أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي .. د. يوسف سلمان - الخيانة الاستراتيجية وتفكيك الاتحاد السوفييتي















المزيد.....



الخيانة الاستراتيجية وتفكيك الاتحاد السوفييتي


نجم الدليمي .. د. يوسف سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم د/ يوسف سلمان
د/ نجم الدليمي

خطة البحث

اولا ً :- لماذا حلت الكارثة العالمية
ثانيا ً :- الدور التخريبي (( للقادة )) ؟ !
ثالثا ً :- دور مشبوه
رابعا ً:- من كان يقف وراء تقويض الاتحاد السوفيتي ؟
خامسا ً :- أين يكمن الخلل ؟
سادسا :- مصادر البحث

الخيانة الإستراتيجية
و
تفكك الاتحاد السوفيتي


اولا ً :- لمــــــــاذا حلت الكارثة العالمية ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مما لاريب فيه أن تفكيك الاتحاد السوفيتي يمثل كارثة عالمية , فهو أشبه ما يكون بالانفجار الذي مازالت شظياه تنهال على رأس البشرية التقدمية ,مسببة العذابات والحروب والدماء وغياب القيم الثقافية والذهنية العظيمة , التي وضعت العالم في بحر من الفوضى الجيوسياسية ,التي يصعب تقدير نتائجها الكارثية المدمرة على العالم بأسره .
وكان تفكيك الاتحاد السوفيتي جريمة حقيقة ,لانه تم وحدث نتيجة لنشاط مخطط مدروس لاناس يحملون الجنسية السوفيتية . فالاتحاد السوفيتي لم يسقط تحت تأثير ضربات الصواريخ النووية ولم يكن محاصرا بالجيوش البرية .لكنه كان عرضة لتأثير " سلاح منظم فعال " وضحية لجملة من الاجراءات الدقيقة والمعقدة التي كان الغرب يرسم ويحيك خيوطها وفي المقام الاول الولايات المتحدة الامريكية وينفذها من كانوا في قمة الهرم الحزبي السلوطي في الاتحاد السوفيتي .
وتتجدد هذه الاجراءات في رسم الاتجاهات الخاطئة للتقدم التقني وفي فرض قرارات تهدد مستقبل الاتحاد السوفيتي ومصالح شعوبه في دفع البلاد في متاهات سياسية من خلال زرع بذور الفوضى والشك في مستقبل الاشتراكية وقدرتها على حل قضايا الناس ومشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية والساسية والروحية , والمساعدة على دفع أناس معادين للدولة والوطن السوفيتي لاحتلال أعلى مراكز المسؤولية في الحزب والسلطة في الاتحاد السوفيتي , وراح هؤلاء المسؤولين من خلال مواقعهم الهامة في الحزب والسلطة يطرحون "المبادرات " المختلفة والمتنوعة من سياسة وأيديولوجية وثقافية واقتصادية , بهدف اضعاف قدرة الوطن السوفيتي على المقاومة والتصدي ودفع البلاد الى مواقع خطيرة لا يستفيد منها الا الخصم الامبريالي . وما أنفك هؤلاء المسؤولين يبذلون كل ما في وسعهم تحت يافطة " الانفتاح " و " التجديد " و " أعادة البناء " لتجنيد شرائح اجتماعية كاملة . من أجل خلق لوبي أمريكي في السياسة والاقتصاد والعلم والفن والصحافة أي خلق مكونات " السلاح التنظيمي الفعال التي تتجسد في زرع "أدوات التأثير " و "الطابور الخامس" و"عملاء الماسونية " في أعلى مراكز الحزب والسلطة في الاتحاد السوفيتي . وتفيد المصادر الموثوقة المتوفرة في عامي 1990 و 1991 أن الاستخبارات الغربية في الدول الرأسمالية قد وضعت هدفا مركزيا يتجسد في العمل على أقامة شتى انواع العلاقات وتطويرها مع النواب والمسؤولين على مختلف المستويات وتنظيم العمل معهم داخل الاتحاد السوفيتي وخارجه .ومن أجل تحقيق هذا الهدف , رأت هذا الدوائر الاستخبارية أن تستكمل أولا جمع المعلومات السرية المتعلقة بالاحداث في الاتحاد السوفيتي وممارسة التأثير بشتى الوسائل والسبل على من هم في موقع أتخاذ القرار بما يخدم أهداف الغرب الاستعماري ومصالحة وذلك من خلال توجيههم لاتخاذ القرارات اللازمة على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية ودفع عمليات التدمير والتخريب الجارية الى أقصى حد ممكن . وأكد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش على ضرورة أن يحفز الغرب ويدفع التحولات الديمقراطية الجارية في بلدان أوربا الشرقية الى مدياتها القصوى , ملقيا العبئ الرئيسي لتنفيذ سياسة الولايات المتحدة الامريكية هذه على عاتق وكالة المخابرات المركزية التي أعدت خطة خاصة تتضمن جملة من الاجراءات المتعلقة بالاتحاد السوفيتي , التي تمت المصادقة عليها من جانب مجلس الامن القومي الامريكي , حيث ركزت على تقديم مختلف أنواع الدعم والمساندة لقوى " التغير والانفتاح" في الاتحاد السوفيتي .
ولتنفيذ هذ المخطط تم في الغرب أحداث العديد من "صناديق الدعم " و " المراكز" و " المجالس "و "الروابط " و"الجمعيات " والمؤسسات الثقافية والتقنية " و "المراكز العلمية" و"لجان حقوق الانسان" التي تتخذ صفة منظمات غير حكومية وتدعي بأنها منظمات خاصة لا علاقة لها بالحكومات الغربية , لكنها في الواقع تأسست تحت أشراف وتمويل الاستخبارات الغربية المختلفة , ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر "مركز النضال من اجل الديمقراطية" الذي تأسس باشراف وتمويل المخابرات المركزية الامريكية التي وضع خطة له تهدف من جملة ما تهدف اليه إقامة علاقات مباشرة مع إناس عاديين بسطاء ومع مجموعات" مستقلة " في الاتحاد السوفيتي وتقديم الدعم المادي المباشر لما يسمى "بسجناء الضمير"وللأسرهم , وتنظيم حملات ‘إعلامية واجتماعات ومسيرلت دعما ً لأناس محدودين ولمجموعات "مستقلة " وصولا الى بناء
"المجتمع الديمقراطي المتفتح" .
في أحدى تصريحاته أعلن رئيس وكالة المخابرات المركزية ويستر أن العمليات الجارية في الاتحاد السوفيتي والمتمثلة في سياسة "العلنية والانفتاح" تسهل نشاط المخابرات المركزية الأمريكية وتسمح لها بجمع المعلومات والوثائق الضرورية عما يجري هناك وعن طبيعة القوى السياسية وموازينها ويفسح المجال لأقامة نوع من العلاقات مع تلك المؤسسات السوفيتية التي لم يكن متاحا فيما مضى للجهات الاجنبية إقامة أي نوع من العلاقات معها وأكد في هذا السياق على أن توسيع العلاقات الأمريكية السوفيتية في شتى المجالات قد مكن المخابرات المركزية الامريكية من تجنيد أعضاء الوفود والبعثات السوفيتية الرسمية التي كانت تسافر في مهمات رسمية الى الغرب , مكنها أيضا من دراسة الشروط اللازمة لممارسة التأثير الامريكي الفعال على الحكومة السوفيتية هكذا يصبح واضحا كيف تمكنت الولايات المتحدة الامريكية خلال سنوات " البيريسترويكا" من أستصدار القرارت الملائمة وتوجيهاتها من خلال التأثير على النواب في مجلس السوفيت الاعلى , والتي ادت الى إلحاق ضرر فادح بالمصالح السوفيتية على مختلف الاصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية والاعلامية . وخلال عام 1989 و 1990 زارت مجموعات متعددة من أعضاء مجلس النواب السوفيتي والروسي من أمثال غيور غي أرباتوف وسيرغي شخراي وفيدروف الولايات المتحدة الامريكية وأجرت لقاءات مع مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية بغرض التنسيق لتنفيذ المهام اللاحقة على مختلف الاصعدة السياسية والتنظيمية والاقتصادية والعسكرية بهدف دعم التوجيهات الرامية لتبني سياية الاقتصاد الحر وما يترتب عليها من تدعيم مصالح الغرب ومخططاته .
وقد أثارت فضيحة وضجة كبرى تصريحات غافريل بوبوف وسيرغي ستانكيفيش وبوريس يلتسين أثناء زيارته لليابان بشأن" الاراضي المتنازع عليها " وكذلك تصريحات لوكين (سفير الاتحاد السوفيتي السابق في أمريكا ) بصدد الدولتين الصينيتين , مما ادى الى أحتجاج رسمي صادر عن جمهورية الصين الشعبية . جاء هذا كله ليمهد الطريق أمام ممارسة اكبر ضغط أمريكي على السياسة السوفيتية والروسية إزاء العديد من القضايا والشؤون الدولية بما يخدم المصالح والسياسات الاستراتيجية الغربية . وهكذا يتضح بجلاء من خلال الاحداث والوقائع التي أوردناها على سبيل المثال لا الحصر . الدور التخريبي الذي مارسه اللوبي , المؤيد لأمريكا في كل من السوفيت الاعلى ومجلس النواب الروسي على مختلف الاصعدة , الامر الذي أدى في نهاية المطاف لتفكيك الاتحاد السوفيتي وتعزيز دور اللوبي المؤيد الأمريكا في روسيا الاتحادية لاحقا ً .وبعد حدوث الكارثة وما سببته من انعكاسات سلبية مدمرة على مختلف الاصعدة في روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة ,وبعد أنقضاء سنوات عديدة على هذه الجريمة التي أدت الى تدهور مستوى المعيشة وتفشي البطالة والجريمة والفساد وغياب الامن والاستقرار وتحويل روسيا الى دولة تابعة لاوزن لها يذكر في السياسة الدولية . واضطر كثيرون ممن أيدو سياسة "لبيروستريوكا"في البداية للاعتراف بأن هذه السياسة لم تجلب الا الخراب والدمار الاقتصادي والاجتماعي , ويركزون في هذا الصدد على الدور التخريبي الكبير الذي مارسه الكسندر يالكوفليف (عضو المكتب السياسي السابق للحزب الشيوعي السوفيتي ) وأنصاره بتوجيه وإرشاد من المراكز الغربية الاستخبارية والمالية العالمية .
وأصبح الان جليا أن نشاط "العلماء الديمقراطيين " وخاصة أولئك الذين يعملون منهم في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفيتية برعاية وتوجيه وتمويل من صندوق الثقافة المسمى " صندوق تولستوي" في أمريكا قد أفسح المجال لخلق فرص عديدة "للعلماء "بالسفر الى الخارج واجراء الاتصالات الضرورية مع ممثلي وكالة الاستخبارات الغربية المختلفة وكانت الدوائر الامريكية النافذة في أمريكا وكندا تعتبر الكسندر ياكوفليف ضمانة حقيقة لسياسة غورباتشوف , علما ً أن الاخير مافتيء يؤكد على الدوام بأنه يمثل الضمانة الرئيسة للغرب .
وفي حزيران من عام 1989 كانت تتردد في" الصالونات الديمقراطية " اقوال مفادها أن الكسندر ياكوفليف يعتبر من وجهة نظر الدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة وكندا الضمانة الرئيسية لسياسة " البيريسترويكا" .أنفق الامريكان أمولا طائلة لدفع الاوضاع في روسيا نحو اقتصاد السوق الحر , حيث كانت هذه الاموال تصل الى أصحابها عن طريق القنوات الصهيونية .وفي الاوساط اليهودية في موسكو كان الحديث يجري علنا وبكثير من الفخر والاعتزاز ,بأن ياكوفليف يقدم الدعم للمنظمات الصهيونية من خلال الاعتماد على أنصاره في أكاديمية العلوم السوفيتية وفي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي .وكان ياكوفليف يعرف مسبقا ً بوجود أتحاد ينسق ويوحد نشاطات اللوبي الموالي للولايات المتحدة الأمريكية في أوساط مجلس السوفيت الاعلى واللجنة المركزية وأكاديمية العلوم السوفيتية .
وأثناء فترة التحضير لما يسمى " بالاصلاحات " في الاتحاد السوفيتي كانت الاوساط "الديمقراطية " تروج نموذج "الاصلاحات " في بولونيا كمثال يحتذى به في الاتحاد السوفيتي . ولتدعيم هذا الاتجاه أنفقت المؤسسات المالية والمصرفية الغربية أمولا طائلة لتحقيق نوع من الاستقرار المؤقت للعملة البولونية "زلوتي" كما الزمت الاوساط المالية والمصرفية الغربية كلا من كوريا الجنوبية وهونغ كونغ وتايلند بأن تدفع نسبة معينة من لاموال للتعويض عن جزء مما أنفقته الولايات المتحدة في بولونيا ,على شكل توريدات سلعية رخيصة اليها ,لكن هذا لم ينعكس مطلقا ً على الاقتصاد البولوني بنصائح أيجابية .

ثانيا ً :- الدور التخريبي ((للقادة )) ؟ !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في كانون الاول من عام 1991 وحسب معطيات ما يسمى "بعلماء الاجتماع الديمقراطيين" فقد جرى نوع من توازن القوى بين " الديمقراطيين"والقوى اليسارية و"الوطنية الروسية",الامر الذي دفع "الديمقراطيين"الى أتخاذ اجراءات من شأنها الاخلال بهذا التوازن .وأنشئت لهذا الغرض صناديق غير حكومية على غرار "صندوق دعم الديمقراطية" من أجل توفير الأموال الضرورية لدعم برنامج "الخصخصة" التي تعتبر الدعامة الحقيقية لدعم انصار أسرائيل والولايات المتحدة الامريكية في الاتحاد السوفيتي .وفي هذا الصدد يمكن الاشارة الى الدور المستقبلي الذي سيلعبه اتحاد الصناعيين بقيادة فولسكي ( عضو مكتب سياسي سابق في الحزب الشيوعي السوفيتي ) في عملية الرسملة والخصخصة ,كما ان هذه الصناديق كانت تهدف الى فرز خبراء حكوميين من أوساط "المثقفين الديمقراطيين " لتجهيز واعداد الكوادر التي ستتولى عملية خلق الرأسمالية في الاتحاد السوفيتي , وأكدت أجهزة الاعلام "الديمقراطية" التي كان يمولها الغرب على الطابع غير الحكومي لهذه الصناديق علما ان الاموال التي كانت ترد اليها , انما تأتي بصورة رئيسة من المؤسسات الحكومية الامريكية ,لكن عبر مؤسسات خاصة ,ومنذ نهاية عام 1989 كانت الولايات المتحدة الامريكية تعمل على إنشاء مركز مواز لغورباتشوف بقيادة يلتسن وبعض المقربين منه في البرلمان الروسي على هيئة خبراء يتحملون لاحقا متابعة وانجاز ما يسمى "بالاصلاحات ".وكان بويوف يتولى دور حلقة الوصل والربط بين بوريس يلتسن وانصاره من جهة وبين جيمس بيكر والمخابرات المركزية من جهة أخرى .
وفي الولايات المتحدة تم التوضيح ليبوبوف والكشف بجلاء عن مغزى وأهمية المركز الموازي البديل الذي لايرى أي أمكانية او أفق لخلق سوق على مستوى الاتحاد السوفيتي الامر الذي يتفرع عنه توجيه كل الجهود لخلق أسواق منفصلة مستقلة على مستوى كل جمهورية , كما أن وجهة النظر الامريكية كانت تعتبر ان العلاقة المستقبلية بين أسواق الجمهوريات السوفيتية والسوق الروسية ينبغي أن تكون على قدم المساواة مع علاقة هذه الاسواق والدول الاجنبية الاخرى , وهذا التوجيه هو الذي مهد الطريق لاحقا لتفكيك الاتحاد السوفيتي . في تلك الاونة كان واضحا للامريكين ان غورباتشوف لن يستطيع السير على هذا الطريق الى النهاية لأن الجيش وبعض الاطراف الجهاز الحكومي كانوا قد زادوا من الضغط عليه وتوجيه سياسته . اما يلتسن فكانت حركته فقط عن طريق مستشاريه ومجموعة نواب الاقاليم الذين كانوا ينفذون التوجيهات والارشادات الامريكية بدقة متناهية .هكذا يصبح واضحا ان انشاء وتمويل المركز الموازي قد تم في الولايات المتحدة الامريكية . وتفيد المصادر الامريكية المطلعة الى ان القائمين على السياسة الامريكية قد قلصوا مجالات النشاط والتعاون مع الاتحاد السوفيتي الامر الذي كان لابد ان ينعكس على سمعة غورباتشوف وعدم قدرته في التحكم خلال تلك الفترة بالاجهزة الحكومية والاقتصادية السوفيتية على المستوى الرسمي ,كما قلصت المعونات التي كان الامريكان قد وعدوا غورباتشوف بها , مما انعكس على فعالية المؤسات السوفتية في عهده .
في أثناء ذلك كان بوريس يلتسن الممثل الحقيقي لاقتصاد الضل يحلم بأن يصبح" منظرا ً" لرأسمال الخاص . وقد حمل اليه غافريل بوبوف من الولايات المتحدة الامريكية وثائق تتضمن وعودا من الجانب الامريكي بتزويده بتكنلوجيا ومعدات جديدة في حال تطويره الناجح لفكرة "المركز الموازي" .وكان قد تم التأكيد على ان الاوساط الحكومية الامريكية قد أيدت أستعدادها للتأثير على المستوى الحكومي للمساعدة في عملية انتقال يلتسن و"المركز الموازي" الى مرحلة الهجوم التي ينبغي ان تحقق قطع الطريق على الاستفتاء الشعبي الذي كان قداكد على ضرورة بقاء الاتحاد السوفيتي.وفي حالة نشوب نزاع مسلح بين المركزين:
الحكومي والموازي , فأن المافيا لروسية التي كانت تشكل دعامة يلتسن الحقيقية كانت ترى انه ليس هناك مشكلة في ايصال السلاح لمؤيدي يلتسن . وايدت المافيا لروسية المدعومة من قبل الاوساط الغربية , استعدادها لتقديم الاموال اللازمة ,في حالة نشوب نزاع مسلح محدود ,بما يعادل حجم الدورة السلعية في الاتحاد السوفيتي خلال نصف عام .واعتبر منطق الحرب الاهلية المكثفة المحدودة وسيلة ناجحة يمكن من خلالها تدمير المركز السوفيتي , أي تدمير الجهاز الحكومي والجيش السوفيتي معا ً . وجاءت تصريحات غافريل بوبوف في هذا السياق بضرورة حل مجالس السوفيت بطريقة قسرية واقامة دكتاتورية وسيادة" الاقلية الديمقراطية" في معركتها ضد الاغلبية "المحافظة" .ومن اجل قطع الطريق على الاستفتاء الشعبي الشامل بضرورة بقاء الاتحاد السوفيتي حيث القي عبئ تنفيذ هذه الخطة على عاتق جماعات اقتصاد الظل , اذ عمد هؤلاء وبشكل مفاجئ لاخفاء السلع الضرورية والرئيسية من كافة المخازن في الاتحاد السوفيتي لخلق جو متوتر ومزاج معاد للاتحاد السوفيتي والنظام الاشتراكي.
وفي شباط من عام 1991 انهمك "الديمقراطيون " بمناقشة فكرة تأسيس أكاديميات روسية متعددة ومنفصلة الى جانب اكاديمية العلوم السوفيتية , التي كان أعضائها لايستلمون مرتبات , لكن كانوا يتوفرون على امكانية تمويل أبحاثها عن طريق طلبات كانت تصل اليها من وراء الحدود بواسطة الصناديق "غير الحكومية " .
وقد ساهم أعضاء هذه الاكاديميات الجديدة المحدثة الطبيعية والانسانية بنشاط فعال في التهيئة والاعداد لعقد مؤتمر المهاجرين الروسي الذي تم التخطيط له في أب من عام 1991 وتجد أحد اهداف هذا المؤتمر في اقامة مركز يجمع ويوحد الاثرياء من اصحاب التوجه الرأسمالي داخل روسيا وخارجها , ولم تكن عضوية هذا المؤتمر مقتصرة على اشخاص فرديين ,بل كانت تطال أيضا ً نوادي الروتاري في الاتحاد السوفيتي .
وفي معرض الحديث عن المواجهة بين غورباتشوف ويلسن ,عندما كان غورباتشوف في السلطة ,كانت الاوساط الغربية ترى ان غورباتشوف كان يطمح لخلق رأسمالية تعتمد على بعض الكوادر والقيادات في الحزب والسلطة , التي اثرت من خلال مواقعها السابقة ,وخاصة من خلال سيطرتها على مراكز القرار في مؤسسات الدولة الانتاجية المختلفة وغير الانتاجية , اما جماعة يلتسن من اصحاب اقتصاد الظل الذين اثروا بسرعة من خلال عملية الخصخصة ,فكانوا يرون ان يلتسن هو المؤهل لدفع عملية الخصخصة الى مدياتها القصوى , وبالتالي فقد كانوا يعبرون عن استعدادهم لضخ السلع المتوفرة في حوزتهم في اللحظة المناسبة بما يدعم مواقع يلتسن وانتصاره واستمراريته .
في أيار من عام 1990 , وخلال لقاء ضم اعضاء بناي بريت الصهيوني الامريكي ,واعضاء من المنطمة الماسونية الروسية , طرحت فكرة مفادها ان بعث واعادة تنظيم عمل ونشاط المنظمات الماسونية في الاتحاد السوفيتي بعد عامي 1948 ــ 1949 لم يكن ممكنا ً إلا بأستمالة أعضاء غير يهود للانخراط في هذه المنظمات الماسونية لذا , وبناء ً عليه فقد تم احداث اكثر من مستوى للعضوية , حيث خصص المستوى الاول لليهود بوصفهم اعضاء أصلاء , أما المستوى الثاني فقد خصص لغير اليهود الذين يبدون استعدادهم للانخراط في النشاط الصحفي "كمناضلين" يعملون ضد معاداة السامية , والذين لايشترط بالنسبة لهم ان كانوا أعضاء اصلاء في المنظمات الماسونية السرية ,وقد أستثنى منهم فقط أولئك الذين هم على صلة قرابة من جهة الام والزوجة باليهود ( كأن تكون الام أو الزوجة يهودية ) ممن أبدى نشاطا ً ملحوضا ً في الصراع ضد الاتجاهات القومية الروسية . ويجمع اعضاء المنظمات الماسونية في الاتحاد السوفيتي وخاصة أعضاء منظمات بناي بريت على ان الأكسندر ياكوفليف قد لعب دورا ً مهما ً للغاية في منح هذه المنظمات لاحقا ً في ظل "البيريسترويكا" حرية النشاط العلني .
ثالثا ً :- دور مشبــــــــــــــــــــــــــــــوه :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأبان فترة " البيريسترويكا" تميز الفرع الروسي لمنظمة بناي بريت تعاونه مع صندوق النقد الدولي ودعم على وجه الخصوص في الصحافة السوفيتية خطط الصندوق المذكور ازاء الاتحاد السوفيتي , كما أقام أوثق الصلات مع رجال الاقتصاد السوفيت الذين ارتبطوا بتنفيذ هذه المخططات ومنذ بداية السبعينات قرر صندوق النقد الدولي العمل على تكثيف نشاط الفرع الروسي لمنظمة بناي بريت الصهيونية الامريكية الماسونية , لانه كان يأمل من خلال ذلك بخلق ظروف ومناخات في الاتحاد السوفيتي تساعدعلى تسوية مشكلة الشرق الاوسط وذلك من خلال قيادة حملة واسعة ضد معاداة السامية , الذي يقصد منه تحديدا مهاجمة القوى الوطنية والاشتراكية ذات التوجيهات الشعبية الاصيلة .
أما مسألة خلق " ثورة" في الصحافة في عام 1973 فقد القيت مهمة تنفيذها على عاتق الكسندرياكوفليف , بما ينسجم مع مخططات بناي بريت الصهيونية , الرامية لتوظيف قسم الدعاية والاعلام في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي من خلال تشويه سمعة الكتاب والصحفيين التقدميين والصاق التهم بهم وعزلهم من مواقعهم الهامة واستبدالهم بأخرين ينسجمون ويتناغمون مع المخطط الماسوني العالمي . وهناك معلومات تفيد ان الكسندر ياكوفليف استطاع تجنيد النشطاء في الفرع الروسي لمنظمة بناي بريت الصهيونية الروسية من امثال غيورغي ارباتوف ويفغيني بريماكوف وكفاليوف ( النائب السابق لوزير الخارجية في لاتحاد السوفيتي ) وبيلياييف ( رئيس تحرير مجلة الثقافة السوفتية ) وكاتاخجيان ( احد خبراء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي والمختص بشؤون العلاقات القومية ) .بيد ان مراميهم الهادفة لتحقيق "ثورة" في الصحافة تخدم مصالحهم لم تتكل بالنجاح بسبب عدم نضج الضروف الداخلية انذاك في الاتحاد السوفيتي لتحقيق مثل هذه المهمة .بيد أن المحاولات انفة الذكر المتعلقة باحداث تغيير في الصحافة قد تم بعثها من جديد في عهد غورباتوشوف من خلال صياغة سياسة "التفكير الجديد" بمشاركة منظمة مالطا الماسونية .
تفيد المعطيات المتوفرة ان فكرة "المفاهيم والقيم الانسانية العامة"التي طرحت للتطبيق في الاتحاد السوفيتي خلال مرحلة "البيريسترويكا"قد تمت صياغتها من قبل معهد مالطا الماسوني للدراسات النفسية برئاسة ديبونو اثناء لقاء في مالطا ضم غورباتشوف وبوش .وتفيد المصادر ذاتها ان ياكوفليف استطاع تجنيد دزاسوخوف للعمل في المنظمات الماسونية الروسية , بعد ان كان الاخير قد عمل طويلا ً في مظمات الشبيبة واكتسب خبرة في إقامة العلاقات المختلفة على الصعيد الدولي ,لدرجة انه كان يطمح ويخطط لان يصبح رئيسا ً في المستقبل كبديل لغورباتشوف في مرحلة من المراحل ,ثم جرى تبديل قيادات المنظمات اليهودية في الاتحاد السوفيتي بأخرين من ينتمون علنا ً للحركة الصهيونية . وطبقا ً لتصريح ياكوفليف الذي نشرته مجلة "ناووكا"أي العلم ,والذي اكدت فيه على ضرورة تقسيم الصهيونية الى "اتجاه ديني " واخر "سياسي" .يتأكد ان القيادة الجديدة للمنظمات الثقافية اليهودية قد حاولت توحيدنشاط المنظمات اليهودية باتجاهاتها المختلفة لخدمة اهداف ومصالح الحركة الماسونية العالمية .
وفي تموز من عام 1990 جرت في الصحافة الغربية من منظمات بناي برت في الاتحاد السوفيتي مناقشة مستفيضة لنتائج المؤتمر الثامن والعشرين للحزب الشيوعي السوفيتي حيث تم التأكيد على ان المؤتمر قد تكلل بالنجاح لصالح غورباتوشوف , لانه استطاع ان يتحررفيه من سيطرة الاجتماعات الموسعة للجنة المركزية ولكوادر الحزبية .
وفي الاوساط الماسونية كانت تثور أفكار مفادها أن على ياكوفليف ترك عضوية المكتب الساسي للحزب الشيوعي لسببين ,الاول :هو انه اصبح هدفا ً لانتقاد عنيف من جانب القوميين والوطنيين السوفيت , والثاني :لأن الحدود كانت قد توضحت بين الاتجاهات الايديولوجية والسياسية المختلفةفي الحزب الشيوعي السوفيتي الامر الذي كان يتطلب منه الانحياز الى الاتجاه الذي يمثل وجهة نظره , وكان ياكوفليف على دراية ومعرفة ببعض صلات غورباتشوف بالمنظمات الماسونية العالمية , كما انه لم يعد سرا ً بأن ياكوفليف كان حلقة الوصل بين الرئيس غورباتشوف من جهة وبين الدوائر والاوساط المالية العليا في الخارج من جهة اخرى , وذلك عبر وساطة ممثلي صندوق النقد الدولي الامر الذي تفرع عنه الانتساب لعضوية هذه المؤسسات .
وفي الاوساط الماسونية العالمية صار نقاش يجري على نطاق واسع حول السبل الكفيلة بتفكيك الاتحاد السوفيتي وضرب الاحزاب الشيوعية والعمالية في اوربا الشرقية من خلال اجراء "أصلاحات "داخل هذه الاحزاب تهدف الى القضاء على الكوادر التي تتمسك بالفكر الاشتراكي .
كما صار الحديث يجري في هذه الاوساط أيضا ً عن ضرورة دمقرطة المخابرات السوفياتية , وهو الطرح الذي يقف وراءه في القيادة السوفياتية كل من الكسندر ياكوفليف وادورد شيفرنادزة وذلك من خلال تقسيمها الى اقسام مختلفة للحد من فعاليتها وتأثيرها على ان يتسلم هذه الاقسام عندما يمكن ذلك كوادر ذات صلة بالرئيس وفريقه وكانت هذه المحاولات تعتبر الخطوة التمهيدية التي يجب ان تسبق مسألة الخصخصة , أي نقل ملكية القطاع العام وبيعها بثمن بخس الى المافيا وقيادات الهرم الحزبي والسلطوي من أنصار "البيريسترويكا" .وكان ياكوفليف يرى ضرورة عدم الاسراع كثيرا ً في عملية "الاصلاح" داخل القوات المسلحة ,كي لايثير سخط المؤسسات السياسية داخل الجيش ,لان أغلبية الاعضاء مازالت تتمسك بعقيدتها الشيوعية . كما كان يرى ايضاً ضرورة ان تخضع هذه القوات لسلطة الرئيس مع أبعادها عن مسألة التعددية التنظيمة في داخلها ,لأن من شأن هذا ان يثير تمسك اليسار بالدفاع عن الاشتراكية وبالامساك بزمام المبادرة .
وعلى صعيد الاتصالات مع الجمهوريات السوفياتية الاخرى ,فقد عزز انصار "البيربسترويكا". صلاتهم الوثيقة مع القوى والتيارات الداعية للانفصال عن الاتحاد السوفياتي ,إذ استخدم "الديمقراطيون" هذه الصلات ووضفوها كتحضير للخطوة التالية المتمثلة في تفكيك الاتحاد السوفيتي .
ومنذ نهاية 1989 لم يكن سرا ً أن الخبراء في مجلس الامن القومي في الولايات المتحدة الامريكية صاروا يتحدثون علنا ً عن خلق المركز البديل ,لان السلطة السوفياتية والحزب الشيوعي السوفياتي ,وخاصة بعد اجتياز المراحل التي تم تنفيذها وفق المخططات الغربية ,لم يعودوا قادرين على الامساك بزمام الامور ,واصبحت مسألة تغيير السلطة في متناول أيدي التنظيمات الماسونية المدعومة بصورة خاصة من الولايات المتحدة الامريكية والغرب الرأسمالي برمته .
وتعترف الاوساط الغربية لياكوفليف بالفضل في الانتقال الى المرحلة التالية من "البيرستيروكا" التي تميزت بالامتناع عن الدفاع عن الماضي السوفياتي ,مما يعني اعطاء حرية العمل للتنظيمات والاحزاب الماسونية الرأسمالية بصورة علنية . كما ان السماح العلني لما يسمى براديو "سفوبودا" أي الحرية قد تم بمبادرة من ياكوفليف وهي المحطة الاذاعية التي لعبت دورا ًتخريبا ً كبيرا ً على صعيد التضليل الاعلامي والسياسي من خلال البرامج المرسومة من قبل المخابرات المركزية الامريكية ,المنسجمة مع مراحل التحضير لتفكيك الاتحاد السوفيتي بوصفه المرحلة الاخيرة لتتويج النشاط المعادي والمضاد للاشتراكية وللبشرية التقدمية .

رابعا ً :- من كان يقف وراء تقويض الاتحاد السوفيتي؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد أدت هذه العمليات التحضيرية كلها والمخطط لها من قبل المراكز الماسونية العالمية بقيادة المخابرات المركزية الامريكية والاستخبارات الغربية الاخرى الى أيجاد متنفذين لها في أعلى قيادات الهرم الحزبي والسلطوي ,مما أفضى الى تفكيك الاتحاد السوفياتي ومن ثم الاستيلاء على السلطة لتنفيذ المراحل اللاحقة للمخطط الماسوني العالمي المتجسد في القضاء على كل المنجزات الاشتراكية والتقدمية التي بناها الشعب السوفيتي وغيره من الشعوب الاخرى على امتداد عقود من الزمن . وبهذا يكون الغرب قد أنجز وحقق خطوة غاية في الاهمية بالنسبة لاستراتيجية ,من خلال ازاحة المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي من الساحة الدولية , مما خلق فراغا ً سرعان ماشغلته الامبريالية الامريكية لتطرح من خلال ذلك مقولة " النظام العالمي الجديد" ذي القطب الواحد , الذي تنفرد الولايات المتحدة الامريكية فيه بفرض القرار الذي تريد. لقد تحولت الولايات المتحدة من خلال الواقع الجديد الى حكومة عالمية تتخذ القرارات التي تراها مناسبة ومنسجمة مع مصالحها الاقتصادية والامنية والسياسية والثقافية والايديولوجية فيما يختص بقضايا أي شعب من الشعوب مهما بعد عنها .
وتجيء قمة مدريد لتتخذ قرارا ً يضم بعض دول أوربا الى عضوية حلف الاطلنطي في خطوة يصفها مصمموا السياسة الخارجية الامريكية بأنها استراتيجية تستهدف إعادة ترتيب الاوضاع الامنية الامنية في أوربا بما يضمن تكريس الهيمنة الامريكية على أوربا بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو بيد ان الغطرسة والميل الى الهيمنة والعناد في فرض الشروط الامريكية , والتنحية المستمرة للدور الاوربي في الشرق الاوسط وافريقيا واسيا قد جاوز كل حد ممكن واصبح الانفراد الامريكي باتخاذ القرارات الحيوية يؤثر سلبا ً على المصالح الاوربية المباشرة . وجاء اذعان الدول الاوربية للاصرار الامريكي على عدم الموافقة على منح الاوربيين القيادة الجنوبية لحلف الاطلنطي , يعني ان البصمة الامريكية الغالبة في تحديد توجهات ومهام الحلف ستبقى بادية العيان بوضوح . ان التوسع المستهدف لحلف الاطلسي في بعض دول اوربا الشرقية يعطي مبرراً جديدا ً لبقاء الحلف في ثوبه العسكري ولاستمرار تواجد القوات الامريكية في أوربا والاشراف الامريكي على " أمنها " في ضروف تفتقد الى الاستقرار في اطار خريطة التقسيم الجديدة .
وفيما يتعلق بانضمام دول اوربا الشرقية الى الحلف الاطلسي فهناك اتجاه غربي يؤكد على انه ليس من مصلحة أوربا ان تترك فراغاً بين روسيا وأوربا الغربية وهذه نظرية استراتيجية عسكرية , وبالتالي يجب ملء هذا الفراغ عن طريق ضم دول اوربا الشرقية الى حلف الاطلسي .
بيد ان بعض المحللين يرون أنضمام بعض دول اوربا الشرقية لحلف الاطلسي يمثل خطأ ً فادحا لانه يشكل استفزازا ً لروسيا , وعندما تظهر قيادة جديدة في روسيا , فانها ستكون معادية لحلف الاطلنطي بسبب هذه الاستفزازات . وها هي الولايات المتحدة الامريكية تريد ان تضم لاحقا ً الى الحلف الاطلسي , حتى بعض الجمهوريات السوفياتية اللاحقة , كجمهوريات البلطيق مثلا ,فهل هناك استفزاز اكثر من هذا ؟ .
أما دعاة استمرار بقاء حلف الاطلسي وتطويره , رغم زوال حلف وارسو فيتذرعون باحتمال قيام خطر محدق قد يأتي من روسيا مستقبلا ً , إضافة الى ان قيادة الحلف المذكور أي أمريكا تحديداً ستتولى إدارة المنازعات الداخلية في المجتمع الاوربي الشرقي كما هو الحال في يوغسلافيا السابقة وفي البانيا ايضا ً . لكن الاهم من هذا وذاك هو ان حلف الاطلسي يعد منظمة عسكرية أمريكية تمثل السيطرة الامريكية على أوربا وبالتالي فان من مصلحة امريكا بقاء واستمرار الحلف المذكور كضمانة للهيمنة الامريكية على أوربا . يضاف لذلك اعتراف خبراء الشؤون العسكرية بأن اوربا لاتمتلك بعد القدرة على ان تدافع عن نفسها ,وهي بالتالي في حاجة الى الولايات المتحدة الامريكية لعدة اسباب منها : أولا ً :ضعف اوربا في مجال الامداد والتموين ونقل القوات , ثانيا ً: عدم توفر المعلومات من خلال الاقمار الصناعية بالقدر الكافي , ثالثا ً : الاسلحة شديدة التطور التي تمتلكها الولايات المتحدة ليست متوفرة لدى القوات الاوربية .
ان نظرة ً خاصة على موازين القوى على الساحة الدولية والاوربية لابد أن نشير بوضوح الى ان الولايات المتحدة الامريكية ستستمر في هيمنتها الكاملة على الحلف خلال العقد القادم لأن اوربا لاتمتلك أي قوة عسكرية جماعية ,وليس من المتوقع ان تكون مثل هذه القوة في المستقبل المنظور . لقد تحول حلف شمال الاطلسي الى منظمة للهيمنة ولاتقتصر على الساحة الاوربية فحسب . بل تطال ساحات أخرى أيضا ً فرؤيته للتوسع جنوبا في اتجاه المنطقة العربية سيؤدي الى حالة من عدم الاستقرار بل والفوضى . وتأتي التحالفات العسكرية بين اسرائيل وتركيا لتؤكد ضمنيا ً وواقعيا ً على أن مظلة حلف شمال الاطلسي قد أمتدت جنوبا ً دون الحاجة لاتفاقات او وثائق مكتوبة مع سكرتارية الحلف .
لقد أصبحت اسرائيل محور الارتكاز للسياسة العسكرية الاستراتيجة للناتو في المنطقة مما سيؤدي الى تعظيم قيمة " الامن الاسرائيلي " على حساب امن الدول العربية الاخرى , ومن ثم يتم إفراغ النظام العربي من مضمونه الاستراتيجي الامني وتحقيق دعاوى الامن الجماعي وترتيبات ما بعد التسوية والعمل ضد منع قيام أي تحالفات امنية اخرى في المنطقة قد تكون مناهضة للمصالح الامريكية , واخيرا ً نجد مساعي حلف الناتو لألصاق تهمة الارهاب الدولي على كل من يعارض السياسة الامريكية في أي بقعة من العالم لتتخذها ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول بهدف تغيير الاوضاع بما يضمن مصالحها واهدافها .
وهكذا نستطيع القول بان تداعيات الاحداث في الاتحاد السوفيتي وما ألت اليه من نتائج كارثية قد تركت الضروف ملائمة تماما ً للهيمنة الامريكية المؤقتة على العالم لتزيد من إسغلالها البشع للوضع الدولي الراهن ,الذي يكرس سيطرتها ونفوذها العالمي ,؟؟؟ ان العالم بأسره هو مجال مصالحها الحيوية .حقيقة الامر ان العالم يعيش حالة فوضى حقيقية , لان هناك مفهوما ً همجيا ً قديما ً يلقي رواجا ًكبيرا ً هو المفهوم "الاوامري " البشع الذي تمارسه المؤسسة الرسمية الامريكية الحاكمة .فلقد اطلقت امريكا كل الاليات لغرض هيمنتها ونفوذها على العالم ,فهي تعتبر كل الساحات ضمن نفوذها من اثيوبيا الى العراق الى دول الخليج العربي وايران وساحات الجمهوريات السوفياتية السابقة ودول أوربا الشرقية ودول افريقيا ودول امريكا اللاتينية وساحات معظم الدول الغربية الامبريالية ,ان لم تكن كلها , واليابان 00000 الخ , وها هي تدفع بقواتها في كل الاتجاهات فلديها قوات امريكية في الخليج العربي وقوات الانتشار السريع لحلف الاطلنطي وقوات بحرية وجوية في انحاء كثيرة ,كما انها تخزن اسلحة استراتيجية في أسرائيل وتحاول فرض نزع سلاح على دول المشرق العربي والشرق الاوسط كله شريطة الا تطبق على اسرائيل .
كما انها تمتلك بيد البنك الدولي للانشاء والتعمير وصندوق النقد الدولي ,بينما تمسك باليد الاخرى عصا غليضة تضرب بها كل من يحاول ان يمارس حقا ً في الاستقلال والحرية , اما الحريات التي تفرضها على الاخرين فهي حرية السوق وحرية الملكية الخاصة وحرية الاسعار وحرية الديون ,أي كل الحريات التي تجعل اليات نقل الازمات الرأسمالية الى الشعوب كافة اكثر سلاسة وانسيابا . وتستخدم امريكا الامم المتحدة كأداة في يدها اذ اصبحت تسيطر بصورة عامة على قرارات مجلس الامن الذي تحول الى ادارة من ادارات اتخاذ القرار الامريكي .
لقد حولت الولايات المتحدة الامريكية الجمهوريات السوفياتية السابقة بما فيها روسيا الى محميات لها وفرضت على دول اوربا الشرقية الاخرى قيود التبعية والهيمنة . وتعاني شعوب هذه البلدان وبدرجة مكثفة من تردي الاوضاع المعشية اذ يعيش اكثر من نصف السكان تحت خط الفقر كما تتزايد معدلات البطالة بارقام مخيفة ومذهلة ويستشرى الفساد والجريمة والفوضى , كما تتفاقم الازمات الاقتصادية والاجتماعية , وتتزايد الامية ,وينتفى كليا حق الانسان في العمل والتعليم والطبابة والراحة وتحولت الدعارة الى ظاهرة مخيفة ومرعبة ,تلك هي باختصار اللجنة الموعودة , التي كانت تروج لها اجهزة الاعلام الامبريالية الصفراء ابان فترة "البيريسترويكا" وتعد بها المواطنيين في حالة القضاء على الاشتراكية والتخلص منها .
بيد ان هذا كله لا يعود وكونه انتصارا ً مؤقتا ً , لأن الانظمة العميلة البديلة لم تستطيع ان تحل حتى مشكلة واحدة من المشاكل التي كانت تغدق الوعود بحلها ,ويزداد اقتناع المواطنين يوما بعد يوم ,بان الطريق الوحيد لحل مشاكلهم انما يتجسد في تشييد نظام إشتراكي حقيقي يطلق حرية المبادرة والعمل والتنظيم من اجل تأمين وتوفير حق العمل والتعليم والطبابة والسكن والراحة وضمان الشيخوخة والعدالة والمساواة , وهذا ما يتطلب بالدرجة الاولى اجراء مراجعة تاريخية لاستنباط الدروس المستفادة من التجارب السابقة وخير ما نذكر في هذا السياق قول تشير نيشيفسكي
" سيحل العيد في شارعنا بنهاية المطاف " .


خامساً :- أين يكمن الخلل ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن تداعيات الاحداث المأساوية في دول اوربا الشرقية والاتحاد السوفيتي ما كانت لتتم بالصورة التي ألت اليها بفعل عوامل داخلية محضة ,بل جاءت عوامل التدخل الخارجي الامبريالي الماسوني العالمي لتتحول الى عوامل فعل داخلية صرفة , تفعل فعلها التخريبي بوتائر متسارعة أدت الى تلك النتائج الكارثية والمذهلة , التي عززت وكرست الهيمنة الامريكية لفترة من الزمن على العالم عامة والمنطقة العربية بخاصة .
ويجدر بنا في هذا السياق أن نشير الى أن الرأسمالية في التعامل مع أليات الاختراق ضد القوى والاحزاب الاشتراكية ليست وليدة المرحلة التأريخية الراهنة , فمنذ البيان الشيوعي بدأت الافكار الاشتراكية تعم أرجاء أوربا وأخذ كثير من الاحزاب العمالية الاوربية تعتنق الماركسية كنظرية ومنهج عمل ,لكن الخلافات داخل الاحزاب العمالية الماركسية بدأت تدب أثر كومونة باريس , وبظهور لينين وما لعبه من دور قيادي بارز في بلورة بعض المفاهيم النظرية الهامة , التي استوعبت التطورات المعمقة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الدولية التي جرت بعد ماركس , وصياغته للجانب العلمي والتطبيقي المرتبط بأليات بناء الاشتراكية من خلال ترسيخ تحالف العمال والفلاحين والبرجوازنية الصغيرة بقيادة الطبقة العاملة وصياغته لمفاهيم حزب ماركسي ــ لينيني من طراز جديد .
حدث انقسام في حركة الاحزاب الاشتراكية والعمالية الاوربية أثر قيام الحرب العالمية الاولى ,فتكون ما سمى بتيار الاشتراكية ــــ الديمقراطية الذي كان كاوتسكي من أبرز رموزه وممثليه , أنه التيار الاكثر اندماجا في بنية المجتمع البرجوازي وديمقراطيته الليبرالية , وقد ضم مجموعة الاحزاب التي أطلق عليها تسمية الاممية الثانية ,وهي الاحزاب التي اصطفت ووقفت وراء برجوازيتها القومية أبان الحرب العالمية الاولى ,فيما تكون نسق من الاحزاب الماركسية اللينينة بقيادة لينين , وهي التي شكلت الأممية الثالثة .
لقد تمكنت البرجوازية خلال عقود من الزمن من استيعاب حركة الاحزاب الاشتراكية ـــ الديمقراطية ( الاممية الثانية ) واستعارت العديد من الانتقادات الماركسية لطبيعة الرأسمالية لتطعيم بنية الايديولوجية الامبريالية واكتساب اليات تكيف وتطوير للمدرسة اللبيرالية . فقد أخذت ببعض الاصلاحات الاقتصادية التي زادت من دور الدولة في العملية الاقتصادية خلال فترات زمنية سابقة ,كما تبنت العديد من الاصلاحات الاجتماعية التي طالت بعض الميادين وخاصة في مجال التأمينات الاجتماعية ضد البطالة والفقر والاهتمام بالانفاق العام في مجالات مختلفة كالصحة والمواصلات والخدمات العامة .
هكذا نرى أن الدول الرأسمالية المتطورة أكتسبت تراثا ً في التعامل مع اليات عمل الاحزاب الاشتراكية مما حسن بعض الشيء في مستوى أدائها في مجال ممارسة السلطة وتوليد اليات التكيف الرأسمالي مع الواقع المتجدد والمتغير ,لكن الدول الاشتراكية بالمقابل لم تستفد من اليات التجدد والتكيف المرنة , وظلت مشاعر الاحساس بالتفوق الايديولوجي تعزز دور البيروقراطية في النظام الاشتراكي , ثم تغذت وتفاقمت هذه الحالة بدخول عملية التنمية والانتاج الاجتماعي في حلقات مفرغة من الجمود وسوء الادارة وتنامي عوامل ضعف إنتاجة العمل . أن عملية التجديد الاشتراكي والحالة هذه ,لا ينبغي أن تنبع من معالجة عوامل الخلل الموضوعية والذاتية في النظرية والتطبيق الاشتراكي فقط ,على الرغم من اهميتها الفائقة ,بل ينبغي أن تنبع أيضا من مواجهة تجديد وتطور البنية الامبريالية الهامة أيديولوجيا ً وتطبيقيا ً . فالماركسية ولدت في غمرة التحدي للرأسمالي ومواجهتها وكانت عبقريتها في القدرة على التقاط ثغرات الواقع والنفاذ منها لتشييد صرح الدولة الاشتراكية .وكان لابد لعملية التجديد الاشتراكي أن تنطلق من رصد الخلل الرأسمالي ومسؤوليته في تشويه عملية التطور الاجتماعي وحرفها عن مسارها العام الصحيح ,ودوره في ترسيخ الظلم الاجتماعي واستغلال الانسان لأخيه الانسان . لكن عملية " التجديد" في ظل البيريسترويكا" ركزت على الخلل الاشتراكي فقط ضمن خطة مدروسة مبرمجة وتخلت عن الخلل الامبريالي ,ولم تركزعلى مواكبت فكرة تطور الخلل الامبريالي وتفاقم أثاره السلبية والخطرة على التطور الاجتماعي ــ الاقتصادي العام للبشرية .فمن خلال التذرع بثقل ووزن ورجحان العوامل الداخلية على العوامل الخارجية ,تم التغاضي كليا ً عن أدراك حقيقة مفادها إن العوامل الخارجية في بيئة عالمية مفتوحة تعتبر من صميم العوامل الداخلية الفاعلة في مجريات التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفكري , لذا لم يكن من باب المصادفة أن تركز "البيريسترويكا" على الخلل الاشتراكي الداخلي وحده وتتغاضى كليا ً في تركيزها على الاثر الامبريالي في أتجاهاته المختلفة لأن مخططي ومنفذي "البيريسترويكا" كانوا يهدفون من خلال ذلك الى القضاء كليا ً على الاشتراكية فكرا ً وتطبيقا ً .فمن خلال الخداع والتضليل في التركيز على العوامل الداخلية دون ربطها بالعوامل الخارجية قبلت قيادة "البيريسترويكا" أحداث أوربا الشرقية ومررتها متذرعة بأنها جاءت نتيجة صرفة للعوامل الداخلية النابعة من الخلل الاشتراكي وحده ,وأهمل تماما ً دور عملية الاختراق الامبريالي اقتصاديا ً واجتماعيا ً وتنظميا ً وسياسيا ً وإعلاميا ً وتصدير النموذج الاستهلاكي الليبرالي الحديث .
أن غياب الديمقراطية في الحزب والسلطة ,منذ وفاة ستالين خلق الية تسمح بفرض رقابة على قيادة الحزب والسلطة مما خلق فرصة لاستقلال هذه الاجهزة (كي – جي – بي ) في فرض منطقها على اولئك الذين يتعارضون في الرأي مع الخط العام المهيمن في الحزب والسلطة , وفي عهد خروشوف ثم الغاء رقابة الاجهزة الامنية على قيادة الحزب ,ولكن هذا الامر لم يترافق للأسف الشديد مع تعزيز الديمقراطية الشعبية داخل الحزب والمجتمع , الامر الذي لم ينجم عنه تنشيط وتفعيل دور المنظمات الحزبية والشغلية في رسم سياسات الحزب والمجتمع وابداء الانتقادات الضرورية لمراقبة الجهاز البيروقراطي الذي ترسخ في غياب التقاليد الديمقراطية للماركسية – اللنينية على أمتداد فترات زمنية معينة . كما ان الطبقة العاملة السوفيتية لم تمارس دورها الحقيقي في قيادة عملية البناء الاشتراكي ,والتي هي بطبيعة الحال من حقها الطبيعي والمشروع في القيادة والتوجيه والاشراف , لذا جاءت عملية منع الاجهزة الامنية من مراقبة المسؤولين الحزبيين والحكوميين لتعزز دور سلطة قيادة الهرم الحزبي والسلطوي في ظل غياب الديمقراطية الشعبية داخل الحزب والمجتمع ,وخاصة في فترات "البيريسترويكا " لتنفيذ مخططها التصفوي في القضاء على الاشتراكية وتفكيك الاتحاد السوفيتي . وقد سهل هذا الضرف ومكن المخابرات الغربية من اختراق الحزب والسلطة في الاتحاد السوفيتي بالتنسيق والتعاون مع خونة الشعب والفكر الاشتراكي المرتدين من تقويض أسس النظام الاشتراكي بما يخدم مصالح وتوجهات الحركة الماسونية والدوائر الامبريالية العالمية .
أن "قادة" مايسمى بالبيريسترويكا سيئة الصيت وتحالفهم الوثيق مع بعض "قادة " الاحزاب الشيوعية العالمية ,قد لعبوا حصان طروادة ومكنوا القوى الامبريالية من أن تأخذ وتقوض البناء من الداخل فتحول العامل الخارجي في ظل " التجديد والانفتاح وسياسة التفكير الجديد 0000 " الى عامل داخلي يفعل فعله التخريبي المدمر ,عندما بدأت الامور "بتجديد" الاشتراكية لتنتهي بالقضاء عليها ولتقيم على أنقاضها أسوأ نموذج رأسمالي عرفه التأريخ إنه نموذج الرأسمالية المافوية التابعة التي لاتستطيع في ظلها حتى قوانين السوق الرأسمالية ان تفعل فعلها ,انه نموذج الرأسمالية المتوحشة التي لاأمل في ظلها لحل أي من المشاكل ,وهذا ما يتطلب بالضرورة من القوى الوطنية الشريفة ان ترص الصفوف وتوحد الجهود من خلال صياغة برامج كفاحية على مستوى الساحات الوطنية والاقليمية والدولية من أجل صياغة أسس نظام عالمي جديد حقا ً وهذا لن يتأتى ألابمسيرة إصلاح شامل للنظام الدولي الراهن على أساس الديمقراطية وتكاملية الادوار لكل دول العالم .
ان احترام التعددية على الصعيد الدولي هو السبيل المؤدي لقيام نظام عضوي عالمي تكاملي ديمقراطي يعمل ضد فكرة الأوامرية وقيادة دولة واحدة للعالم او حتى قيادة عدة دول للعالم .
أن مصير العالم لكل دول العالم ,لاملك دولة واحدة او حتى عدة دول .

مصادر البحث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-جريدة النهار الروسية في إعدادها :32 , 33 ,34 , 35 ,الشهري أب وأيلول لعام 1993 باللغة الروسية .
2- جريدة القدس في عددها رقم 25 ,أيلول عام 1994 , باللغة الروسية .
3- قضايا الادب , العدد الرابع , السنة 1990 باللغة الروسية .
4- مجلة فالاديا عفارديا " (أي الحرس الشاب) العدد 10 , صفحة 53- 82 السنة 1994 باللغة الروسية .
5- مجلة روسيا الادبية ,13 / 7 / 1992 باللغة الروسية .
6- مجلة النذير الروسي العدد 28, السنة 192 , والعدد الاول لعام 1993 باللغة الروسية .
7- جريدة روسيا السوفياتية في 5/9/1992 ,9/9 /1993 باللغة الروسية .
8- جريدة كومسومو لسكايا برافدا,في 9/12/1991 باللغة الروسية .
9- مجلة معاصرنا , العدد الثاني , السنة 1994 , باللغة الروسية .
10- جريدة الازفيستيا ,في 22/5/1992 باللغة الروسية .
11- الجريدة المستقلة , في 22/12/1993 باللغة الروسية .
12- الابحاث الكاثوليكية ,حزيران ,1992 باللغة الروسية .
13- جريدة كومير سانت ديلي ,في 7/2/1992 باللغة الروسية .
14- جريدة الازفيستيا ,في 2/10/1992 باللغة الروسية .
15- وثائق تحليلية خاصة مستقاة من المصادر الداخلية للحركة الماسونية ,وجريدة القدس , مصدر سابق . تموز – 1997 .





#نجم_الدليمي_.._د._يوسف_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجم الدليمي .. د. يوسف سلمان - الخيانة الاستراتيجية وتفكيك الاتحاد السوفييتي