوة الأمريكية القادمة فان مراكز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية قد تجاوزت بالفعل مسألة الاعتراف بفشل الاستراتيجية الأمريكية الراهنة ،فحسب الدراسة المقدمة من قبل اندك وكوفمان بتاريخ 21 تموز 2007 يجب الاعتراف بعدم نجاعة الأداة العسكرية في حل مشاكل المنطقة وبالتالي العودة للأدوات الديبلوماسية ، وكذلك استعادة استراتيجية الاحتواء المزدوج ، حيث يتم تأمين المصالح الأمريكية في المنطقة ليس عن طريق القوة المجردة ولا عن طريق مجرد التحالف مع فريق ضد آخر ولكن عن طرق الامساك بخيوط ديبلوماسية مع طرفين متصارعين يؤمن بقاء صراعهما حالة ضعف عامة في المنطقة العربية وحاجة ماسة للدعم الأمريكي ، فالاستراتيجية الجديدة المقترحة برسم الرئيس الأمريكي القادم -وهي بالتأكيد استراتيجية ما بعد الانسحاب الأمريكي من العراق رغم ان الدراسة لم تقل ذلك بصريح العبارة- ليست مؤسسة على الانحياز للدول العربية المعتدلة انحيازا تاما وخوض الصراع لتحطيم المعسكر الآخر بل على الاعتراف بالوجود الواقعي للمعسكرين وتغذية عوامل الانقسام بينهما ، فبدلا من مهاجمة ايران وتدمير قدراتها النووية تقترح الدراسة اتباع دبلوماسية حذرة مع إيران تقوم علي الضغط من أجل وقف برنامجها النووي ، وفي المقابل دعم قوي الاعتدال في العالم العربي، والتي يمكنها أن تقف في مواجهة النفوذ الإيراني، وتمنع انتشار التيارات الراديكالية في المنطقة. وهو ما يمكن تحقيقه من خلال دفع عملية السلام بين العرب وإسرائيل، وتقوية التحالف بين الطرفين من أجل مواجهة إيران .

يستبطن ذلك التفكير التسليم ببقاء بعض النفوذ الايراني في العراق خاصة والمنطقة العربية عموما ، مايهم هو موازنة ذلك النفوذ ببناء تحالف مضاد وهي سياسة مشابهة لسياسة الاحتواء المزدوج التي مارستها الولايات المتحدة خلال الثمانينات من القرن الماضي حين شجعت تفجر الصراع بين ايران والعراق واستمرار ذلك الصراع ثماني سنوات ، ولعل أهم فارق بين تلك السياسة والسياسة المقترحة اليوم هو السعي لابقاء الصراع بين الخصمين ضمن حدود دنيا من المواجهة العنيفة بسبب الخوف من خروج الصراع عن السيطرة في ظل وضع يتسم بانحسار الهيمنة الأمريكية على المنطقة ، وتشير الدراسة لذلك بطريقة غير مباشرة يجب احتواء الحرب الأهلية في العراق، وذلك من أجل منع وصول الانفجار الداخلي إلي بقية أرجاء المنطقة العربية .

لنلاحظ كيف يتم دمج الوضع بالنسبة للصراع العربي – الصهيوني باستراتيجية الاحتواء المزدوج المقترحة ، فالاستراتيجية بحاجة لنوع من تفاهم بين الدول العربية المعتدلة واسرائيل لمواجهة الخطر الايراني ، ولبناء مثل ذلك التفاهم ينبغي لاسرائيل السعي للتهدئة وتقديم بعض التنازلات ليست تنازلات حقيقية وهامة بالضرورة وينبغي للعرب المعتدلين الاهتمام ببناء جسور مع اسرائيل أكثر مما فعلوا حتى الآن .

نلحظ في الدراسة بعض الغموض تجاه سورية حيث لم تذكر ضمن المعسكر الذي يضم ايران بطريقة حاسمة ، وهناك اشارة نحو العمل لفك تحالفها مع ايران تجديد الجهود الخاصة بحلحلة الصراع العربي – الإسرائيلي وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من فك ارتباط سوريا بإيران ، وبعد ان كانت الاستراتيجية الأمريكية للمحافظين الجدد قد أخذت على عاتقها نشر الديمقراطية بالسيف في المنطقة العربية ، تتحدث المقترحات الجديدة عن انتهاء ذلك الحلم واستبداله بهدف أكثر واقعية هو السعي لبناء الجسور بين الحكومات والشعوب واقناع الحكومات بأجندة اصلاح سياسي واقتصادي طويل المدى ، وبترجمة ذلك الكلام المنمق للغة أكثر صراحة ثمة اعتراف بفشل عسكرة العولمة من جهة وارتداد نحو سياسة كانت متبعة في الواقع قبل تلك الموجة الحمقاء تتمثل في السعي لتوسيع العولمة بوسائل ديبلوماسية واقتصادية أساسا دون ان ننسى المكائد السياسية والجهد الاستخباراتي .

بالنسبة لنا ينبغي دراسة المقترحات الجديدة للاستراتيجية الأمريكية بحذر ، فما هو مطبق حتى الآن هو استراتيجية المحافظين الجدد ، وأصحاب تلك الاستراتيجية مازالوا في مركز القرار ، ولا أحد يعلم كيف يفكرون في الخروج من مأزقهم الكبير في العراق .

في الحقيقة لاتعدو دراسة اندك –كوفمان عن كونها محاولة من جملة محاولات كثيرة لاستباق فشل استراتيجي ارتسمت معالمه بوضع مخارج للمحافظة على المصالح الأمريكية في المنطقة في الفترة القادمة، لكن الممسك بدفة السفينة في البيت الأبيض مازال يفكر بطريقة مختلفة ، ومنذ الآن وحتى يتم استبدال الطاقم السياسي الحالي للادارة الأمريكية بضوء الانتخابات القادمة سوف تبقى كل الاحتمالات مفتوحة بما في ذلك أسوأها أعني الهروب نحو الأمام بتوسيع دائرة العنف واشعال حروب جديدة .

من وجهة نظر عربية يفترض الابتعاد عن الانزلاق للاستقطاب الذي تسعى له الولايات المتحدة ، وجسر المسافة بين ايران والدول العربية ، واطفاء نار الفتنة المذهبية ومحاصرتها ، والاصرار على اولوية الصراع العربي – الصهيوني ، وعدم تقديم الجوائز المجانية للكيان الصهيوني ، والمحافظة على روح المقاومة وأدواتها في كل من فلسطين والعراق ولبنان .




#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في انعكاس أحداث غزة في التفكير السياسي الأمريكي- روبرت ...
- زلازل مابعد العراق
- تدويل لبنان مقدمة لتدويل سورية
- ليس باسمنا
- هل يمكن الاستمرار في تجميد الاصلاح السياسي في سورية
- أسوأ من استبداد
- المعارضة السورية والخروج من النفق
- في عشق المدن
- ازمة العلاقة بين الرجل والمرأة في الاسطورة التاريخية - الجزء ...
- رحيل مناضلة - نجود اليوسف الكلاّس
- الأبعاد الاستراتيجية للحرب القادمة
- ليبرالية العولمة
- زمن الفجور السياسي
- آفاق الصراع السياسي في لبنان
- مأزق أصدقاء أمريكا في المنطقة
- انبعاث الأدوار الاقليمية في المنطقة العربية
- أثرالفشل الأمريكي في العراق في توازن القوى في الشرق الأوسط
- مقاومة بدون ديمقراطية هل ذلك ممكن ؟
- من سينجز المهمة الليبرالية ؟
- من الليبرالية الى الطائفية


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - مقترحات لتعديل الاستراتيجية الأمريكية