أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - ثقافة الغدر ...















المزيد.....

ثقافة الغدر ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 07:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثقافــة الغـدر ... مـا ورثـه السياسيون مـن السياسيين ... نقلـوه الينـا عبـر سنوات التسلط البعثي ’ بعـد ان انجزت تدمير اللحمـة الأخلاقيـة والجميل من الأعراف والقيم والتقاليد الموروثـة داخل المجتمـع العراقـي .
سقط النظام البعثي كسلطـة ’ وتواصلت اضراره رداءة اخلاق وممارسات واساليب ملتويـة مؤذيـة ’ وكذلك عناصـر مجرمـة توزعت ادواراً تخريبيـة داخل العمليـة السياسيـة ’ التي ولدت معاقـة اصلاً تحمل في احشاءهـا رمـوز وكيانات مصابـة حـد العظـم بأعراض الأوبئـة البعثيـة ومنهـا بشكل خاص ثقافـة الغـدر .
دخـل الأمريكان العراق احتلالاً يرتدي عباءة التحرير ’ استقروا فيـه وكأنهـم اكتشفوه او وجـدوه متروكاً على قارعـة طريق الأطماع والمشاريع والمخططات ’ فأستولوا عليـه وكأنـه معزولاً بلا اهـل تجمعهم فيـه الغيـرة والحميـة والتمسك بعـروة الكرامـة والسيادة وعـزة النفس والأرتباط الروحـي في الأرض ... بلا ردود افعال او رفض واعتراض مفقودين فيـه مثلما هو مفقود فيهـم ’ عينوا ( سلطـوا ) عليـه زمـر هجينـة مـن فضلات الوكلاء والسماسرة والمرتزقـة منزوعـي الأعراف والتقاليد والقيم الوطنيـة والأنسانيـة ’ لا هـم لهـا الا اخـذ حصصهـا معاشـاً مـن ذلك الوطـن الجريح والمعثور عليـه صـدفـة ’ تتسولـه عنـد ابواب المندوب السامـي الأمريكـي داخـل قفـص المنطقـة الخضـراء .
الغـدر الخيانـة العمالـة والتبعيـة .. حنث العهود واللعـب على الحبال بوجـوه متعددة ’ تلك ابـرز تقاسيم مـوت الضميـر وعطـب الوجـدان وتحلل القيم وخـراب الأخلاق ’ ومثلمـا كان البعث وكيلاً سمساراً منفـذاً مطيعاً للأجندة الخارجيـة بأطماعهـا ومشاريعهـا وغمـوض وقسوة مخططاتهـا ’ قـد توارثت وواصلت اغلب وجـوه العمليـة السياسيـة الراهنـة واجبات واخلاق وممارسات وسواد التاريـخ ورذائـل غـدر الأنسان والوطـن مــن الرمـوز الساقطـة للنظـام البعثـي العنصـري .
تمامـاً مثلمـا كان البعث يمارس ادواره القذرة عبـر دسائس التحالفات والجبهـات والأتفاقات والتعهدات مصائـداً للأيقاع بالأخرين وغدرهـم والناس والوطـن معهـم ’ امامنـا الآن ظاهـرة مخيفـة ’ وقـد تجذرت عـادة مألوفـة مدعاة للتباهـي لكثـرة تكرارهـا شطـارة .
القيادات داخـل الحزب الواحـد وفـي اضيق حلقاتـه القياديـة يتآمـر ويغدر بعضهـم في الآخـر ويحاول اسقاطـه ثم التنكيل والتشهير بـه دون رحمـة ’ المتحالفون احزاب وقوائم وكتـل تغدر ببعضهـا مساومـة وبيعاً فـي اول صفقـة قوميـة او طائفيـة ومذهبيـة رابحـة فـي اعتقادهـم مـع انهـا خاسـرة فـي جميع الحالات .
مجلسـي الرئاسـة والوزراء بؤرة للتناقض والغدر والأحتراب والدسائس والأيقاع بالأخـر وتسفيهـه وعرقلـة دوره ’ مجلس النواب للكسـل واللااباليـة كلصـوص الليـل يتقاسمـا الأسلاب ــ هذا لكم وذاك لنـا ــ ونتوكل على الله لسرقــة المزيد ... الوزارات والمؤسسات الأمنيـة والأجتماعيـة اغلبهـا مصابـاً بأعراض الأختلاس وسرقـة وتهريب ثروات الوطـن وشفــط الشحيـح مـن ارزاق الناس ... الجميع مصاباً بأعراض الترقب السلبـي لمـا يحدث مـن خراب للوطـن ومـوتاً يوميـاً للنـاس ’ قساة لا تحرك فيهـم المآساة ضميـراً ولا تلسع وجداناً ولا توقـض عبـرة وكأن المسؤول صخـرة والضحايـا مجـرد ارقامـاً والكارثـة مسرحيـة .
مـن اجل دوام المأزق وبؤس الحال والتسابق على الرذائـل وتجنب المسؤوليـة شكلت اطراف ما يسمى بالعمليـة السياسيـة مليشياتهـا المسلحـة وفرق الموت السريـة وزمـر الأغتيالات ورواد التصفيات الليليـة مـن بقايا مجرمـي الأجهزة القمعيـة للنظام البعثي السابق وشلل محترفـي الأجرام الدي اطلق سراحهـم صدام حسين لتلويث المجتمـع العراقـي ’ وفتحت مقرات احزابهـا ومؤسساتهـا على مستوى القيادات والقواعـد بيوتأً واوكـاراً لمخابـرات الدول الكبـرى والصغرى المجاورة والبعيـدة ...الشعب والوطن محاصـراً معذباً مغدوراً بهـم وبكـل اشرار الطمـع .
امريكـا التـي تقف وراء مجمل تفاصيـل لعبـة ( فـرق تسـد ) وجهزت رموزهـا واجوائهـا ومعطياتهـا واخلاقياتهـا واوقعت اغلب اطراف وكتـل العمليـة السياسيـة فـي مستنقـع ثقافـة الغـدر والغموض والألتواء وتقسيط نتائـج الكارثــة .
القاعـدة فـي كل مكان .. مليشيات الضاري وجيش المهدي فـي كل مكان .. جيوش اللـه ومحمـد وعمر والأسلام والفضيلـة والأمـر بالمعروف ومختلف فـرق الموت وزمـر الأغتصاب في كل مكـان ’ جميعهـا تدعـي كـره بعضهـا ودفاعهـا عـن القوميـة او المذهب لكنهـا لم تتقاتـل مواجهـة لبعضهـا ’ بـل شهيدهـا الوحيـد دائمـا هو العراق شعباً ووطنـاً ’ واذا ما تأملنـا الحالـة جيداً فسنجـد ان الـذي فـي كـل مكـان هـي امريكـا وبجانبهـا دول الجوار شريكـاً عروبيـاً كان ام طائفيـاً توابعـاً فـي مؤسسات لعبتهـأ ’ الأدوار المحليـة ليس اكثـر مـن حـوافـر الوجـه الأقبـح للعبـه تـردح على صـدر العـراق .
ـــ مـن هي القاعـدة : من شكلها مولهـا وادخلها العراق ليوزع ادوارها ويعين قياداتهـا وهمية كانت ام حقيقية.. ؟
لا نعلــم سوى اثارهـا مـوتاً يوميـاً وخراباً متواصلا ً .
ـــ مـن هـو جيش المهـدي : بمقتـداه وملتحيـه وعابثيـه ومستهتريـه ... مـن شكلـه وسلحـه ويدفـع لـه ويضمـن استمراريتـه ويحـدد ويوقـت ادواره المتناقضـة المؤذيـة ... ؟
لا نعلـم ... سوى ان الوطن والشعب يـدفع ضريبتـه المكلفـة .
ـــ مـن همـا الضاري والهاشمي والمطلك والعليان والدليمـي والقائمـة تطول : مـن يسلح جيوشهـم ومن يرسـم ادوارهـم ويمولهـم ويدعمهـم بالأموال والأعلام وفتوات شرعنـة الأبادة على الهويـة وكذلك تجهيزهـم بالمفخخين والمفجرين والأنتحاريين والذباحين ’ ومـن فتـح لهـم ابواب العمليـة السياسية ليمارسوا الأزدواجية الذكية المدمـرة لأدوارهـم’ وفتح الشبابيك للتسلل الى الشارع العراقي ليفجروا الناس ويدمروا الوطـن وينشروا الفوضى والرعب والخوف فـي نفوس وحياة العراقيين ... ؟
لا نعلـم ... سـوى انهـم اصبحوا في وضع يفرضون فيـه شروط موتنـا ودمار وطننــا .
ــــ مـن سـرق ويسـرق الأموال ويهرب الثروات ويستحوذ على بقايـا ارزاق الناس ويعـمم الفوضى المدمـرة للفسـاد والأختلاس داخـل مفاصـل الدولـة والمجتمـع ’ مـن المسؤولين الكبار وحتى الفراش البسيط ... ؟
لا نعلـم ... سـوى ان الأخلاقيـة الأنفجاريـة للفرهـود دخلت صفحـة الرذائـل للتاريخ تحت اسم مرحلـة الحواسم .
ـــ مـاذا بين امريكـا وايـران وسوريـا وتركيـا وبين السعوديـة والجميـع وموقع الأردن ودول الخليج ومصـر وجامعتها العربية وادوار الجميع فـي تدميرالعراق وتعذيب العراقيين’ اين يقف الجميع مـن تلك اللعبة القـذرة ... ؟
لا نعلـم ... لكنـه الغـدر بكـل قباحاتـه وعذاباتـه .
نعلـم فقـط : ان مأزق العراق قاتل .. والشعب فـي محنـة وحالـة يرثى لهـا ’ والموت اليومي في حالات ونماذج ووتيرة غيـر مسبوقـة فـي تاريخ الجرائـم الكونيـة.. والأنهيار النفسـي والمعنوي للمواطن العراقي تجاوز حالات الأذلال والمهانـة ومسـخ الأدميـة .
الكل يتكرش على حساب عافيـة العراق ’ ولـم يبقى امام العراقيين الا ان يستعينـوا بوعيهـم وارادتهـم ووحـدتهـم لينقذوا عراقهـم مـن مأزقـه فـي النفق المظلـم وبيئـة الغـدر وتناسـل الرذائـل .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايجوز هذا ... ؟
- بين مطرقة الأسلامي وسندان العلماني ... ؟
- بدعة الكبار والصغار في الثقافة العراقية
- يا حزن موت شتهيتك
- المثقف وانتفاضة المهجر
- عرس الأنتفاضة في برلين
- ايها الزعيم الخالد
- عراقية انتفاضة المهجر
- اهلنا في العراق ... اهديكم دموعي
- انتفاضة الخارج : وفاءً للداخل
- مدينة الشناشيل
- الوحدة الوطنية : بين الأهداف والتشويهات
- من يفجر ... ومن هذا الذي يستنكر ... ؟
- وفاءً لثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية
- عندما يتنفس الوطن برئة المثقف
- انكم تعيدون قتل موتانا
- العن اللعبة ومن يلعبها ...
- د موع ولد الخا يبه
- هل مات الجنوب في الجنوب ... ؟
- لماذا نفرش الوطن في مبغاهم ... ؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - ثقافة الغدر ...