أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكاظم العبودي - القادمون على ظهر الدبابات الامريكية لا تمنحوهم -شرفا-... او حتى -عارا- لا يستحقونه















المزيد.....

القادمون على ظهر الدبابات الامريكية لا تمنحوهم -شرفا-... او حتى -عارا- لا يستحقونه


عبد الكاظم العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 2008 - 2007 / 8 / 15 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اكدت سنوات الخمسينيات من القرن الماضي وما تلاها دور الجيش في الحياة الاجتماعية والسياسية في بلدان العالم الثالث. وكان لضباط الجيوش والجند في وحداتهم تأثيرا حاسما في مجرى ورسم الأحداث السياسية وتنفيذ الانقلابات العسكرية؛ فالجيش بطبيعة تنظيمه لا يشكل طبقة اجتماعية واحدة، ولكنه ظل يضم ممثلين لطبقات عديدة من السكان "خاصة الضباط". منهم من كان يدافع عن مصالح طبقته وانتماءآته. ومنهم ايضا من إنخرط في تنظيمات سياسية وحزبية، وتمكن من الاستحواذ على التنظيم السياسي بعد استلامه الحكم من خلال تنفيذ الانقلابات العسكرية للوصول الى السلطة وقيادة التنظيم السياسي اوالحزب.
ولا تخفي النخب السياسية العراقية التي تعاقبت على استلام السلطة في العراق في مراحل متعددة وخاصة بعد ثورة 14 تموز 1958 بأنها وصلت الى السلطة بفضل انقلابات عسكرية قادها ضباط منخرطون في العمل السياسي والتنظيمات الحزبية. غالبا ما حسم نجاح تلك الانقلابات مشاركة وحدات الدروع وكتائب الدبابات والطيران مدعومة بالمشاة ووحدات الحرس الجمهوري والمخابرات.
ليس هذا موضوعنا في هذه المقالة ، ولكن ما نريد التذكير به استهدافا وقصدا: هو أن القوى السياسية المختلفة كانت قد انتقدت بعضها البعض واتهمتها بانها اغتصبت السلطة بالمجئ الى القصر الرئاسي"الحكم" على ظهر الدبابات. وهكذا تكررت هذه العبارة كمعيار نقدي سلبي لشعبية وقوة وحضور ونفوذ وانتشار هذا الحزب او ذاك .
توسعت بعدها استخدامات هذه العبارة لتشير بعدها الادبيات والتحاليل السياسية والثقافية الى الخلل السياسي في تلك البلدان وغياب الديمقراطية. واضحت هذه العبارة متداولة في طول وعرض الوطن العربي لتشمل ضمن استخداماتها إتهامات وجهت لمثقفين وسياسيين مدنيين تعاونوا مع مجموعات الانقلابيين في بلدانهم ، وبفضل ذلك تمكن البعض من الوصول إلى سدنة السلطة والحكم . ومنهم من أقر بفضل الدبابة على نظامه السياسي، سواء ركب هؤلاء على ظهرها في يوم الانقلاب ام التحق بها لاحقا أو بارك التغيير إعلاميا بنجاح الانقلاب والانقلابيين.
وفي جميع الاحوال ، وبغض النظر عن موقفنا الرافض اصلا لكل تلك الانقلابات بما جرته على شعبنا من المئآسي والكوارث وسلطت على الشعب كل أنواع القمع وهيمنة الدكتاتوريات المتعاقبة. ولا بد من التمييز ايضا بين دبابة غزو أجنبي واحتلال وبين دبابة وطنية استخدمت يوما في حسم قضية الصراع على السلطة؛ فالضباط والجنود في الاولى قتلة ومأجورون ومرتزقة قادمون ضمن قوات جيش احتلال غازي، والدبابة الثانية ظلت وطنية وهي جزء من سلاح الجيش الوطني وعليها ضباط وجنود وطنيون لا غبار على وطنيتهم.عرفنا ذلك في جميع الانقلابات التي شهدها العراق.
واليوم تعاد وتتكرر عبارة الشتيمة القديمة التي تحمل في مضمونها "إطراء" لهؤلاء الموصوفين "القادمون على ظهر الدبابات الامريكية" بالاشارة وكأن العملاء والمرتزقة والسياسيين العراقيين ممن جلسوا وخططوا مع الولايات المتحدة وتحالفوا على غزو العراق . يصورم الخطاب السياسي لفظيا وكأنهم: قد عادوا فعلا الى العراق فعلا على ظهر الدبابات الامريكية والبريطانية الغازية.
والحقيقة هي غير ذلك لان هؤلاء العملاء من السياسيين عادوا تباعا بعد ان أنجز جيش الاحتلال مهمة اسقاط النظام الوطني السياسي، وبدأ في تفكيك وحل الدولة العراقية مما مكنهم من الاستيلاء على إدارة حكومات الاحتلال المتعاقبة بعد 9 أفريل 2003 والى يومنا هذا.
وبالتمعن والاقتراب من السجل الشخصي المخزي لهؤلاء وتأريخهم السياسي لم نجد من بينهم واحدا كان له قدر من الشجاعة ليركب دبابة في حياته ويتوجه بها فعلا إلى بغداد. ونعتقد أن لا أحد سينعتهم بالسوء والعمالة ... الخ من المسميات ،لو كانوا وطنيين فعلا، لو أنهم حلوا مشكلة خلافهم السياسي مع النظام الوطني واللجوء إلى الانقلاب والوصول إلى القصر على ظهر دبابة وطنية، وبيدهم بندقية وطنية شريفة. إن هؤلاء المرعوبين حتى من تحرك ظلالهم خلفهم عاشوا في الخفاء أوفي دهاليز الفنادق ولم يعرفوا في حياتهم خندقا وطنيا واحدا يواجهون به سلطات بلادهم. لم نعرف لهم يوما أي حضور فاعل أو مكشوف أو مواقف شجاعة في ساحات المواجهة العديدة التي خاضتها فصائل العمل الوطني ضد السلطة عندما كان الصراع محتدما أو تصاعد المواجهة مع النظام في الداخل.
على ضوء ذلك اطلب الكف عن مثل هذا التعبير الذي قد يفهمه البعض خارج سياقاته الحقيقية. وقد تتصوره الأجيال، رغم مجازيته، انه تعبير يصف فعل كان ممارسا فعلا في ساحة المعركة خلال الغزو، مع التأكيد أن تلك المعركة لا تشرف احدا فهم كانوا جزء من احصنة طروادة للتمويه والغدر لبلادهم لكي يصلوا الى السلطة التي يتربعون عليها اليوم.
هل نسينا صورة احمد الجلبي ببدلة عسكرية رثة وهو ينزل من المروحية الامريكية في الناصرية ليمنح الفضائيات بعض من التصريحات المحبطة ويتكلم عن خزيه في مشاركة أدلاء الاحتلال عشائهم خلف الدبابات الامريكية المتقدمة خلال فترة إستراحة متوجهة نحو بغداد وسط مقاومة شعبنا المتواضعة أمام أعتى قوة عسكرية غازية في الكون.
وما حدث ليوميات جيش الغزو والاحتلال منذ وطأت الدبابات الامريكية ارض الرافدين هو المفاجأة لظهور المقاومة الشعبية والعسكرية في كل مكان مرت فيه القوات الغازية رغم تواضع الإمكانيات المتاحة للشعب العراقي وقواته المسلحة. حدث ذلك قبل وصول قوات الغزو إلى العاصمة العراقية بعد دكها لاسابيع بالصواريخ والقصف الجوي المستمر. تجسدت المقاومة كواقع لا يمكن تجاهله وتجاوزه منذ اليوم الاول، بدء من مقاومة ام قصر الباسلة والبصرة، مرورا بالناصرية والنجف والكوت وضواحي أسوار بغداد من جميع الجهات، وانتهاء بمعركة المطار البطولية. لم نرى من هؤلاء العملاء والمطايا واحدا منهم وهو يركب دبابة أمريكية أو جحشا انجليزيا أجربا .
شخصيا لم نرى واحدا منهم على ظهر أية دبابة. أظهرت شاشات التلفاز صور بعض الادلاء والمترجمين الخونة سواء من العرب أوبعض العراقيين ممن سبق لهمان تطوعوا وتدربوا في المعسكرات الخاصة في هنغاريا والكويت وبلدان أخرى لاستكمال تمثيل وتصوير سيناريو احتلال ساحة الفردوس وفق المشاهد الهوليودية الموضوعة، ومع هذا فقد كانوا يغطون وجوههم بألاقنعة. واستمروا على ذلك إلى اليوم حتى بعد إتمام عمليات الاحتلال والسيطرة المؤقتة لمرافق المدن .
نعم لم نر منهم من يتجرأ حتى اليوم على مرافقة دبابة او همر أمريكية ووجهه مكشوفا. لقد تفادى الكثيرون منهم حتى الظهور في استعراضات تنظيماتهم العسكرية والمدنية التي ظهرت بعد الاحتلال خشية مواجهة المقاومة العراقية الباسلة. إنهم يدركون خزي مهماتهم لذا لجأوا إلى التخفي وعدم كشف الوجوه خشية العار الذي يلاحقهم.
كل هذا نراه ونرصده فكيف نوسمهم بما لا يستحقونه "شرفا" كما يريدون هم بالانتساب إلى معسكر المحتل" أو "عارا" وهم ينسلخون عن أبناء جلدتهم والانتماء الوطني إلى بلدهم.
أعود إلى طبيعة الوضع الذي آل اليه مصير الاحتلال والهزيمة المنكرة المتوقعة لجيوش الاحتلال وتوابعهم من الخونة التابعين، مدنيين كانوا ام عسكريين. حتى هذه اللحظة لم يوافق البنتاغون تسليح الجيش العميل بالدبابات؛ لانه يرى فيهم أفرادا جبناء، غير قادرين على الصمود والاحتفاظ بدباباتهم ومعداتهم العسكرية، وهم المحميين في المعسكرات الخاصة التي تحرسها القوات الامريكية برا وجوا. هؤلاء العملاء يتشكون اليوم ، صباح مساء ، انهم لم يتحصلوا بعد على الدبابات الموعودة في قوائم التسلح ، وهم ينتظرون وصول الدبابات المستوردة من بولندا وغيرها من بقايا خردة الجيوش ليستأسدوا بها على ابناء شعبنا، الصابر.
ويقيني إن ألايام التالية ستكون حبلى بالاحداث. وان المشهد السايغوني للهزيمة الامريكية ستشهده المنطقة الخضراء قريبا.و يقيني أن الأمريكيين سيحملون ما خف وغلى وسيتركون دباباتهم وهمراتهم في شوارع بغداد المنصورة . ويقيني ان العملاء وهم مشلولي الارادة سوف لن يتجرأوا على الركوب على اية دبابة لا مع الامريكيين ولا على ما تبقى من الالة العسكرية التي سيتخلى عنها الجيش المنسحب لهم.
سنرى شكل الإذلال لهؤلاء ومدى جبنهم وهم الذين وصفوا يوما ، خطئا ، بانهم ركبوا الدبابات الامريكية لغرض اسقاط النظام الوطني والدولة العراقية.
لقد عادت مؤسسة "راند كوبريشن" لوضع التصورات لما سيؤول اليه مصير الاحتلال الامريكي للعراق بتقريرها الأخير "خيارات العراق"، وتوصلت الدراسة التي نشرت أخيرا التي أشارت بشكل صريح الى: " ان المستوى الحالي للعنف في العراق يوضح ان الاستراتيجية القائمة على إرسال المزيد من القوات والتعزيزات ليس فعالة". لم تتكلم مؤسسة "راند كوربوريشن" عن اية قيمة عددية او تسليحية لمرتزقة جيش حكومة الاحتلال، ولا عن" فرسان الدبابات الامريكية" من المحسوبين على "العراقيين". كما ان خيارات مؤسسة " راند كوربوريشن" الاستراتيجية لم تغفل التبشير عن عدد من النقاط :
1- استعمال قوة طاحنة لفرض النظام. والقوة الطاحنة هي بقايا الجيش الامريكي المهزوم الذي سوف لا يتوانى عن تنفيذ المجازر لتغطية فضيحة الانسحاب أو الاستنجاد بالمرتزقة ممن جاؤوا معه وزجهم في أتون الجحيم في معركة التحرير الفاصلة.
2- تقسيم البلاد واختيار ودعم منتصر في حرب أهلية، او بكل بساطة الرحيل من العراق وفسح المجال أمام بروز منتصر في النزاع. وهذا الخيار فيه من التلميح لهؤلاء المرتزقة لأخذ دورهم بعد ان خذلوا الامريكيين وهم في السلطة من توفير الأمن والوعد بتقديم الزهور لجنود الاحتلال في شوارع بغداد. وخلافا لما وعدوا بتوفير الامن هاهو شعبنا يستقبلهم اينما كانوا وأينما حلو بالعبوات الناسفة تعبيرا عن مظاهر حفاوة المقاومة بما يليق بهؤلاء الغزاة.
ان الدراسة تتوقع تداعيات ضخمة لهزيمة المشروع الامريكي في العراق ومنها تحقيق جزء من الرغبة الامريكية البوشية وهو يرى اقتتالا عراقيا –عراقيا، بين من سيركبون الدبابات الامريكية المتبقية لهم لتأمين "إنسحاب مشرف" لقوات الاحتلال وبين فرسان الدبابات الوطنية العراقية وهي تزحف من اجل التحرير الشامل وبعدها ستنجز عمليات تطهير البلاد من بقايا العملاء بعد الجلاء.
وان غدا لناظره قريب.



#عبد_الكاظم_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكاظم العبودي - القادمون على ظهر الدبابات الامريكية لا تمنحوهم -شرفا-... او حتى -عارا- لا يستحقونه