أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - غازي الجبوري - أفكار للوقاية من الفساد المالي والإداري















المزيد.....

أفكار للوقاية من الفساد المالي والإداري


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 10:47
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن مشكلة الفساد المالي والإداري من المشاكل الخطيرة التي تعاني منها المجتمعات على اختلاف أنواعها لأنه ينخر في أجسادها كما تنخر الأمراض الخبيثة بأجساد الكائنات الحية بسبب حجم الأضرار التي يحدثها فيها كما إن علاجها من الأمور المستعصية ولم يتأكد لدينا أن هناك وسيلة أثبتت نجاحها في إجتثاث هذا المرض لما يواجه المختصين بالعلاج من معوقات يضعها الأشخاص الذين يمارسون الفساد ولاسيما ذوي المراكز المالية والرسمية المتقدمة في طريق المعالجين بمختلف وسائل الترغيب والترهيب، إضافة إلى استحالة إيجاد الكوادر النزيهة والكفوءة والشجاعة القادرة على العمل في هذا المجال بسبب عدم وجود آلية مضمونة تكفل اختيار مثل هؤلاء . لذلك يجب التفكير بإيجاد وسائل عملية وموضوعية ترفع مستوى الوقاية من الفساد لتحقيق اكبر قدر من النزاهة وليس النزاهة التامة لكون ذلك ضرب من الخيال ولان الوقاية خير من العلاج. وإسهاما منا في مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة نرى انه يجب أن
تبدأ العملية بتحديد المعاملات المرشحة لممارسة الفساد وندرج هنا بعضا منها على سبيل المثال وليس الحصر:
1- أعمال المقاولات
وتحصل فيها عمليات رشوة كبيرة في مرحلتين ، المرحلة الأولى عند توزيع المشاريع على المقاولين حيث يلجأ غالبيتهم إلى رشوة الجهات المختصة للحصول على أفضل المشاريع واكبر عدد منها . فتقوم الجهة التي تتلقى الرشوة مستغلة استلام العطاءات قبل موعد فتحها لمعرفة العطاءات المعروضة وكذلك استغلال مبدأ "الدائرة غير ملزمة باوطأ العطاءات" فتبلغ المقاول الراشي بأقل عطاء ورد لكي يضع عطاءا أقل وعند الاضطرار يلجأ ون إلى استخدام مبدأ "الدائرة غير ملزمة...." ولتجنب ذلك ولكي ترسوا المشاريع على مستحقيها يجب أن تتم عملية تسليم العطاءات وفتحها واتخاذ القرار بصددها في جلسة علنية واحدة ومفتوحة بحضور جميع المعنيين من مقاولين ومسئولين أمام عدسات كاميرات التلفزيونات ومؤسسات الرأي العام المتمثلة بالاتحادات والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام ومجالس شيوخ العشائر التي أرى ضرورة أن تنظم إلى هذه المؤسسات لأهمية دورها في مجتمعاتنا، وإلغاء مبدأ "الدائرة غير ملزمة باعتماد أوطأ العطاءات" بل يجب إعطاء المشروع لمن يقدم أوطأ العطاءات بصرف النظر عن الاعتراضات الفنية لان هذا المبدأ يشكل ثغرة كبيرة ينفذ منها المفسدون .أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الغش في التنفيذ حيث إن المتعارف عليه أن يلجأ المقاولون الذين يمارسون الغش إلى رشوة المهندسين المسئولين عن الإشراف على عملية تنفيذ المشروع وكذلك المهندسين الذين يستلمون المشروع بعد التنفيذ والمنسبين من قبل الجهة المستفيدة تمهيدا لاستلام المقاول مستحقاته المالية. وهنا يجب اختيار هؤلاء بشكل سري وإحضارهم بشكل مفاجيء إلى موقع العمل دون علم المقاول المنفذ وإذا أمكن بدون علم الجهة المستفيدة أيضا لأنها قد تكون متفقه مع المقاول ومع تحسن الأوضاع الأمنية فبالإمكان استدعاء مهندسين من محافظات أخرى أو حتى من دول أخرى لضمان اكبر قدر من الشفافية على أن يقوم بذلك مهندسون مختلفون لمرتين أو ثلاث ويؤخذ بالتقرير إذا كان فيه تطابقا بنسبة اختلاف قليلة لان الأمر يستحق ذلك. وبأ مكان مؤسسات الرأي العام أيضا ولاسيما وسائل الإعلام القيام بنفس المهمة خلال عملية التنفيذ بتكليف مهندسين لهذا الغرض دون علم المقاول أو الجهة المستفيدة التي ربما تكون مشتركة بالفساد مع المقاول .
2- تخمين الضرائب
وتحصل فيها عمليات فساد كبيرة أيضا لذلك يجب إلغاء التخمين ووضع ضوابط لتحديد مبلغ الضريبة لكل نشاط بعينه من ناحية نوع النشاط الاقتصادي لان الرشوة تحصل عندما يترك التقدير للمخمن .
3- أعمال الكمارك والمنافذ الحدودية والموانيء الجوية والبحرية
وهي من الدوائر التي تحصل فيها حالات فساد فاحشة لذلك فان الحل الوحيد هو أن يتم تفريغ الحمولات في المنافذ الحدودية والمطارات والموانيء وتقاس من نواحي النوع والكم والوزن وكافة المواصفات على أن يتم تصويرها من قبل وسائل الإعلام المرئية المستقلة المحلية وبثها على الهواء مباشرة منذ لحظة وصولها إلى تلك المنافذ ومن ثم تفريغها باستثناء التجهيزات والمواد الحكومية وهذا يشمل المواد الداخلة إلى البلاد والخارجة منها للحيلولة دون حصول حالات رشوة يقدم عليها أصحاب هذه المواد لخفض مبالغ الرسوم الكمركية عليها أو للسماح لهم في إدخال أو إخراج المواد المحظورة من ناحيتي النوع أو الكم .
4- التعيينات في المؤسسات والمشاريع والدوائر الحكومية
ويجب أن تجري عملية التعيين من خلال إنشاء مكاتب عمل في جميع الوحدات الإدارية تقوم بتدوين كافة المعلومات التي تتعلق بطالبي العمل وفي حالة وجود حاجة لدى الدوائر الراغبة بالتعيين عليها أن تقوم بمفاتحة هذه المكاتب لترشيح الإعداد المطلوبة وفق المؤهلات والمواصفات فتقوم مكاتب العمل بإعلان ذلك عبر وسائل الإعلام لحضور المشمولين لحظة الفرز على أن يكون وفق ضوابط حيث يقدم الأكبر سنا ثم الأقدم تخرجا وتقدم الإناث اللواتي ليس لديهن معيل على الذكور وهكذا تتم عملية الفرز بحضور مؤسسات الرأي العام وخاصة الإعلام المرئية وتصور العملية أيضا وتعرض للمشاهدين .
5- عمليات الانتخابات للمناصب والهيئات الحكومية
وهنا تحصل عمليات تزوير كبيرة وكثيرة خلال الحملات الدعائية وعند التصويت وفرز الأصوات ولتقليل هذا الفساد يجب أن يتم تشكيل اللجان المركزية والفرعية المشرفة على الانتخابات وعلى المراكز الانتخابية من ممثل واحد عن كل حزب مشارك في الانتخابات بحيث لا تعتمد النتائج مالم يصادق عليها من قبل جميع الأعضاء وفي حالة رفض احد الأعضاء المصادقة يجب أن يكون السبب مشروعا وموثقا وفي حالة الاختلاف يعرض الأمر على مؤسسات الرأي العام التي يفترض أن تشكل لجان للنظر بهذه النزاعات ويكون قرارها قاطعا لاطعن فيه في حالة اتخاذه بالإجماع أما إذا لم يكن كذلك فيعرض على اللجان الأعلى . كما يجب إعلان النتائج في كل مركز انتخابي فور الانتهاء من فرزها والمصادقة عليها. أما تمويل الأحزاب السياسية فيجب أن يكون من قبل الدولة في جميع مراحل نشاطها ولاسيما فترة الدعاية الانتخابية حيث يجب أن تتاح فرص متساوية للجميع للحيلولة دون حصول حالات فساد فضلا عن ضمان أكثر استقلالية ممكنة للحزب ومن ثم للحكومة التي يشكلها.
6 – توزيع المواد الاستهلاكية النادرة او القليلة والموارد المالية
إن عدم توفر الكميات والأعداد الكافية من المواد الاستهلاكية الضرورية التي يحتاجها المواطن تمثل فرصة أخرى للفساد من خلال إعطاء أسبقيات للمواطنين القادرين على دفع الرشوة أكثر من غيرهم في الحصول على تلك المواد أو الحصول على كميات أو أعداد أكثر من المقرر أو القيام ببيع المواد المدعومة من قبل الدولة بأسعار قريبة من أسعار السوق أو سرقتها من قبل الموظفين الذين يملكون نشاط تجاري خاص يتعامل بتلك المواد كم كان يحصل ولا يزال في العراق ولاسيما الوقود حاليا والأدوية والمستلزمات الطبية .إن الحل الكفيل بمعالجة هذه المشكلة يتمثل في إلغاء النشاط الخاص أو توزيع المواد الحكومية بالتساوي على المواطنين وفق ما معمول به في وزارة التجارة ولكن ليس على أساس حصة لكل بطاقة تموينية أو كل سيارة أو مولدة كهرباء كما في توزيع الوقود وإنما حصة لكل مواطن بصرف النظر عن كمية المواد المتوفرة بحيث تقسم على الجميع بالتساوي سواء كان ذلك مرة كل شهر أو كل فصل أو كل سنة أو كل عدد معين من السنوات. ويمكن أيضا ومن اجل تفعيل هذه الآلية توزيع نصف واردات الدولة على المواطنين مقابل رفع أي دعم حكومي للمواد والسلع والخدمات المقدمة لهم باستثناء الحالات التي تقع خارج إمكانياتهم كالأمراض الخطيرة والمزمنة والعجز والعوق والاحتياجات الخاصة. وهكذا يمكن إيجاد وسائل مماثلة لمكافحة الفساد في الأماكن الأخرى. وفي هذا السياق بالا مكان خفض نسبة الفساد في جميع الدوائر من خلال تعيين مدراء المكاتب لرؤساء الدوائر ابتداءا من رئيس الجمهورية والى اصغر دائرة من الأحزاب الأكثر اختلافا مع الحزب الذي ينتمي له رئيس الدائرة وإلزام رئيس الدائرة بإطلاع مدير مكتبه على جميع المخاطبات واعتبار مخالفة ذلك من الجرائم الكبرى. كما يجب أن تقوم المجالس النيابية على جميع المستويات بتقييم دوري لأداء رؤساء الدوائر كل ثلاثة اشهر وعند التصويت بصدد اتخاذ أي قرار بحق احدهم يجب عدم السماح بمشاركة النواب الذين ينتمي إليهم رئيس الدائرة في التصويت سواء عند استدعائه للاستجواب أو اتخاذ إجراءات محددة بحقه لان ذلك يشكل حماية له كما يجب تعديل قوانين العزل من الهيئات الحكومية بحيث تسمح بعزل من تؤشر عليه أي حالة تشير إلى عدم نزاهته أو كفاءته وتعديل قانون العقوبات بحيث يتيح معاقبة الموظف بعقوبات تصاعدية مضاعفة تتناسب مع موقعه ومسؤولياته . هذه آراء بسيطة من قبلنا باتجاه حل مشكلة الفساد.



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيبقى بوتين في الكرملين دون أن يضطر لخلع حذاءه؟
- تركيا العلمانية ترتدي الحجاب
- كيف نغير النظرة إلى المرأة من النظرة إليها بصفتها جسد إلى ال ...
- المسجد الاحمر اسم على مسمى
- كيف توزع واردات النفط العراقي على المواطنين؟
- لآتكن لينا فتعصر ولا صلبا فتكسر
- ليس كل مايعرف يقال
- ماهي أسباب تعثر المصالحة الوطنية في العراق؟
- كيف نساوي المراة مع الرجل في المجتمعات العربية والاسلامية ؟
- لكي لا تتكرر مأساة بغداد في كركوك
- كيف يبنى المجتمع الديمقراطي و ماهي سماته ؟
- حجاب المراة بين الواجب الشرعي والحاجة الوقائيه
- مخاطر اقحام الدين في السياسه
- ما يحدث في العراق لمصلحة من؟
- هل القتل على الهوية والفدرالية مقدمه للشرق الأوسط الجديد
- هل تعود بغداد مرة اخرى مدينة للسلام؟؟؟إإإ


المزيد.....




- هتكسب أضعاف الفلوس اللي معاك في شهر واحدة بس .. مع أفضل 6 شه ...
- حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة
- -قضية الذهب الكبرى-.. قرار جديد من هيئة مصرية بحق رجل الأعما ...
- ستاندرد أند بورز? ?تخفض تصنيف إسرائيل طويل الأجل 
- اعملي ألذ صوص شوكولاته للحلويات والتورتات بسيط جدا واقتصادي ...
- تباين أداء بورصات الخليج مع اتجاه الأنظار للفائدة الأميركية ...
- صندوق النقد: حرب غزة تواصل كبح النمو بالشرق الأوسط في 2024
- لماذا تعزز البنوك المركزية حيازاتها من الذهب؟
- كيف حافظت روسيا على نمو اقتصادها رغم العقوبات الغربية؟
- شركات تأمين تستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد عمليات الاحتيال


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - غازي الجبوري - أفكار للوقاية من الفساد المالي والإداري