أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - قادمات من الشرق / 2















المزيد.....

قادمات من الشرق / 2


حسن جميل الحريس

الحوار المتمدن-العدد: 2005 - 2007 / 8 / 12 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


دفعني قلمي لأتحرى عن تلك النسوة اللاتي ظهر حسنهّن في حيّنا مؤخراً , فأجابني صاحب بقالة مجاورة لباب عمارة سكنهن أن راعيهن أتى بهن من بلاد شرق آسيا , وأنه يأتي إليهن يومياً ويجلس عنده لدقائق عدة قبل أن يصعد إلى منزلهن , ووصفه لي بأنه شاب في مقتبل عمره ومظهره حسن نسبياً , وله لسان ماهر وخبير بعباب بحور معظم اللغات الأجنبية , وأنه منذ أيام فقط : حضر برفقة رجلين غريبين عن حيّنا , وجلسا معه سوية وأخذا يحاورانه بصفقة تجارية تقضي بنقل بعض فتياته اللاتي يعملن لصالحه ليعملن في ملهى ليلي لهما بمدينة أخرى , ومما رواه لي صاحب البقالة سأورده لكم بصورة أخلاقية وأدبية إذ قال :
- حضروا إلي حينما غسلت شمس حيّنا وجهها ويديها , وبعدما ارتدت ثيابها ذهبت إلى مستقرها الخافي عن معرفتنا البشرية , وقد ناب عنها ابن عمها قمر حيّنا المناوب ليلياً , جلسوا ثلاثتهم حول طاولتي الصغيرة الجاثم على ظهرها حاسوب راعيهن المحمول يدوياً , بدأ يعرض عليهما صور فتياته اللاتي بدأن يحضرّن أنفسهن لليلة عامرة بإثارة نارية عارمة , وتاه مرافقاه في قرارهما باختيار فتاتين منهن , فالفتاة الثانية أجمل من الأولى والعاشرة أكثرهن فتنة واثارة من قريناتها , والثالثة رائعة إنما يشوب وجهها نمش شغل الحيز الأكبر في قرارهما باستبعادها , والسادسة أطول كثيراً من سابقاتها , حتى وقع اختيارهما على من جاءت عشرين في لائحة متسلسة عشوائية , وقد وصفها أحدهما بأنها / فرس / ستحرر جيوب القادمين إليها وستفتح زجاجات خمرهم وتغلق عليهم ستائر جلساتهم السريّة , وبأنها عقود أملهم وبفضلها ستذهب بعقول مريديها لحاويات الهمجية الإرادية , وستكون بنظر مريديها عصماء ملكية عصية عن كل ذكور أرضنا الكروية مع أنها كانت قبل احتسائهم خمورهم مجرد قذارة مغلّفة بعصارة سحرية .
- ظننت أن كلهن أتين من بلاد شرق آسيا !!!! ولكن ظني مات بين يديّ عندما دخلت علينا إحداهن وهي من أصول عربية وقالت لصاحب البقالة :
- أعطني حاجاتي اليومية .
كان ثوبها برّاقاً وقصيراً جداً لم يستر جبين حوضها , وحتى صدرها بان كمصيدة رجال بطعمين برزا كحبتي توت زهرية , وتشير رائحة عطرها أنها ليست رخيصة الثمن نسبياً , وقد حشرت نفسها بيني وبين طاولة البقالة فلمحت على كتفها وشم عذراء بلون بنفسجي تصب من دلوٍ تحمله في يدها ماءً ينساب بقطرات على ظهرها , ربما يتجمّع تحت ثوبها بحوض خفي يشرب منه من يريد أن يدفع لها ثمن ليلتها , وقد علمت من بائعها أنها هربت من وطنها وأهلها بعدما هدرت عفافها مع من ظنت أنه أحبها وكان يريد أن يتزوجها , أشار لي صاحب البقالة بيده نحو شرفة بيت مقابل لبيتها فرأيت فيها رجلاً يتحرك بسرعة مذهلة كأنه بحركة تيار متناوب غير مستقر نهائياً , فسألته : / ما باله ؟؟!! / فأجابني :
- جاءني منذ شهرين تقريباً وقال لي أنه يحبها ... وهو مواظب على مجالستها يومياً في مكان عملها .... ويريد أن يتزوجها !!! فقلت له :
- ولكن ديانتك ليست من ديانتها ؟!
فأجابني مبتسماً :
- أعرف ذلك .... وقد أخبرتها بأن ذريعتها واهية .... ألا يكفيها أنني سأنتشلها من حياض نتنة فاجرة .
أدهشني جوابه فسألته :
- تعترف إذاً أنها في حياض نتنة فاجرة !!!!! لماذا لاتبحث لك عن فتاة عفيفة من ديانتك أنت ... وقد عاشت حياتها كلها بحياض مباركة طاهرة ؟؟؟ أليس ذلك أجدى لك !!!!
فناح وعلّل فعلة يده قائلاً :
- هذه مصيبتي ..... إنني أحبها !!!!
عدت بنظري إلى شرفة حبيبها فوجدته قد تسمّر في مكانه كمنارة بحرية , فدققت لألمحها على شرفة بيتها تناظره وبيدها لفافة تبغ تحترق بنفسها بينما كانت تداعب بشفتيها قطعة حلوى مغطاة بحليب مصدره بلاد غربية .
ووقع سؤال حثيث في حوض فكري هزّ إدراكي لمعاني الحب واختيار شريك العمر :
- كيف نختار من نحب أن يكون حبيبنا أو على وجه العموم شريك العمر ؟؟؟؟ ومن هو المسؤول عن خياراتنا / هل هو خفقان قلوبنا أم إدراك عقولنا / ؟؟؟ ثم ألا توجد ضوابط وأسس ومقومات تساهم بتحديد خياراتنا ؟؟؟ أم جاء زمن طمس عنا حقوقنا في كيفية اختيارنا للحبيب أوشريك العمر !!!!!
عاد بائع البقالة مسترسلاً بحديثه عن تلك الصفقة الجائرة بحق تلك النسوة وكأنهن دابّات يحملن أسفار راعيهن الفذّ الذي رضي أن يضع نقاطه فوق حروف من يريد أن يشتريهن ويتاجر بهن , فقال راعيهن لصاحبيه :
- تلك التي اخترتموها كلفتني مبالغ باهظة قبل وبعد استقدامها .... فقبل أن أضع يدي عليها دفعت أموالاً طائلة لمكتب تجاري في بلادها ناشط بتجارة أمثالها .... كي يهيئها ويشحذ همتها لتصبح مناسبة لأداء مهام منوطة بها ... وقد فحصوا قدراتها ومقوماتها جيداً بل وطوّروها لتكون على هذه الشاكلة التي رأيتموها بها .... عدا عن تكاليف وجهود كبيرة بذلتها لاستقدامها .
فقطع أحدهما حديثه قائلاً :
- كم تريد ثمنها ؟؟؟
وبعدما كرر روايته ذكر لهما رقماً خيالياً فوافقا على طلبه ومضيا لاختيار فتاة ثانية ثمنها أقل من سابقتها , وعند توقيع عقديهما أصر راعيهن على شرط هام يتم رغباتهما قائلاً لهما :
بالنسبة للفتاة الأولى أريد عهديكما ألا تمساها بسوء فهي ليست مخصصة لاستعمالكما -
الشخصي بل هي مخصصة لاستعمال زبائنكما فقط ... وذلك عهد عاهدته لشركائي في بلادها .
أجابه أحدهما مستفسراً :
- تعلم وبشكل مؤكد أن لدينا زبائن هاميّن ذو خصوصية معتبرة بينهم تجار كبار وغير ذلك .. هل سنحجبها عنهم وعن سهراتهم الخاصة ؟!!
فتأبط راعيهن رأيه قائلاً :
- بالطبع لا ..... تلك مهامها ... إنما قصدت ألا يستعملها أحدكما بنفسه ..... فجسدها محرم عليكما .... وتعلمان أن أمري ليس بيدي بل أنا مجرد موظف أعمل تحت إمرة سيدي الأكبر الذي يعرفه سيدكما جيداً .... وهذه رغبته الفريدة النافذة !!!! إذ كانت تلك الفتاة في يوم ما تحت مخالبه الناعمة ولايريد التنازل عنها إلا لمن يقدّرها ... وأنتما وفق رأيه لستما جديران بها ولهذا وضع شرطه عليكما وأرجو أن تلتزما برغبته وإلا ؟!!!!!!!! أنتما تعلمان ماذا سيفعل بحق كل من يخالف أوامره !!!!!!!!!!!!!
- فعاهداه وتمّت صفقتهما بعون شيطان ثري ناعم مثلهما .
وبعدها انهال صاحب البقالة على نعتهما بصفات واسمة تشمل كل من هو مثليهما قائلاً :
- عاهداه بعهد لايليق بمعنى كلمة عهد ووثاقها سيما وأنهما عاهدا من هو أنكر وأذل منهما .
- خسيسان يتاجران بلحم إنسان دفعه قدره لأن يكون تحت تصرفهما .
- هما مثالان حيّان وناشطان فاعلان يدمران المعاني السامية للإنسانية كلها .
- صفة أمثالهما ملتصقة تماماً بتجارة الدعارة والبغاء وإن حملا ألقاباً أخرى قد تكون في مجتمعاتها مرغوبة محترمة .
- عصاهما السحرية أداة فاعلة تهدم مجتمعهما بزرع الفتنة والانحلال في عقول فتيانه وشبابه اللذان هما عماد وركائز وطنهما .
- زرع أعمالهما من بذور شيطان بائن ينشر الهوان والذلّة ويقتات من حصاده الجريمة المنظمة ...................... يتبع




#حسن_جميل_الحريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالس اللوردات العرب
- باركوا ل / بانة وهبي / وشارل / الجهلاني / ح - 2
- قادمات من الشرق / 1
- للفقر مصداقية باكية ح / 4
- للفقر مصداقية باكية ح / 3
- جذور الارهاب / كوهين - الجاسوس / ح : 5
- يا زائرة الحرمين
- باركوا ل / بانة وهبي / وشارل / الجهلاني / ح - 1
- جذور الإرهاب / كوهين - الجاسوس / ح : 4
- للفقر مصداقية باكية ح / 2
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / ج / 5
- للفقر مصداقية باكية ج / 1
- جذور الإرهاب / كوهين - الجاسوس / ح / 3
- مسلسل جذور الإرهاب ح / 2
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 4
- حزينة على رباط حذائها
- فكر الفيل وحرية الذبابة
- مسلسل جذور الإرهاب الحلقة / 1
- تعالي من أي طريق تختاريه
- بوذا والعلمانية في زيارة مضاجعنا العربية / 3


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن جميل الحريس - قادمات من الشرق / 2