أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - بولس رمزي - الاسلام دين ودوله















المزيد.....

الاسلام دين ودوله


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2006 - 2007 / 8 / 13 - 02:17
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


تحت شعار " الاسلام دين ودوله " الذي تؤيده اغلب الدساتير العربيه ومنها الدستور المصري الذي تنص الماده الثانيه فيه علي " الاسلام دين الدوله ومبادئ الشريعه الاسلاميه هي المصدر الرئيسي للتشريع " وصلنا لمرحلة تحتاج عندها الي وقفه جاده مع النفس لنقرر اتجاه بوصلتنا للوقوف عند مفترق طريقين متعاكسين لكي نحدد عندها في اي اتجاه نحن ماضون وفي اي اتجاه سوف يكون صالحنا وصالح تقدمنا وتطورنا وتجانسنا وخلق قاعده مشتركه تمكننا من التعايش مع العالم المحيط بنا من جميع الاتجاهات لسنا في جزيره منعزله عن العالم الطريقان اللذان لابد لنا الان وليس غدا ان نحدد في اي طريق منهم سوف نمضي هما :

الاتجاه الاول : تعزيز مبدأ الاسلام دين ودوله والمضي قدما في تعزيز بناء الدوله
الاسلاميه وهذا الخيار هو الاختيار الاسهل
الاتجاه الثاني : تصحيح مسارنا وتعزيز قيام الدوله المدنيه وهذا الخيار هو
الاصعب حيث ان الحكومات العربيه سوف تواجه صعوبات جمه


وهنا علينا مناقشه جاده لكلا المسارين بمنتهي الحياديه والموضوعيه والوقوف علي مخاطر كلا المسارين ودق ناقوس الخطر الذي قد ينتج في كلا الاتجاهين ومواطن القوه والضعف لكليهما


أولا – منافشة الاتجاه الاول الذي يعزز مبدأ الاسلام دين ودوله

مجتمعاتنا العربيه بصفه عامه والمجتمع المصري بصفه خاصه ماضيه بخطوات مسرعه نحو هذا الاتجاه حيث انني عندما امشي في الشارع المصري ينتابني شعورا قويا بالغربه في بلدي فأنني اشعر بانني كانسان قبطي بان الاقباط يمثلون جاليه اجنبيه داخل بلدهم مصر واعتقد ان هذا الشعور ينتاب كل قبطي يعيش في مصر وذلك بسبب المظاهر التاليه:

أ‌- اذا انتقلت من مكان لآخر مستخدما سيارة تاكسي تشعر بأنك لست داخل سياره لنقل الركاب ولكنك تشعر بانك داخل احد المساجد وعليك ان تقبل هذا رغما عنك والا سوف تكون من الكافرين الواجب قطع رقابهم ولا بد عليك بان تتصنع بالرضا التام بهذا والا تظهر الامتعاص والتململ حيث أن سائق التاكسي كل فتره ينظر اليك بتمحص من خلال المرايه العاكسه لكي يتحقق من خلال تعابير وجهك انك غير معترض علي هذه التسجيلات التي تلعن جدود اللي جابو اليهود والنصاري وتنعتهم بافظع العبارات تنعتهم بانهم احفاد القرده والخنازير تارة وتنعتهم بالكفر والفسوق والفجور تارة اخري

ب – في حالة ركوب اتوبيس السوبر جيت وهي مازالت شركه قطاع عام تشرف
تشرف عليها الدوله فانك تجد نفس الشئ في هذه الوسيله

ج – وكذلك الامر في مترو الانفاق فاذا ركبت في العربات العامه تجد الملصقات الاسلاميه في كل شبر من جدران عربات المترو اضف الي انك تشعر وانك داخل قاعه لتحفيظ القران كل واحد ممسكا لقرآن من الحجم الصغير اخذا في تلاوة القران بصوت مرتفع وتتداخل الاصوات في جميع الاتجاهات داخل عربة المترو حيث انك لايمكنك تمييز ما يقال الا انه تنتابك حاله من الصداع الناتج عن هذه العاده التي في شكلها عاده ممتازه حيث ان قراءة القران في حد ذاتها لا اعتراض عليها لكن ان يكون اكثر من عشرون راكبا يقرأون القرآن باصوات مرتفعه وتتداخل اصواتهم هذا الامر يكون شيئا منفرا ومزعجا ويضر بالدين نفسه

د – اما اذا كنت عزيزي القارئ سيده ولتعاسة حظك غير متحجبه او منقبه ورغبتي في ركوب احدي العربات المخصصه للنساء فيا ويلك وسواد ليلك فانك سوف تتلقين داخل عربة المترو المخصصه للنساء افظع الوان الازدراء وفي حالة اعتراضك علي هذا الازدراء سوف يكون مصيرك المحتوم هو الضرب والاهانه البهدله والاستلاء علي محتويات شنطة يدك التي في حوزتك بالقوه وسوف يلقي بك خارج عربة المترو في اول محطه

ه- اما اذا استقليت مصعدا "اسانسير" احد العمارات فانه بمجرد الضغط علي مفتاح الصعود أو الهبوط فسوف تسمع صوتا مزعجا يتلو ايه قرآنيه مخصصه لركوب وسائل الانتقال فاذا كنت لم تسمع هذا من قبل فسوف تصاب بازمه قلبيه ناتجه عن الانزعاج من هذا الصوت وهنا انا اقصد هذا الصوت المنفر وليس الآيه نفسها

و – اما عندما تذهب الي بيتك من اجل الارتياح من عناء النوم فثق عزيزي القارئ بانك لن تنعم بنوم هادئا طويلا لانه قبل موعد صلاة الفجر باكثر من ساعه يقوم عامل المساجد المجاوره بتشغيل الميكروفون علي اذاعة القرآن الكريم ويقوم برفع صوت الميكروفون الي حده الاقصي الي ان يقوم برفع آذان الفجر وقيام الصلاة ايضا من خلال الميكروفونات وبعد الانتهاء من صلاة الفجر يقوم مرة اخري بتشغيل الميكروفون علي اذاعة القران الكريم لمدة ساعه اخري وبعد ذلك عليك ان تقوم وتاخذ حمامك وتتناول افطارك وتتجه الي عملك لكي تكون انسانا منتجا !! فما عليك غير ان تكمل نومك في مكتبك حيث تنعم بالهدوء عن بيتك

ز – اذا ذهبت الي احد شواطئ الاسكندريه أنت وعائلتك لقضاء الاجازه الصيفيه هناك والتخلص من عناء اجهاد عام كامل فان سوف تعاني الامرين علي هذا الشاطي فسوف تجد نفسك لست علي شاطئ للاستجمام بل انت داخل مزيجا من ثكنه عسكريه ومسجدا للصلا حيث تجد اصوات الميكروفونات مصوبه نحو الشاطئ من جميع الاتجاهات باصوات العديد من ائمة التطرف الذين لاهم لهم سوي الخطب المتشنجه الرنانه التي تكفر الجميع وتهدد الجميع اضافة الي ذلك فانك تجد الجلاليب البيضاء القاصيره والطواقي البيضاء ومن تحتها الذقون الطويله تتجول ممسكله بعصي الشماسي في كل الاتجاهات علي شاطئ البحر علي طريقة جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر السعوديه حيث تشعر وانك داخل سكنه عسكريه واي مزحه او ضحكه او تصرف سوف يكون مصيرك الضرب المبرح بعصي الشماسي من جميع الاتجاهات وقد شاهدت بأم عيني علي شاطئ ريجينسي بالاسكندريه احد افراد الاسر القبطيه يمزح هو واخواته البنات علي الشاطئ يوم السبت الماضي الموافق 5/8/2007 وفجأه انقض هؤلاء اصحاب الجلاليب البيضاء والذقون السوداء علي هذا الشاب بعصي الشماسي ضربا مبرحا دون استطاعة احد في التدخل لحماية هذا الشاب ودون اي تدخل الشرطه في الموضوع والتي كان احد رجالها متواجدا علي الشاطئ ممسكا بجهازا لاسيلكيا يستطيع استخدامه في طلب قوه تقوم بفض بالقبض علي هؤلاء القتله ولم تحضر الشرطه ولم تحضر عربة الاسعاف واضطرت اسرة الشاب القبطي المضروب في حمل ابنهما المصاب الي سيارة خاصه ونقله الي احدي المستشفيات لعلاج ابنهم المعتدي عليه

هذا هو الواقع في مصر والذي يحدث الان ولايبقي سوي شيئا واحدا فقط لتكون مصر دوله دينه الا وهو الاعلان عن قيام " جمهورية مصر الاسلاميه"

ثانيا - مناقشة الاتجاه الثاني وهو تعزيز قيام الدوله المدنيه

هنا نجد ان الكثر من المتشددين يصفون الدوله المدنيه "بالعلمانيه" وهنا علينا التفرقه في مصطلح العلمانيه فهناك مصطلح العلمانيه بالكسره تحت حرف العين وهذا يتنافي مع القيم والمبادئ الدينيه ونرفضه جميعا سواء كنا مسلمين أو غير ذلك
اما مصطلح "العلمانيه " بوضع الفتحه علي حرف العين فأن هذا المصطلح لايتنافي مع القيم الدينيه ولكنه يفصل بين السلطات الدينيه وبين الحكم فبموجب الدوله المدنيه لانجد من ينصبون انفسهم حماة للقيم واعطاء انفسهم حق تأديب المجتمع بالعصي والسيوف والهراوات في الاماكن العامه ووسائل المواصلات ويكون ضبط المجتمع بالطرق القانونيه وتتولي اجهزة الدوله بتقويم وضبط الشارع بدلا من هؤلاء المتعجرفين وهم يرفضون ذلك تمام وبالتالي يصفون الدوله المدنيه بالدوله الكافره لانها سوف تقضي علي دورهم ونفوذهم في الشارع المصري ويستخدمون مصطلح دوله مدنيه تعني دوله كافره لتعزيز دورهم ونفوذهم وتهميش دور سلطة الدوله علي الشارع المصري وقد نجحوا في هذا تماما لقد اصبح لهم نفوذا داخل الشارع المصري اقوي من دور الدوله واصبحوا بالفعل دوله داخل دوله

وهنا علي الدوله ان توضح اتجاهها بكل قوه وحزم هل هي ماضيه في تعزيز الدوله المدنيه ام ماضيه في طريق الدوله الدينيه

اذا كانت الدوله جاده بالفعل في المضي قدما في اتجاه الدوله المدنيه الحديثه التي تقوم بفصل الدين عن الدوله فعليها اولا تنقية وسائل اعلامها ومناهجها التعليميه والسيطره علي دور العباده وكذلك السيطره علي الشارع المصري والقضاء علي سيطرة هؤلاء المتشددين وفرض سطوتهم علي خلق الله وكذلك السيطره علي وسائل النقل والمواصلات التي تعتبر مراكز متنقله لنشر التطرف والغلو الديني ونشر ثقافة الاعتدال وقبول الاخر من خلال وسائل الاعلام المختلفه ووان يكون هذا من خلال البرامج الترفيهيه الخفيفه التي تلقي قبولا من الشباب وليس البرامج السياسيه والدينيه التي قد تكون منفره للشباب لابد من احلال الدوله احلالا حقيقيا في الشارع المصري بدلا من هؤلاء المتشددين

سوف تواجه الدوله مخاطر وصعوبات ومواجهات مع هؤلاء المتشددين لكن هذه المخاطر اقل خطوره من ترك هؤلاء للتمادي في سيطرتهم علي الشارع لانهم يشتد نفوزهم بخطوات متسارعه للغايه وكلما اشتد نفوزهم انضم اليهم العديد من الشباب الذي يرغب بان يكون له دورا ونصيبا في هذا النفوذ الذي يتمتع به هؤلاء المتشددين والصمت ودفن الرؤوس في الرمال امام هذا الانتشار السرطاني سوف يؤدي بالبلد الي الانزلاق بشده وسقوطها ليتلقفها هؤلاء المتشددين " اللهم فبلغت اللهم فأشهد"



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوأم أندرو وماريو
- ايران - سوريا - حزب الله - حماس
- الوصفه السريه للحالمون بالشهرة والمال
- جريمة اغتصاب الطفله -هند- التي هزت وجدان العالم
- ذكري مرور عام علي النصر الالهي المزعوم
- موقعة المسجد الاحمر
- اهرامات الجيزه وعجائب الدنيا السبع
- ثقافة بول البعير ورضاع الكبير في القرن الواحد والعشرين
- مشروع الدوله الاسلاميه بين السنه والشيعه
- الاسلام هو الحل
- العلمانيه هي الحل
- تجربتي مع المنظمات القبطيه
- انكشف القناع وظهر الوجه القبيح
- حقوق الاقليات في الاتفاقات والمواثيق الدوليه


المزيد.....




- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - بولس رمزي - الاسلام دين ودوله