|
تسليح العشائر في العراق يجعل المجتمع ينزلق الى الهاوية !!!
رعد سليم
الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 11:08
المحور:
المجتمع المدني
اللة يطول عمرك ، اننا العشائر ليس لدينا قوانين، لانعرف قانون و محاكم ، شيء وحيد نعرفه هي قوانين العشائرية , تسأليني عن قتل عشرات بدون محاكمة ، اننا ليس لدينا سجون و محاكمة خاصة بنا ، اننا مجبورين بقتل هؤلاء المجرمين فورا، ............... هكدا جواب احد اعضاء في مجلس عشائر الانقاد الانبار لمراسل قناة الجزيرة في برنامج مع العراق و امام ملايين من المشاهدين. ان هذا الاعتراف هو جزء صغير من عمل و تصرفات المليشيات التابعة لحكومة المالكي ، و اذا نظرنا لملفات والتصرفات المخفية لمليشيات احزاب اخرى و مليشيات جيش المهدي بامكاننا ان نري الالاف الجرائم و بشاعتها . ان ملف الجثث المغدورة التي تقتل يوميا علي ايدي مجهولين من جيش مهدي و المليشيات الاخرى ملئت نهري دجلة و الفرات و شوراع بغداد. ان هذه الجرائم غسلت وجه جرائم هولاكو في القرون الوسطى في بغداد . ان جناح الطب العدلي و مستشفيات بغداد و مناطق اخرى اصبحت لاتتسع لجثث المغدورين . ان بربرية الاحتلال و حكومة المليشيات الاسلامية تتحدى بربرية هتلر و موسوليني و الخمير الحمر. ان هذه صورة هي جزء صغير من واقع الشعب العراقي في الوقت الحاضر الذي يعيش تحت نيران الاحتلال و المليشيات الاسلامية و الحكومة القومية و الطائفية. في الاونة الاخيرة قامت حكومة المالكي و امريكا بجمع بعض رؤساء العشائر في المناطق الريفية المختلفة في وسط و جنوب العراق و خاصة في مناطق الانبار و ديالي من اجل اقناعهم بحمل السلاح من اجل الوقوف ضد جماعة القاعدة و المجموعات المسلحة الاخرى في تلك المناطق ، لقد دفعت الحكومة مبالغ كبيرة وجهزت السلاح لهؤلاء الشيوخ . وشكلت منهم جماعات مسلحة و تنطيمات مثل مجلس عشائر انقاذ الانبار. ونتيجة ذلك بدأت تلك الجماعات بجمع عدد من رجالهم وحاولوا السيطرة علي بعض مناطقهم و تطبيق قوانينهم العشائرية المتخلفة في تلك المناطق. وهؤلاء الجماعات طردت حتي قوات الشرطة المحلية و نصبت نفسها بديلا لها . و تبين التقارير الصحفية بانتهاكات واسعة بحق المواطنين ، مثل النهب و القتل الجماعي العشوائي . ان رجوع الماكي لدعم واسترضاء العشائر و تسليحهم مرة اخري كانت نتيجة فشله الذريع لحكومته في صد هجمات الجماعات الارهابية المسلحة من جهة ، وتامين امن و تثبيت سلطتهم من جهة اخرى . الكثير يتخوف من نهوض العشائر المسلحة في الساحات السياسية العراقية لانها ستكون بمثابة تشكيل مليشيات مسلحة جديدة اكثر خطرا في الوضع الراهن. لكن المشكلة ليست فقط في بروز مليشيات اخرى و ازدياد عددها ، بل الخطر الكبير هو نزوح و انزلاق المجتمع المدني الي سلطة و قوانين عشائرية متخلفة و رجعية كادت تنقرض في العراق المتمدن . ان تقوية سلطة العشائر و الشيوخ المتخلفة يقسم المواطنين على اساس الهوية العشائرية . و هذا يساعد و يقوى المخططات لازالة المجتمع المتحضر و المدني . وهذه اهداف قوى السيناريو الاسود في العراق متمثلة بقوات الاحتلال و الموالين له من جهة و ارهاب الاسلام السياسي من جهة اخرى . ان رئيس وزراء نوري المالكي مرات عديدة يتكلم عن نزع سلاح المليشيات استجابة لضغوط دولية كثيرة من اجل الحد من سلطة المليشيات و جرائمها ، وتعهد مرات عدة بالعمل من اجل تطبيق القانون و لكن في ارض الواقع ليس بامكانه ان يلتزم بتعهداه ، لان الميلشيات المسلحة تابعة لاحزاب في السلطة و ميليشات لجماعات اخري اكثريتهم موجودين في سلك قوات الامن و الشرطة و الجيش . مثلما يقولون في الشارع العراقي ان الشرطة و الجيش له واجبين ، الواجب اليومي للحكومة ، و الواجب الليلي للمليشيات . وكانت سبب ذلك تشكيل قطاعات الامن و الجيش و الشرطة علي اساس الحصص للاحزاب السياسية و الدينية والقومية . و اخيرا اسس الامريكان و حكومة المالكي مليشيات العشائر . و اخيرا اريد ان اقول ان حكومة المالكي فشلت في استقرار سلطته في العراق ، كما فشلت الحكومات المتعاونة مع الاحتلال من قبل ، ولايمكن لمثل هذة الحكومات تامين امن للمواطنين او تثبيت السلطة ، لانه مادام الاحتلال موجود ، و مادامت الطائفية و القومية اساس تقسيم السلطة ، هذه المشكلة تبقى و تزداد اكثر سوءا . الحل الوحيد في العراق هو الالتفاف حول شعار الحكومة العلمانية بدون الاحتلال ، و شعار لاشيعية لا سنية .... هويتنا انسانية وهذه بديل واقعي و اكثر عملية للشعب العراقي وانقاذه من محنته .
#رعد_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل ان حل القضية الفلسطينة امر بعيد المنال؟!
-
الحركة الاشتراكية العربية...... فشل احزاب ام فشل ايديولوجي!ا
-
الانتخابات العراقية،انتصار الديموقراطية ام انتصار السيناريو
...
-
-الامتداد القومي العربي والاسلامي للعراق- ومخاطره على الجماه
...
-
اية اهداف تقف وراء تصريحات حازم الشعلان؟
-
قانون سلامة الوطنية ام قانون تقييد الحريات العامة؟
-
جماهير العراق ليست على استعداد لدفع ضريبة الحرب الرجعية!
-
لماذا غضبت طريق الشعب على وزارة الاوقاف؟!!
المزيد.....
-
مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال
...
-
اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو
...
-
السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا
...
-
فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين
...
-
الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد
...
-
السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين
...
-
فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي
...
-
حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
-
الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت
...
-
إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|