أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد مصطفى علوش - ما وراء دعوة الحكومة اللبنانية للإنتخابات الفرعية ؟















المزيد.....

ما وراء دعوة الحكومة اللبنانية للإنتخابات الفرعية ؟


محمد مصطفى علوش

الحوار المتمدن-العدد: 2004 - 2007 / 8 / 11 - 03:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بعيداً عن لغة الأرقام ومن خسر ومن نجح في الإنتخابات التي أجريت في كل من بيروت والمتن على المقعدين الشاغرين باغتيال أصحابهما، نحاول ان نستطلع الدوافع والأسباب التي دعت الحكومة الحالية للدعوة الى الإنتخابات الفرعية الآن في دائرتي بيروت الثانية والمتن ، أي عقب اغتيال وليد عيدو النائب عن كتلة تيار المستقبل مباشرة ، ولم تجريها في حينها أي عقب اغتيال الوزير والنائب بيار جميل الذي مضى على اغتياله أكثر من ثمانية أشهر ؟

في ظني ان الإجابة على هذا السؤال ، وبعيداً عن التطرق للتدخل الإقليمي والدولي وتداعياته على مجريات الاحداث ، تتأتى من فهم طبيعة الصراع الدائر في لبنان بين الأحلاف القائمة ، والتغيرات الطارئة عليه حتى الآن.

مؤيدو الحكومة يرجعون سبب دعوة الحكومة اللبنانية للإنتخابات في بيروت والمتن ، والإصرار على ذلك رغم تمنع رئيس الجمهورية عن توقيع المرسوم المتعلق بها ، أن الحكومة مصرة على حماية نوابها في توجيه رسالة لمرتكب هذه الإغتيالات بأن الحكومة اللبنانية لن تغير من سياستها وستعمل على ملأ كل مقعد يشغر بالقوة وان توقيت دعوتها الآن وليس عقب اغتيال النائب بيار جميل هي لردع المعتدي من التمادي في تصفية النواب والوزارء.

هذا التفسير وان كان له وجهة نظر قوية إلا أنه حقيقة لا يبرر كفاية توجه الحكومة ، خصوصا انها كانت ترجع عدم الدعوة لإنتخاب بديل لـ"الجميل" لتمنع الرئيس آميل لحود من امضاء المرسوم المرتبط بإقرار الدعوة للإنتخابات الفرعية في دائرة المتن ، ولا ندري ما الذي تغير الآن!

في ظني أن دوافع الحكومة هذه يمكن معرفتها سيما إذا ما ربطناها بما طرأ على قائمة التحالفات من تغيرات بعد اغتيال بيار جميل. تلك التغيرات التي أثرت على خريطة التحالفات السياسية القائمة في البلد من جانب ، وعلى حجم القواعد الشعبية الموزعة على تلك التحالفات من جانب آخر جاءت شرارتها الأولى في مؤتمر سان كليو في فرنسا الذي عقد قبل أقل من شهر. حيث خرج التكتل الطرابلسي من قوى 14 آذار بنوابه الأربعة مخالفاً حلفاءه في قوى 14 آذار لناحية رفضهم انتخاب رئيس للجمهورية بالنصف زائد واحد في حال تعذر التآم الثلثين من النوب مؤيدين بذلك موقف المعارضة ، ثم كرت السٌّبحة وسط تأكيدات على خلافات واقعة داخل قوى 14آذار وبالتحديد داخل تيار المستقبل حيث لم يخف مرشح التيار لرئاسة الوزراء سابقاً المحامي بهيج طبارة النائب عن التيار والأكبر سناً ومقاماً بين زملائه تذمره وتمايزه عن خط التيار في الفترة الاخيرة وبعد انقطاع شبه تام عن حضور اجتماعات التكتل النيابي التابع للتيار في دارة الحريري لخلافات يرجعها البعض للشخصانية في حين يرده البعض للخط السياسي الذي مال به الحريري الأبن عن خط الحريري الأب . أياً كان فإن هذا التململ انسحب ليشمل أطرافا أخرى داخل التيار حيث كثر الحديث عن احتمال خروج نائين آخرين عن المقعد العلوي من التيار في الشمال تحت وطأة الضغوطات التي يتعرضون لها من قبل طائفتهم بعد الحديث الذي أدلى به النائب "عبد الله حنا" عن المقعد العلوي في الشمال لجريدة السفير أظهر مخالفة واضحة في مواقفه لموقف التيار بل وأكد بحسب الصحيفة أنه لم يعد هناك قوى تسمى 14 آذار.

هذا على صعيد خريطة التحالفات أما على صعيد القواعد الشعبية المؤيدة لهذا التيار أم ذاك فقد جاءت نتائج الإنتخابات الأخيرة تؤكد ذلك . في دائرة بيروت بيروت وكانت العملية أشبه بالمعركة المفتعلة أو الوهمية رغم جميع الدعوات وكان الإقبال جد خجول ولم تفلح الدعوات المتكررة التي وجهها تيار المستقبل للناخبين للتوجه لصناديق الإقتراع للتصويت رغم اقتراع المفتي قباني وتأييده العلني لمرشح التيار مخالفاً الأعراف التي سادت بين المفتين الذين سبقوه لمنصبه، حيث لم تزد نسبة المشاركة في بيروت أي حيث قوة ونفوذ تيار المستقبل عن 18%، نسبة المقترعين السنة حوالي 15% منهم يعني أن حوالي 80% من الطائفة السنية في هذه الدائرة لم تنتخب خلافاً لما حدث في انتخابات 2005 السابقة ، ما يعني تململ واسع داخل صفوف الطائفة السنية من سياسيات اقتصادية واجتماعية مطبقة أو على الأقل تسجيل اعتراض أو فتور حاصل بينها وبين تيار المستقبل الذي استحضر كل أنواع الشعارات المستفزة لعواطف السنة لمزيد من التأكيد على مبايعته في حملته الإنتخابية ، والتزام ببعض النداءات التي وجهتها زعامات سنية معارضة داخل بيروت بالإمتناع عن التصويت لأسباب متنوعة.

الأمر نفسه ينطبق الى حد ما على شعبية العماد عون الذي تدنت شعبيته في الوسط المسيحي من 70% الى ما يقارب 51% دون النظر الى الأساب وإذا ما كانت تعود لتعاطف الناخبين المتنيين مع والد المغدور أو استجابة لرغبات بكركي بعدم اغلاق بيت سياسي عريق في المتن، او اعتراضاً من الناخب على خريطة تحالفات الجنرال عون السياسية، فضلاً عن الخوض في الفسيفساء المذهبية داخل الطائفة السميحية وما يحمله توزع اصواتها بين المتنافسين في دائرة المتن من دلالات. المهم أن شعبيته تبدلت وتدنت الآن وهذا ما ثبت بالأرقام . إلا ان الفارق في التغيرات الحاصلة على صعيد القواعد الشعبية عند كلا الفريقين لم تطال خريطة تحالفات الجنرال عون القوية إن لناحية حزب الله وحركة أمل وان لناحية الطاشناق والمر في حين تضعضعت خريطة التحالفات في قوى 14 آذار إذا علمنا ان ما يجري داخل تيار المستقبل ينسحب أيضا على جميع قوى تحالف 14 آذار حيث سجل تمايز لقيادات فاعلة مرشحة لرئاسة الجمهورية مثل النائب بطرس حرب أو النائب روبير غانم.

في ظل هذه التغيرات ومع اقتراب الإستحقاق الدستوري للترشح لرئاسة الجمهورية التي تحرص قوى 14 آذار على انتخاب رئيس للجمهورية من حانبها في مقابل عزل رغائبية الجنرال عون في شغل المنصب المذكور لم يكن أمام الحكومة سوى الدعوة للإنتخابات محققة جملة نقاط هي:

• التأكيد على شرعيتها حيث اضطرت القوى المتحالفة مع الجنرال عون مثل حزب الله تلبية دعوة الحكومة غير الشرعية بحسب ما يسمونها لخوض الإنتخابات الفرعية رغم ان تلك الدعوة جاءت دون امضاء رئيس الجمهورية عليها ما يعني الإعتراف ولو قسرا من قبل المعارضة بوجود الحكومة الحالية وبمقرراتها . وهذا ما لمحت اليه الحكومة خلال تقييمها لسير العملية الأنتخابية حين أكدت ان العملية الأنتخابية وخوض المعارضين للحكومة فيها يعني اقرار بشرعية هذه الحكومة. الأمر الذي يكسبها تعويضاً عما يمكن ان يلحق بها من خسارة بعد التغيرات التي طرءت على خريطة التحالفات داخل قوى 14 آذار التي تتشكل منها.

• محاولة تعويض خسارة النواب الذي خرجوا من التيار من جانب والرفع من عدد نواب الأكثرية الذين تناقصوا بفضل خروج التكتل الطرابلسي وبعض المستقلين بالتزامن مع قدوم الإستحقاق الرئاسي في مجلس النواب.

• ارباك الجنرال عون ، المدعي دائماً تمثيل غالبية المسيحيين والحامي لحقوقهم المهمشة في قوى الأكثرية لا سيما من تيار المستقبل المكون للحكومة الحالية ، من خلال دفعه لخوض الإنتخابات في مواجهة والد المغدور، الخصم الذي شغل منصب رئيس الجمهورية لولاية كاملة والمعروف داخلياً وإقليمياً ودولياً، أي الرئيس أمين الجميل المتامهي مع قوى 14 آذار ، الأمر الذي سيفقد الجنرال عون ولو بنسب متفاتة صدقية هذا الإدعاء سواء نجح مرشحه أو رسب وهذا تماما ما حصل ، فعلى الرغم من خسارة الجميل أمام المرشح العوني فقد خرج الجميل ليقول أن ثلثي أصوات الموارنة المعنيين بملف رئاسة الجمهورية صبت في صندوقه وان ادعاء عون التمثيل الحصري للمسيحيين قد سقط.



#محمد_مصطفى_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظواهري وسياسته الإنتهازية في الترويج لمشروعه
- إستراتيجية جديدة للأنظمة في احتواء الإسلاميين
- ماذا لو تعلم بوش من الملكة إليزابيث ؟
- ما وراء جدار الأعظمية؟
- العرب بعد أربع سنواب من غزو العراق
- المبادرة العربية ضمانة لإسرائيل وخطر على العرب
- المرامي السعودية من تأجيل الأزمة اللبنانية لما بعد القمة
- بوش ولعنة ديقراطيته في العراق
- مصير المبادرة العربية في موسم التنازلات
- هل ارتدت -حماس- في نظر الظواهري؟
- مؤتمر بغداد والنوايا الأمريكية السيئة
- ايران وامريكا ومرحلة جديدة من الصراع
- رسائل أحمدي نجاد للسعوديين خلال القمة المشتركة
- مستقبل اسرائيل بعد عقدين
- الفلسطينيون في لبنان ..أي دور ينتظرهم؟
- هل لم يعد هناك مأمن حتى ل ديك تشيني في أفغانسان؟
- التفجيرات المتنقلة في لبنان ...أي رسالة تحمل؟
- لقاء مكة بين ضرورة الإتفاق وانعدام الثقة
- عملية إيلات من المستفيد من رسائلها؟
- بوش وسياسة الهروب الى الأمام


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد مصطفى علوش - ما وراء دعوة الحكومة اللبنانية للإنتخابات الفرعية ؟