أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - رمضان متولي - نقابة للصحفيين أم جهة إدارية














المزيد.....

نقابة للصحفيين أم جهة إدارية


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 11:05
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


العمل النقابي مسئولية كبيرة أثبت أعضاء مجلس نقابة الصحفيين المصريين أنهم غير مؤهلين لتحملها، بل أنهم صرحوا بذلك علنا ضمن المبررات التي يسوقونها لرفض انضمام الصحفيين العاملين في صحف تصدر بتراخيص أجنبية في مصر.

فمسئولية العمل النقابي تفترض في أي مؤسسة نقابية أنها تنظيم طوعي للعاملين في المهنة الواحدة مهمته الدفاع عن مصالح هؤلاء العاملين وتحسين شروط عملهم في المقام الأول والوقوف بجانبهم عند محاولة أصحاب العمل العصف بحقوقهم بغض النظر عن هوية صاحب العمل أو اللافتة التي يعمل تحتها.

ومع ذلك، يرفض مجلس نقابة الصحفيين الحالي بقيادة الأستاذ جلال عارف أن يتحمل مسئوليته في الدفاع عن الصحفيين، ويحاول التخلص من هذه المسئولية برفض انضمامهم إلى النقابة من الأساس بدعوى أن صحفيي جرائد المال ونهضة مصر والعالم اليوم يعملون في صحف تصدر بتراخيص أجنبية.

إن هذه الحجة الكوميدية لا تستطيع أن تخفي تخاذل مجلس النقابة تجاه مسئولياته. فكيف نتصور مثلا أن يقرر مجلس نقابة عمالية رفض انضمام العمال الذين يعملون لدى فرع لأحد الشركات الأجنبية في مصر على أساس هوية الشركة! هذا الموقف يصل إلى حد الخيانة للعمال ويمثل تواطؤا من مجلس النقابة مع ملاك المصنع أو الشركة لحرمان هؤلاء العمال من مظلة الحماية النقابية.

هذا بالضبط ما فعله مجلس نقابة الصحفيين الحالي الذي تخاذل عن مواجهة كل ما يتعرض له الصحفيون من عصف بحقوقهم وحرياتهم، من أول التوسع في القوانين التي تجيز سجن الصحفيين إلى الغرامات الكبيرة التي فرضت عليهم في جرائم النشر، علاوة على إهانة الصحفيات أمام نقابتهن على أيدي الأمن وبلطجية الحزب الوطني، وتحول إلى جهة إدارية عملها الأساسي هو الإشراف على أموال النقابة وإنفاقها ومواردها علاوة على إصدار تراخيص مزاولة المهنة التي أضاف لها بدعا لا أصل لها في القانون ولا في مبادئ العمل النقابي حتى يستبعد صحفيين مصريين يعملون في صحف تصدر في مصر من عضوية النقابة.

عندما خرج الزملاء في جريدة المال وقاموا بوقفة احتجاجية أمام مبنى النقابة يوم الثلاثاء الماضي عند الاحتفال بيوم الصحفي، تحرك رجال الأمن في البداية لمحاصرة مدخل النقابة كالعادة عند مشاهدتهم لأي تجمع، وبعد دقائق قليلة أدرك رجال الأمن عبثية الموقف الكافكاوي الذي وجدوا أنفسهم فيه، فلم تكن الوقفة الاحتجاجية هنا ضد الحكومة التي تسجن الصحفيين وتصادر الحريات، بل كانت ضد مجلس النقابة الذي يفترض فيه الدفاع عن الصحفيين وعن حرية التعبير، بالذات لأن مجلس النقابة يرفض تحمل هذه المسئولية، فانصرفوا وفضوا حصارهم شامتين.

وهناك، للأسف الشديد، زملاء يكملون الدور الذي يلعبه مجلس النقابة، ويساندون موقفه الغريب، حيث كتب الأستاذ سعد هجرس في جريدة العالم اليوم يوم الأربعاء الماضي قصيدة مدح في مجلس النقابة، وتجاوز عن مبادئ العمل النقابي لينقل المشكلة إلى القانون، ويطالب بتعديل القانون.

هذا الموقف شديد الغرابة من الأستاذ سعد، حيث يعاني زملاء في جريدة العالم اليوم وجريدة نهضة مصر من نفس المشكلة، وبدلا من أن يستميت في الدفاع عن حقنا وحق هؤلاء الزملاء في الانضمام إلى النقابة، وحق الصحفيين المصريين في أن يكون لهم نقابة حقيقية وليست جهة إدارية أو جمعية خيرية لإدارة صندوق الرعاية الاجتماعية للصحفيين، بدلا من ذلك كله، يفخر الأستاذ سعد بأنه لعب دور كاسري الإضراب ووجه الزملاء في نهضة مصر إلى عدم إعلان احتجاجهم في يوم الاحتفال، وفي نفس الوقت كال المديح لأعضاء المجلس الذين تجاهلوا دورهم كنقابيين وتجاوزوا عن مبادئ العمل النقابي حتى لا يتحملون المسئولية التي انتخبهم الصحفيون من أجلها.

لابد أن نؤكد على تضامننا في جريدة المال مع زملائنا في جريدتي العالم اليوم ونهضة مصر بغض النظر عن محاولة البعض استمالة مجلس النقابة أو عقد صفقات جانبية مع أعضائه لتجزئة موقفنا أو إضعافه. إننا نؤكد لهؤلاء الزملاء على استعدادنا لأن نسير معهم حتى النهاية من أجل أن ننتصر لنقابتنا ضد نقابتهم، لأن نقابتهم هم تختصر العمل النقابي في أعمال إدارية تختص بجمعية منتفعين وتبتعد عن المسئولية الأساسية في حماية ورعاية حقوق الصحفيين سواء العاملين في جرائد مصرية أو جرائد أجنبية تصدر في مصر.
قانون النقابة الحالي بكل تأكيد تجاوزه العصر، ومع ذلك مازال هذا القانون أفضل كثيرا من اللائحة غير القانونية التي يعمل على أساسها مجلس النقابة، ورغم بعض البنود التي وردت في القانون والتي تربط النقابة بالنظام السلطوي الذي ساد في الستينيات والسبعينيات، إلا أنه في مجمله أكثر ديمقراطية بكثير من لائحة المجلس الحالي، التي يعمل على أساسها رغم عدم عرضها على الجمعية العمومية. فهذا القانون يسمح للصحفيين العرب والأجانب الذين يعملون في مصر بالانضمام إلى نقابة الصحفيين المصريين، أما لائحتهم فإنها ترفض الصحفيين المصريين الذين يعملون في مصر لمجرد أنهم يعملون في صحف تصدر بترخيص أجنبي، ورحم الله قوما كانوا يعقلون ويدركون مغزى العمل النقابي ومبادئه.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقابة الصحفيين تتحول لجهة إدارية تعاقب الصحفيين على سلوك الإ ...
- الصادرات المصرية حصان خاسر في سباق التنمية
- الانتخابات البرلمانية 2005: فزع السلطة وفزاعة الإخوان المسلم ...
- الاشتراكيون الثوريون تحالفوا مع الإخوان … يا لهوي!
- أزمة النظام الحاكم في مصر واحتمالات الانتفاضة - 1
- العمل المشترك بين اليسار مشروط بوحدة الرؤيا والهدف
- لن يموت فينا الأمل … ولكن!
- خرافة تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها من الحكومات المستبدة
- كفاية ظاهرة إعلامية وخطابها مسخرة، وأسعد التعيس سعيد باغتراب ...
- كفاية – دجل الرؤية الذاتية للتغيير وجدل الواقع
- الوجه الآخر للحرب الأنجلو-أمريكية ضد العراق وأفغانستان
- عام على الاحتلال الأمريكي للعراق نهاية الحرب الباردة والإمبر ...
- رسالة سندباد اليانكي – أيها الراعي، لابد أن تنسى
- الأزمة في هايتي وخرافة الديمقراطية الأمريكية في العراق - تصح ...
- أوهام وحقائق مشروع الشرق الأوسط الكبير
- تفجيرات أربيل وحق الأكراد في تقرير المصير
- أحيانا أندهش!
- متى تكون الديمقراطية من مصلحة الأمريكيين في العراق؟
- محكمة بلا ذراعين، وقادة بلا أنصار!
- طريق التغيير لا يمر عبر -مرآة أليس


المزيد.....




- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...
- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - رمضان متولي - نقابة للصحفيين أم جهة إدارية